فكرة
للكاتبة : هيام حسون علي المفلح
ذات يوم .. اقتطع " س " من رأسه فكرة !
تأملها ..
لم تكتمل ملامحها بعد !
ود لو يكمل بعض زواياها .. وارتفاعاتها .. ويدعم قاعدتها .. ولكن الملل خدر عقله المترف .. وسرى كالتثاؤب في شرايينه .
فقرر ، وهو يقلب فكرته بين يديه ، أن يجمدها في ثلاجات التسويف .. الى حين !
****
مر ب" س " رجل يدعى " ع " .. لمح فكرته المتشقلبة ، بلا مبالاة ، بين يديه ..
رغب باقتنائها ، فسأله اياها .. وبجود الكرماء وهبها له .. فصارت ملكه!
****
أضاف "ع" الى الفكرة رتوشا كثيرة ..
كان تاجرا شاطرا يعرف كيف يسوق الأفكار !
وعندما أصبحت جاهزة للبيع .. عرضها باتقان في متجره .
****
تفحصها الزبون " ج " مأخوذا بها !
استولت على مفاتيح دهشته .. فاشتراها.
ولأنه رجل متفائل .. زينها بفاتح الألوان .. وعقد في نتوءاتها شرائط حريرية ، وعلقها في ركنه المفضل ببيته .
وكل صباح .ز حين يشرب قهوته أمامها ، تصبغ عينيه بالفرح ، وترسم على وجهه المشرق ابتسامة يقهر بها كل سحابات يومه الرمادية !
اغتاظ منها زميله "م" المتشائم دوما !
وكلما زاره .. تمنى لو أنه يعطيها له .
وأمام الحاحاته المتكررة ، نزل عند رغبته ، حياء منه ، وهو يمني نفسه بمساعدة صديقه على الخروج من عباءات التشاؤم .. وتلوين أيامه بالفرح والتفاؤل !
ولأن "م" عصي التغيير ( ؟!) ...
نزع كل زينتها .. وأطفأ بريقها .
صبغها باللون الأسود الحالك .. ثم صهرها ، وصبها في قالب بحجم .. رصاصة !
أصبح يحملها ، بين أصابعه ، أينما رحل .. كتعويذة !
****
مرة ...
نسي تعويذته في مكان ما .. فسرقها أحد المتشردين الجوعى .
كان يخطط لفتل إنسان مترف طالما أثار حسده .
حشا المسدس ، الساخط ، بالرصاصة السوداء المسروقة .. ثم أطلقها باتجاه المترف بدقة .. وهرب !
****
في الصباح ..
أعلنت الصحف :
وجد السيد " س " مقتولا برصاصة سوداء في .. رأسه !!
.
.
.
ألم يكن اختياري عنواناً للمشاركة مناسباً ؟؟؟...... " رحيق "