عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-2011, 05:51 PM   رقم المشاركة : 589

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن فيصل مشاهدة المشاركة

يقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم : (( إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب))


وبما أني محب لأخي الغالي فإن شهادتي فيه مجروحة وهو غني أيضا عنها. ولذا فإني أحتفظ بما أود قوله.

إلا أن ذلك لا يمنع أنني أقول:

يحملني أبو عبدالله ما لا أطيق من الفضل وهو أهل الفضل والمروءة .



جاء في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
‏قوله : ( أمرنا رسول الله أن نحثو في وجوه المداحين التراب ) ‏
‏قيل يؤخذ التراب ويرمى به في وجه المداح عملا بظاهر الحديث ، وقيل معناه الأمر بدفع المال إليهم إذ المال حقير كالتراب بالنسبة إلى العرض في كل باب , أي أعطوهم إياه واقطعوا به ألسنتهم لئلا يهجوكم ، وقيل معناه أعطوهم عطاء قليلا فشبهه لقلته بالتراب .
وقيل المراد منه أن يخيب المادح ولا يعطيه شيئا لمدحه والمراد زجر المادح والحث على منعه من المدح لأنه يجعل الشخص مغرورا ومتكبرا .

قال الخطابي : المداحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة وجعلوه بضاعة يستأكلون به الممدوح . فأما من مدح الرجل على الفعل الحسن , والأمر المحمود يكون منه ترغيبا له في أمثاله وتحريضا للناس على الاقتداء على أشباهه فليس بمداح . وفي شرح الستة قد استعمل المقداد الحديث على ظاهره في تناول عين التراب وحثه في وجه المادح وقد يتأول على أن يكون معناه الخيبة والحرمان أي من تعرض لكم بالثناء والمدح فلا تعطوه واحرموه , كنى بالتراب عن الحرمان كقولهم : ما في يده غير التراب وكقوله : " إذا جاءك يطلب ثمن الكلب فاملأ كفه ترابا " . ‏


وقال الغزالي : في المدح ست آفات أربع على المادح واثنتان على الممدوح , أما المادح فقد يفرط فيه فيذكره بما ليس فيه فيكون كذابا , وقد يظهر فيه من الحب ما لا يعتقده فيكون منافقا , وقد يقول له ما لا يتحققه فيكون مجازفا , وقد يفرح الممدوح به وربما كان ظالما فيعصى بإدخال السرور عليه , وأما الممدوح فيحدث فيه كبرا وإعجابا وقد يفرح فيفسد العمل . إنتهى بتصرف .



لنفس السبب لن أمتدحك ياأبا سهيل لكنني أهمس في أذنك فأقول : أنت قريب إلى نفسي ! وكفى .

 

 
























التوقيع