
 من أحب تصفية الأحوال ، فليجتهد في تصفية الأعمال . قال تعالى
(  و أن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً ) 
 ( الجن 16 ) . 
 و قال النبي صلى الله عليه و سلم فيما يروي عن ربه عز وجل
"  لو أن عبادي أطاعوني لسقيتهم المطر بالليل ، و أطلعت عليهم الشمس بالنهار ، 
و لم أسمعهم صوت الرعد"
( رواه أحمد 359/2) . 
و قال صلى الله عليه و سلم:
 "البر لا يبلى ، و الإثم لا ينسى ، و الديان لا ينام ، و كما تدين تدان  " 
( مسند أحمد – الزهد 142 ) .
و قال أبو سليمان الداراني:  
(من صفى صفي له ، و من كدر كدر عليه ، و من أحسن في ليله كوفىء في نهاره ، 
و من أحسن في نهاره كوفىء في ليله ) . 
و كان شيخ يدور في المجالس ، و يقول :
 من سره أن تدوم له العافية ، فليتق الله عز وجل . 
و كان الفضيل بن عياض ، يقول : 
( إني لأعصي الله ، فأعرف ذلك في خلق دابتي ، و جاريتي ) .
 اعلم ـ وفقك الله ـ أنه لا يحس بضربة مبنج ، 
و إنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه 
و متى رأيت تكديراً في حال فاذكر نعمة ما شكرت ، 
أو زلة قد فعلت ، و احذر من نفار النعم ، و مفاجأة النقم ، 
و لا تغتر بسعة بساط الحلم ، فربما عجل انقباضه .   
و قد قال الله عز وجل:
 { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}  
( الرعد 11 )  
وكان أبو علي الروذباري يقول : 
( من الاغترار أن تسىء ، فيحسن إليك ، فتترك التوبة ،
 توهما أنك تسامح في العقوبات) . 
من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي ص 16 . 
تحياتي  
...........