الموضوع: رسائل جمعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2009, 11:22 PM   رقم المشاركة : 1
رسائل جمعة


 




الأولى

لعائلتي الشابين اللذين ـ قضيا ـ على الطريق الواصل ما بين حدود منطقة جازان الشمالية مع جنوب عسير:

أنتما في ذمة من أهمل، فالعشرون كيلاً ما بين ألمع والدرب

لا يرضى بها ضمير واحد في جسد حي في طريق عشرات الآلاف الذين يعبرون هذا الطريق.

حفر المقاول خندقاً بعرض قبر ثم تركه لأنه يعرف أنه بلا رقيب.

كان الشابان على قيد الحياة عندما حاولت أن أعرض ـ حفرة الموت ـ بأعلى صوت إلى أعلى مسؤول

ولكنني اكتشفت ولهول المفاجأة:

أن منطقة جازان بلا إدارة للنقل وبلا دائرة تتابع كوارث الطريق. إنها مجرد سنترال أخرم لا يجيب.



الثانية

للشاب المشلول، الذي يجوب أروقة الجامعة بيدين تعملان بنصف الطاقة

وما زالت لحيته الطاهرة تستمطر فاعل خير يتبرع له بعربة آلية:

هذه المساحة ليست في كفاءة ـ ليلة القدر ـ للراحل الكبير مصطفى أمين،

فالمجتمع الذي يدفع الملايين من أجل عيون البعارين

مشغول عن آلاف الفرص المتاحة في حساب الآخرة،

على حساب (حسابات) الدنيا البنكية. الإعاقة ليست شلل الأطراف، بل هي شلل العقل.


الثالثة

لمن كان عشمي فيه كبيراً كبيراً للوفاء بوعد قطعه على نفسه ثم صار يهرب اليوم من كل اتصال:

أنا لم ولن أبحث عن غرض شخصي خاص بقدر ما بحثت لك عن مستقبل أسرة تسعى لكفاف حياة.

أنا لم أطرق في حياتي غير بابين: باب منزلي،

وباب القلب الإنسان الذي كان للحياة ـ مجموعة إنسان ـ

وكان لي رائداً ومثالاً وداعماً وفرصة حياة.


الرابعة

إلى الصابرة التي واصلت كفاحها لسنوات وهي تذهب كل صباح للمدرسة

كي تعمل حاضنة أطفالاً بأربعمئة ريال:

كيف تمر الأيام ويتضاءل طموح لا يتعدى الحلم بترسيمها على وظيفة مستخدمة؟

كيف تكون وظيفة ـ المستخدمة ـ حتى حلماً يصعب المنال؟

كيف يمر الشهر كاملاً بمصروف أربعمئة ريال:

كيف هو الشعور ليلة الخامس والعشرين من الشهر

وأنت تنتظرين الصباح على أحر من الجمر كي تقبضي على هذه الوريقات الأربع؟

لماذا لا تطلبين من المعلمات أن يدفعن الغلة من ورق الريالات العشرة

كي تعودي ذات المساء بأربعين ورقة؟




مقال للكاتب علي سعد الموسى

بجريدة الوطن

أعجبني فنقلته





تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس