عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2009, 11:53 AM   رقم المشاركة : 1
أرى شجراً في السماء احتجبْ


 

.

*****



أمير الشعراء احمد شوقي

أرى شجراً في السماء احتجبْ = وشقّ العَنانَ بمَرْأَى عَجبْ
مآذنُ قامت هنا أو هناكَ = ظواهرها درجٌ من شذب
وليس يؤذِّنُ فيها الرجالُ = ولكن تصبح عليها الغرب
وباسقة ٍ من بناتِ الرمالِ = نَمتْ ورَبتْ في ظلالِ الكُثُب
كسارية ِ الفُلْكِ، أَو كالمِسلَّةِ = أَو كالفَنارِ وراءَ العَبَب
تطولُ وتقصرُ خلفَ الكثيبِ = إذا الريحُ جاءَ به أَو ذهب
تُخالُ إذا اتَّقدَتْ في الضُّحَى = وجرَّ الأصيلُ عليها اللهب
وطافَ عليها شعاع النهارِ = من الصحوِ أو منْ حواشي السحب
وصيفة َ فرعونَ في ساحةِ = من القصر واقفة ً ترتقب
قد اعتصبتْ بفصوص العقيقِ = مُفصَّلة ً بِشُذورِ الذهب
وناطتْ قلائدَ مَرْجانِها = على الصدر، واتَّشَحَتْ بالقَصَب
وشَدَّتْ على ساقِها مِئْزَراً = تعقَّدَ من رأسها للذنب
أهذا هو النخلُ ملكُ الرياضِ = أَميرُ الحقولِ، عروسُ العزب؟
طعامُ الفقيرِ، وحَلوَى الغَنيِّ = وزادُ المسافِر والمُغْتَرِب؟
فيا نخلة َ الرملِ، لم تبخلي = ولا قصَّرتْ نخلاتُ الترب
وأعجبُ: كيف طوى ذكركنَّ = ولم يحتفلْ شعراءُ العرب؟!
أليس حراماً خلوُّ القصائدِ = من وصفكنّ، وعطلُ الكتب؟
وأنتنّ في الهاجراتِ الظِّلالُ = كأَنّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب
وأنتنّ في البيد شاة ُ المعيلِ = جناها بجانبِ أخرى حلبَ
وأنتنّ في عرصاتِ القصورِ = حسانُ الدُّمى الزائناتُ الرّحب
جناكنّ كالكرمِ شتى المذاقِ = وكالشَّهدِ في كل لون يُحَبّ

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس