تحريم الكذب :
1. وقال تعالى :
{ إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون}
[ النحل / 105 ]
قال ابن كثير :
ثم أخبر تعالى أن رسوله صلى الله عليه وسلم ليس بمفتر ولا كذاب ؛
لأنه إنما يفتري الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم
شرارُ الخلق الذين لا يؤمنون بآيات الله من الكفرة
والملحدين المعروفين بالكذب عند الناس ،
والرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان أصدق الناس ،
وأبرهم ، وأكملهم علماً وعملاً وإيماناً وإيقاناً ،
معروفاً بالصدق في قومه لا يشك في ذلك أحد منهم بحيث
لا يُدعى بينهم إلا " بالأمين محمد " ، ولهذا سأل " هرقل " - ملك الروم -
أبا سفيان عن تلك المسائل التي سألها من صفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان فيما قال له :
" هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟
قال : لا ، فقال هرقل : فما كان ليدع الكذب على الناس
ويذهب فيكذب على الله عز وجل .
" تفسر ابن كثير " ( 2 / 588 ) .
2. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان .
رواه البخاري ( 33 ) و مسلم ( 59 )
قال النووي :
الذي قاله المحققون والأكثرون - وهو الصحيح المختار - :
أن معناه : أن هذه الخصال خصال نفاق ،
وصاحبها شبيه بالمنافقين في هذه الخصال ، ومتخلق بأخلاقهم ، ...
وقوله صلى الله عليه وسلم " كان منافقاً خالصاً " معناه :
شديد الشبه بالمنافقين بسبب هذه الخصال ،
قال بعض العلماء : وهذا فيمن كانت هذه الخصال غالبة عليه ،
فأما من يندر ذلك منه فليس داخلاً فيه .
فهذا هو المختار في معنى الحديث ،
وقد نقل الإمام أبو عيسى الترمذي رضي الله عنه معناه عن العلماء مطلقاً
فقال : إنما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العمل .
" شرح مسلم " ( 2 / 46 ، 47 ) .