الموضوع: من الذكريات
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2011, 05:12 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو نشط
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالعزيز دغسان is on a distinguished road


 

في ايام الدراسه كان بعضنا يدرس في ثانوية السروات والبعض الاخر في معهد المعلمين وكانت وسيلة النقل ونيت هايلكس شراعه اخضر وكان صاحب الونيت العم محمد مسفر رمزي( الشملاني) متعه الله بالصحه والعافيه وفي يوم من الايام قررنا في نهاية احد الاسابيع بأن نذهب برحله إلى وادي تربه وذلك بعد موافقة ابائنا رحمهم الله فوافقوا فطلبنا من العم محمد بانَ يرافقنا في الرحله بحكم انه صاحب السيارة فوافق هو الاخر واتفقنا على فرقة مبلغ معين و على موعد الرحله , اسمحولي اذكر لكم اسماء اهل الرحله العم محمد مسفر رمزي (صاحب السياره هو امير الرحله ) الاخ محمد التهامي الاخ مسفر قسقس عبد الرحيم قسقس الاخ عبد الرحمن ابو علامه
و اخوه عبد الله ابو علامه رحمهما الله /الاخ عبد الله بن منصور والاخ عبد الرحمن بن احمد ابو فارس واخوكم عبد العزيز بن دغسان .
قامت الرحله صباح يوم الخميس الباكر وكل واحد خذ معه بطانيه وطراحه ووساده وحبل نايلو نربط بها عدة النوم والبعض اخذ معه ملعقه صغيره ياكل بها الرز تصوروا ذاك الزمان ناكل بالملاعق المهم الاتفاق على المكان كان قبل الرحله وهو وادي العطفين قبل وادي تربه مرينا على سوق الخميس بالباحه واخذنا معنا حله (طاسه) فول وتميس وبصل اخضر و علبه زيت زيتون حب اول مره في حياتي اشوفه وفكرت انه عنب اسود المهم , مشينا ووصلنا المكان ونحن في صندوق الونيت ننشد بأناشيد واذكر منها موال عندما تفوز مدرسه على مدرسه في الكوره ويركبون المشجعين فوق الونيتات وهم يرددون
(رحنا وجينا منصورين ياسواق ادعس بنزين )
وموال اخر
(سليم سليم وش اسوي بمحبوبي وياساقي الماء اسقني شربيت والي سقاني مايخف الله وياساري سرا الليل ) ولا ننسى الاذاعه الخاصة بمحمد التهامي
وصلنا المكان بعد ماتزلزلت اضلاعنا من كثر النططه من المطبات وحطينا الرحال ونصبنا الخيمه وفرشنا حنابلنا داخل الخيمه واستعدينا لتجهيز وجبة الفطور ( الفال )
والشاهي على الجمر في (كفكيره) من عند الاخ محمد التهامي لم ارى مثل تلك (الكفكيره) سوداء ومدقدقه من كل مكان بصراحه الشاهي فيها يخلي الواحد يشوف نجوم السماء في الظهيره تفاولنا ولي عليه بالخير جاء وقت الظهر وصلينا وقمنا بعدها اعدنا ترتيب الخيمه وتنزيل بعض الاشياء من السياره
وبدات الغيوم في السماء تتكاثف واصوات الرعد تزداد , قالوا الشباب نلعب كوره قلنا فوق العلم وقام ابو فارس وزعنا حسب خبرته الكرويه فبدأنا باللعب وكان الاخ محمد التهامي وقتها "مدافعجي" شات الكوره بأقوا ماعنده فوقعت الكوره في مجرى السيل وزدادت قوة المطر والوادي بدا يسيل بقوه المهم الكوره افلحت رجعنا بسرعه إلى الخيمه وإذا الغداء جاهز من طبخ العم محمد رمزي كل واحد منا اخرج ملعقته قال ايش (بنتفنن) شافنا ا الاخ محمد التهامي انا وابا فارس ناكل بها امتلخها من ايادينا وحذفها خارج الخيمه
قال كلوا بأيديكم ووالله لو شفت واحد منكم يخرج ملعقته لألحقها اخواتهاخارج الخيمه قال له العم محمد رمزي والله انك نشمي .
امير الرحله يعز الفلفل الحار بقوه الرز كان مولع من حرارت الفلفل صار كل واحد منا فاغر تقولون (دخسيس) وهاتك طاسه وراء طاسه ماء .
المطر يهطل بقوه والوادي بجانبنا يسيل وقرب المغرب حوطنا الخيمه بعقوم من التراب من اجل لا يدخل الماء داخل الخيمه كان منظر الوادي مخيف لنا جميعا فدنى المغرب فقمنا نتوضا لاداء صلاة المغرب .
في اثناء الصلاه كانت هناك صاعقه ( مدويه ) في المكان أو حوله واخوانكم فالله وقتها ( صار ماصار ) ماعدا العم محمد رمزي فقد تماسك
في الركعه الاولى عندما قرا الفاتحه وصل عند ولا الضالين لم يسمع احد وراه
كمل صلاته والتفت ولم يجد الا البعض فقام يدور لنا لقينا في الونيت وبحكم حرصه على الصلاة هزأنا اشد تهزيئ و قال اندروا و صلوا المغرب و خلوا الرجه والهبال , رجع و اعطانا بعض الاحاديث والنصائح
و كان مرحاً في اسلوبه وتعامله معنا شافاه الله و عافاه , جاء وقت صلاة العشاء وأمَ بنا وقتها الأخ / مسفر بن قسقس متعه الله بالصحه , تعشينا وسهرنا وكانت هناك حفل سمر كبير معد له مسبقا من تمثيلات ومقالب وكلمات و قصص و نكت , استأذن امير الرحله لينـام في صندوق الونيت فقمنا نفرش الطـراريح , كلٌ منـا عنده طراحه لـها لون + رائحه زكييييه , امـا الوسائد فحدث ولا حرج (( لو تضربها كافر اسلم )) مـن صلابتها كأنها محشوه بحجاره يقوم من فوقها الواحد ورقبته ملويه , المهم جلسنا نسولف و نضحك .. اطف الإتريك .. لا تطفي الإتريك الشملاني وصانا بأن نطفي الإتريك علشان الفتيله لا تنفقع , اطفأنا الإتريك وبعدها اتفقت انـا وأبو فـارس بأن ننتقم من الإخ / محمد التهامي وذلك بسبب : الكوره و الملاعق , كان فيه حجاره صغيره ( حصم ) ناخذها من تحت الحنابل و ( ننبل ) نحذف بها بأصابعنا في اعلى الخيمه و تطيح فوق محمد التهامي وانـا وابو فـارس بنتشدق من الضحك واحد من الحجاره اصـابت عين الأخ / محمد ولكن ستر الله ونقز ابو تهوم وهو يصيح بـأعلى صوته .... عيني عيني يــاعيني , سمعه الشملاني ونزل من الونيت قـال : وش بك تصيح , قال: عيني يـا شملاني انفقعت , المهم شرد بعضنا من تحت الخيمه , وعبدالله ابو علامه و عبدالله بن منصور و مسفر بن قسقس مسوين انهم نايمين وما يدرون عن شي و انـا و أبو فـارس و ابو توفيق وعبدالرحمن ابو علامه اللي شرد واللي اختبا وسط الغدره ( الظلام ) و الوادي يسيل و منظر مخيف , ونح ننقز من فوق الهضاب و الحصيان وإذا بشيئ يطفو فوق سطح المـاء تصورنـاه من شدة الخوف كأنه ادمي مـا سد عين الرجال عـن ذلك المنظر و حطينا رجولنا متجهين على الخيمه , و النافظ يشلنـا واحد واحد , مـا عرفنا النوم تلك الليله حتى اذن العم محمد لصلاة الفجر .

رحـم الله من مـات منهم و امـد الله في عمر من بقى
وللـحديث بقـيه و دمـتـم

 

 

   

رد مع اقتباس