القرية التائهه (1)

كانت القرية ذات يوم في جولة في ضواحي البلاد لتغيير الجو والنزهة ... وأدركها الليل قبل ان ‏تعود الى ربوعها ... ومع عتمة المساء ضلت الطريق ... خاصةً ان المعالم التي عرفتها سابقاً لم ‏تعد كما كانت ، وتأثرت فراستها في معرفة الاتجاهات عن طريق النجوم بسبب أضواء غريبه ‏وساطعة الغت ظلمة السماء ... حتى التضاريس والمعالم التي تذكرها ؛ ازالتها مسطحات سوداء ‏طويله وإندثرت الجبال التي كانت تعينها على الإياب.‏

‏- أهلاً ... أهلنننن ....‏
‏- القريه : من انت ؟ ... من يتكلم ؟
‏- أقول بلا فصحنه بلا من أنت بلا ماذا تريد ؟ مسوية لي مسلسل تاريخي
‏- القريه : أسألك بالله من انت؟‏
‏- تمشين على طرقاتي وستضيئين بنوري وتنكرين معرفتي !‏
‏- القريه : نعم ... عرفتك أنت القمر ...‏
‏- لا انا مش القمر ياااا قمر ... اش البلاهه هذي اقول طرقاتي تقولي قمر! منتي عارفه انك ذلحين ‏دوبك داخله بيتي وداعسه على طرف فستان سيدتك (المدينه) شيلي رجلك غبرتيني.‏
القريه : لا تخافي على فستانك أنا غباري طاهر.‏
المدينه : بلا طاهر بلا ماهر ... بديتي بمثالياتكم المعتاده يا قُرى ؟ ياما غيرك قرى قالتها ‏وصاروا تبعي.‏
القريه : كيف يعني ؟
المدينه : يعني ... جلسوا يقولوا احنا اصيلين وما نبغى هم المدينه وضوضائها ومشاكلها ودحين ‏شوفيها قريه ورى الثانيه يتمسحون بطرف فستاني ... زيّك ههههههه
القريه : تضرب بيدها على سفح جنابها ... أنا تهت ووصلت هنا بالخطأ ... لا اريد المدينه ولا ‏القرب منها ... فقط اريد المبيت وعند بزوغ الفجر سأرحل الى ربوعي.‏
المدينه : هههههههه ... نفس الأسطوانه ياما سمعناها انا وإخواتي المدن الأخرى.‏
القريه : لا ... أنا اختلف عن القرى الأخرى ، انت لا تعرفين أصلي.‏
المدينه : طيب ... زي ما يقولوا عندنا ... الصباح رباح ونشوف ياااا أصيله خخخخخخـ ‏

 

 

.

*****

نفس الأسطوانه ياما سمعناها انا وإخواتي المدن الأخرى

هجرة بسبب وبدون سبب

غبار وتراب وأوراق وأغصان يابسه تغطي مساريب القريه
شجر الطلح والعرعر والخيطان تغطي الركايب
الأركوظ يمين ويسار
كان العثرب يزخرف الجدران
وكانت المساريب نضيفه وجميله
الأن يغطيها الشوك والشجر والحجران
مسكينه القريه التائهة المهجوره

الأخ العزيز البعيد القريب واصل فنحن نتابع ونستمتع بما تكتب

*****

 

 

الأخ القريب البعيد

القريب إلى قلوبنا والبعيد عن اجسادنا

الهجرة من القرية إلى المدينة سببت لنا مشاكل كثيرة

وخاصة في القرى ..

تهدمت الطرقات والمساريب ..

والأراضي الزراعية التي كنا نعتمد عليها بعد الله اصبحت مملوءة بشجر الطلح ..

والآبار التي كانت مملوءة بالماء العذب اصبحت الآن جافة ..

واستولت العمالة الأجنبية على بيوتنا وقـُرانا بسبب ( المدنية )

هذا حارس .. وهذا راعي غنم .. وهذا سائق ..وهذا عامل ..... الخ

اخي الحبيب كتاباتك جميلة واسلوبك اجمل

نحن في شوق لسماع بقية قصة القرية التائهة

فلا يطول إنتظارنا ..

شـكـرا لك ... ولك مني أجمل تحية .

 

 

بين القرية التائهه (1) والقريب البعيد عشق لا ينتهي
روائع تعيدنا للماضي وتدفعنا للحاضر
لك التحيه على الإبداع

 

 

القريب البعيد رسمت موضوعاً
بأناملك الذهبيه وبصورة قصة رائعة
بين القرية الأصيله وبين المدينه
والقرية تشتكي تنكر أبائها لها
وإبتعادهم عنها بدون أسباب مقنعة
وإنما شغف المدينه أستهوى شبابها
رغم أنها أصبحت تضاهي المدينه
في ضل حكومتنا الرشيدة
وبأت التطور والتقدم ولا ينقصها إلا وجود أبنائها
وهم عنها عازفين تاركين الهدوء والسكينه
يطاردون أنوار وزحمة المدينه
أما آن الأوان للعودة ؟؟؟
مبدع أخي في طرحك المميز

 

 

أخي العزيز البعيد القريب
رغم أنني تركت القرية وعمري عامين
إلا أنها تسكن في ولكن بمراحلها البكر ..
أحببت القرية من خلال الصديق الرائع والمبدع
عبدالعزيز مشري رحمه الله من خلال رواياته وماتختزله
ذاكرته الشفافة عنها وحضرت حوارآ مدهشآ تم في بيت
جدي علي بن قسقس رحمه الله بين اللواء علي بن أحمد
وشخص مثقف (إبن منيه) من محضره وعذرآ فقد نسيت
إسمه عن القرية وأثر المدنية عليها وكم تمنيت لوطال الحوار
.... أخي الكريم بوحك مذهل ونتمنى أن تستمر لننعم بهكذا
إبداع ونستفيد فلا عدمناك ..