يا وزير الصحة نريد حلاًّ
بلادنا ولله الفضل والمنَّة هي مهبط الوحي ولذلك هي مهوى أفئدة المسلمين يأتون إلينا رجالا وركبانا من كل فج عميق.
[وكما نعلم أن لهذه الظاهرة التعبُّدية إيجابيات ولها أيضا سلبيات ومن إيجابياتها ما تدرُّ به على أهل هذه البلاد من خير وفير بما يصرفه الحجاج والمعتمرون والزائرون في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة .
أما السكان في بقية المدن والقرى في الغالب فالسلبيات هي من نصيبهم ومنها هروب مئات الآلاف من القادمين واختفاؤهم في الأحياء الشعبية والقرى وما يستتبع ذلك بالضرورة من جرائم وسرقات وأما الظاهرة الأشد خطرا في رأيي فهي ظاهرة انتشار الأوبئة والأمراض بين المواطنين كالأنفلونزا والالتهاب الكبدي والدرن والديدان المعوية وغيرها .
فلا نكاد نشفى من أنفلونزا الحج حتى تداهمنا انفلونزا العمرة وما يصاحبهما من الحميات والقيء والإسهال ويصدق وعدها كما يقول ابن الحسين في الحمى :ويصدق وعدها والصدق شرٌّ **** إذا ألقاك في الكُرُبِ العظامِ
وتنهك أجسام المواطنين وتصفِّر جيوبهم .
ولو أجرينا عملية حسابية بسيطة بالذي يصرفه كل مواطن لمدافعة هذه الأمراض وضربها في عدد من أصيبوا لوجدناها ربما بالمليارات .
وإذا كان أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة قد ذهبوا بالدثور والأجور ( اللهم لا حسد وبسم الله عليهم إلى مالا نهاية ..... ) فما هو نصيب بقية سكان المناطق والمدن الأخرى ؟
يا أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة أنتم تعودون إلى رحالكم بملايين الريالات ونحن نعود بالأنفلونزا والحميات !!!
سنة بعد أخرى وعمرة يتلوها حج وحج تتلوه عمرة وهكذا دواليك
( وكلما جا عام قلنا ليت من عاش *** واصبحنا في مقعداللاش )
يا وزير الصحة هل لديك من حل لوقايتنا من هذه الأمراض التي أنهكت أجسامنا وصفَّرت جيوبنا ؟ إما بتطعيمات ناجعة قبل الحج والعمرة ، أو بصرف فاتورة الدواء حيث أن المستوصفات الحكومية موصدة أبوابها في إجازة الحج ، أو تفرض لنا فريضة ( بدل مرض ) تؤخذ من المنتفعين من الحج والعمرة وتُردُّ علينا نحن الغلابة ؟ أم هل لديك من حلول أخرى فتخرجها لنا ؟ وإنا لمنتظرون .
أرسلتها لكم طازجة قبل التهذيب والتشذيب
عبد الرزاق بن صالح الفقيه