يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-18-2010, 10:58 AM   رقم المشاركة : 1
العدل


 

قال عز وجل: "إنّ اللّه يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الظلم ظلمات يوم القيامة" متفق عليه.



هذا الحديث فيه التحذير من الظلم، والحث على ضده وهو العدل. والشريعة كلها عدل، آمرة بالعدل، ناهية عن الظلم. قال تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ}، {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}، {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} فإن الإيمان – أصوله وفروعه، باطنه وظاهره – كله عدل، وضده ظلم. فأعدل العدل وأصله: الاعتراف وإخلاص التوحيد لله، والإيمان بصفاته وأسمائه الحسنى، وإخلاص الدين والعبادة له. وأعظم الظلم، وأشده الشرك بالله، كما قال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وذلك أن العدل وضع الشيء في موضعه، والقيام بالحقوق الواجبة. والظلم عكسه فأعظم الحقوق. وأوجبها: حق الله على عباده: أن يعرفوه ويعبدوه، ولا يشركوا به شيئاً، ثم القيام بأصول الإيمان، وشرائع الإسلام من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وحج البيت الحرام، والجهاد في سبيل الله قولاً وفعلاً، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.



ومن الظلم: الإخلال بشيء من ذلك، كما أن من العدل: القيام بحقوق النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان به ومحبته، وتقديمها على محبة الخلق كلهم، وطاعته وتوقيره وتبجيله، وتقديم أمره وقوله على أمر غيره وقوله.



ومن الظلم العظيم: أن يخل العبد بشيء من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأرحم بهم وأرأف بهم من كل أحد من الخلق، وهو الذي لم يصل إلى أحد خير إلا على يديه.



ومن العدل: بر الوالدين، وصلة الأرحام، وأداء حقوق الأصحاب والمعاملين. ومن الظلم: الإخلال بذلك.



ومن العدل: قيام كل من الزوجين بحق الآخر. ومن أخل بذلك منهما فهو ظالم.

- وصى عمر أحد خلفائه قائلا: "أوصيك أن تخشى الله في الناس ولا تخشي الناس في الله".

- عدل الحاكم يبعث علي طاعته ويأمن به سلطانه, وليس أسرع في خراب الأرض ولا أفسد لضمائر الخلق من الظلم والجور وقد روي عن النبي الكريم أنه قال "بئس الزاد إلى الميعاد العدوان على العباد". وقال أيضا صلاة الله وسلامه عليه "ثلاث منجيات وثلاث مهلكات, فأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا, وخشية الله في السر والعلانية, والقصد في الغني والفقر... وأما المهلكات: فشح مطاع, وهوى متبع, وإعجاب المرء بنفسه".

- وحكى أن الاسكندر استفسر عن قلة الأحكام والشرائع بالهند فقيل له "الحق من أنفسنا والعدل من ملوكنا" فقال لهم: أيما أفضل العدل أم الشجاعة ؟ قالوا له: إذا استعمل العدل أغنى عن الشجاعة.

- قال أحدهم: "إن العدل ميزان الله الذي وضعه للخلق, ونصبه للحق, فلا تخالفه في ميزانه, ولا تعارضه في سلطانه, واستعن علي العدل بخلتين: قلة الطمع وكثرة الورع, فإذا كان العدل من إحدى قواعد الدنيا التي لا انتظام لها إلا به ولا صلاح فيها إلا معه وجب أن يبدأ بعدل الانسان مع نفسه ثم بعدله مع غيره, فأما عدله مع نفسه فيكون بحملها على المصالح وكفها عن القبائح ثم الوقوف على أعدل الأمرين من تجاوز أو تقصير, فإن التجاوز فيه جور والتقصير فيه ظلم ومن ظلم نفسه فهو لغيره أظلم ومن جار عليها فهو علي غيره أجور. أما عدل الانسان فيمن هو دونه كالسلطان في رعيته والرئيس مع مرؤوسيه, عدله فيهم يكون بترك التسلط بالقوة وابتغاء الحق".

- وقال بعضهم: "الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم" و" ليس للجائر جار ولا تعمر له دار" و" أقرب الأشياء صرعة الظلوم وأنفذ السهام دعوة المظلوم" و"العجب العجب من ملك استفسد رعيته وهو يعلم أن عزه بطاعتهم".

- وقال أردشير بن بابك "إذا رغب الملك عن العدل رغبت الرعية عن طاعته".

* ومن أمثلة العرب عن العدل:

- إذا أتاك أحد الخصمين وقد فُقِئَتْ عينه فلا تقض له حتى يأتيك خصمه فلعله قد فُقِئَتْ عيناه.

- الحق دولة والباطل جولة.

- العدل أساس الْمُلْك.

- من عَفَّ عن ظلم العباد تورعا..جاءته ألطاف الإله تبرعا.

