عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2010, 06:17 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

تعريف المباهلة وحكمها


 




السؤال :

أسمع كثيراً عن المباهلة ، و لا أعرف المقصود منها و لا بها ،

و لا حُكمَها ، فهل توضحون لي ذلك ؟


الجواب :

أقول مستعيناً بالله تعالى :

المباهلة في اللغة هي الملاعنة ،

أي الدعاء بإنزال اللعنة على الكاذب من المتلاعنَين ،

و البَهلةُ اللَعنة [ انظر تحرير ألفاظ التنبيه : 1/247 ] .

وهي مشروعة ، لإحقاق الحق و إزهاق الباطل ،

و إلزام الحجة من أعرض عن الحق بعد قيامها عليه ،

و الأصل في مشروعيتها آية المباهلة ،

و هي قوله تعالى : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ

فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ

ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ
)

[ آل عمران : 61 ] .

و سبب نزول هذه الآية الكريمة هو ما كان من وفد نصارى نجران عند قدومهم المدينة

و محاجتهم رسولَ الله صلى الله عليه و سلم بما يعتقدونه من الباطل

في المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .

روى البخاري في صحيحه عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قوله :

جاء العاقب و السيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم

يريدان أن يُلاعناه ،

فقال أحدُهُما لصاحبه : لا تفعل فو الله لئن كان نبياً فلاعنا لا تفلح نحن

و لا عقبنا من بعدنا .

قالا : إنا نعطيك ما سألتنا و ابعث معنا رجلاً أميناً ،

و لا تبعث معنا إلا أميناً ، فقال : ( لأبعثن معكم رجلاً أميناً حق أمين )

فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ،

فقال : ( قم يا أبا عُبيدة بن الجراح )

فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( هذا أمين هذه الأمة ) .

و قد ذكر الحافظ ابن حجر [ في الفتح :8 / 95 ]

بعض ما يُستفاد من هذا الحديث ، و من ذلك قوله :

و فيها مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد ظهور الحجة ،

و قد دعا ابن عباس إلى ذلك ثم الأوزاعي ، و وقع ذلك لجماعة من العلماء .

و مما عُرفَ بالتجربة أن من باهَل و كان مبطلاً لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة ،

و وَقَعَ لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة ؛ فلم يقُم بعدها غير شهرين . اهـ .

قلتُ : و ليست مشروعية المباهلة خاصة بالنبي صلى الله عليه و سلم ،

بل هي له و لأمته من بعده ، و مما يدخل في ما أمرنا بالتأسي به فيه من أمور الدين .

قال الإمام ابن القيم رحمه الله :

( إن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله ،

و لم يرجعوا ، بل أصروا على العناد ، أن يدعوهم إلى المباهلة ،

و قد أمر الله سبحانه ، بذلك رسوله صلى الله عليه و سلم ،

و لم يقُل : إن ذلك ليس لأمتك من بعدك . و دعا إليها ابنُ عمه عبد الله بن عباس ،

من أنكر عليه بعض مسائل الفروع ، و لم يُنكر عليه الصحابة ،

و دعا إليه الأوزاعي سفيان الثوري في مسألة رفع اليدين ،

و لم يُنكَر عليه ذلك ، و هذا من تمام الحجة
)

[ زاد المعاد : 3 /643 ] .

و بهذا يتبين أن مباهلة أهل الباطل أمر مشروع ،

غير أنه لا يُصار إليه إلا مع الجزم بصحة ما عليه المباهل و صدقه فيه ،

و ترتب مصلحة شرعية على المباهلة كإحقاق الحق ، و إقامة الحجة ،

و ليس الانتصار للنفس أو الغضب لغير الله ، أو لأمر من أمور الدنيا .

و نظراً لخطورة الدعوة إلى المباهلة أو قبول الدعوة إليها فالأولى عدم التوسع في هذا الباب ،

و الاحتراز مما قد يترتب على المباهلة من مفاسد كتعلق العوام بأحد المتباهلين ،

أو إظهار باطل لم يكن ليظهر لولاها ، أو إصابة المباهل الصادق بالرياء أو غير ذلك من المفاسد .

جاء في شرح قصيدة ابن القيم [ 1/37 ] :

( و أما حكم المباهلة فقد كتب بعض العلماء رسالة في شروطها المستنبطة

من الكتاب و السنة و الآثار و كلام الأئمة ،

و حاصل كلامه فيها أنها لا تجوز إلا في أمر مهم شرعاً وقَع فيه اشتباه و عناد

لا يتيسر دفعه إلا بالمباهلة ، فيُشتَرط كونها بعد إقامة الحجة و السعي

في إزالة الشبه و تقديم النصح و الإنذار و عدم نفع ذلك و مساس الضرورة إليها
) .


المصدر

تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس