عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2013, 09:16 PM   رقم المشاركة : 1
عندما نتعلم الوفاء من الكلب


 

عندما نتعلم الوفاء من الكلب ؟!!

للوفاء حكاية .. وقصص تروى وحكايات تذكر كأنها من نسج الخيال تمر بنا قصص وفاء من بعض الحيوانات مثل الجمل والكلب تناقلتها الرواة ... والإنسان أحق بان تروى عنه مثل هذه القصص واليوم أخذكم مع قصة وفاء من عجوز لجارتها وأخرى قصة كلب مع صاحبه نجد فيها كل معاني الوفاء ...
أستسمحكم العذر في سرد هاتين القصتين نقلا من مجلة أسرة 114 – العدد 36
للكاتب / أناس شوقي . بتصرف .

واليكم القصة :

كانت هناك امرأة تسكن بقرب جارة لها , وكانت تربطهما علاقة صداقة قوية , كانت تلك المرأة كل ليلة وفي ساعة متأخرة تطرق باب جارتها باكية , تفتش عن طفلها المفقود فتستيقظ الجارة كل مرة مرعوبة على طرقات وصراخ المرأة , وتخرج معها للبحث عن طفلها الذي تعرف كما يعرف جميع من في الحي أنه مات منذ عشرين عاما .
مع ذلك تخرج معها دون كلل أو ملل ودون أن تنهرها أو تصرخ في وجهها بأن ابنها الذي تبحث عنه الآن تحت التراب .. إذ كانت صداقتهما لها أقوى بكثير من ذلك الجنون الذي أصاب المرأة , أقوى الى درجة أنها لم تنزعج يوما من تصرفاتها , من ايقاضها وسط عتمة الليل وجعلها تخرج معها في صقيع البرد للبحث عن سراب...

هكذا هي الصداقة الحقة لا صداقة المصالح صداقة تعطي بدون مقابل ودون انتظار الأجر عليها صداقة قلت في زمن انقلبت فيه الموازين , فأصبح الطيب في نظر الناس ساذجا يسهل التلاعب به وأصبح الكريم مغفلا وصار الحليم جبانا وصارت المصلحة المحرك الأساسي لصداقات البشر وبات الوفاء عملة نادرة , لا يمتلكها إل قلة من الناس , حتى إن أحدهم وصف حاله من أصدقائه قائلا :


غفوت بأمان وحولي رفاقي ** واستيقظت فلم أجد حولي سوى الذئاب
لا أعلم هل أكلت الذئاب رفاقي ** أم أن رفاقي تحولوا إلى ذئاب


لكل من يريد تذكر معنى الوفاء يشاهد فلمhachiko الذي يروي قصة كلب ياباني شهير , يحمل هذا الاسم كان رمزا للوفاء النادر .. كان مٌلكا لأستاذ يعمل في كلية الزراعة بجامعة طوكيو كان هاجيكو يرافق الأستاذ الى محطة القطار يوميا في الصباح وينتظره بعد الظهر عندما يعود في الساعة الثالثة عصرا في زاوية من المحطة . وظل على هذا المنوال يوميا وفي يوم من الأيام والأستاذ في الجامعة تعرض لازمة صحية أدت الى وفاته لكن الكلب هاجيكو ظل على برنامجه اليومي في انتظار صاحبه الذي لن يعود . ولاحظ الناس استمرار وجود الكلب وعرفوا قصته وكونه ينتظر صاحبه الميت .. فراح الكثيرون يطعمونه وسمح مدير المحطة ببقائه بعد أن لاحظ انه لا يؤذي الناس وخصص له مكان للنوم حتى بادر احد طلاب الأستاذ واخذ الكلب للاعتناء به ولكن هاجيكو مع ذلك ظل على برنامجه في انتظار صاحبه كل يوم الساعة الثالثة بعد الظهر وظل على هذا الحال لمدة عشر سنوات ...

وبما ان لكل قصة من نهاية ففي يوم من الأيام في سنة 1935م وجدوا الكلب هاجيكو ميتا عند المحطة في المكان الذي اعتاد ان ينتظر صاحبه فيه ,ولغرابة قصته تم تحنيط وحفظ جثته في المتحف الوطني للعلوم في طوكيو وأقيم له نصب من البرونز لتخليده كما دخلت قصته في المنهاج المدرسي للتلاميذ اليابانيين وهناك عيد خاص كل عام في اليابان لمحبي الكلاب يقام عند تمثاله , حيث يصطف الآلاف في طوابير طويلة للانحناء له وتحيته والدموع في أعين الكثير منهم . حتى سار تمثال مجسم صغير للكلب هاجيكو أفضل هدية علامة على الوفاء تقدم في بعض المناسبات .

ترى !! هل نحتمل أصدقاءنا في ثورة جنونهم وغضبهم أو في فراش مرضهم ولحظات صدماتهم كما فعلت المرأة مع جارتها أم أننا نتذكرهم فقط في أيام زهوهم وقوتهم ؟؟


راق لي فنقلته متمنيا أن يروق لكم ..

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس