بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فالسنة أن لا يتلفظ المكلف بالنية ، فلا يقول:
نويت أن أصلي الفجر ركعتين، أو الظهر أربعاً،
أو نويت أن أتنفل للعشاء ونحو ذلك،
لأن النطق باللسان غير مشروع بل هو بدعة لأنه إحداث في الدين ما ليس منه،
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ"
، ولكون النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينطق بالنية ولم يتلفظ بها،
بل إنه - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين وغيرهما
قال للأعرابي المسيء في صلاته:
" إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ"
، فلم يأمره - صلى الله عليه وسلم - بالتلفظ بالنية،
وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز،
وجاء في صحيح مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها -
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفتتح الصلاة بالتكبير؛
فلم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
ولا أصحابه – رضي الله عنهم - أنهم كانوا يتلفظون بالنية،
ومن ادعى جواز التلفظ بها فقوله مردود عليه،
فالخير في اتباع حال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه،
ولا يزيد العبد على ذلك فإن الدين قد كَمُل،
قال الله تعالى:
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}
[المائدة:3]،
فالنقص في الدين نقص،
كما أن الزيادة في الدين نقص،
فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
" مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -:
( والتلفظ بالنية نقص في العقل والدين، أما في الدين فلأنه بدعة،
وأما في العقل فلأنه بمنزلة من يريد أن يأكل طعاماً
فيقول نويت بوضع يدي في هذا الإناء أني أريد أن آخذ منه لقمة
فأضعها في فمي فأمضغها، ثمَّ أبلعها لأشبع، فهذا جهل وحمق).
وقال أيضاً:
( والجهر بالنية لا يجب ولا يستحب باتفاق المسلمين،
بل الجاهر بالنية مبتدع مخالف للشريعة،
إذا فعل ذلك معتقداً أنه من الشرع، فهو جاهل ضال يستحق التعزير،
وإلا العقوبة على ذلك).
وقال ابن القيم:
(كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة قال:
"الله أكبر" ولم يقل شيئاً قبلها، ولا تلفظ بالنية ألبتة،
ولا قال: أصلي صلاة كذا مستقبل القبلة أربع ركعات إماماً أو مأموماً،
ولا قال: أداءً ولا قضاء، ولا فرضُ الوقت،
وهذه عشر بدع لم ينقل عنه أحد قط بإسناد صحيح
ولا ضعيف ولا مسند ولا مرسل لفظة واحدة منها ألبتة،
بل ولا عن أحد من أصحابه ولا استحسنه أحد من التابعين،
ولا الأئمة الأربعة).
والله تعالى أعلم وأحكم
منقول للفائدة