عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2011, 10:13 PM   رقم المشاركة : 8

 

إلى نزهة المشتاق
من سعيد أبو عالي


قرأت في الساحة العامة أسماء لبعض المجاهدين من أبناء بلادنا الحبيبة والذين شاركوا في معركة فلسطين أمام الجيوش والعصابات الصهيونية التي غزت فلسطين واحتلت جزءاً كبيراً منها وسرقت ماءنا وهواءنا وأشجارنا ومزارعنا وأرضنا في فلسطين الحبيبة.. ولو استطاعت هذه العصابات سرقة شمسنا وقمرنا أيضاً لفعلت.

هزني الموضوع وسارعت أقرأ الأسماء تقديراً لهم ولعلِّي أتعرف على شهيد منهم أو مصاب أو عائد إلى أرض الوطن. وما تعرفت إلا على واحد منهم سأذكره لاحقاً فرحمهم الله جميعاً وجمعنا بهم في مستقر رحمته.

ولعلَّ نشر أسمائهم توقظ فينا الإحساس بالوطن والأمة والمسؤولية؛ وطننا هو أمانة في اعناقنا ويا حيَّها من أمانة.. فهو مهبط الوحي المقدس وفيه مكة المكرمة والمدينة المنورة. وأمتنا العربية والإسلامية تتطلع إلينا كل يوم.. ألا يولُّون وجوههم شطر مكة المكرمة خمس مرات كل يوم!!

مسؤوليتنا تجاه بلادنا كبيرة جداً لا يحققها إلا العمل المخلص الدؤوب والإلتفاف حول أهدافنا الكبرى في بناء الوطن، والنهل من العلم حتى نشارك في صياغة التقدم العلمي العالمي. يجب أن نكون شركاء في صياغة الحضارة الإنسانية التي تتململ الدنيا لإقامتها. الناس في الغرب يشكون من قسوة الحياة رغم تقدم وسائل المعيشة ... وفي آسيا يبنون بلادهم لاهثين استدعاء أفكار فلاسفتهم حول الإنسان والكون..

وهذه فرصتنا نقدم فيها بالعلم والفعل تصورنا عن الإنسان والكون والحياة... عن العدل واحترام الآخر وصيانة الحقوق. إن لدينا في مكنونات ديننا وتاريخنا ما يجمع البشرية كلُّها على مائدة حضارية واحدة.
إن فلسطين ضاعت منا لما تخلينا عن عقيدتنا. ولكننا يمكن أن نجعل منها حافزاً على استرداد ما سرق وضاع وأن نقيم مع الناس عالماً جديداً سداه الإسلام ولحمته الحضارة الإسلامية التي تحقق العيش الكريم لجميع من يعيش تحت لوائها.

وأعود لقائمة الأسماء، فأجد أن حكومة سوريا بعد عام 1948م قد كرمت واحتفت واحتفلت بالمئات من آبائنا المجاهدين فلأعضاء تلك الحكومة السورية منا الشكر والدعاء لهم بالرحمة والغفران فأحسب أغلبهم – إن لم يكونوا كلهم – قد ساروا إلى الدار الآخرة.

تعرفت فقط على اسم الملازم (فهد المارق) واسمه الحقيقي فهد المارك وهو محارب شجاع وأديب ومؤلف. وهو أيضاً يحظى بتقدير أهل فلسطين فهم يذكرونه ويذكرون جهاده بكل خير.. في مكتبتي له كتاب من ثلاثة أجزاء بعنوان (من شيم الملك عبد العزيز) وهو غاية في الطرح الذكي والأسلوب الراقي. ابنه سعادة الدكتور عبد المحسن فهد المارك هو سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين الشقيقة.

أتساءل يا نزهة المشتاق عن اسم (أحمد بن سعيد بن صالح الضويلع) فهو قد حارب في فلسطين وعاد منها ظافراً ويذكر البعض أنه أسقط ببندقيته للعدو طائرة.. هو – رحمه الله – من قرية رحبان بوادي العلي في بني ظبيان ببلاد غامد من منطقة الباحة.. وله أبناء منهم المربي الأستاذ صالح أحمد الضويلع فهل يمكنك البحث عنه والإفادة.

وختاماً أشكر نزهة المشتاق على هذه المساهمة الممتازة.. وله تقديري واعتزازي.
سعيد بن عطية أبو عالي

 

 

   

رد مع اقتباس