يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 10-18-2010, 03:13 AM   رقم المشاركة : 1
أنـت : " تَعَــالَ وَصَالِحَنِـيّ ، وسـِـرْ إليَّ فترضـَّاني " وإياك أن تتـأخر ...!


 

بسـم الله الرحمن الرحيـم ..
الحمد لله والصـلاة والسـلام على أشرف خلق الله وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه بإحسانٍ إلى يوم الدين ، أما بعــد ...

روى أبي أيوب رضي الله عنه -كما عند الشيخين- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ ) .
قد يكون الحديث السابق حديث مُتكرر عند البعض وأصبح لا يُثير الإهتمام ، ولا يعني له شيء عملي!
ولكن لكِبار والعِظـام نظرُ آخـر لا يقتصر على العلم فقط والمعرفة ، بل إلى التطبيق والإلتزام ..
ومن أولئك العِظام الصحابيان الجليّـلان الحسين أبن علي بن أبي طالب ، ومحمد بن علي أبن أبي طالب ، فهما أخوان من الأب -رضوان الله عليهم أجميعن- ، والحسين بن علي غنّيٌ عن التعريف حيث هو سيد شباب أهل الجنة والشهيد المظلوم والشخص الذي نال شرف النسب بين القرابة والصحابة ، أما محمد بن الحنفية فهو أيضاً أبن علي أبن أبي طالب ، وكان علي بعد وفاة زوجته فاطمة -رضوان الله عليهم أجميعن- ، صاهر بن حنيفة وتزوج خولة بنت جعفر بن قيس الحنفيّة ، وأنجبت له ولداً ذكراً كان علي بن أبي طالب قد أستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُسمي على أسمه فسمح له رسول الله بذاك ووافقه ، فلذلك كان الأبن الجديد حاملاً لأسم محمد ، وكان يُعرف بـ"محمد ابن الحنفيّة" نُسبةً لأمهِ ، وكان رجلاً فقيهاً ذا ورع وزهد وعبادة وقيام ليل ، وكان فارساً يعتمد عليه أبيه في المهام والمعارك ، واشتهر بالشجاعة والبطولة ، وكان الناس يُفرقون بينه وبين أخويه الحسن والحسين ، وذت مرة قيل له من بعض الناس :
( ما لأبيك يُقحِمُكَ في المهالك ، ويُولجك في المضايق ؛ دون أخويك الحسن والحسين ؟! )
فقال ذلك لأن أخوي ينزلان من أبي منزِلة عينيه ... وأنزِلُ أنا منه منزِلة يديه ... فهو يقي عينيه بيديه ) .
فأنظر يا رعاك الله كيف كانت تقواه وسلامة صدره من الغِلِّ والحسد ..
فتعال لنرى ما حديث بينهم وكيف أثّر فيهم هذا الحديث .
القصة التي أُنزل لها هذا الموضوع ، هي ما جاء في كِتاب "الحلال والحرام في الإسلام" لكاتبه أحمد العساف ، وفي كتاب "في رحاب القرآن الكريم" لكاتبه عبدالعزيز المطوع أنه حدث فجـوة وقطيعة بين محمد بن الحنفية وأخيه الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً ، فتفارقا مُتغاضبين ، فلمّا وصل محمد بن الحنفيّة إلى داره ، أخذ رُقعةً وكتب فيها كلاماً ثم أرسلها لأخيه الحسين بن علي ، فلما وصلت للُحسين فتحهـا فإذا بها مكتوب :

( بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد بن علي بن أبي طالب إلى أخيه الحسين بن علي
بن أبي طالب، أما بعد : فإنَّ لك شرفا ً لا أبلغه ، وفضلا ً لا أدركه ، فإذا قرأت َ رقعتي هذه فالبس رداءك ونعليك ، وسـِـرْ إليَّ فترضـَّاني ، وإياكَ أن أكونَ سابقك إلى الفضل الذي أنت أولى به مني ، والسلام )
وفي صياغة أخرى :
( إنّ الله فضّلك عليَّ ، مك فاطمة بنت محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وأُمّي امرأة من بني "حنيّفة"وجدُّك لأُمّك رسول الله ، وصفوةُ خلقه ، وجدّي لأُمّي جعفر بن قيس ، فإذا جاءك كتابي هذا ؛ فتعال إليّ وصالحني ، حتّى يكون لك الفضل عليّ في كل شيء )
وفي صياغة ثالثة :
( أخي الحسين :
أني نظرت فوجدت أنك خير مني , فأنت ابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله فأمك خير من أمي ، وجدك رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من جدي , ولقد سمعت أبانا عليا رضي الله عنه يقول عن جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" ، واني أناشدك بالله أن تبدأ أنت حتى لآأكون خيرا منك ، والسلام )
فما إن قرأ الحسين الكِتـاب حتى لبس رداءه ونعليه وأبتدر إلى أخيه محمد ، فإلتقى به في منتصف الطريق، فتعانقا وبكيا وتصالحا وذهب ما بينهم من خصومة وجفوة .
قُلـت : سبحان الله ! كيف كانت قلوب أولئك القوم ؟! ، هل يا تُرى لو أرسلت لأحدهم تطلب منه أن يأتيك ويبتدر بمصالحتك حتى يحضى بالأجر ، سيأتي ويُصالحك ؟ ويُسرع ويترضّاك ؟ أم ستأخذه العِزة بالإثم ويُزمجر بصوته "أأنا آتيه؟ ، ومن هو حتى أتيه ؟ ، هذا على جثتي! " ..!
وإليكم يا أخوة :
إلى جميع إخواني الأعزاء في هذا الملتقى ، لقد عرفتم عِظم قدركم عليّ ورفعتكم عنّي ، ففيكم الخير ومنّا السوء ، فإن وصلكم كلامي وفي قلبٍ أحدكم شائبة منّي ، فليأتنّي مُعتذراً إليّ ، فو الله لا يكون محمد بن الحنفية وحيداً في هذا ، وإياه ثم إياه ثم إياه أن أسبقه إلى ذلك ، فهو أحق بالخير منّي ، والسـلام .

 

 
























التوقيع

كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي
بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستُجزى بمثله
وإن كتبت شراً عليها حسابه
(المقياس الأسمى لشعورك بالسعادة هو: كم إنساناً أسعدت)

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir