يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 08-20-2011, 01:46 AM   رقم المشاركة : 1
اللبنانية


 

انتابني حزن عميق عندما تلقيت رسالة جوال من راشد عطية الغامدي - مدير بيت الطالب في تعليم الباحة سابقا - يقول فيها " الوالدة انتقلت إلى رحمة الله تعالى اليوم "، لمعت في ذاكرتي صورتها وهي تقوم بمعالجتي وأنا طفل صغير.. كنت حينها كعصفور يرتعد بين يديها رغم كلامها الجميل وطمأنتها لي بأن المسألة بسيطة وهو " سن " صغير لا يحتاج إلى كل هذا الخوف. وما هي إلا لحظات حتى قالت لي: " خلاص الحمد لله .. قم يا بطل " ضحك والدي وزوجها - يرحمهما الله – من شكلي بعد أن خلعت ضرسي الذي كان يسبب لي آلاما أقضت مضجعي .. والعجيب أنه لا يحلو له أن يقض مضجعي إلا عندما أخلد إلى النوم. واستطرد زوجها مازحا: خذ الضرس وارمه لعين الشمس وقل : خذي يا شمس ....... واستبدليه بسن غزال " كنت أعتقد أن ذلك فخر .. وأقوم بعمل ذلك وأنا في قمة سعادتي رغم أنها كانت دعابة - غفر الله له – يقولونها للأطفال كي يطمئنوهم. لم أفطن لمغزى ذلك إلا بعد أن كبرت واشتد عودي. أعود إلى قصة هذه المرأة التي انتقلت إلى جوار ربها يوم الجمعة الثاني عشر من رمضان الحالي، لأتذكر مواقفها وكيف الناس كانوا يتهافتون على منزل زوجها في بلدة عراء ببني ظبيان. تعالج ذاك وتضمد جراح هذا وتعطي ذلك إبرة بنسلين وتخلع ضرس هذا وسن تلك. الرجال والنساء .. الشباب والشابات والأطفال بدون كلل ولا ملل . في خفة لم اعهد مثلها. كانت الطبيبة والممرضة في آن واحد، الناس يأتون إليها من أماكن بعيدة بسياراتهم، وبعضهم كان يأتي على الدواب. حتى أصبح منزل زوجها كخلية نحل من كثر المراجعين المرضى وأقربائهم وذويهم. وعندما يذهب الرجل بمريضه أو مريضته إليها تذهب الأسرة جميعها. وكان الجميع في ضيافة زوجها، بل لم تكن تشترط مبلغا معينا مقابل العلاج. فربما أن بعضهم لا يملك ريالا واحدا. قالت والدتي (يحفظها الله) : تعسرت ولادة امرأة من أقربائنا وبقيت في المخاض ثلاثة أيام كادت أن تهلك بل أشرفت على الموت ولم يجدوا أحدا يسعفها فلم يكن هناك مراكز صحية قريبة أو حتى مستشفى في المنطقة اجمع، ولم يجدوا بدا من استدعاء " اللبنانية " فذهبوا إليها والطريق وعر وأتت على عجل وكانت السبب بعد الله في تسهيل ولادة تلك المرأة بصبي. لقد كان لها أفضال كبيرة على كثير من الناس.
يحكي لي أحد ألأخوة من بلدة عراء يقول : دخلت شوكة كبيرة في باطن قدمي ظهرت من خارجها حتى أحسست أن رجلي أصيبت بالشلل ولم أقوى على المشي إلا بصعوبة بالغة، فحاولت إخراجها فلم استطع فقد تمكنت من قدمي وأصبح من المستحيل إخراجها. أخذني والدي إلى هذه المرأة وهي من جيراننا. ووضعت مخدر على رجلي ثم فتحت فتحة صغيرة في ظاهر القدم وكذلك في باطن القدم حتى أخرجت الشوكة بسهولة. هذه بعضا من مواقفها وأعمالها الخيرة ولو أردت أن أسرد لكم أعمالها الجليلة لأستغرق مني ذلك وقتا طويلا.
كانت – يرحمها الله - تزور النساء في منازلهم لتقوم بعميلة الولادة. وكانت أيضا قبل أن تقوم بإعطاء إبرة أو علاج تضرب إبرة للتأكد من الحساسية قبل أن تعطي علاجا يكون ضررا على المريض في وقت لا أحد يعرف البنسلين من غيره.
بقي أقول أن هذه المرأة كانت تحمل الجنسية اللبنانية تزوجها عطية بن راشد – يرحمه الله – أحد أعيان بلدة عراء في بني ظبيان ، وذلك عندما ذهب للعلاج في لبنان وأتت معه إلى المنطقة في رحلة طويلة قبل أن يصل الإسفلت إلى منطقة الباحة وربما حتى الطائف، في قصة عجيبة لدى ابنها راشد.

رحمها الله واسكنها فسيح جناته وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان

 

 

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir