يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-28-2010, 02:11 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو مميز
 
الصورة الرمزية من جوار الحبيب
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
من جوار الحبيب is on a distinguished road

( من انا ) موضوع جدير بالتأمل


 

كم هي معاناة المرء حين يكتشف فجأة أنه لا يعرف نفسه معرفة جيدة وواضحة ولقد يظن بعضهم في هذا القول غرابة أو تجنيا أو لعله يضحك ساخرا متعجبا أنا لا أعرف نفسي ؟!
ويا لها من مفاجأة حقيقية : هل تحتاج للتعرف على نفسك ؟ لحظة من فضلك اسأل نفسك بقولك:
من أنا ؟
بمعنى ما هو تصوري الواضح لشخصي.
وهل بالفعل أستطيع توقع ما سأكون عليه ومدى ما أملكه من الأسباب الكفيلة لتحقيق ذلك ؟
وهل أدرك وأعي قبل كل ذلك ما أريد؟
أخي القارئ لا تكمل القراء ة!
لا تكمل القراءة إذا لم تر أنك وصلت إلى مستوى من الشفافية كاف لترى نفسك أو على الأقل لتحاول مجرد محاولة لترصد من خلالها ذاتك؟
لأن الشرط الأول لإدراك ما أريده لنفسي ولك وللآخرين هو الوصول إلى مرحلة منها يبدأ كل منا يبصر نفسه بعينيه حقيقة.
ثم ليدرك من خلال ذلك ذاته كما يدرك في كثير من الأحيان ذوات الآخرين،
ويالها من مفارقة عجيبة،إذ تجد أننا في كثير من الأوقات نحلل شخصيات الآخرين،ونتوقع منهم،ونريد لهم،بل نفهمهم،أو هكذا نظن،ثم نحاول بعد ذلك الوصول إلى مرحلة القدرة على التعامل معهم،والحكم عليهم،في حين نفتقد الكثير من ذلك داخل نفوسنا‍
سبحان الله
و قد تجد آخرين يحسنون التعامل مع شخصياتنا ويعطونها حكما لا نكاد نستطيع معرفته عن أنفسنا كما يعرفه الآخرون،ويا للمفارقة العجيبة،وقل الأمر بعينه حين يتعامل أولئك القوم مع أنفسهم
لعلك لم تصدق
حسنا
اسأل نفسك:
ماذا تريد؟
أي قل لنفسك أنا ماذا أريد ؟
ثم هل أنا أسلك السبيل الموصلة إلى الذي أريده؟
حدد الإجابة
طيب
السؤال الآن هل هناك وضوح تام للدافع وراء تكون تلك الإرادة لديك؟
وبعبارة أخرى
لم أردت هذا لا ذاك ولا غيره؟
قل بصدق
صارح نفسك
كن واضحا
على من تخفي ما في نفسك
بل هل يمكنك أن تخفيه أصلا
كن صادقا لا تغلف تلك الإرادة بغشاوة تزيف بها الحقيقة لتخدع نفسك والآخرين
قد تبدو غايتك نبيلة و محددة ليس فيها ما يشين ولكنها على حين غرة تخفي وراءها خطيئة وأي خطيئة ترى منها الحسن ونفسك تخفي منها القبيح أي نفس هذه وأي شخص أنا
لعلك لم تكتف بما ذكرت
طيب
هل أنت صادق؟لأن الصدق مبدأ حياة وعنوان نجاح
هل أنت كاذب؟
أجب الآن
طيب كم مرة كذبت وأنت مستيقن أنك لا تحتاج الكذب.
بل لماذا احتجت لتكذب منذ البداية أصلا
نعم من هنا نبدأ
من الصدق مع الذات أولا،ثم مع غيرها
لا فائدة لشيء مما نعمل ما لم نسر الخطوة الأولى على طريق الصدق.
هل تستطيع أن تقدم تقريرا عن نفسك لها،
نعم عن نفسك لإدارتك الذاتية توضح فيه مدى ما تملك من قدرات في جميع النواحي على نحو يقرب من الصواب،
ما الذي تستطيعه؟
ما الذي لا تستطيعه؟
هل ما تستطيعه يمكنك فعلا،أو هي خدعة أخرى؟
طيب
هل الذي لا تستطيعه،لا يمكنك فعلا،أو هي خدعة جديدة؟
ويحي ما هذا
لقد أرهقتني
طيب طيب
سؤال آخر
مم تخاف؟
ولم تخاف مما تخاف منه؟
وأي خوف في نفسك أعظم؟
حين لا تخاف بصدق مما تزعم أنه أعظم ما تخاف منه،لم تخاف من غيره؟
أرأيت حقك ألا تخاف من شيء،لأنك لم تخف من أعظم شيء كما تخاف من غيره
هل فهمت
يا أخي
لقد أرهقتني
طيب طيب
هل تحفظ الأمانة؟
هل تعي كيف تحفظ الأمانة؟
هل تقدر على ذلك؟
ما هي أعظم أمانة؟
هل حفظتها؟
فلماذا تحافظ على غيرها؟
لا تفرط في غيرها،ولكن لا تنسها
هل نسيتها؟
كيف راق لك أن تتذكر غيرها
بل لم نسيتها
إذن هل أنت مقتنع أنها أمانة
وهل أنت تحفظ الأمانات
كيف ضاعت تلك الأمانة
يا أخي توقف
طيب طيب هذه فقط
هل يقع منك الغدر،وهل تقع منك الخيانة؟
الغدر عدم الوفاء،ولا يكون غدر إلا بعد عهد،والخيانة عدم النصح،وليس من ضرورة الخيانة أن يسبقها عهد،فهي أعم من الغدر.
كم مرة عاهدت ووعدت ولم تف بعهدك،ولم تنجز وعدك؟
كم مرة استنصحت ولم تنصح صادقا بل قلت ما لا تراه أدعى لسرور من استنصحك؟
يعني هل أنت مصلحجي،آسف مصلحي جلف لا تؤاخذني على التعبير،أليست هي الحقيقة؟
هل تأخذ بغيتك ثم لا تلوي على شيء،ولا تبالي إن كان ما تفعله صوابا،أم خطأ؟
هل تغش الآخرين غير مبال سوى بتحقيق أكبر قدر من الربح؟
هل تتحدث في غيبة أخيك بما لا يرضيه؟
هل تقع منك الغيبة وأنت في غيبوبة لا تدرك أمرك إلا بعد حين؟
أين الوفاء إذن؟
ثم قل لي بربك لو استنصحت ولك مصلحة ما مدى صدقك لو كان النصح ضد مصلحتك،هل تعبيرك يكون قويا صارما في نصح صاحبك لكي يبحث عن أمر آخر،أو تفضل إبداء رأيك على استحياء خشية أن تضيع الفرصة عليك،أو ستقول:يا حبيبي عنده عقل والله ما أحد جبره.
إذن أين النصح؟
أخي أخي توقف
أقول بل اسمع
حين تتعارض مصلحتك المادية مع مبدأ من مبادئك ،ما الذي ستفعله؟
ستصمد،ولعلك ستقول والله لو أعطوني مال الدنيا لا أفعل.
طيب
حين يكون العرض مغريا،وجادا (والموضوع ليس مجرد كلام)ما الذي ستفعله؟
سأصمد
طيب
زاد العرض ثلاثة أضعاف؟
سأصمد
زاد عدة مرات؟
أقول: ألا ترى أن الموضوع يحتاج إلى تسوية بدلا من التشبث بما لا فائدة فيه،بل ذلك الأمر ليس من المبادئ أصلا،هذه هي الحقيقة،لا أن الموضوع ليس موضوع مقدار ما عرض للتخلي عن المبدأ؛فنحن لم نتخل عن المبدأ بل متمسكون بالمبادئ لأبعد حد،ولكن لا ضرورة لهذه الجزئية،أوتلك الفكرة،أو هذا الأمر،وليس في الموضوع تخل عن مبدأ بل جلب لكثير من المصالح،وفي الحقيقة نظرا لطبيعة العرض التي لا تتعارض مع المبادئ الأساسية أعلنت الموافقة،وصدقوني ليس من أجل ما قدم إلي من العوائد المادية،بل لأن الأمر لا يعدو الجانب الشكلي أما المضمون فكما هو،وأما المبادئ فلم تمس،والمصلحة المتحققة أعظم بكثير من مجرد التمسك بالشكليات.
سبحان الله
تصور كم ستكون الخسارة؟
لأن ذلك الأمر تحول من مبدأ إلى جانب شكلي هكذا بقدرة قادر
سيقول:يا أخي ليس هناك خسارة أصلا،لأنه ليس من المبادئ الأساسية؛إنه مجرد أمر شكلي.
إذن لماذا اعتبرتم ذلك مبدأ لا تتخلون عنه من قبل؟
ثم لماذا أوجدتم من أجله صراعا مريرا،لعل أرواحا كثيرة ذهبت من أجله،وأحيانا ما هو أغلى من الأرواح؟
لماذا حين دفع آخرون الثمن وأنتم دفعتم المثمن،في لحظة مفاجئة،لماذا خسرنا الثمن والمثمن معا؟
ماذا تريدون؟
ما الذي لن تتخلوا عنه أبدا،كي نعرف ما الذي لا نبرح عنه مدافعين؟
ما المبادئ التي لا تترك،وتستحق التضحية؟
ما الشيء الذي لا يباع؟
أم أنكم لا تدرون عن ذلك شيئا،يا للعجب؟
طيب
هل تسمح لنفسك بالتفكير حين تكون مخطئا ؟
هل تعرف كيف تدافع عن نفسك بحيث يتقبل الآخرون ذلك؟
حين ترى الآخرين على خطأ هل يمكنك أن تتوقع أنهم قد يكونون أقرب إلى الصواب منك؟
هل تعرف إن كان مهما توجيههم،أو ستترك لهم حق الاختيار،باعتبار الأوقات لا تكاد تتسع لما يهم المصلحين لا المفسدين إصلاحه،فكيف تنفق فيما يسوغ للآخرين فعله مما يحق لهم أن يعدوه خيارا لهم؟
وإذا رأيت أن تقديم النصح لا مندوحة عنه بشرط أن تكون على جلية من أمرك لا تكاد تترك شيئا مما يجب التعرف عليه مما هو داخل ضمن موضوع التوجيه،فتتحدث حديث الخبير لا حديث من يلقي الكلام على علاته لا يدري سوى أنه يريد الحديث عن أي شيء،المهم أنه يتحدث.
ثم بعد تحصيل الشرط هل تعرف كيف تقوم بالتوجيه دون تجريح؟
هل تتوقع الرفض منهم؟
هل تحسن استيعاب الموقف حين تجابه بالرفض؟
ماذا ستفعل بعد ذلك؟
هل تحسن أن تصبر؟
كيف تصرفت مع من رفض نصحك قبل قليل؟
أذن كيف تعد نفسك صبورا ؟
أخي لدي أسئلة كثيرة
هل هل هل،لماذا،لماذا،لماذا،كيف،كيف،كيف
أخي هل أجبت على شيء من الأسئلة السابقة؟
طيب
لو قدر أن كنت في محك عملي كيف سترى نفسك،مع تلك الأسئلة؟
يعني هل جربت عمليا،تعارض مصالحك مع مبادئك تعارضا مغريا؟
هل جربت في موقف معين تعارض مصلحتك مع نصح غيرك؟
هل جربت في موقف معين تعارض مصلحتك مع شيء وعدت به؟
إذا جربت فقل لنفسك بصدق كيف كنت،وتعر ف على ذاتك من خلال ذلك،وهل صدق العمل القول؟
وإذا لم تجرب فكيف أجبت،ولنفسك أو عليها حكمت؟
أرأيت؟
الأمر يحتاج إلى وقفات لا يخدع فيها المرء نفسه،بل يكون صادقا،ومن هنا نبدأ في زاوية من هنا نبدأ"انتهى المقال.
أيها الإخوة الكرام.
لقد قرأت المقال مع بعض التعليق تاركا فرصة إتمام الصورة لحضراتكم
وأهم ما أريده هنا أن ندرك بأن الواحد منا يحمل من المتناقضات الشيء الكثير،هو كريم وإذا به يبخل أحوج ما يكون الآخرون إلى الكرم،هو بخيل وإذا به يصبح أكثر كرما مما تتوقع،هو جبان لا يواجه المواقف ويخشى مقابلة الهواء،وفي لحظة تسفر الحقيقة التي لعله لا يعرفها عن نفسه عن شخص غاية في القوة والشجاعة،هو شجاع لا يكاد يكف عن الزمجرة هنا أو هناك،ويحسب له ألف حساب،وفي لحظة إذا به يخور فلا ترى من شجاعته شيئا،بل هو حكيم يضع الأمور مواضعها فلا تكاد ترى له زلة،ثم إذا به يسلك طريقا ضيقا ويدع أوسع منه بكثير فيحار ويحار معه كل من وثق بحكمته أشد ما يكون المرء محتاجا للحكمة،وهو سفيه لا يحسن وزن مثقال حبة،فإذا بك ترى من حكمته م لا تكاد تراه عند غيره،هو كذا فإذا به يصبح في صورة مغايرة،والعكس فإذا به يصبح بالعكس،لا تدري ما هذا،إنه الإنسان،إنه أنا فمن أنا؟
أيها الإخوة الكرام.
لك أن تتعجب معي حين تعلم أن أول مرة يرد فيها ذكر الإنسان في القرآن لدى قراءته على الترتيب الذي بين أيدينا نعم حين ورد ذكره لأول مرة ورد في قول الله تعالى :"يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا"،نعم هذه حقيقتك ضعف في حين تحسب أنك في أوج قوتك وأي ضعف أعظم من عدم معرفتك بذاتك معرفة لا تعود بعدها شخصا مخادعا.
وأول مرة يرد فيها ذكر الإنسان في القرآن حسب نزوله،أي في أول آيات نزلت إلى الأرض وحيا على قلب رسول الله  جاء فيها ذكر الإنسان ضاما إلى معنى الضعف أعظم معنى يمكن الإنسان من خلاله تقليل شدة هذا الضعف والتخلص إلى حد كبير من مجموعة المتناقضات في ذاتك،قال تعالى:"اقرأ باسم ربك الذي خلق،خلق الإنسان من علق،اقرأ وربك الأكرم،الذي علم بالقلم،علم الإنسان ما لم يعلم"،نعم خلقت من علق وهو مع كونه حقيقة لا مراء فيها إلا أنها تتضمن حقيقة ضعفك بالإشارة إلى طبيعة تكوينك الأولى،ثم إذا بك تشب وتقوى وتعقل لتتعلم ما لم تعلم بفضل من الله وكرم فهنا أمران بعد الإشارة إلى ضعفك الأول كرم من علمك جل وعلا ،هذا أمر،والآخر فيه الإشارة إلى منشأ ما به تصبح قويا،إنه العلم عموما ولا فائدة فيه ما لم يكن متضمنا العلم بالله تعالى من خلال الوحي المنزل من عنده جل وعلا
للشيخ / عدنان الزهراني
جعلها الله في ميزان حسناتك يا شيخ عدنان فعلاً حوار راقى اسلوب عرض وطرح
الرجو مِن من يقراء هذا الموضوع ان يخلص في الدعاء لشيخ / عدنان
ودمتم بخير

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-28-2010, 02:19 PM   رقم المشاركة : 2

 


جزاك الله خيراً أخي

وصلى الله على الحبيب الشفيع

وغفر لأخي عدنان الزهراني

وللمسلمين أجمعين

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir