عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2009, 09:26 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

وصايا من فراش الموت


 




الحمد لله رب العالمين، خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً،

لا راد لما قضى، ولا معقب لما حكم، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون،

كتب سبحانه الموت على خلقه فقال: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }

كُتبَ الموت على الخَلقِ فكمْ = فَلَّ من جيشٍ وأفنى من دُوَلْ
أينَ نمرودُ وكنعــانُ ومنْ = مَلَكَ الأرضَ وولَّى وعَـزَلْ
أين عـادٌ أين فرعونُ ومن = رفعَ الأهرامَ من يسمعْ يَخَلْ
أينَ من سادوا وشادوا وبَنَوا = هَلَكَ الكلُّ ولم تُغنِ القُلَلْ
أينَ أربابُ الحِجَى أهلُ النُّهى = أينَ أهلُ العلمِ والقومُ الأوَلْ
سيُعيـدُ الله كلاً منهــمُ = وسيَجزي فاعلاً ما قد فَعَلْ

والصلاة والسلام على نبينا الكريم وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أيها المسلم الفاضل

ما أصعب الحديث عن الموت، وما أشده على النفس التي تشدنا إلى الوراء،

وتحاول جاهدة أن تنسينا تلك الحقيقة الإلهية، وذلك الأجل المحتوم.

لكن لا بد لنا من تذكر تلك الحقيقة، والوقوف معها وقفات صادقة،

والنظر إليها نظرات معتبرة.

أيها الأخ الحبيب

جاء في دفتر الحكمة، وديوان الموعظة:

"الموت باب الآخرة "

وقال الحسن البصري: ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشكٍ لا يقين فيه من الموت،

وقال غيره:

الناس في الدنيا أغراضٌ تتنصل فيها سهام المنايا، كأن من غاب لم يشهد، ومن مات لم يولد،

وقالت العرب:

ستساق إلى ما أنت لاقٍ،

وقال ابن المعتز:

الموت كسهمٍ مرسلٍ إليك، وعمرك بقدر سفره نحوك، الناس وفد البلى،

وسكان الثرى، ورهن المنايا،


وقال غيره:

مرارة الموت في خوفه، الموت يأتي كل محتجبٍ ولا يستأذن

وقد قال الله - تعالى -: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ}

فيا أيها المسلم الحبيب أدرك نفسك قبل أن تقول ذلك،

وحتى لا نقول ذلك - بإذن الله - أحببنا أن نقف على بعض وصايا المحتضرين

التي خرجت من قلوبهم،

وودّ أكثرهم لو يُمد في عمره حتى يعمل بوصية نفسه

أيْ أخي فاسمعْ وصايا جُمعتْ = من فم الموت وفرش المحتضَر

 

 

   

رد مع اقتباس