عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2008, 03:10 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
البعيد القريب is on a distinguished road

محضرة في صيف 2080 .. المشهد الثاني


 

رابط الجزء الأول ‏ http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=621‎



توجه سامي الى دغمان واستفهم منه ان كان يعرف فلاناً أباه الذي كان يعمل معلماً في‎ ‎الرياض ‏فنظر اليه ‏دغمان ‏بتمعن ثم صاح ماري...ماري راقبي حتى أرجع.‏‎

انتحى دغمان‎ ‎بسامي إلى منضدة مجاوره وقال له سامي !! سامي !! انت ولد‎.... ‎فقاطعتهم إهاله‎ ‎‏المرشده " ‏عفواً ‏‏.... سامي القروب جاهز بقي 5 دقائق ... فأحرج‎ ‎سامي وتردد في ترك دغمان‏‎ ‎‏ولكن دغمان ربت على ‏كتفه وقال ‏له: مر علي في طريق‎ ‎عودتك للأوتيل ... على فكره فين‎ ‎ساكنين ؟ أجابه سامي: ‏في كبائن (الزرقاء‎ ‎‏مارينا) ‏‏...ووعده بالمرور عليه لاحقا.‏‎ العم‎ ‎دغمان: ضروري ضروري ياسامي‎ ‎هاه؟‎ ‎

ركبت المجموعة قارباً كتب على جانبيه اسمه‎ (صدام) وسألوا الشاب الذي‎ ‎يقوده عن معنى هذا ‏الإسم فقال ان ‏‏والده هو الذي سماه‎ ...‎وهذا هو الإسم المقيد‎ ‎في دائرة السياحة المائيه حسب ‏الترخيص المثبت في الداخل ... ‏‏فضحك‎ ‎احد الخواجات‎ ‎قائلاً: أظن والدك يقصد تخليد اسم أحد ‏رؤساء (ملاستان) التي كان يطلق‎ ‎عليها‎ ‎‏‏(العراق) ‏سابقا ... وتم أسره من قبل امريكا ثم إعدامه ... ‏فضحك الاخر بشدق‎ ‎مترعٍ‎ ‎بشراب الـ (‏Aseefo‏) قائلاً: ‏لقد كان ‏عنيداً... فلم يفعل مثل زعماء ‏عصره‎ ... ‎انظر الى‎ ‎شمال افريقيا كيف عرفت حسن التعامل فأصبح سيف ‏الإسلام ‏رئيساً وبقي‎ ‎‏العلويون في‎ ‎مملكتهم وكذلك تولى الرئيس جمال بعد والده حسني وساعدنا الملك عبد‎ ‎الله ‏الثاني ‏في‎ ‎‎بقاء حكمه بعد ان ابلى بلاءً حسناً على خطى اسلافه‎ ‎وأنظر......‏‎
‎ ‏
كان الشاب‏‎ ‎سامي يصغي مندهشاً ويرمق ذلك الخواجه بنظرة‎ ‎غاضبه على سخريته من العرب‎ ...‎ولكنه‎ ‎استجمع ‏شجاعته قائلاً: الم يكن رئيس امريكا‎ ‎حينها (بوش) الذي جن جنونه عندما تم غزوه‎ ‎‏في عقر ‏داره قبل 80 عام ‏وهاج مسعوراً‎ ‎ينهش في كل بقاع العالم بدعوى مكافحة الإرهاب‏‎ ‎؟.‏‎

تنحنح السائح الخواجة‎ ‎ذو اللحية الطويلة والقبعة الصغيرة السوداء التي تكاد‎ ‎لا تخفي قمة رأسه ‏والذي‎ ‎يبدو ‏انه ‏في العقد السابع من عمره وقال بلهجة تختلف عن‎ ‎الباقين: أي إرهاب يا‎ ‎غلام ؟ ‏يبدو انك لم تقرأ التاريخ ‏هذا ‏مخطط نسج في (ايباك‎) اللوبي المساند في‎ ‎الكونجرس لتبرير ‏القضاء على أعدائنا والاستيلاء على ما كان ‏يسمى‎ ‎‎سوريا‎ .

