يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات وادي العلي الخاصة > ساحة صدى الوادي

ساحة صدى الوادي المواضيع الخاصة بوادي العلي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-27-2012, 12:24 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد الفقعسي is on a distinguished road


 

الوفاء من أهل الوفاء سجيه ولا يعرف الرجال إلا الرجال ولا يستغرب منك أبا صالح أن توثق في هذه الساحات لسيرة رجل فذ احبه كل من عرفه وأسر بحبه كل من صاحبه وزامله لكريم خلقه وعذب سجاياه ، فلك وله كل الحب والتقدير.


















من مجموعة شجرة الليمون : مها وطريق الجنوب

(1)

صباح كئيب يقتحم ملامح وجهها الغض..عيناها الصغيرتان تشعان بحزن غيرمعتاد.. خمولها.. سكونها, مسحة حزن انتابها منذ الصباح , كانت حالتها المفاجئه محيرة لا مها وأبيها وجدتها, حيويتها مطفاءة, وابتسامتها مغلقة, ولعبها متناثرة بإهمال.. انبرى كل من الاب والام والجدة لكشف سحابة الحزن والجفاف التي خيمت على حبيبة الكل (مها) . تسال الاب في حيرة:ماذا بك يا ابنتي؟ من اغضبك ..ماما.لا..أنا؟..وأومات براسها , أنا .. لماذا؟..

أنت تسافر لوحدك.. ما تاخذنيمعك.

حاضر.. ابشري.. المرة الثانيه سنذهب كلنا..ولا يهمك ياعسل.. عقبت الامقائله: (عسل مخلوط)..لا (عسل صافي)

قالت الجدة: انها عسل ..(عسل أبوعلي)..وتنهال المداعبات والضحكات على ردودها الذكيه .. وتساؤلاتها البريئه:
-








من تحبين ؟ بابا وماما وجدتي

- من تحبين اكثر..اكثر؟ الله اكثر

- يا سلام ,وبعده . بابا وماما وجدة

- من اكثر بابا او ماما ؟ اكثر..(باما) وتتزاحم عليها الاحضان والقبلات .

(2)
انسحب الاب دون ان تشعر كي يتهيا للسفر ,بينما الام تشاغلها بعلب المكعبات المتناثرة لتبني لها منزلا , اتريدين ان نبني قصرا؟ او (فيلا)؟لا.
ماذا تريدين ؟ (كوخ). فجاءة تذكرت والدها, سالت امها : اين (سعيد) ليلعب معنا؟ (قولي بابا)
الاتريدين ان العب معك؟
-








اريدك انت وبابا

انزلقت بعضالقطع لحقت بها المكعبات الاخرى .. تساقط البناء, اخذت تبكي بحرقه , وتنادي اباها

-لم كل هذا البكاء؟ سابنيه لك حين اعود.

اريد ان اذهب معك- سنذهب معافي المرة القادمة كما وعدتك.

وتحضر لي عروسة والعابا كثيرة؟
-ابشري.. هات (السلمه) اخذت تتعلق بعنقه لتنهل من قبلات لا ترتوي.
(3)
مع غروب ذلك اليومكانت عينا (مها) تتابعان بدهشة وقلق ماتراه في المنزل , الاقارب.. الجيران.. اصدقاءوالدها, الناس ياتون ويخرجون!! , اخذت تتفرس الوجوه, تتسال بصمت وذهول, لماذا اتىهؤلاء , اين بابا ؟؟ لم تجدة..
ثم الى سطح المنزل , لعله يصلح (الاريل) , اتجهتالى الحديقه الصغيرة, ربما ليحضر لها ورده صغيرة كالعادة, اخذت تتعثر خطواتها, ارهقتها قبلات العزاء والحنان بدأت تضيق بهذه الوجوه لا تبتسم,وتواصل البحث عن المزيد من الحيرة والانكسار, فلا ترى سوى دموع أمها وجدتها تنهمربغزارة.










من مجموعة شجرة الليمون : فاعل خير


(لم يبق إلا يومان ... يوم الخميس زواج (مشاري)
الله يحفظه, يامعين , بقي ألف شغله وشغله.. والطلبات لاتنتهي.., أعان الله الرجل الوحيد..) أخذ طريقه مع طلوع الشمس بسيارته متجها إلى سوق الأغنام , كانت أشعة الشمس تغطش عينيه فيقتادها بكفه الأيسر ويزيده الزجاج المغبر عتامه . لم يقرر بعد كم يشتري ؟.. هل يأخذ سواكني أم حري؟ سوف أختار ثلاثين رأسا , هل تكفي؟في هذه لن استشير أحدا.
بالتأكيد ستختلف أراء الأقارب..!! سأجعلها خمسة وثلاثينأو أربعين , تزيد ولا تنقص.


وضع يده على ربطة النقود فئة الخمسمائه ريال ليطمئن عليها في جيبه, سمع رنين الجوال اخذ يتحدث مع أم مشاري.. لتذكره بما إستجدمن طلبات لم تكن في البيان الطويل الذي يحتفظ به منذ أكثر من شهر , ليت مشاري قدحضر ليساعدني في بعض المهام ..لن يتمكن من القدوم من عمله الإ يوم الزواج وحتى لوكان هنا فلن نرهقه بشئ..

ألقى نظرة سريعه على قائمة المطلوبات , فجاءة سمعضربة في مؤخرة سيارته وصيحه رجل يستغيث..لم يوقف الابعد عدة أمتار ..التفت إلى المكان ..رأى شيئا يلتوى !! انه رجل ممدد ينزف ويئن, (لقد دعست الرجال)!! لم انتبه له ..كان مسرعا في مشيه.. جلس الى جانبه , اخذ يفكر في حيرة وارتباك,على ان انقله الى المستشفى. المرور.. التوقيف .. زواج مشاري!!(حسبنا الله ونعم الوكيل) الرجل به كسور واصابات في الراس اخذ يتزايد عدد السيارات .. تجمع الناس, اقبلت سيارة الدوريات, الشرطي يستوضح شيئا عن الحادث, سمع احد الواقفين للتو يقول:هذه صدمة سيارة ولعل صاحبها قد هرب , شرع رجل الامن يتحدث بالجهاز حادث دهس من سيارة مجهولة .. نحن نتظر سيارة الاسعاف..) حاول ان يحصل من المصاب على أي معلومة اخرى , كان غائب الذهن.. انفرجت شفتاة عن صوت ضعيف , ونفس متقطع) .. واحد صدمني...سيارة... جمل... طيارة..)

لا يدري ابو مشاري لماذا التزم الصمت في هذه اللحظات الحرجه ,كان يقف مع الناس مشدوها, وكأنه يعيش كابوسا من الاحلام المروعه, لم يقل شيئا , ركب مع المصاب الى المستشفى سأله الشرطي:

-
أأنت من أقرباء المصاب؟.. نعم ..لا.. أنا..

-


من تكون ..هل تعرفه؟؟أنا .. فاعل خير, وسابقى معه حتى يصل أقرباؤه.

-


أحسنت ياطيب


لم ينقطع عنه الا يوم الزواج ..., يحمل له مختلف الهدايا والخدمات, وتوصيات الرعاية والعنايه الطبية, الجميع يشيدون به حاضراوغائبا.. يستمع بصمت عميق الى كلمات الثناء والاعجاب على هذه الاريحيه , والمروءه النادرة, اخذ المريض يشعر بمن حوله .. يتحسن..يتكلم, متذكرا تلك اللحظات , ساعة الحادث ويقص ماجرى له على زائره الوفي عن هروب ذلك السائق المتهور, لماذا يهرب لن اسامحه.., يهرب ويتركني أموت في الشارع؟!! لقد كنت قريبا مني ايها الحبيب حين الحادث, الم تتعرف على سيارته.. ليتك اخذت الرقم.. أكيد.. كنت منشغلا بي.. , أجابه بمشاعر لم تمر به من قبل: سيظهر.. سيظهر , ستعرفه.. ستعرفه بالتاكيد ثم اخذ يناجي نفسه بان فترة الزواج انتهت بسلام.. ويجب ان تنتهي فترة الصمت.





فصول من المعلامه :



 

 
























التوقيع

قال تعالى :
"ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين"

فصلت (33)


   

رد مع اقتباس
قديم 04-27-2012, 03:38 AM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

شكراً لصاحب الوفاء والتوثيق الأخ الكبير نايف بن عوضه الذي يثري ساحات وادي العلي بسير الرجال المشاهير من غامد وزهران وغيرهم من القبائل

شكراً أبا صالح على توثيق سيرة الأستاذ عقيلي بن عبدالغني آل عقيلي الغامدي

وندعو الله لك بالصحة والعافية وصلاح العمل وحسن الختام

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 04-27-2012, 03:39 AM   رقم المشاركة : 3

 

.

*****

المعلامة9
الكاتب: عقيلي بن عبدالغني

السفر إلى مدينة الطائف أمنيه لايعادلها شيء ونحن في تلك المرحلة من العمر وكان بعض أهلنا في الجنوب مازالوا يقولون عن الطائف, ومكة, وجدة (الشــــام) وقد يطلقون على أهل هذه المدن مسمى (المكاكوة) نسبه الى مكة المكرمة كما يطلقون أهل هذه المدن كلمة (الحجز... حجازي) على أهل الجنوب عامة, ولقد رأيت – فيما بعد– في سجل قيد الطلاب الدارسين في المدرسة التي درست بها أمام كل اسم, الجــنــســيـــة: (حجازي) يا لسعادتي حين قرر والدي رحمه الله أن أسافر معه في سيارة لنا يقودها شقيقي (أحمد), وهي لوري موديل 1952م, فكان عمي (أحمد عقيل) يقيم في الطائف ويقتني عدد من السيارات ومعه عمي (عقيل) يرحمهما الله, كانوا ينقلون المسافرين الحجاج الى اليمن, والبضائع وصفيحات وبراميل والكاز إلى خميس مشيط وجيزان وصنعاء وكذلك ممن أعرفهم وأسمع عنهم في ذلك الحين (آل حجر, والمروة, وال ملّة, والعريكة, والعبيدالله, آل محفوظ, الرامي .... الخ) ثم تكاثرت الأسر والأسماء في كل قرية كبني جرّة وخيرة.....

قبل تلك الفترة بسنوات قليلة لا تصل السيارة إلى المنطقة (قرى غامد وزهران) فكانت تقف في (بطحان, بيدة), ويواصل المسافرون السير على الدواب, ثم شق طريقان عبر (عرق بني يسار في زهران) و(الصنة) في (بني عبدالله), وقد ساهم الأهالي من الجهتين في توصيل الطرق بجهود تعاونية مع الدولة, من أصحاب الأراضي التي فيها هذا الطريق الترابي, مع إسهام عدد من الرجال المتنورين ومن أصحاب السيارات الذين يقدرون أهمية شق الطريق إلى كل قرية, وأذكر منهم (سعد بن شيبان وأحمد عقيل) وبالتأكيد هناك رجال آخرون في زهران وغامد أسهموا في هذه المهمة التعاونية بتنافس وأريحية.

