عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2011, 12:28 AM   رقم المشاركة : 14

 

.

*****

العرضة لون من ألوان الحرب تبرز فيها الرجالة والشجاعة والتاريخ والكرم والقوة في الحرب والسلم ولها دستور وقانون متوارث وغير مكتوب يجب على المشاركين مراعاته والالتزام به

وللعرضة أركان ثابتة لا يمكن تقوم بدونها وهي:
المكان والوقت المناسب , الشعراء , الزيره , الرفّاصة , العرّاضة , المخيله

ولا تقوم العرضة بمعناها الصحيح بدون هذه الأركان يضاق لها الآن الإخراج والإنارة وسماعات صوت والتصوير والتسجيل وزد عليها المحطات الفضائية

وتشمل أغراض العرضة الفخر والحماس والوصف والمدح والهجاء وغيرها ولا تجد قديماً من يتطرق إلى الغزل في العرضة أو للنواحي العاطفية بعكس اللعب والمسحباني وغيره من الفنون الجنوبية

وتقام العرضة كاحتفال لمناسبات مختلفة منها الزواجات أو للصلح بين قبيلتين أو الطهار أو العيد أو الطينة أو انتهاء عمل أو غير ذلك ويشارك في العرضة أغلب أفراد القبيلة ولذلك قديما يهتم الآباء والأجداد بتعليم الابناء منذ الطفولة ويدربونهم على إتقان العرضة وإجادة فنونها

وتقام العرضة في مكان فسيح وتبدأ بدق الزيرة وترتيب الصفوف وتكون البداية بالترحيب وخاصة بين الشعراء ومما قيل

تسليمة من أبو جعيدي رحمه الله في عرضة في الغمدة
البدع
ربنّا ندعي ومنه القبايل
يمّن المختاف والحاجبة

الرد
يا سلام الله على أغلى القبايل
أنت مثل النون في حاجبه


ثم جاء الترحيب بأبو جعيدي من الوالد علي دغسان رحمه الله
البدع
يالله يارباً عليه الوسايل
والقمر وسط السما زاه به


الرد
مرحبا بك جيت من سد سايل
والمذاهب عندنا زاهبه


والأفضل أن يدخل ضيوف المحفل بعرضة يتقدمهم شاعرهم وتسمى هذه الدخلة (المدقال)

وكانت تقام العرضة في اماكن مختلفة فعلى سبيل المثال تقام في الريع حول جثث المقاتيل بعد الحروب وتقام على سطوح المنازل وخاصة بعد انتهاء الطينة أو في إحدى الركائب الكبيرة وقد تكون على طريق الضيوف أو في حوشة البيوت الكبيرة ولم يكن للعرضة مكان مخصص إلا ما ندر

وحسب معلوماتي فقد كان اللعب أكثر أهمية وأكثر انتشاراً من العرضة وأغلب القصائد المتوارثة عن الشعراء الأولين قصائد لعب والسبب خفتها وشمولها على الغزل أو الوصف وكذلك ابياتها لا تتجاوز الخمسة محاريف

كان وادي العلي يفتخر بعدد من الشعراء العمالقة مثل عبدالله الزبير وعلي طويش وعلي دغسان وملاسي وغيرهم رحمهم الله جميع

وكان الوادي يفتخر بوجود رفاصة لا يمكن مجاراتهم وحسب علمي من اشهر الرفاصة يحيى بن كجم ويحيى العجمة عليهما رحمة الله ولهما قصص في التميز والتغلب على رفاصة أهل المحفل المقابل

وفي بعض القرى يسمون الرفاصة بالمزِّيفه أو الرقاصه
والرفاصة هم من يوزن العرضة ويحكمها بحركات مدروسة ومتقنة والأفضل أن يتكون فريق الرفاصة من شخصين أو أربعة ويكونون ثنائي أو رباعي متقابلين

أما أفضل من يعرض في وادي العلي حسب علمي فهم أهل الطرفين وكان وما زال حتى الآن لهم نقله مميزة وطريقة في العرضة ولهم فنهم الخاص

أما من الأفراد فيتربع على القمة العم علي بن عبدالله الصائغ وسعد دوبح رحمهما الله

ولا اعلم إن كان في الوادي نقاعة زيرة ممزين ولكن كان يتردد في هذا المجال اسم أبنا بن نصيب من الظفير وغيرهم

نعود لأصل الموضوع ونقول الموروث الشعبي والعرضة وفنونها لم تهمل في وادي العلي عنوة أو تترك عمداً ولكن الوادي مر بمتغيرات كثيرة ومنها الصحوات الدينية المتكررة سواء المتشددة أو الوسطية منها

كما تعرض الوادي لمتغيرات أخرى منها الهجرة للعمل والتجارة والدراسة والتحضر بالاضافة إلى التغيير والتطوير شأنه في ذلك شأن بقية مناطق المملكة

وموروثنا الشعبي والعرضة مر كذلك بمتغيرات منها المبالغة في كسوة الشعراء ونقاعة الزير والتكاليف العالية وربما شابت الفنون الشعبية والموروث بعض التحريف أو التغيير أو التطوير في شكله وبنيته شأنه في ذلك شأن الفنون الأخرى بالمملكة مثل (المجرور , السامري , الدوسري , القزوعي , الزامل , الخبيتي , الخطوة , الشهري , الدحة , المدقال , الرزفه , الدمه , ... الخ)

أنا ملاحظ أن اغلب أبنائنا اليوم يهتمون بالموروث والعرضة ولو على سبيل المعرفة وقد تكون عودة للأصالة وهذا شي يبشر بالخير فموروثنا اجمل واهم من الطرب والينبعاوي والقلطه وغيرها من الفنون التي تهتم بها بعض الفرق الشعبية التي تحيي حفلات الزواج

ولـ أخي المهتما اقدم قصيدة للشاعر الكبير أبو جعيدي رحمه الله يقول فيها

انه يقول بو جعيدي ضاعت العطله
حن يا شعاعير عدنا من حضر بيشه
في حزة الصيف ما نسمع لهم طاري
والا اقبل التمر جا كلٌ بطنجاره


طبعاً أنا طولتها وهي قصيرة وهي وجهة نظر وخذها يا المهتما بحصلها واعذرنا على التأخير والتطويل

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس