الموضوع: جي دي موباسان !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2012, 08:17 AM   رقم المشاركة : 1
جي دي موباسان !!


 

بتصرف من الإنجليزية
ترجمة عبدالله باسودان

أبو القصة القصيرة
جي دي موباسان


وافته المنية ولم يتجاوز من العمر 44 عاماً . حطم أسطورة " ليس في الإمكان أبدع مما كان" في القصة القصيرة. فكان عنده الإمكان أبدع مما كان في كتابة القصة القصيرة. وعلا شامخا بسموقه حتى كاد يلهف وراءه كتاب القصة القصيرة في عصره ليلحقوا به فكأنه قائل لهم أين أرضكم من سمائي. ذلكم هو أبو القصة القصيرة الكاتب الفرنسي الشهير جي دي مو باسان من مواليد نورمندي بفرنسا ولد في قصر ميرونمسنل. درس القانون ثم التحق كاتبا في البحرية الفرنسية وتعرف على جوستاف فلوبيرعن طريق علاقته بأسرته فكان تلميذ فلوبير المميز حيث قدم له نظريته في النجاح. وكان عضوا بارزا في صالون اميل زولا الأدبي.
كان جي مو باسان مشهوراً بعبوس الوجه وكان كثيرا ما يصاب بالصداع إلى أن أدى به الصداع إلى الجنون ثم إلى الوفاة,
من أهم مؤلفاته قصة " العقد " التي أشاد بها كبار نقاد القصة القصيرة بأنها الأنموذج الأكمل للقصة القصيرة ذات النهاية المفاجئة الماساوية. وله من القصص القصيرة الكثير منها :
المجنون،
العاجز،
في ضوء القمر،
الحبل.

ا لـعـقـد
السيد لواسيل موظف متوسط الحال تزوج من امرأه ذات حسن وجمال إلا أنها غير قنوعة بما عندها . ذات يوم قال لها زوجها بكل سرورأنهم تلقوا دعوة الى حفل يقيمه أبناء الطبقة الراقية ، فكان بدلا من أن يشاهدها زوجها مسرورة بالدعوة يراها منزعجة وعندما سألها عن انزعاجها قالت أنها ليس لديها من الفساتبن والحلي ما يجعلها تذهب الى الحفل. فأصرت عليه أن تذهب الى أحدى صديقاتها الميسورات الحال لتطلب منها أن تعطيها بعض من جواهرها لليلة واحدة فقط ،
تخرج صاحبتها علبة الحلي فتختار السيدة لواسيل أبهاها وأجملها وهي عبارة عن عقد براق كأنه مرصع بالجواهر والألي . تذهب السيدة لواسيل مع زوجها وتمرح وتسمع كلام الاعجاب وتتباها بحليتها أمامهم وكأنها مالكته.
ولكن فرحتها لم تدم فكان عندعودتها الى المنزل تكتشف أن العقد قد ضاع منها. تبقى في حيرة من أمرها فلا تقدر أن تخبر صاحبة العقد ولاتقدران تسكت ، لذلك تذهب هي وزوجها الى مجوهراتي ويشترون عقداً شبيه بثمن باهض جعلهم يشتغلون 10 سنين لسداد قيمة العقد التي استدانت من بعض المرابين.
وفي أحدى الأيام تقابلت السيدة لواسيل أمام صد يقتها القديمة التي لم تتعرف عليها فقد رأتها خشنة مترهلة وخطوط الشيب على رأسها ، فقالت لها الا تعرفيني ؟ فأجابت صديقتها عذرا سيدتي لاأعرفك. فقالت لها أنا السيدة لواسيل ، لم تصدق صديقتها ماسمعت لكنها تيقنت أنها هي بعد أن دققت النظر في ملامحها ، فقالت لها عزيزتي سيدة لواسيل ماذا حدث لك ؟ فأجابتها السيدة لواسيل ما حدث لي هو كله بسببك ! أجابت صديقتها مذعورة وكيف ما حدث لك بسببي ؟ فقالت السيدة لواسيل أتذكرين الحلية التي أقترضتها منك قبل عشرة سنين ؟ قالت نعم أذكرها وأرجعتيها لي ، فقالت السيدة لواسيل ولكنها ليست حليتك لأن حليتك ضاعت وأضطررت أنا وزوجي أن نشتري وأحدة تشبهها وكانت بسعر يفوق الخيال فأضطررنا الى أن نستلف من المرابين والتجار لشراءها وأرجاعها لك وقد اشتغلتُ أنا وزوجى أعمالا ايضافية فترة عشرة سنين لكي نرد المال الى أصحابه مع فوائد ربوية ، ضحكت صديقتها وقالت عزيزتي سيدة لواسيل أن العقد الذي أعطيتك أياه كان من الزجاج وليس من ماس وأن سعره لايتجاوز الثمانية فرنكات.

 

 

   

رد مع اقتباس