عرض مشاركة واحدة
قديم 07-16-2012, 02:35 AM   رقم المشاركة : 2

 

[quote=رفيق الدرب;156964]

من الذكريات

زاوية ذكريات أخشى أن يدب إليها الفتور لذا قررت أن أزودها ببعض الذكريات :
عدت إلى إدارة التعليم وقلت لهم يا أنتقل بتلاميذنا ومدرسينا وإلا أنا أعتذر عن استلام المبنى ، وفعلا سلم لمدير آخر هو ( بيدروس )
تناولت وريقة وكتبت فيها هذه الأبيات مباركا له أولا وكنوع من التودد وحسن الجوار ثانيا :
تباركت من عروس ===== زفت إلى بيدروسِ
بكر فحافظ عليها ===== ( للأنشطه) والدروسِ
وجاركم في ابن رشدٍ ===== في فلل كالرموسِ
وللغبار نصيبٌ ===== في مشيه والجلوسِ
وبدلة كل يومٍ ===== حتى غدت كالحلوسِ
وفوق هذا وذاك ===== تصلاه لفح الشموسِ
فليت شعري إلام ===== نشقى بتلك النحوسِ
رجع الفراش قائلا : قرأها الشيخ بيدروس وبدلا من أن يرد على المباركة بأحسن منها ما كان منه إلا أن قال [ والله ضحكنا على دقونهم واستلمنا المبنى ]
ما قدرت أهضم هذا الردود الفج فرديت بهذه الأبيات :
يا غامدي لماذا ===== تئن من حرِّ شمسِ
وعندك الماء عذبٌ ===== والمشي في ظل غرسِ
ورفقةٌ هم كرامٌ ===== فلا تبعْهم ببخسِ
والذكر عنكم جميلٌ ===== ما بين جهرٍ وهمسِ
ومن يقلْ غير هذا ===== يظلم بريئا بحدسِ
وما عليك إذا ما ===== صفحت عن قول جبسِ
أعطيتها الفراش مرة أخرى وأرسلتها له وبالمناسبة فإن أحلى أيام مرت عليّه هي الأيام التي قضيتها في هذه المدرسة وفي مدرسة ربيعة بن كعب فقد رزقني الله بوكيلين أعجز عن وصفهما
عملا وطيبا وأخلاقا هو ( محمد عقاب ) ومثله الوكيل الثاني ( عبد الله الحربي ) حفظهما الله وجزاهما عني خيرالجزاء
هذه بعض من خربشاتي كما يقول موجهنا أحمد بن فيصل لعلها تروق لكم .

[/quote]

بالنسبة لي ما سطرته من حديث الذكريات مناسب جدا وهي بلا شك خواطر تأتي بشكل عفوي .. وبامكان أبو صالح وعدد من الإخوة الأعضاء الكتابة ولو عن يوم واحد عن العمل يتخلله موقف أو مواقف هنا نستطيع أن نخرج بحصيلة مناسبة من سجلات تلك الأيام ..وبالتالي نتعرف على ملامح الحياة الاجتماعية والتربوية خلال فترة زمنية .. ما يميز تلك الفترة هو : سمة الاخلاص في العمل كعادة متأصلة لدى الجميع إلا ماندر .. إضافة إلى التقدير والإحترام الذي يحظى به مدير المدرسة من قبل المعلمين والادارة والحي والمجتمع . لم يك أي مدير باستطاعته أن يتبوأ هذا المنصب إلا إذا كان لديه مهارات في القيادة والابداع وسبق أن عمل وكيلا وأثبت كفاءته

هذا الأسبوع في زواج ( ثاني ) لأحد مديري المدارس من الزملاء السابقين جمعتني الصدف لكي أجلس مع مجموعة من مشرفي الإدارة المدرسية وكانوا يتحدثون عن حركة مديري ووكلاء المدارس وأنها ستتأخرعن الصدور يوم غد ..والمشكلة أنه لازالت تسع مدارس ( مفتوحة ) وغير ( مقفلة ) ففهمت من هذا المصطلح أنهم لم يجدوا لها مديرين .. وأنها شاغرة وقاعدين يتوسلون هذا وذاك من الوكلاء ويرغبون ويتوعدون بالأنظمة .. والسبب أن مدير المدرسة في هذه الأيام يعاني مشاكل ( كثير ) من المعلمين وعدم احترامهم للأنظمة والغياب .المتكرر بدون عذر حقيقي ... وقيل أنهم ( مايستحون ) الواحد منهم يسوي اللي يبغى .. يعاند في دخول الاحتياط ولا يلتزم بالاشراف ولا يدخل الفصل مع بداية الحصة ويخرج قبل انتهائها وعطاؤه داخل الفصل محدود ومشغول بالجوال .. وكثير منهم يشربون الدخان .. وعند الحسم عليهم في الغياب : منهم من لا يبالي حتى لوحسم جل راتبه .. ومنهم من يتوسط لكي لا يحسم عليه .. وأسوأهم يفتري على المدير أو يتصيد اخطاؤه ويقدم فيه شكوى ثم تحضر المتابعة وتمرمط في المدير .. ( وهذا إن شاء الله لا ينفي وجود عدد من المعلمين المتميزين لازالوا يؤدون رسالتهم التربوية على الوجه الأمثل )

في المقابل وفي أيام مضت منذ زمن حضرت حفلا بمدرسة سكن الضباط يوم أن كان مديرها الأستاذ عقيلي عبدالغني - صاحب كتاب المعلامة - وكان من ضمن فقرات الحفل تكريم معلم ما غاب ولا استأذن منذ ثلاث سنوات .. وكرم غيره بنفس الطريقة بحضور عدد كبير من كبار الضباط باعتبارهم أولياء أمور الطلاب .. وكان الحفل والأمر كله مشرفا غاية الشرف كون قطاع التعليم يقف بهذا الموقف المثالي تحت إدارة هذا الغامدي .. وكأنها منافسة أمام القطاع العسكري الذي ينظر بتقدير بالغ لأولئك المربين الذي يحتضنون فلذات أكبادهم .

نعود إلى شعر رفيق الدرب :
يذكرني هذا الشعر بسينية البحترى وقربها من الحدث .. وإن كان الرفيق المناضل - رفيق الدرب - قد اختار أيضا نفس القافية لما في قصيدة البحتري من نظم جميل وابداع يتخله جناس متوج بحرف السين جعلها في قمة التألق .. قصيدة البحتري يقول مطلعها :
صنت نفسي عما يدنس نفسي ....................... وترفعت عن جدا كل جبس
وتماسكت حين زعزني الدهر ........................التماسا منه لتعسي ونكسي
حضرت رحلي الهموم فوجهت ....................... إلى أبيض المدائن عنسي
أتسلى عن الحظوظ وآسى ....................... لمحل من آل ساسان درس


من الغة العربية :
جبس : تعني ( حقير ) أو ( لئيم )
عنسي : ناقتي
أبيض المدائن : عاصمة الفرس
آل ساسان : حكام الدولة الساسانية بفارس
.................................................. ...........
مديروا .. مديري : هو الإسم الصحيح لما كان شائعا ب ( مدراء )