عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-2010, 04:07 AM   رقم المشاركة : 43
النظرة البعيده


 

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إتمامًا لمسيرة الملك العادل نور الدين زنكى فهاهو يغرس مبداء التفاؤل, وإيمانا به كنظرية تربوية عجيبة التأثير أنقل لكم هذه السطور

في سنة (560هـ) أمر الملك نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله بصنع منبرين: أحدهما للجامع الأموي الكبير في حلب والآخر .....!



للمسجد الأقصى في القدس. وكانت القدس آنذاك تحت حكم الصليبين.!!

أمر نور الدين ببنائه وقال : هذا قد عملناه لينصب ببيت المقدس !

وقد بدأ أمهر النجارين في حلب بصنعه وإعداده في بضع سنين حتى اكتمل قطعة فريدة من نوعها.

وكان الناس آنذاك يسخرون منه ويستبعدون تحقيق أمنيته ، يقولون هذا مستحيل .. أين نحن وأين النصر وقد تمكن الصليبيون وهم الأقوى والملك بأيديهم ظاهرين ..!

لسان حالهم كلسان حال أقوامٍ من بني قومنا .. ميزان القوى لا يسمح ..!

تشابهت قلوب المرجفين والشاكين والظانين بالله غير الحق ..!

إنها الثقة المتناهية بموعود الله عز وجل، وتربية الأمة على علو الهمة وعدم الركون واليأس.

إنها صناعة التفاؤل في دياجي الظلمة..

لكنه التفاؤل الإيجابي المقرون بالعمل والبناء والإعداد

لا تفاؤل السطور والعبارات ..!

لقد أراد نور الدين رحمه الله أن يبث الثقة في نفوس الأمة ، وكان له بفضل الله ما أراد

فلم يمضِ عشرون سنة فقط ، حتى تحررت القدس ، وعلى يد من ؟

على يد تلميذه صلاح الدين الدين الأيوبي ، وهذا الشبل من ذاك الأسد. وذلك فضل الله يؤتيه الله من يشاء والله ذو الفضل العظيم



وبفضل الله يتمكن المسلمون من نصب هذا المنبر في المسجد الأقصى في عهد صلاح الدين الذي افتتح القدس وطهرها من رجس الفرنجة عام 583هـ.

يقول ابن الأثير :

"وأمر صلاح الدين عندما دخل المسجد الأقصى وأزال معالم النصرانية بأن يعمل له منبر، فقيل له: إن نور الدين محموداً كان قد عمل منبراً بحلب أمر الصناع بالمبالغة في تحسينه وإتقانه وقال: هذا قد عملناه لينصب بالبيت المقدس. فأمر صلاح الدين بإحضاره، فحمل من حلب ونصب بالقدس، وكان بين عمل المنبر وحمله ما يزيد على عشرين سنة وكان هذا من كرامات نور الدين وحسن مقاصده رحمه الله‏.‏ "

لقد كان نور الدين يبني النفوس قبل أن يبنى المنبر

أيها الأفاضل والفضليات في الأمة المنصورة:

إن الثقة بموعود الله ، والهمة العالية ، والعمل لهذا الدين، تحتاج من يغرسها ويؤسس لها ويبنيها في النفوس

وإن النصر مبدأه في الصدور لا على السطور

وفتيلهُ شبيبة السنّـة الناشئن في محاريب القرآن

يقدح زنادهم صدقٌ ويقين راسخٌ كالجبال

فهل لنا أن نحيي ما أندرس في نفوسنا لنحييه في نفوسهم؟

 

 
























التوقيع

كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي
بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستُجزى بمثله
وإن كتبت شراً عليها حسابه
(المقياس الأسمى لشعورك بالسعادة هو: كم إنساناً أسعدت)

   

رد مع اقتباس