* * * * *

سافرت لأول مره عام 75 أو 1376هـ إلى الطائف في صبيحة يوم الاثنين (اليوم المعتاد في السفر) فكان معنا في السيارة عدد من الركاب المستأجرين عن طريق (عرق بني يسار) ثم (بطحان وبيده) ثم توقفنا في السويسية لتناول الغداء والعشاء والنوم في (شقصان) ثم وصلنا إلى مدينه الطائف اليوم التالي (الثلاثاء). كان الطريق ترابيا لا يخلو من عوائق رملية وحجرية وأودية, ومن شدة الشوق إلى رؤية مدينة الطائف.. كنت في كل مره اسأل والدي: (متى نصل الطائف)؟؟ فيحدثني أنه قد سافر عدة مرات على (رجله) مشياً أو على حمار أو جمل, فيقطعون المسافة في مدة (سبعة أيام) ولا يسافرون إلا جماعات خوفاً من مخاطر السفر وقطاع الطريق, وحين العودة يتزايد احتمال النهب والسلب, ومن لديه نقود كسبها من العمل يفضل أن يحولها إلى (جنيه ذهب) كنت أتشوق إلى هذه الحكايات والقصص الواقعية فأستزيده بإلحاح, فيقول:

(عملت في مكة المكرمة وهي المدينة المباركة التي يجد الناس فيها أعمالاً مختلفة وعلى الأخص في موسم الحج.. (صبياناً) في المنازل (لصغار السن) أو مع مطوفي الحجاج أو في دفع عربات السعي للحجاج أو حمل (الشبرية) في الطواف أو في السقاية والتحميل.. يقول: (ولقد عملت صبيا في دكان صائغ يسمى: (عبدالغني) وازددت مهارة ومعرفه بعد أن علمني (فرج).. مهنة الصياغة،وكسبت أجرا كثيراً, حولته إلى (جنيهين اثنين), وفي عودتي إلى الديرة/الحجاز, مررنا بالطائف, وجدناهم يبيعون الأراضي حول مستشفى الملك فيصل الحالي بسعر المتر (أربع قروش), وقد كان في مكان المستشفى حين ذاك (المجزرة) كان يمكن شراء مساحات شاسعة بمبلغ بسيط لكننا ورفاقي رفضنا مستنكرين على من يشتري أرضاً في ديرة غير ديرته!!).

يقول: (قررنا أنا ومن معي ممن لديه (جنيها ذهبياً) أن نقوم ببلعها مع حبة تمر أو طعام, ونفذنا ذلك, ونظل نبحث عن (الكنز) الذي في بطوننا كلما ذهبنا إلى الخلاء لئلا نفقده دون أن نشعر..., كنا متعاونين في السراء والضراء, ولا نسير على الأخص في السفر إلا جماعات ومتحزمين با السلاح, ثم يقول: يا الله لك الحمد اليوم أمان وطاعة رحمان.., ثم يعقب –يرحمه الله– وبأسلوب طريف قائلا : (كيف لو عشتم ما عشناه.. كان الواحد منكم مات من الجوع, أو هرب وخلى الجمل بما حمل لو بدا بادي أو عادي...) كان يحدثني يرحمه الله عن أشياء ومواقف عجيبة, وهي اليوم أعجب, ولا نكاد تُصدق أو يستوعبها جيل هذا العصر.. فيما يتعلق بعادات الزواج أو طريقة الختان. ومقاومة (النمور) في مناطق تهامة... يقول: نشأنا أيتاماً صغاراً ومكثت فترة أسكن مع خالي (هادي) في بيشة وكان ابنه (محمد) (نديدي)، وافتقد خالي (ربع قرش) فقال لنا (أنا وابنه): من أخذها؟ فحلف كل منا بالنفي، وأخيراً قال: والله لئن لم تعترفا (لألحسكما) وحين لم يصل إلى نتيجة، قام بتسخين سكين عريضة في النار حتى احمرّت، ثم بدأني فلحستها، فوالله لم أشعر بشيء بإذن الله _لأنني بريء_ وحين جاء دور ابن خالي انطلق هارباً، وكان هو الذي اختلس (ربع القرش)...
فينسيني بهذه الأحاديث سؤالي المتكرر عن الطائف ومتى نصل إليها؟! كنت متذمراً من طول السفر, بالرغم من حبنا لامتطاء السيارة وعلى الأخص حين نتسابق على الجلوس (فوق البرندة) وعلى السيارة (اللوري) مع ما نتعرض له من غبار واهتزاز وشمس وهواء شديد, وكأننا على كفوف الراحة والمتعة وذلك لحداثة العهد بركوب السيارات وقلة وجودها.

حين اقتربنا من ضاحية الطائف الجنوبية (ليّة), قال: والدي (مازحاً).. هذا هو الطائف.. فأخذت أشرئب متأملاً منازلها الصغيرة البيضاء, ونوافذها الجميلة, يحيط بها ألوان بيضاء أو زرقاء, وتكاد تغطي البيوت مزارع وبساتين كثيفة.. (كدت أصدق أنها الطائف) ثم توقفت السيارة, وطلب من الركاب دفع (الحساب) أجرة الركوب, وهي (أربعة ريالات عربي فضه), أو دفع عشرة ريالات ورقية (إصدار عام 1373هـ) مع دفع تكاليف طعام الغداء والعشاء بين الركاب المشتركين..

وصلنا الطائف ضحى اليوم الثاني, حين رأيت الطائف ــأول مره سافرت إليهاــ أحسست أنني في حلم كل شي بالنسبة لي غريب وعجيب ومذهل, تلهتم نظري المرئيات وأندهش أمام كل صغيرة وكبيرة.. المنازل بأشكالها وألوانها، المحلات والدكاكين.. المقاهي.. الناس وهيئاتهم, وأحاديثهم المختلفة عن فهمي أو ما اعتدت عليه في الكلام.. , وما أكثر أسئلتي التي لا تنقطع, حتى ذلك المنادي كل صباح بائع اللبن المتجول, اسمعه يقول: (.. بون.. بون) فأسأل والدي عن (بون.. بون) فيجيبني مبتسماً: هذا بائع اللبن يقول : ( لبن .. لبن ) ومع تنغيم نداء البائع فإنني أسمعها وأفهمها هكذا. وآخر ينادي (فريينيا.. فريينيا) بمعنى (ملابس فرقنا) والماء يأتي إلى منزل عمي بواسطة الزفة في برميل كبير يجره الحمار كنت أرافق والدي في جميع تحركاته, وعند ذهابه من حي الشهداء الذي يتوقف العمران بها قبل سوق ودكاكين (منشية خان با فيل) القائم الآن. فأرافقه إلى (سوق البلد) سيراً فأجد متعة في مشاهدة ما حولي, وتلك السيارات القليلة جدا والمختلفة الأشكال.., ويجيبني والدي –يرحمه الله– على أسئلتي المستمرة الساذجة أو المضحكة.

كان عمي أحمد عقيل يرحمه الله, لديه سيارة (فورد موديل 46) فأشعر بسعادة كبيرة حين أركب وأبناؤه معه, فيأخذنا مرة في كل أسبوع للتنزه إلى جهة المثناة قريباً من مسجد (عداس) ومسجد (الخبزة ), ويرافق عمي صديقه (عبدالرحمن مجحود) يرحمه الله.
نشاهد المزارع وبساتين العنب وأشجار السدر المحملة بالنبق على جانبي الوادي (وادي وج).

كان عمي أحمد حازماً مهاباً يخافه أبناؤه إلى درجة كبيرة ولا نسلم من عقابه لأي خطأ. وأتذكر حين قدم إلينا في الحجا/رغدان, وعلم بأنني وابنيه ذهبنا إلى الوادي الذي يتدفق بالمياه طوال العام, وسبحنا في بئر يسمى (بئر الحبل), مكثنا (نتشرّع في البئر) فترة طويلة, فعاقبنا بربطنا في المكان الذي تربط فيه الحمير في الساحة أمام البيت بجوار ( مذود الحمير) استنجدت بوالدي لينقذنا من هذا العقاب فردعليّ قائلاً: (تستاهلون..) ثم أطلق سراحنا بعد أن همس له والدي بإطلاقنا، فالزوار لا يكادون ينقطعون عن منزلنا لقضاء حاجاتهم عند والدي لصياغة حلي الفضة وصناعة الخناجر والسيوف وإصلاح البنادق وللاستماع إلى (ألرادي) المذياع الوحيد, الذي جلبه عمي معه من (الشام) الطائف ومكة. كان يجتمع الرجال والنساء من القرية للاستمتاع ومشاهدة هذا (الصندوق) الذي كنت أحسب أن الذين يتحدثون منه هم أناس بداخله..!

أذكر في تلك الرحلة إلى الطائف أو في سفره بعدها.. أن رجلاً من سكان الطائف حين راني برفقه والدي في طريقنا إلى (سوق البلد) نادي والدي قائلا: (.. الواد يجاود)؟ فأجابه والدي بالنفي ثم قال: هذا ما يجاود.. عنده شهادة سادسة. لم أعلم ماذا يعني بقوله (يجاود) و(الواد) شرح والدي كلام الرجل وهو يضحك: ( يعني تشتغل عندهم في البيت.. صبي.. وتكنس وتنظّف البزورة...) وسألته عن معنى البزورة؟
قال: ( السفان الصغار.. تنظفهم) وقهقه ضاحكاً، فما كان مني إلا أن غضبت من ذلك الرجل الذي يسأل والدي هذا السؤال، ويعتبر هذا السؤال عاديّاً من أهل مكة أو الطائف المتحضرين حين يشاهدون رجلاً من خارج المدينة يرافق ولداً صغيراً في العاشرة.
فكان أبي وعمي يمازحاني فيقول لي أحدهما: (.. ياواد تجاود..) فأنصرف غاضباً, ويضحكون مني..

(منقول من مجلة رغدان الإلكترونيه)
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 04-27-2012, 03:42 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم بن قسقس
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 17
عبدالرحيم بن قسقس is on a distinguished road


 

.

