لا ألومك يا شويل فمن منّا لم يفجع بعزيز اختطفه الموت ولم يتأثر لفقده ، وما قيل شيءٌ قط في تاريخنا الأدبي أصدق وأجمل وأكثر ممّا قيل في باب  الرثاء ، والشعر أكثر تلك التعابير وأجملها بكاء على الميت . وقديما سئل أحد الأعراب عن المراثي  لماذا هي أشرف الأشعار ، فأجاب قائلا : لأنا نقولها وقلوبنا تحترق .
ومن أشهر شعراء الرثاء المهلهل والخنساء ومتمم بن نويره وابن الرومي والشريف الرضي وغيرهم  .
ومادام الموضوع في رثاء الأم فلعلّ من المناسب في هذا المقام ذكر قصيدة الشريف الرضي في رثاء والدته وهي من أروع ما قيل في باب الرثاء في شعرنا العربي :
أبكيك لو نقعَ الغليلُ بكائي = وأقولُ لو ذهب المقال  بدائي 
كم  عبرةٍ  نهنهتها  بأناملي  = وسـترتها  متجمّلا  بردائي 
ما كنت أَذخر في فداكِ رغيبةً = لو كان يرجع ميّت بفداء 
فارقت فيك تماسكي وتجملي = ونسيت فيك تعزّزي وإبائي 
كم زفرةٍ ضعفت فصارت أنّةٌ = تمّمتها بتنفس الصعداءِ
لو كان يُبلغك الصفيح رسائلي = أو كان يُسمعكِ التراب ندائي 
لسمعتِ طول تأوهي وتفجعي = وعلمتِ حسن رعايتي ووفائي