.. ‎فقاطعه سامي بحماس ولكن الذين قاموا ‏بذلك الهجوم كانوا مسلمين !! عندها‎ ‎تدخلت‎ ‎هاله قائلة: ‏هيا هيا ‏لقد وصلنا مرفأ (الجله) الآن ‏ويجب ان نغادر القارب‎ ‎للإلتحاق بأقرب تلفريك الى مرتفع (عروان)، ‏ابتسم ‏‏(جيكوب) وقال ‏سنكمل حديثنا ان‎ ‎أردت‎ ‎عندما نعود الى (زركا مارينا) يا سام .....‏‎ ‎

استقل الفريق السياحي‎ ‎ناقلات (التلفريك) متوجهين الى أعالي (عروان) وهو احد المراكز‎ ‎الرئيسية ‏للتلفريك‎ ‎‏الى ‏جانب المراكز الأخرى في عقبة تهامه ورغدان والأبناء وشمرخ‎ ...‎وهنا سنركز على‎ ‎‏الجزء الذي يخص ‏‏محضرة من زيارة سامي.‏‎ ‎ قليلة جداً العمالة‎ ‎الأجنبيه‎ ‎هنا ، 90% هم من اهل البلد بما في ذلك العمال ، جميل جداً منظر مرفأ‎ ‎‏الجله انظر‎ ‎‏الشكل رقم (1) قوارب صغيرة مصطفة على جانبيه ومباني عالية مطعمة‎ ‎بالطراز ‏المميز‎ ‎لهذه الولايه وطبيعة ‏‏خلابه تستطيع الإستمتاع بها من شرفة احد‎ ‎الفنادق والمطاعم‎ ‎المطلة ‏عليها.‏‎

كانت هاله تشرح لهم وتشير الى الشلالات التي‎ ‎لا تكاد‎ ‎تخلو منها أي من المرتفعات ، وفي غمرة ‏الإنسجام ‏الذي ‏كان يعيشه الفريق صاح‎ ‎سامي‎ ‎هذه هي بلاد اجدادي محضرة ، واشار بيده انظر ‏بيت جدي هناك‎ ‎‎‎...‎هنــــــــــــــــــاك ... لا هناك ... بل ... بل هنا.......اك وبدأ ينخفض‎ ‎صوته‏‎ ‎‏ويتمتم كان هناك ... ... اين ‏بيتنا ؟ ‏وبدأت الكآبه تغزو ملامح وجهه الشاب‎ ‎وكأن‎ ‎صفعة اهانة قد ‏وجهت اليه ومال الى الجانب الآخر من ‏مركبة ‏التلفريك‎ ... ‎متشاغلاً بمنظر اشجار‎ ‎اللوز و الزيتون في ‏موسم جنيها.‏‎

وصلت الناقلات‎ ‎الى عروان ... وهناك بدأت رحلة‎ ‎السير على الأقدام متجولين على ما تبقى من ‏الكهوف‎ ‎الأثرية ‏‏في عروان ثم واصلوا‎ ‎السير نزولاً الى الهويلة‎. ‏‎ كانت غابة‎ ‎كثيفة ، إلا أن المسافة قصيرة وكانت هاله‏‎ ‎تشرح للسياح مسميات الأشجار‎ ‎‏والنباتات....هذه ‏الشجيرة ‏الصغيرة تسمى السنوت وتلك‎ ‎عثربه وهذه عقشة والحماط‎ ‎والطلح ‏والعبعب والجخّيرا والسذاب والسعور ‏والحرّاق والدميا بتشديد الدال ‏والميم‎ ... ‎وهذه تسمى‎ ‎العنصل (بصل حنشان) وتلك الجوجه وهذه ‏خباز وطباق ‏وهذا الشار وهذا‎ ‎العرفج والضرم والعثرب وتلك زقومه‎. ‏‎

وكانت تشرح ما‎ ‎يؤكل منها وما يستخدم‎ ‎للعلاج وعندما تحدثت عن الزقوم اعرض (جيكوب) ‏عنها لأمر في‎ ‎نفسه ‏، الا أن (سميث)‎تدفقت اساريره عندما سمعها تتحدث عن نبتة (الدنقة) ‏المهلوسة‎ ‎التي كان السكان‎ ‎‏الأصليين ‏يتفادون اطعامها لمواشيهم لما تلحقه فيهم من تغيرات حيث‎ ‎‏ينامون الى‎ ‎وقت متأخر من النهار ويبدأ ‏الحمار ‏بالثغاء والنعجة بالصهيل والثور‎ ‎بالنهيق، وأسرع ‏سمث و (جمط) منها كمية لابأس بها ووضعها في ‏حقيبة ظهره ‏قائلاً‎ ‎سأجربها في زركا‎ ‎مارينا ‏ليلاً.‏‎

لمح سامي مزارعة عجوز تلبس لباساً كان قد شاهده‎ ‎في صغره‎ ... ‎وحفر في ذاكرته على مر السنين ‏وقال ‏سبحان ‏الله الا زالوا يرتدونه الى الان‎ ‎؟ كانت ترتدي ثوباً اسود مطرز بالقصب من جانبيه ‏والجزء الواضح ‏من صدر ‏الثوب‎ ‎المغطى‎ ‎بـ(المخلاه) وهو مثل الشرشف الذي يوضع احد طرفيه ‏من فوق الكتف الأيسر‎ ‎‏والطرف الآخر‎ ‎من ‏تحت الذراع الأيمن وتربط كلا الطرفين في الأمام ، ‏وكانت تردي‎ ‎شيلة سوداء تعصبها‎ ‎بمعصب اصفر (طبيعي) ‏‏... ورواجب الحنا تزين يديها التي بدى‎ ‎‏عليها اثر الشقاء والتعب‎ ‎وتلبس بيدها الأخرى ‏‏(مفارد) ظفار وهي ‏خرزات من‎ ‎الأحجار ‏الكريمة تنظم في خيط وتربط‎ ‎حول المعصم وتلبس في الأخرى ‏‏(حجول) من‎ ‎الفضه.‏‎

شعر سامي بمودة تسري داخله تجاهها‎ ‎فهي تذكره بالمرحومة جدته‎ (....) ‎وسألوها: ولماذا تقومين ‏بهذه ‏الأعمال ‏اليدوية وقد‎ ‎اوجدت جميع الوسائل‎ ‎الحديثة للزراعة والري والحصاد ؟ ... فزفرت ‏زفرةً طويله مع بسمة‏‎ ‎اصيلة ‏لتحجب‎ ‎بها الم تلك الزفره ... وانبعث معها عبير الغراز الذي وضعته ‏تحت الشيلة الى‎ ‎جانب‎ ‎وجهها ‏والمكون من ‏الكادي والريحان والبعيثران وقليل من نبتة العطره ...

وعندما‎ ‎شعرت ان الحديث سوف يطول ... ‏وضعت حزمة ‏‏(الخلا) جانباً وفوقه المحش ... وتلفتت‎ ‎‏حولها لأقرب‎ ‎حجر وجلست عليه ووضعت يدها على ‏صفحها وسألت ‏سامي بلكنة محلية قحه‎ ‎‏‏(ونته يابي ولد‎ ‎من ومن انت منه) ؟ ... يتبع
‏[‏URL=http://www.yy44.net/]‎‎[/url‏]‏

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة البعيد القريب ; 02-18-2008 الساعة 03:23 AM.

   

رد مع اقتباس