مقطع من قصيدة ((مزامير))
          للراحل محمود درويش
             - 4 -
      تركت وجهي على منديل أمي
     وحملت الجبال في ذاكرتي
      ورحلت . .
     كانت المدينة تكسرأبوابها
      وتتكاثر فوق سطوح السفن
     كما تتكاثر الخضرة في البساتين التي تبتعد . .
      إنني أتكيء على الريح
      ياأيتها القامة التي لاتنكسر
      لماذا أترنح ؟ . .  وانت جداري
        وتصقلني المسافة
      كما يصقل الموت الطازج وجوه العشاق
       وكلما ازددت اقترابآ من المزامير
        ازددت نحولآ . .
      ياأيتها الممرات المحتشدة بالفراغ
        متى أصل ؟ . .
      طوبى لمن لايلتف بجلده !
      طوبى لمن يتذكر اسمه الأصلي بلا أخطاء !
       طوبى لمن يأكل تفاحة ولايصبح شجرة .
       طوبى لمن يشرب من الأنهار البعيدة 
         ولايصبح غيمآ !
        طوبى للصخرة التي تعشق عبوديتها
         ولاتختار حرية الريح ! .
       _____________________________