*****

المعلامة1
الكاتب: عقيلي بن عبدالغني

بسم الله الرحمن الرّحيم
الجزء الأول

( المـعـلامـــــة )

مع بداية عام 1372 هجرية بدأت أسمَعُ عن (المعلامة) من والدي وممن حولي تمهيداً لإرسالي إليها في (رغدان)، كنت أنتظر هذا الحدث بشوق، فقد كان في القرية من المعلمين:
(أحمد بن سعيد) و(جمعان بن خميس) و(مسفر بن عبد لله الأعمى). وكانوا معلمين على نظام الكتاتيب آنذاك، ومن شدّة اهتمامي بهذهِ المرحلة الجديدة في حياة أيّ طفل.. فقد كنت أسأل وأركّز اهتمامي بأي مسميات أو مصطلحات تتعلّق بالمعلامة/المدرسة، حين أسمعها ممن سبقني إليها مثل: (سيّدنا) معلمنا، وإذا نودي يقال له: (يا سيْد) يا أستاذ. (القراية) تعني الطلبة. (خَبَطَُه) ضربه، (الخباء) حافظة الدفاتر/الحقيبة، وبها مرسمة وكِسْرة من الخبزة أو (عفسة من التّمر) والخباء من القماش يتقلده التلميذ على جنبه حين يذهب إلى المعلامة. (امسكوه) وتعني أن يقوم اثنان من التلاميذ بربط قدمي الطالب لعقابه فيوثق بعمامته أو بعمامة آخر وتُرْفع رجلاه إلى أعلى ثم يُضرب في باطن قدميه. (افتِش/ فتَشَ) افْتح وفتح المصحف أو الكتاب على موضوع الدّرس. (قُصّ) بمعنى تتبّع، تبّع بالسبّابة على الكلمات والسّطور. (طيَّسْ) نسِيَ الدّرْس ولم يفهمْه.
وإذا أريد تحيّة المعلم جماعيّاً فإن التلاميذ يهتفون بصوتٍ واحد قائلين:
( يا سيدنا قمْ قيّدنا.. فَتَحَ الله لك باب الجنّة وباب النار للكفار).
هذه بعض (المصطلحات المعلامية) سردتها هنا ويتبعها غيرها في المكان المناسب.

في العام الذي كنت سأذهب فيه إلى المعلامة عند أولئك (الفقهاء)، ولم يبقَ سوى أن يختار والدي أحدهم مقابل ريالات بل قروش قليلة مع كثير من التوقير والتقدير وزكاة الفطر التي يقدمها التلميذ له في رمضان . وقبل أن أبدأ عند أيّ منهم أعلِن عن فتح مدرسة (للحكومة) باسم (مدرسة بني خثيم) برغدان. فانتظمنا بها وأخذ يفد إليها التلاميذ من جميع القرى المجاورة، فكانت حدثاً فريداً، كما انتقل إليها الطلبة الذين كانوا يدرسون في المعلامة، وكانت الدراسة في حلقات حسب المستويات.. مستويات القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم، واختير لها بيت (العدنان) بيت الشيخ في (السافلة)/الدور الأرضي.. ولم يكن التغيير والتمييز واضحاً في البداية بين المدرسة الحكومية والمعلامة.
أوّل معلم شاهدته في حياتي الدراسية في هذه المدرسة الأستاذ (عبدالرحمن بن رمزي) أثابه الله.

ومع أنّ أخي (عبدالهادي) يرافقني إلى المدرسة فهو قد ختم القران الكريم أو كاد..، فقد تصارعت في نفسي مشاعر متباينة من التشوّق والخوف،والرغبة والرّهبة .. مشاعر غريبة وعجيبة كنت أشعر بها ولا أستطيع وصفها في ذلك الحين، بقدر ما أستطيع وصفها الآن ولم أعد أشعر بها. وعلى الأخص حينما كنا نشاهد طالباً من الكبار يُعاقب بالضرب! أو نسمع البكاء وضربات العصىّ،والاستنجاد بالأب أو الأمّ.. فتتراكم على نفوسنا مشاعرٌ شتّى من الخوف والذّعر.
مع صباح كلّ يوم نذهبُ إلى المعلامة، فمازال هذا الاسم قائماً ثم بدأ ينحسر ليحل محلّه مسمى (المدرسة).

وكان كل منّا يعلق على كتفه (خباء) المدرسة الذي يحوي كرّاساً مثنيّ الأوراق مع بقية (مرسمة)، تلتصق بهما بقايا التّمر وفتات الخبز المتراكمة من يوم إلى آخر.
كنّا نجلس في حلقة المبتدئين الصغار في ذلك المنزل الواسع من غير حجرات تفصل بين المجموعة والأخرى.. فنجلس على الأرض من غير فراش يُذكر سوى قِطعٌ من الحصير يتميّز به التلاميذ المتقدمون في قراءة القرآن الكريم.

طلاب كل حلقة أو مجموعة يشاهدون المجموعة الأخرى، ويتنقّل (الأستادْ) بالدال المهملة.. بين الحلَقات، ثم يوكل إلى بعض التلاميذ المتقدمين مهمة الإشراف على المبتدئين. مع التحفيظ والتسميع لما درسوه وحفظوه فيمارسون مهمتهم بسعادة قد تتطوّر إلى أوامر ونواهٍ واستغلال..

أخذنا في البداية نردد قراءة سورة الفاتحة.. ثم حفظ السور القصيرة، فتتعالى الأصوات وتختلط من مجموعة إلى أخرى حسب الدرس المقرر حفظه وترديده، لننتقل بعد ذلك إلى تعلّم حروف الهجاء حسب ما يُطلق عليه اليوم (الطريقة الجزئية) فندرس الحرف باسمه (ألف.. باء.. تاء.. ثاء) ثم بصوته مع الحركة (أَ بَ تَ ثَ) فنردد:
(أَ نصب.. باء نصب.. تاء نصب... ثاء نصب) وتعني نَصَب: الفتحة، ثمّ ننتقلُ إلى حركة الكسرة:
(إِ خفض.. بِ خفض تِ خفض......) ونعني بخفض: الكسرة (وهذا ما عرفته فيما بعد).

وبنفس الطريقة بالنسبة للضمة والسكون (الرفع والجزم) فنقول: (أُ أو رفع ) (بُ بو رفع)، (اْ جزم ، أبْ جزم..) وهكذا بقية حروف الهجاء بترديد جماعي، ثم ننتقل إلى التنوين بالفتح والكسر والضم (بً ، بٍ ، بٌ) ونردد جماعياً باللفظ:
(بَنْ... بِنْ... بُنْ) وهكذا، وننتقل إلى ترديد كلمات مثل: (أينكم.. بينكم.. تينكم.. ثينكم...) فنرددها ونحن لا نعلم ماذا تعنيه!

لم يكن في المدرسة تحديد زمنيّ للحصص الدراسية أو المواد،فالدراسة كانت تقتصر على حفظ سور من القرآن الكريم، وتعلّم القراءة ثم الكتابة، ويأتي بعد ذلك الحساب للمجموعات المتقدمة، وكثيراً ما كنا ننظر مشدوهين إلى ذلك اللوح العريض الأسود مسنوداً على الحائط أمام التلاميذ الكبار، وهو البديل عن الألواح الفردية التي كان يحملها التلاميذ سابقاً في المعلامة/الكتّاب.


(منقول من مجلة رغدان الإلكترونيه)
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 04-27-2012, 08:27 AM   رقم المشاركة : 5

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس مشاهدة المشاركة
.



*****

شكراً لصاحب الوفاء والتوثيق الأخ الكبير نايف بن عوضه الذي يثري ساحات وادي العلي بسير الرجال المشاهير من غامد وزهران وغيرهم من القبائل

شكراً أبا صالح على توثيق سيرة الأستاذ عقيلي بن عبدالغني آل عقيلي الغامدي

وندعو الله لك بالصحة والعافية وصلاح العمل وحسن الختام


*****

أيها الغالي 0 أبو توفيق 0 إنني أسابق الزمن 0فليس في العمر بقية واحرص أن أوثق لرجال بنو في صرح قبيلة غامد ولا احد يعرفهم ولا مجهوداتهم إلا من يتتبع ويبحث ولحرصي على أن تكون الساحات مرجع لكل باحث عن أمجاد ماضينا وعطر حاضرنا وأنت احد الرموز التي تستحق أن نرفع لك القبعة ولك ألف تعظيم سلام تحياتي ومداخلاتك على أي طرح تشريف لي وجلب دعوات واعترف أن بعض من اطرح عنهم تتباين فيهم الآراء 0 وأنا اتفق مع أصحابها ولكن لي منظور 0 سلوكي 0 هو الوفاء بصرف النظر عن المشاعر الخاصة 0 وقد 0 آليت على نفسي أن لا أتخلى عنه 0 ليعرف الناس مكاني وان وفائي وعقلي فوق عاطفتي ومشاعري اشكر لك مرورك وتعطير طرحي بإضافاتك أنت والفقعسي بارك الله فيكما مع تحيتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-27-2012, 11:21 PM   رقم المشاركة : 6

 

إذا كان للبحر درره وأصدافه , وللتميّز أهله ورواده
فحري بنا ان نلحق الفضل لأهله ونقول للمحسن أحسنت وللمبدع أبدعت
ولصاحب الوفاء شكرا على ما تقدمه من نبل العطاء تعريفا بالرجال الأفذاذ
الذين تميزوا بعلو الهمة واتخذت النجاح نبراسا فاشتاقت وسعت إليه حتى حظيت به
فكان لزاما على التاريخ حفظ سيرتها وتسطيرها بأحرف من نور لتبقى مدرسة للأجيال القادمة ..
فشكرا لك أبا صالح على هذا الجهد الذي حملته على عاتقك
لتثري الساحات من خلال هذه السير التي تطرحها بين الحين والآخر .
متعك الله بالصحة وزادك من فضله وكتب لك اجر ما كتبته .

أما الأستاذ / عقيلي
لم يحصل لي الشرف بمقابلته ولكني عرفته من خلال سيرته الطيبة والتي يتناقلها الناس
ومن خلال كتابه المعلامة الذي وصلني إهداء من صديق
أسال الله ان يمتعه بالصحة ويحسن لنا وله الختام

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 04-28-2012, 03:16 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية سعيد راشد
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد راشد is on a distinguished road


 



الأستاذ الفاضل: عقيلي عبد الغني عقيلي
تعرّفتُ عليه عام 1389هـ في مركز الدراسات التكميلية بالطائف.
رجل اجتمع فيه كثير من الصفات والسجايا الحميدة، فهو ذكيٌ إلى العبقرية أقرب،
وضليع باللغة العربية وفروعها لدرجة أننا - نحن الدارسين - نعود إليه أحيانًا
لفصل نزاعٍ نشب بيننا في الإعراب وغيره.. علمًا أنني لست من دفعته؛
إلا أنني كنتُ حريصًا على الاجتماع به بين فينة وأخرى؛ لما يمتاز به من ذكاءٍ غير عادي،
واجتهادٍ مميزٍ في تحصيل المعلومات بأقل مجهود، وللطف سلوكه الساحر الذي يجبرك على احترامه.

تخرّج قبلي ومضى كلٌ منا إلى طريق، ولم يتسن لي اللقاء به إلا على متصفحه بمنتدى رغدان
لمتابعة ما يكتب من ذكريات في حلقات متتابعة مما ورد في كتابه - فيما بعد - ( المعلامة )

أود أن أخبركم بموقفٍ ظريفٍ حصل لي معه بوجود أخينا الأستاذ: عبدالله مسفر صغير
هذا الموقف لا أنساه أبدًا رغم مضي أكثر من 43 عام، وكلما تذكرته أضحك متألما للقافتي ونزقي وطيشي.
كنا -الثلاثة- راكبين في سيارته الجيب القصير - لا أعرف نوعه أو موديله - وعائدين من مركز الدراسات التكميلية
بعد يومٍ دراسي مرهق، وقف بنا في شارع منشية الشهداء الشمالية المقابل لدكان ابن حبيب، وذهب لشراء شيءٍ ما
تاركًا سيارته في حالة التشغيل، فقفزتُ من المقعد الخلفي لأستقر أمام المقود محاولاً القيادة - يومها لا أعرف القيادة -
وضغطت على دواسة البنزن بقوة ويدي اليمنى على القير، وبحركات غير محسوبة من قدميّ ويدي أنطلق الجيب
ليصطدم بكفرات قلابٍ ضخمٍ مركونًا أمامنا، وعاد للخلف بتأثير تلك الكفرات وانطفأ المحرك، فقفزت إلى الخلف.

تجمد الدم في عروقي خوفـًا وخجلاً مما قمتُ به، ومن الطبيعي ألا يعود الجيب إلى مكانه السابق.

عندما عاد عقيلي؛ لاحظ تغير مكان الجيب، وانطفاء المحرك، فسألنا - وهو يدير مفتاح الإشعال - عما حدث.
أخبرته معتذرًا عما بدر مني، والعرق يتصبب مني خجلاً وأسفـًا، فالتفت إلي مبتسماً،
وقال: لا عليك.. الحمد لله على السلامة.. تفداكم السيارة وصاحبها، ولم يتفقد سيارته.

ألم أقل لكم إنه إنسان يجبرك على احترامه وتقديره.

أنا سعيدٌ جداً لما وصل إليه أخي الكريم: عقيلي عبد الغني
من مكانة في المنتدى الأدبي بالطائف، وأكثر سعادة بصدور كتبه الأدبية.
متمنياً له الصحة والسعادة وطول العمر، ولقلمه وفكره التألق المستمر.

الشيء بالشيء يُذكر:
هناك رجل فاضل لا يقل عنه خلقـًا وأدبًا وتواضعًا وتعاونـًا وكرمًا وفضلاً
قدّم لي خدمة جليلة في عام 1398هـ . أيام عمله بتعليم الكبار بتعليم الطائف
لا أنسى وقوفه المشرف - بالحق - معي في قضية لا داعي لذكرها حتى لا أنكأ جراحي.
إنه الأستاذ: عبدالهادي عقيلي
حفظه الله، ومتعه بالصحة والعافيه، وجزاه عني كل خير.

أشكرك أخي الفاضل: نايف بن عوضه
على إتاحة الفرصة للتعرف على الحياة العملية الأخيرة لأخي عقيلي، ومسيرته الأدبية،
وأشكر أيضًا أخي العزيز: سعيد الفقعسي
على زيادة التعريف بتلك المسيرة الأدبية المشرفة.

للجميع أطيب سلام، وأزكى احترام.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 04-28-2012, 09:21 AM   رقم المشاركة : 8

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد راشد مشاهدة المشاركة

الأستاذ الفاضل: عقيلي عبد الغني عقيلي
تعرّفتُ عليه عام 1389هـ في مركز الدراسات التكميلية بالطائف.
رجل اجتمع فيه كثير من الصفات والسجايا الحميدة، فهو ذكيٌ إلى العبقرية أقرب،
وضليع باللغة العربية وفروعها لدرجة أننا - نحن الدارسين - نعود إليه أحيانًا
لفصل نزاعٍ نشب بيننا في الإعراب وغيره.. علمًا أنني لست من دفعته؛
إلا أنني كنتُ حريصًا على الاجتماع به بين فينة وأخرى؛ لما يمتاز به من ذكاءٍ غير عادي،
واجتهادٍ مميزٍ في تحصيل المعلومات بأقل مجهود، وللطف سلوكه الساحر الذي يجبرك على احترامه.


تخرّج قبلي ومضى كلٌ منا إلى طريق، ولم يتسن لي اللقاء به إلا على متصفحه بمنتدى رغدان
لمتابعة ما يكتب من ذكريات في حلقات متتابعة مما ورد في كتابه - فيما بعد - ( المعلامة )

أود أن أخبركم بموقفٍ ظريفٍ حصل لي معه بوجود أخينا الأستاذ: عبدالله مسفر صغير
هذا الموقف لا أنساه أبدًا رغم مضي أكثر من 43 عام، وكلما تذكرته أضحك متألما للقافتي ونزقي وطيشي.
كنا -الثلاثة- راكبين في سيارته الجيب القصير - لا أعرف نوعه أو موديله - وعائدين من مركز الدراسات التكميلية
بعد يومٍ دراسي مرهق، وقف بنا في شارع منشية الشهداء الشمالية المقابل لدكان ابن حبيب، وذهب لشراء شيءٍ ما
تاركًا سيارته في حالة التشغيل، فقفزتُ من المقعد الخلفي لأستقر أمام المقود محاولاً القيادة - يومها لا أعرف القيادة -
وضغطت على دواسة البنزن بقوة ويدي اليمنى على القير، وبحركات غير محسوبة من قدميّ ويدي أنطلق الجيب
ليصطدم بكفرات قلابٍ ضخمٍ مركونًا أمامنا، وعاد للخلف بتأثير تلك الكفرات وانطفأ المحرك، فقفزت إلى الخلف.

تجمد الدم في عروقي خوفـًا وخجلاً مما قمتُ به، ومن الطبيعي ألا يعود الجيب إلى مكانه السابق.

عندما عاد عقيلي؛ لاحظ تغير مكان الجيب، وانطفاء المحرك، فسألنا - وهو يدير مفتاح الإشعال - عما حدث.
أخبرته معتذرًا عما بدر مني، والعرق يتصبب مني خجلاً وأسفـًا، فالتفت إلي مبتسماً،
وقال: لا عليك.. الحمد لله على السلامة.. تفداكم السيارة وصاحبها، ولم يتفقد سيارته.

ألم أقل لكم إنه إنسان يجبرك على احترامه وتقديره.

أنا سعيدٌ جداً لما وصل إليه أخي الكريم: عقيلي عبد الغني
من مكانة في المنتدى الأدبي بالطائف، وأكثر سعادة بصدور كتبه الأدبية.
متمنياً له الصحة والسعادة وطول العمر، ولقلمه وفكره التألق المستمر.

الشيء بالشيء يُذكر:
هناك رجل فاضل لا يقل عنه خلقـًا وأدبًا وتواضعًا وتعاونـًا وكرمًا وفضلاً
قدّم لي خدمة جليلة في عام 1398هـ . أيام عمله بتعليم الكبار بتعليم الطائف
لا أنسى وقوفه المشرف - بالحق - معي في قضية لا داعي لذكرها حتى لا أنكأ جراحي.
إنه الأستاذ: عبدالهادي عقيلي
حفظه الله، ومتعه بالصحة والعافيه، وجزاه عني كل خير.

أشكرك أخي الفاضل: نايف بن عوضه
على إتاحة الفرصة للتعرف على الحياة العملية الأخيرة لأخي عقيلي، ومسيرته الأدبية،
وأشكر أيضًا أخي العزيز: سعيد الفقعسي
على زيادة التعريف بتلك المسيرة الأدبية المشرفة.

للجميع أطيب سلام، وأزكى احترام.

لا عطر بعد عروس وسأضمن لك نسخة من كتبه إنشاء الله والرجل أثنى على كل منكم ثناء عطر اعتز وافتخر به ولم يتطرق إلى شيء مما اشر تاليه الم اقل انه فريد في سلوكه وأخلاقه 0

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-28-2012, 10:38 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية علي ابوعلامه
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
علي ابوعلامه is on a distinguished road


 

صباح الخير يابو صالح
الله يجزاك عنا خير سرت تذكرنا بزملاء كاد الزمن والبعد
وعدم التواصل ينسينا اننا كنا زملاء
على اي حال الاستاذ عقيلي فعلا زاملته عام 1399 بمدرسة عبدالله بن عباس
ولكن كنت اتوقع تشابه في الاسماء
المهم بلغه سلامي وذكره بالمربى في الصف السادس
والسالفه بيني وبينك اذا تقابلنا معه قريبا ان شاء الله
تحياتي ابا صالح

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 04-28-2012, 09:13 AM   رقم المشاركة : 10

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي ابوعلامه مشاهدة المشاركة
إذا كان للبحر درره وأصدافه , وللتميّز أهله ورواده

فحري بنا ان نلحق الفضل لأهله ونقول للمحسن أحسنت وللمبدع أبدعت
ولصاحب الوفاء شكرا على ما تقدمه من نبل العطاء تعريفا بالرجال الأفذاذ
الذين تميزوا بعلو الهمة واتخذت النجاح نبراسا فاشتاقت وسعت إليه حتى حظيت به
فكان لزاما على التاريخ حفظ سيرتها وتسطيرها بأحرف من نور لتبقى مدرسة للأجيال القادمة ..
فشكرا لك أبا صالح على هذا الجهد الذي حملته على عاتقك
لتثري الساحات من خلال هذه السير التي تطرحها بين الحين والآخر .
متعك الله بالصحة وزادك من فضله وكتب لك اجر ما كتبته .

أما الأستاذ / عقيلي
لم يحصل لي الشرف بمقابلته ولكني عرفته من خلال سيرته الطيبة والتي يتناقلها الناس
ومن خلال كتابه المعلامة الذي وصلني إهداء من صديق

أسال الله ان يمتعه بالصحة ويحسن لنا وله الختام
يا سلام على يا أبو أديب 0 والله إنني اشتاق لمداخلاتك ألمعطره بعبق روحك الطاهرة واحتاج إلى من ينسمني 0 لان انتفخ ولولا يقيني وإحساسي بأنك صادق لقلت هذه مجامله منك واسأل الله أن يسبغ عليك ثوب الصحة 0 والرجل طلبته مجموعة كتبه لك 0 وفهمت منه انه زاملك في مدرسة عبدا لله بن عباس وربما يكون المقصود أخوك غرم الله وأنا رغم أنني أثقل عليكم لكنه شعوري بان تكون هذه الساحات منارة ومرجع 0 بأسلوب الساحات وأسابق الزمن فليس في العمر بقيه أملا في دعوة وحبا في الوفاء لمن يستحقه تحياتي وشكرا لما أسبغته عليه من الثناء 00

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir