تعريف المعرق أو العرق .. !

,’

وهي أسماء لمواقع بالديار المملوكة للقبائل في سالف الزمان
إذ حصلوا عليها إما بالحرب والقوة السائدة في ذلك الوقت ..
أو مقابل ديات مدفوعة للأرض واستملاكها .

والمعرق أو العرق هو جذع الشيء المادي الملموس والمحسوس
وهو من مصطلح أساس الشيء أو عرق الشجرة فيما أراه ..
لكن لابد من أخذ رأي اخونا العزيز أبو صالح عبدالرزاق آل جميلة
في تفسير هذه الأسماء معرق أو عرق كونه متخصص فيما لا أعرفه
في اللغة العربية وآدابها ومسمياتها ومصطلحاتها ..

وما جعلني أنطح فالي في هذه المعرفات ( الأسماء التاريخية القديمة )
لمواقع كانت فيما مضى أشبه بعلم في رأسه نار ..
حيث اتصل بي أحد الأبناء بعد عصر هذا اليوم 9 \10 \ 1434
يسأل عن موقع المعرق في ديار أولاد علي واحميتهم وعقابهم ..
وأجبته ولكنها كانت إجابة مقتضبة نوعا ما بسبب رداءة السمع لدي ..
حيث كان هذا الإبن حريص على طلب الإجابة المفيدة !!

ولمعرفتي الجيدة أنه يبحث عن معلومة يضمها بحثه عن تاريخ الوادي وجغرافيته ..
ولذا فقد كانت إجابتي حسب معرفتي أن المعرق هو الموقع الذي يتوسط العقبة
من اسفلها حتى الوادي التي تشرف عليه ..
وهي عقبة وادي العلي !
وهي تقع بين عقبة الظفير وعقبة دار الجبل وحدودها معروفة للسابقين الأولين
رحمهم الله ....

أما الآن فنحمد الله على نعمة الأمن والأمان , حيث أن هذه الديار والعقاب
بحفظ الله وأمانه .. إن شاء الله
ثم في حفظ مملكتنا الغالية ( السعودية )
وأسأل الله ان يديمها نعمة ..

وأذكر أنه عندما كان عمري 10 سنوات او أقل حضروا
رجالات من الغمدة الى رحبان في قرى ( صلح ) كما يسمى ذلك الوقت ..
أي خطبة إحدى بنات رحبان على أحد شباب الغمدة ..
وقد شاهدتهم يلعبون من بعد العشَاء الخطوة والمسحباني ..
وكان احد الشعراء من رحبان ويدعى عبدالغني آل عوضة
وفي قصيدته يرحب بالغمدة ..
ويسمى صبيان بالغاوي وكذلك زروب المعرق .. ( أي حماة المعرق )
حدود وادي العلي من جهة تهامة ..!
وكما أعرف كان هذا الموقع ولا يزال في وسط العقبة
وفيه بيوت عبارة عن حجر صغيرة مبنية بالحجارة وأسقفها من الخشب
وهي مقر للرعيان في فصل الشتاء ينزلون اليه بحلالهم أغنام وأبقار
وبه نبع من الماء يشربون منه ويشرب حلالهم ايضاً منه
.. وهذا المكان يسمى بالمعرق ..

وقد سمعت قصيدة قديمة لناصر بن عجيريد من رحبان يذكر هذا الموقع ..
وهي :
يا هضبة المغسل توسعــي .... في دفقة السيل انحن أوله
عزاي في المعرق بترتعي .... ومن يمــــــت منهم نطوله

شرح :
1- هضبة المغسل : في بني سالم ببني ظبيان
2- المعرق : في وسط عقبة وادي العلي حتى صحون بالوادي .

شكرا لمروركم ..
وكل عام وانتم بخير
عبدالرحيم محمد كعشر
الطايف
9\10\ 1434

 

 

شكراً أبا هشام على هذا الموضوع

 

 

في عام 1396 هجري كان هناك عرضه
لزواج إبن زغيد في الغمده وشارك بها
الشاعرين دغسان و الأعمى رحمهما الله
ومما أذكره في تلك العرضه قول الأعمى :

(.......يارجال المعرق
والبحرلامنه صفق مايدس مه )

وهناك قصدية يقول فيها :

عبدالله الشغيبي الشهري

انشدوا واد المعرق مع الرهوه وراش

وتذكربعض المواقع أنّ الشاعر
بن ثامره رحمه الله قال في قصيدة
عام 1320 هجري :

ورقاب الترك لا واليوم في المعرق معاضلة

وفي موقع آخر وجدت :

وبعد انتهاء المعركة كان القائد التركي ابو ناب أمام خيار واحد هو الفرار عبر عقبة الظفير الى المناطق التهامية للفرار من شراسة جيش غامد وزهران وفعلا توجه بجيشه عبر عقبة الظفير ولكن لم يتمكن من الوصول الى المعرق

هذا ماوجدته وسمعته عن المعرق
وبالتأكيد هناك أساتذة في هذا المجال
يستطيعون إطلاعنا على المزيد المعلومات
عن المعرق .

 

 

.

*****

الحديث عن معرق أهل وادي العلي ذو شجون
وبقلم الأستاذ القدير أبا هشام عبدالرحيم بن كعشر
له قيمة وطعم آخر

عقبة المعرق احد محميات أهل وادي العلي وموقعها إلى تهامة اقرب وكما ذكر أبو هشام تقع بين عقبة الظفير وعقبة دار الجبل وتمتاز بالأعشاب والأشجار المناسبة للرعي ولذلك كانت مطمع للرعاة وقد وتق موروثنا الجنوبي قصة وقصيدة خلدت اسم أهل وادي العلي ومعرقهم وآل العيسى من قرية الغمدة

حيث تذكر الرواية ان لبعض قبائل تهامة ابل دخلت ترعى في المعرق وتم حجزها من قبل بعض أهالي وادي العلي بالغمدة وحضر أهل الابل من تهامة للبحث عن ابلهم ولم يجدوها ولم يذكر لهم بأنها محجوزة ولم يوضح لهم إين الأبل ومصيرها

وبعد عودتهم كان الرأي بان يسلم أهل وادي العلي الأبل لأهلها بحضور بعض أهالي بني ظبيان في سوق المروة اشهر أسواق تهامة ويبدي التهمان لأهل الوادي البيضاء من طرف السوق ثمن لهذا العمل

وفعلاً قبل التهمان وتم تحديد الموعد وحضر أهل وادي العلي بعرضة يرافقهم بعض أهالي بني ظبيان يتقدمهم الكبار والشعراء وفي مقدمتهم الزبير وطويش ويسوقون الابل قدامهم إلى ان وصلوا سوق المروة اشهر أسوق تهامة ووقف اهل الوادي استعداداً لتسليم الأبل ثم تنصب لهم البيضاء في اعلى مكان في السوق حسب الاتفاق ولكن كانت المفاجأة

فقد خرج شاعرهم موجهاً كلامه لأهل وادي العلي خاصة وبني ظبيان عامة وقال:

البدع: ‏

مرحبا في مرحبا يا شركانا يا بني ظبيان
‏انت في المعرِق وقيف أولاد الأعفر نزلوا في الدايه
والرمادي والجبل حُدّانهم قَيمه مرزّمه
‏والله يا محلى من المقصود بين الناس والصفاء ‏

الرد:

إبلنا تيتم بها لكن نبغي منكم البيان
‏والذي قدّم سلف بايد الثقه لابد من ودّايه
فوق عَود(ن) بازلٍ, جور الحمايل ما تهزّمه
‏وانحن لا قلنا بعون الله نبرّكها على أم صفا ‏


وهنا أُسقِط في ايدي وفد بني ظبيان واهل وادي العلي المتواجدين وشعرائهم فالاتفاق لم يتضمن ما حدث ووقف الجمع يفكر فالبيضاء أصبحت مرهونة بالتحقيق
وفي هذه اللحظة خرج من بين الصفوف شاعر متمعرف اسمه عطيه بن سعيد ويلقبونه ببن سريه وقال والجميع في ذهول وترقب:

البدع:‏

يا سلام الله على السوق الذي عز البنادري
‏حلّ جوف المروه حِنّ المروه أقسى من الصفا الحنّاني
وبني زيدان زادوا في مذاهبهم عن العرب
‏ما كذَب من قال: تلقى قيمة المخلوق من شار اسمه
حيّ ذا الشيخ المشير وحيّ تاللابه وسوقها
‏وبني عمر الجهل ذا كنّهم صوراً تلي عن عمره‏
مثل سيل الجمعه كل(ن) شاكراً من جور فاقته

ثم قال الرد وهو من قوله أيضا:

انحن صبيان العلي يا جاهلٍ وكلً بنا دري
‏لو يكن أشراكنا ميلانهم مثل الدبا الحنّاني
تأمن البل والموبّل دونها من قوّم العُرُب
‏والذي يا تمنّى فيك يالمعرق قطعنا نسْمه
يوم جاء البدوي مغير وطالعٍ بالبلْ يسوقها
‏لحقه ولد ابن عيسى هو وربعه طوّل الله عُمره
كودن العادي بمرتينه نجي وانجى رفاقته‏
‏ ‏
وعلى الفور بادر أهل السوق بنصب البيضاء ويقال ان الزبير بعد المناسبة قال ليت القصيدة لي واخسر احسن بلادي (رحم الله الأباء والاجداد وغفر لهم واسكنهم الجنة)


معاني بعض المفردات :

البيضاء: قماش ابيض ينصبونه في اعلى مكان في السوق ويبقى منصوب عدد من الأيام ‏
تيتم بها: جيتم بها . ويقال انه قال تعتم بها
أم صفا: الصخرة الصلبة الكبيرة
عز البنادري: اشهر واكبر الأسواق
الصفا الحنّاني = الصخر الزرقاء الشديد الصلابة
المرتين: نوع من البندق القديم

اجمل تحية وتقدير للأستاذ القدير عبدالرحيم بن كعشر

*****

 

 

,’

1- الأخ الكريم صالح بن سعيد حفظه الله ..
شكراً لمرورك الراقي ودمت بصحة وسعادة ..

2- الابن عبدالله بن علي .. حفظك الله
مرورك واضافتك تميزت بسعة اطلاعك ومتابعتك لتاريخ الوادي
وما أوردته في ردك الرائع زاد من قوة الموضوع لمعاناً ووهجاً
شكرا لك ودمت بصحة وسعادة ..,

3- الأستاذ الكبير والسمي الغالي .. أبو توفيق حفظك الله ورعاك
أقول ما شاء الله تبارك الله عليك وعيني عليك باردة يا أبا توفيق
على الشرح الجميل والإضافة الراقية كشاهد على تاريخ أحمية هذه
الديار .. ديار بني علي ...
وقد استوقفني ردك الرائع والمسهب في تاريخ هذه الأحمية وهذا المعرق
من ديار بني علي والإضافات التاريخية المهمة والقصائد الجميلة التي قلّ
أن نجد مثلها في الوقت الحاضر في قوة بيانها وبلاغتها وصياغتها
والتعبير الراقي في موضوعها شاكراً لك أيها الأستاذ القدير
هذه المعلومات والإضافات المتميزة .. مقدراً اهتمامك بتاريخ الوادي
زادك الله من واسع علمه ومن واسع فضله مع قبول فائق التقدير و الإحترام !

 

 

شكراَ يا أبا هشام لإثارة هذا الموضوع عن ديرة وادي العلي المسماة المعرق وهو الوادي الفحل الذي يعتبر من أهم وأكبر أودية تهامة والذي تصب فيه عقبتنا وعقبة الظفير والباحة وجبل بيضان المقابل لهذه العقاب والوادي الذي يخص وادي العلي من هذا الوادي المسمى المعرق هو من أسفل عقبتنا حتى الضفة المقابلة لها وقد أفاض وأسهب أبو توفيق في الوصف وخاصة في موقعة أبل التهمان التي تاهت واعتقلوها صبيان بالغاوي [ الغمدة] ولا ردوها إلاَ بأخذ البيضاء من طرف سوق المروة وتوّجها بقصيدة بن سرية وتفسير أبو توفيق لكلمة تيتم وهي تعتم في اللهجة التهامية مثل مافسرها أبو توفيق أتيتم بها

شكراَ يا أبا هشام والشكر الجزيل لأبي توفيق على الإضافة .

علي بن حسن

 

 

,’

حيّ الله أبو حسن ..
الزميل الوفي الراقي بعلمه واخلاقه ..
فقد كان عيدنا لهذه السنة فرصة لتجمعنا بمكة المكرمة وقد قابلتك
ووجدتك كما أعرفه عنك من سماحة وابتسام وأدب رفيع ,,
رغم ان الحياة قد زادت تكاليفها وصعوباتها على نفسية كل انسان
وأصبحت متغيراتها حتى على الفكر ومن ذلك كما يقال
( كلن برشده يعيش )
ورحم الله محمد ملاسي وأموات جميع المسلمين .
أخي الكريم كان مرورك وردك الجميل قد لفت نظري وفكري فيما كنت أعتقده
من الحدود لديرة وادي العلي إذ كانت معرفتي أن حدود المعرق هي الصحون
الواقعة في طرف الوادي المقابل لعقبة وادي العلي .
لكن إثرائك للموضوع عن الحدود القديمة جعلني أتفق معك فيما ذكرته
فأنت أعرف مني بكل تأكيد بمثل هذه الأمور ..
ولا يستغنى عن رأيك وذاكرتك فأنت ما شاء الله من نعهد فيك بمعرفة تاريخ الوادي ..
أكثر من أي شخص وكما يقال بالمثل ( إذا حضر الماء بطل التيمم )
تحية وتقدير من اخيك أبو هشام ..
ودمت في حفظ الله !

 

 

مثل هذا الموروث التاريخي للأماكن والأودية والأسواق

لماذا لاتجمع في حقل خاص بتاريخ وجغرافية المنطقة ؟!

مجرد تساؤل

وسلمتم جميعكم وصاحب الموضوع الجميل

الاستاذ عبدالرحيم كعشر

 

 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس

يا سلام الله على السوق الذي عز البنادري
‏حلّ جوف المروه حِنّ المروه أقسى من الصفا الحنّاني
وبني زيدان زادوا في مذاهبهم عن العرب
‏ما كذَب من قال: تلقى قيمة المخلوق من شار اسمه
حيّ ذا الشيخ المشير وحيّ تالابه وسوقها
‏وبني عمر الجهل ذا كنّهم صوراً تلي عن عمره‏
مثل سيل الجمعه كل(ن) شاكراً من جور فاقته

*****

أبو هشام كعادته يمتعنا دائما بمثل هذه الوقفات الجميلة من الماضي
والأخوة أيضا أبدعوا في الاضافات خاصة الأخ عبدالرحيم قسقس .. فقد أوضح الحدث كاملا بكل ملابساته في ذلك الوقت الذي اعتقد أنه حصل قبل مائة تقريبا .. وحتى هذه اللحظة لايزال الحدث متداولا بين الأحفاد لما يحتويه من مواقف ومبادئ ورجوله ممكن نلخصها فيما يلي :
0 الحدود الشاسعة لديرة وادي العلي والتوسع ما كان ليحصل عفويا لولا شدة الرجال ومحافظتهم على أقصى اتساع باعتبارها موارد اقتصادية هامة لأهل الوادي اهمها الاحتطاب والأعلاف
0 تماسك أهل الوادي فأي واحد يخدم القبيلة بتصرف فردي حاسم مثل ما قام به بن عيسى عندما صادر الابل التي اعتدت على مراعي أهل الوادي
0 تكاتف أهل الوادي للخروج من هذا المأزق .. مع الأخذ في الاعتبار عدم وجود أي نوع من التسلط أو الاستعلاء بالقتل أو الحرب مع التهمان بالرغم من قدرتهم على ذلك نظرا للفارق العددي والموقع أيضا .. أيضا ربما يكون هناك قوانين ونظم فقد يستعين التهمان بقبائل أخرى لاستعادة حقوقهم .. وقد تكون لأهل الوادي حاجة مستدامة من سوق التهمان لتصريف بضائعهم أو شراء الأبقار منها .. أو الخوف من اعتداء مماثل على أحد أفراد القبيلة كنتيجة لما سبق
0 دور الشعر في حل مثل هذا الموقف .. والبحث عن مخارج توافقية مثل ما يعمل ساسة الدول هذه الأيام عند البحث عن حلول وسط ترضي الاطراف
فالتهمان من المؤكد أنهم يعرفون حقيقة الاختطاف .. لكنهم قبلوا العذر الظاهري
0 جرأة الشاعر بن سرية وتقدمه على الزبير .. بالرغم أنه غير معروف ويقال أن هيئته وحالته لا تتناسب مع هذا الموقف .. لكن الله سبحانه هيأه وأنطقه لكي يتم حل الاشكال الخطير

---------------------------------------------------------------------

واسمحوا لي أن أضيف بعض مما أتذكره من جلسات لوالدي رحمه الله عندما كان بمدينة الدمام حيث أتذكره وهو يقص للحاضرين من قرى وقبائل أخرى لتلك القصيدة وأحداثها .. وكانت كلماتها بالنسبة لي ألغاز لا افهمها مثل كلمة ( بمرتينن ) حيث عرفت لاحقا أن نوع من البنادق الشهيرة

مما أتذكرشرحه للبيتين التاليين :
ما كذب ذا قال تلقى قيمة المخلوق من شاراسمه
حي ذا الشيخ المشير وحي تاللابه وحي سوقها
فكما فهمت من شرحه : أنه في الظاهر مدح لشيخ التهمان وجماعته ( اللابه ) والسوق
لكنه في الحقيقة يتهكم بالتهمان من أشكالهم وفقرهم وسوقهم
وقد لحقنا نحن إلى عهد قريب عند افتتاح طريق عقبة الباحة عام 1400 هجرية كيف كانت حالة سكان تهامة .. لباسهم البدائي واشكالهم .. الحمد لله هذه الأيام في هذا العهد الزاهر أصبحت تلك المناطق بأهلها وشبابها وبنشاطهم وعلمهم لا يقلون شأنا عن غيرهم

 

 

الحقيقة إن هذا الموضوع من الموضوعات الجميلة التي تميزت بها ساحاتنا وهو يحسب لأبي هشام بلا شك
وكنت أود المداخلة بالإشادة بالموضوع فقط، لكن استوقفني أمر آخر أود أن أطرحه بخصوص القصيدة التي أوردها أبو توفيق والتي زاد من جمالها كمال شرحه لها.....لكنني أتذكر إن لم أكن واهما أن سبب غضب التهمان ليس احتجاز الإبل كما قد يتبادر للذهن فاحتجاز الإبل مبرر في ظل حماية البلاد من التعدي...والحضور للسوق هو لتسليمها مع التحذير بعدم تكرار ذلك مستقبلا لكن الذي لم يجد له التهمان تفسيرا هو نقص الإبل واحدا منها...ومن هنا كان قول التهامي نبغي بيان....ولعل هذا ما جعل كبار الشعراء يسقط في أيدهم إذ لم يعلموا بالنقص الحاصل إلا في السوق وربما...أقول ربما إن ابن سرية لديه علم بالنقص مما جعله يزور في نفسه تلك القصيدة الرائعة لتكون دفاعا موفقا ومخرجا جميلا حيث نسب السرقة إلى العادي الذي سرق الابل حتى إنه بالكاد استطاع أن ينجو هو وجماعته رغم أنه مسلح بالمرتين والرصاص الحي وبالتالي ليس من حق التهمان أن يسألوا عن باقي الإبل بعد عرض ابن عيسى حياته وحياة جماعته للموت المحقق فلربما أن العادي هو من سرق الإبل وعليكم بالتالي محاسبة العادي وليس من حمى لكم الإبل....والله أعلم