عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2011, 02:15 AM   رقم المشاركة : 796
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 

الحلقة التاسعة عشرة




كنت أشرت في نهاية الحلقة الماضية إلى أن إجازة صيف عام 1395هـ كانت آخر إجازة قضيتها في الباحة حيث عدت في نهايتها إلى الرياض لإستئناف آخر سنة دراسية لي في كلية قوى الأمن الداخلي وكانت بحق أفضل سنة قضيتها في الرياض فقد خلت من الضغوط النفسية وكنت اتطلع إلى التخرج بشوق كبير انساني الكثير ممايدور حولي داخل أروقة الكلية كما أن وجود العديد من الأصدقاء من الباحة في جامعة الإمام محمد بن سعود والذين كنت التقي بهم بصورة رتيبة كل أسبوع تقريبا خففت عني كثيرا من مشاكل الغربة والبعد عن رفاق الطفولة ،




في بداية تلك السنة الدراسية حدث تطور كبير في البلاد حيث بدأت المملكة تطبيق خطة التنمية الخمسية الثانية حيث إنتهت الأولى بنهاية عام 1395هـ فانهال معها تنفيذ عقود المشاريع الكبيرة التي شهدت معها المملكة استقبال مئات الألاف من العمال الأجانب مما تسبب في أزمة سكن خانقة ، وكان من ضمن النقلة النوعية التي شهدناها آنذاك قيام الجامعات ومن بينها جامعة الإمام محمد بن سعود باسكان طلابها لأول مرة بل وتقديم وجبات طعام لهم مخفضة القيمة مع أن كثيرا من اولئك الطلاب كان يتمنى رفع مقدار المكافأة التي كانت تقدم لهم وترك اختيار السكن ونوعية الأطعمة لرغباتهم المتباينة .




في 18/6/1396هـ اقيم حفل التخرج وكنا محظوظين باقامته تحت رعاية الملك خالد رحمه الله وكان الوحيد الذي حضره من معارفي اكراما لي صديقي الحميم عبد الله بن غرم الله وذلك بالرغم من أنه كان يؤدي امتحاناته النهائية في السنة الثالثة بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود وقد احتضنني بعد الحفل مباشرة مقدما تبريكاته وتهانيه وانصرف مسرعا لتدارك مافاته فكان لموقفه هذا اثر كبير في نفسي عرفت معه معنى الصداقة الحقة .




بعد الحفل مباشرة ارتديت بدلة التخرج مزينة بنجمة على الكتف هي التي ذقت من أجلها الويل والثبور واتجهت على الفور إلى بيت سعادة اللواء عبدالجبار بن عبدالله في حي المنتزة فاضعته في غمرة الفرح مع أني أعرفه حق المعرفة ، استقبلني أبوعبد الله خير استقبال وبارك لي تخرجي ونحن نتاول طعام العشاء قلت له أخاف يجي تعييني في المباحث وأنا لا ارغبها ! قال إن جاء تعيينك فيها فأنت محظوظ لأنه لايعين فيها إلا من كان حائزا على ثقة الدولة وهذا شرف لايناله كل أحد ،

اسمح لي ابا عبد الله ازيد جمال هذه الحلقة باضافة هذي الصورة


مع خالص تحياتي ( أبو أديب )


حاولت أن انام ليلتي تلك عنده لكن شيئا كان يختلج في نفسي خوفا من التعيين لم يكن ليدع النوم يتسلل إلى جفني فقررت سرعة الذهاب إلى سكن الجامعة قبل أن توصد أبوابه ( لدى عبد الله غرم الله ورفاقه ) لعلي أجد سلوتي لديهم ( وكان السكن يقفل الساعة الحادية عشرة مساء ) وبعد أن استقللت التاكسي تذكرت أنهم مشغولون بالمذاكرة فحولت طريقي إلى العم محمد بن شويل حفظه الله لتقديم الشكر له على مواقفه المشرفة معي طوال فترة دراستي بل وفترة تواجدي في الرياض فاصر على أن أبقى عنده حتى الصباح ليأخذني بنفسه إلى الكلية لتسليم مابقي عندي من عُهَدْ رسمية وأخذ خطاب التعيين وما بقي لي داخل الكلية من مستلزمات .




قضيت ليلتي تلك اتململ على الفراش لم تكتحل عيني بالنوم رغم الإجهاد الذي كنت أعاني منه حيث الفكر شارد في تخيل القطاع الذي سيكون تعييني فيه وفي مهامه وسياراته والمنطقة التي سيتم توجيهي إليها وماذا لو جاء تعييني في قطاع لم يكن من بين القطاعات الثلاثة التي أعطيت لي الفرصة لاختيار أحدها حسب الأولوية ( الأمن العام ، الدفاع المدني ، حرس الحدود وكان اسمه آنذاك حرس الحدود ) إذ لم أكن اتخيل نفسي بدون سيارة نجدة وبدون نجمة تزيّن كتفي حلمت بحملها على مرأى من الآخرين طوال ثلاث سنوات وذقت من أجل تحقيق ذلك الهدف الأمرَين .




لم يكد فجر اليوم التالي يطل بأنواره على البسيطة إلا وانا أحاول إرتداء بدلتي المكتبية ذات النجمة الصفراء وربطة العنق التي لم أتعود على ربطها من قبل فاستغرق ذلك مني وقتا طويلا ، ومع بداية الدوام الرسمي دخلت مبنى الكلية واتجهت إلى مقر تسليم العهد فسلمت سلاحي وأخذت ماتبقى لي من ملابس وأغراض من ثكنات السكن وودعت زملائي من الدورات التي بقيت بعدنا ومن هناك توجهت إلى الإدارة لإستلام خطاب التعيين !!




كيف كانت ردة الفعل بعد فتح الخطاب ؟! وكيف كانت المشاعر ؟! هذا ما سنتطرق إليه في الحلقة القادمة بإذن الله .

 

 
























التوقيع