عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2013, 03:02 PM   رقم المشاركة : 207

 

الصداقة والوفاء

أتيت إليكم بها اليوم من جيب الذاكرة أرجو أن تحوز رضاكم واستحسانكم

فمن بين كثيب العمر الطاعن في غيابات الأفول طلعت زينب رمز الوفاء

بعد مضيّ أربعةٌ وثلاثون عاما ، قالت ظللت أبحث عنك يارفيقة معهدي ولصيقة مقعدي

قرابة الستة عشر عاما

فلم تغب يوماً عن بالي صورة وجهك البريئ ونظراتك الذاهلة بين جموع الطالبات حين نخرج للفسحة

لم أنس سخائك بالصف الأول الابتدائي

حين كسرت قلمك الرصاص مناصفة بيني وبينك وكذلك ممحاتك ومسطرتك الخشبية

أثناء أداؤنا اختبار الفصل الأول من عامنا الدراسي الأوّل الإبتدائي

وقتها كنت قد نسيت أدواتي في المنزل وخفت من المعلمة موضي أن تضربن هكذا خُيّل إليّ

والجميل من بين الذكريات كيف كنّا نتلقى ضرب المسطرة نيابة عن بعضنا البعض عندما تستشعر إحدانا

موقف صديقتها المحزن لم نكن نضرب لجرم كبير كان جرمنا المتواضع ارتداؤنا للبناطيل الملونة من تحت

مراييلنا المتباينة ذات اللون الرمادي حيث كن مراقبات الطوابير الصباحية

يجلن بيننا ويخرجن منّا كل طالبة مخالف زيّها المدرسي

والمخالفات لاتعدو عن نسيان كولة العنق البيضاء أو ظهور لون البنطلون من اسفل المريول


تسرد صديقتي الحبيبة زينب ذكرياتنا

وكلي غارقة في الخجل منها كيف لم أكلف نفسي عناء البحث عنها وهي أقسمت

أنها ظلت تبحث عني قرابة الستة عشرة عاما الماضية

التقيت زميلة الدراسة في مركز تجاري بعد أن رتب الله لنا اللقاء في منتصف العمر

كنت أذكر كم هي شديدة الشكيمة حاضرة البديهة مولعة بالعلم محبة للنظام وفية للزمان والمكان

والصداقة ولولا الوفاء منها ما التقينا

ومادلها عليّ إلاّ صديقة لنا وبنت جيران كنا نتزاور زمن الجيرة الحقة

هي السيدة الفاضلة فوز أم رنا التي مدت حبل الوصل فيما بيننا من جديد

ولسان الدهشة معقود لايزال كيف يحصل هذا ومتى ؟!!!

لكنّا التقينا فحسب وكل منّا تحمل آثار الزمن على محياها الخجول اللطيف

وبيننا أبناؤنا يباركون هذا الوفاء ويعدون بالسير على جادته .

 

 

   

رد مع اقتباس