أستاذي و والدي القدير / عبد الرحيم بن قسقس :
تشرّفت بمرورك من هنا ،
و إضافتك النافعة و القيّمة و المفيدة .
اقتباس:
قسوة الطبيعة وشظف العيش وقلة الماديات وطريقة تربيتهم فرضت عليهم القسوة
|
أحترم كثيراً وجهة نظرك ،
و لكنْ أعتقد أن شظف العيش و قلة الماديات كذلك كانت موجودةً على عهد النبي صلى الله عليه و سلم ،
و لمْ يؤثر عنه عليه الصلاة و السلام أنه قام بضرب أحدٍ من أبنائه أو أحفاده أو حتى أبناء الصحابة ،
أو أنه تفوّه بكلمة جارحة لأحدهم ،
بل كان متبسّطاً جداً معهم ، و كان يستهدف بناء أنفسهم بمخاطبة عقولهم و أرواحهم أكثر من مخاطبة جلودهم
و أبدانهم .
و قدْ شُرع العقاب البدني في حالات محدودة جداً ،
و أوقات حرجة كذلك ،
و بكمية قليلة تُشعر الطفل بأنه ارتكب أمراً خطيراً كترك الصلاة و ما شابه ذلك ،
أي معاقبة البدن بشكل يوحي للطفل في عقله الباطن أنه تجاوز كل المراحل التي ينبغي أن يكون فيها إنساناً جديراً
بالتقدير و الاحترام ...
اقتباس:
ولكن السؤال هل جيل اليوم حصاد الحرية والديموقراطية أبنا الكول والكدش هم عماد الوطن ومستقبله
|
لا أعتقد يا والدي الفاضل أن جيل اليوم هو جيل حرية و ديموقراطية ، بقدر ما هو جيل هزائم و نكبات و مصائب
و دماء في كل مكان ، و حروب و إحباط و مشاعر مكبوتة تجعل منه إنساناً متطرّفاً إما في اليمين أو في اليسار ،
تصنع منه إرهابياً كما تصنع منه ( كول و كدش ! )
فالمشاهد المحبطة تجعل من الجيل جيلاً محبطاً ،
و بالتأكيد جيل ( الكدش و الكول ) يلوم الجيل السابق لأنه لم يورث له إلا الحروب و الهزائم و لم يكن إنساناً يعتمد عليه
في بناء الأوطان .
و بنظرة سريعة لمن حولنا سنرى أن هنالك آباءً كانوا بالفعل مثالاً يُحتذى في التربية الحسنة و الصالحة ،
و لنْ أكون مبالغاً أو مجاملاً إذا قلت أنك يا أبا توفيق تأتي على رأس هؤلاء الآباء الصالحين ،
و كذلك والدي العزيز أمدّه الله بالصحة و العافية ، و الكثيرين من الأقارب حولنا ،
أي أن الوضع ليس بهذا السوء الكبير ،
و لكنْ هي سطور أحببت أن أنثرها هنا لأستمع إلى آرائكم القيمة و مداخلاتكم المثرية و التي بالفعل أشعر بالسعادة
البالغة عندما أقرأها ...
أشكرك أستاذي و والدي الفاضل ،
و لك تحياتي و أشواقي الحارة ...