- هي النفس ما حَمَّلْتَها تتحمل وللدهر أيام تجور وتَعْدِلُ.

- يقول ابن تيمية: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة.

- وفي الأثر: من ابتلي بالقضاء بين الناس فليعدل بينهم في لفظه وإشارته ومقعده ومجلسه ولا يرفعن صوته على أحد الخصمين ما لا يرفعه على الآخر.‏

* وقيل أيضا:

- إن حاجتك إلى أن تكون عادلاً ً مع نفسك هي أعلى من حاجتك لأن تكون عادلاًً مع الآخرين.‏

- عندما تفشل في أن تمنح حق نفسك عليك لا يكون بيسرك أن تنجح في أن تمنح حق الآخرين عليك.‏

- ومن طريف ما يروى عن علي بن الفضل أن بكى يوماً فقيل له: ما يبكيك؟ قال: "أبكي على من ظلمني إذا وقف غداً بين يدي الله تعالى ولم تكن له حجة".

- قال كسرى عظيم الروم: لا ملك إلا بالجند ولا جند إلا بالمال ولا مال إلا بالبلاد ولا بلاد إلا بالرعايا ولا رعايا إلا بالعدل.

- "الظلم مؤذن بخراب العمران". ابن خلدون

- يقول أفلاطون: ينشأ العدل من الترتيب الذي وضعتة الطبيعة، فالعدل في النفس ليس إلا هذا الانسجام وليست السعادة إلا نتيجة طبيعية له.

- ويقول أيضا: أفضل الملوك من بقي بالعدل ذكره واستملى من أتي بعده بفضائله‏.

- "إذا لم تحترم الدولة قواعد العدالة، فإن العدالة لن تحترم قواعد الدولة". فرانسيس بيكون

- يقول أرسطوطاليس: بالعدل يقهر العدو .

- "إن الظلم في أي مكان أو مجال تهديد مباشر للعدل في كل مكان وكل مجال". مارتن لوثر كنج

رينهولد نيبور: "إن نزعة الإنسان نحو العدل هو ما يجعل الديمقراطية ممكنة، ونزعة الإنسان نحو الظلم هو ما يجعل الديمقراطية ضرورية".

- "إن الله أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط. وهو الأساس الذي قام عليه ملكوت السماوات والأرض. فأينما كان العدل فثم شرع الله ودينه وإن لم ينزل به وحي أو ينطق به رسول". ابن القيم.

* العدل ضد الظلم، وهو مناعة نفسية، تردع صاحبها عن الظلم، وتحفّزه على العدل، وأداء الحقوق والواجبات. ومما قيل في الظلم:

لا تظــلمنَّ إذا مـا كنـتَ مُقْتَــدِرًا

فالظلـم ترجـع عُقْبَاهُ إلى الـنَّـــدَمِ

تنـام عيـناك والمظلوم مُنْتَبِـــــهٌ

يـدعو عليـك وعَيـنُ الله لم تَـنَــمِ

 

 
























التوقيع

كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي
بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستُجزى بمثله
وإن كتبت شراً عليها حسابه
(المقياس الأسمى لشعورك بالسعادة هو: كم إنساناً أسعدت)

   

رد مع اقتباس
قديم 04-22-2010, 04:07 PM   رقم المشاركة : 3

 

مشرف الاسلاميه جزاك الله خيراً ونفعك الله ونفع بك

 

 
























التوقيع

كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي
بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستُجزى بمثله
وإن كتبت شراً عليها حسابه
(المقياس الأسمى لشعورك بالسعادة هو: كم إنساناً أسعدت)

   

رد مع اقتباس
قديم 04-22-2010, 10:54 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 





العدل هو أن تضع كل الأمور في نصابها الصحيح

علي بن ابي طالب




من جوار الحبيب

جزاك الله خيراً ونفع بك


تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 04-26-2010, 06:27 PM   رقم المشاركة : 5

 

اخى عبدالعزيز بن شويل شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري

 

 
























التوقيع

كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي
بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستُجزى بمثله
وإن كتبت شراً عليها حسابه
(المقياس الأسمى لشعورك بالسعادة هو: كم إنساناً أسعدت)

   

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2010, 06:16 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 



من جوار الحبيب

جزاك الله خيراً .. ونفع بك

دمت بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-05-2010, 05:32 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو مميز
 
الصورة الرمزية من جوار الحبيب
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
من جوار الحبيب is on a distinguished road


 

ابن القرية اشكر مرورك ودمت بعز

 

 
























التوقيع

كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي
بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستُجزى بمثله
وإن كتبت شراً عليها حسابه
(المقياس الأسمى لشعورك بالسعادة هو: كم إنساناً أسعدت)

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir