يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > ساحة التربية والتعليم والتطوير الذاتي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-25-2010, 08:05 PM   رقم المشاركة : 1
المنطفئون


 





حين لقيته أول مرة كان يملأ المجلس حيوية وتوهجاً ،

ويشد الأنظار إليه بنشاطه المتوثب ، وروحه المرحة ، وحماسه لكل ما يسند إليه ،

وقد كانت أفكاره رائعة ، كان يؤمن بالتجديد والإبداع ،

ويتحدث عن الفرص العظيمة في الحياة ،

في ذلك اللقاء أحسست أن شاباً يتكون الآن لصناعة مستقبل الإسلام والدعوة ،

واقتبست من حماسه حماساً ،

فوجدتني أسترسل في الحديث عن موضوعاته ،

وأهتم بسؤالاته ، وأزمع أن يدوم الوصل بيننا .

حالت بيني وبينه الحوائل ، ولم أعد أسمع له حساً ، لقد انطفأ !


كثيرون هم كذلك .

يبدؤون مندفعين مشرقين ، ثم تعترضهم العقبات ،

أو لا تساعدهم الملكات ، أو تخور نفوسهم ،

ليتباطأ مشيهم ، ثم يتوقف ، ثم يتراجع .

تذكرت

كلمة إبراهام لنكولن

أنا أمشي ببطء ، ولكن لم يحدث أبدا أنني مشيت خطوة واحدة للوراء

قد تسمع باسم داعية في بلد ،

أو تقرأ له كتاباً ، فترى رمزاً قادماً ،

ثم يطول انتظارك ولا يجيء ، هنا تسأل ما السبب ؟!

وقد كُتب لي أن أتعرف إلى ثلة من المؤثرين ،

سواءً كانوا علماء في الشريعة ،

أو كانوا مربين في الميدان ،

أو أدباء ومثقفين ، أو قادة اجتماعيين ،

ممن ظلوا يقدمون ويبذلون ،

واستمر حضورهم وتأثيرهم ،

فبدا لي أن أهم الأسباب وراء إشراقهم الدائم يعود إلى :

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2010, 08:07 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


أولاً

الهمة العالية ، والتي هي نوع من الطموح ،

مصحوباً بالصبر والتطلع والإصرار ،

أو كما سماه عمر بن عبد العزيز " التوق " ، فكان يقول :

إن لي نفساً تواقة,

تاقت إلى فاطمة بنت عبد الملك, فتزوجتها،

وتاقت إلى الإمارة فوليتها،

وتاقت إلى الخلافة فأدركتها، وقد تاقت إلى الجنة؛

فأرجو أن أدركها إن شاء الله عز وجل.



الهمة

جزء من البناء النفسي الفطري تعززها التربية ،

والقراءة الصحيحة للقدرات والظروف المحيطة ،

ولبابها التوازن بين المأمول والممكن ..

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2010, 08:12 PM   رقم المشاركة : 3

 


ثانياً

التكيف أي :

القدرة على معايشة الظروف المستعصية ،

وحماية النفس من الإحباط واليأس ،

والتعامل مع الطرق المسدودة والفرص الهاربة ،

والأجواء الخانقة ، وعدم الجمود على رؤية ضيقة ، أو تجربة محدودة ،

حين تجد الطريق مغلقاً لا تقعد ،

ابحث عن طرق أخرى ، ولا تعوّد نفسك اتهام الزمان ، وسب الدهر ،

ابحث عن يمينك وشمالك ،

ستجد أبواباً تقول : " هيت لك " ، فلتكن شجاعاً جريئاً تقتحم العقبة ،

وتحاول :

إنَّ الأمـورَ إذا انسدت مسالكها =فالصبرُ يفتحُ منها كلَّ ما ارتججا
لا تـيـأسن وإن طالت مطالبةٌ =إذا استعنت بصبرٍ أن ترى فرجا
أخلق بذي الصبرِ أن يحظى بحاجتهِ =ومـدمنِ القرعِ للأبوابِ أن يلجا

من التكيف أن تتعود النفس على التعامل مع الحر والبرد ،

والنور والظلام ، والكثرة والقلة ، بل وحتى النجاح والإخفاق ،

بحيث لا نعتبر الإخفاق حتماً لازماً لا مهرب منه ، كما قيل :


يَـصونونَ أَجساداً قَديماً نَعيمُها =بِخالِصَةِ الأَردانِ خُضرِ المَناكِبِ
وَلا يَحسَبونَ الخَيرَ لا شَرَّ بَعدَهُ =وَلا يَحسِبونَ الشَرَّ ضَربَةَ لازِبِ


أظن أن التكيف فرع عن الصبر وليس رديفاً له ،

ولا نقيضاً كما قد يُظن ..

فالصبرلا يعني الانتظار فحسب ،

بل يعني البحث عن " حيلة " عن " مخرج " ..

ليست الحيلة مذمومة بذاتها ، فهي من التحوّل ،

ومن السنة أن تقول " لا حول ولا قوة إلا بالله " .

الذم على التلاعب أو المراوغة أو الخداع باسم التفقه ،

أو باسم السياسة ، أو باسم الفكر .

لا ترسم في رأسك صورة تريد تحقيقها بحذافيرها فذلك هو المستحيل .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2010, 08:38 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


ثالثاً

التجدد أي :

تطوير الذات ، فكراً وسلوكاً ، واقتباس الحكمة من مظانها ،

أن تقرأ العين ، وتصيخ الأذن ، ويتأمل العقل ، أن يكون المرء " نهماً " ،

ما أجمل النهم إلى المعرفة الجديدة ، وفي الأثر" مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ :

طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا
"

رواه الطبراني والبزار والدارمي , ,

وقد جاء مرفوعاً ولا يصح .



حتى وأنت

في الثمانين لا تستكثر على نفسك أن تحصل على معرفة جديدة

في موضوع طالما عالجته ،

وربما من مصدر ما كنت تظن أنك تظفر بها منه ،

هذه الروح المتطلعة المتواضعة هي روح المتزود بالوقود الدائم ،

للفكر والحياة ، لئلا تصبح شريطاً يكرر نفسه ،

لتكن كالشمس كل يوم لها أفق جديد ،

هي هي لم تتحول إلى كوكب آخر ،

ولكن سنة الخلق تقضي تنقلها بين المشارق والمغارب ،

كما أقسم بها جل وتعالى .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2010, 08:42 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


رابعاً

العمر ، فمن ينسأ الله له في أثره

يبارك فيه إن كان صاحب همة وتجدد وتكيف ،

فتحنكه التجربة ، وتؤدبه الأيام ، ويتجاوز شرّة الشباب واندفاعه ،

وتُحكِمه المواقف ، وبهذا يحدث له تراكم في العلم والمعرفة والمحبة عند الصالحين ،

والسابقة في الخير ، وحسن الأحدوثة ، ويتجاوز العثرات العابرة ،

ويحلق فوق الشاتمين والشامتين ،

خاصة وقد تدارك أقرانه ، وأصبح وحيداً ،

أو كما يقول (طرفة بن العبد) :

إِلى أَن تَحامَتني العَشيرَةُ كُلُّها =وَأُفـرِدتُ إِفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ

وإن لم يكن وحيداً ، ففي نفر قليل من الأقران ،

لأن زملاء الأمس أصبحوا

ما بين دفين في " الثرى " أو دفين في " الثراء "

أو مسْتَخْف فتر عن المحاولة ، وانطوى على نفسه .

هكذا

أيها السالك ، يتردد النظر عن البداية المحرقة ،

والنهاية المشرقة ، ويقول السلف :

" العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية " ،

أولئك الذين يبدؤون وهم يحسون بالكمال سرعان ما ينطفئون ..

لأنهم وصلوا قبل أن يبدؤوا الطريق !



د. سلمان العودة





تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 03-26-2010, 09:40 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 





نعـم .. العبرة بكمال النهاية !!








 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 03-26-2010, 05:40 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رائد بن سفر أبولسة is on a distinguished road

Smile


 

شكرا عزيزي عبدالعزيز لهذا الاقتباس
وأرجو أن أقرأ رأيك في هذا الموضوع
وبالنسبة لي
فأنا من بداية دخولي لوظيفة التعليم وأنا لي نظرتي التربوية التعليمية التي أعمل من أجل تحقيق دور المعلم التربوي الرائد في المدرسة والمجتمع مع الطلاب سواء في المدرسة داخل الصف أو خارج المدرسة في الأنشطة الخارجية

المهم -صورة من المنطفين- عايشتها
تأثرت كثيرا بالوسط المحبط
ولكن من الوسائل التي فعلتها
الدعاء
ومراجعة الهم التربوي التعليمي
والاستإناس بالطرح مع الأصحاب
ولقاء شهري تربوي ترفيهي مع معلمين يشحذون الهمم ويعينون على تحقيق المؤمل بإذن الله
شكرا لطرحك واقتباسك

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-27-2010, 01:23 PM   رقم المشاركة : 8

 

ولعل من الاسباب انه يسلك الطريق لوحده ولايجعل من حوله يحملون همه

انمايأكل الذئب من الغنم القاصيه

حاول ان يشاطرك الاخرون نجاحك حتى يكونون سبباً لدوامك

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir