يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات وادي العلي الخاصة > ساحة صدى الوادي

ساحة صدى الوادي المواضيع الخاصة بوادي العلي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-2012, 03:25 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

صانع السعادة




أمضى ليله في ضجر، لم ينم. وما أن أشرقت الشمس حتى قرر أن يذهب إلى الممشى. لم يكن ذلك خياره لمواجهة الضجر، لكنه المكان الأقرب الذي يمكن أن تأخذه إليه قدماه.

كان الممشى فارغاً إلا من أولئك القلّة الذين استيقظوا باكراً. شعر بالراحة، وهو يمشي وحيداً، لكنه افتقد هوايته في التأمل، ففي الممشى لم يكن يتأمل الأجساد ولا الوجوه. كان ما يتأمله هو طريقتهم في المشي.. وبمراقبة المارّة صار يملك تصوراً واسع المدى لكل تفاصيل المشي لدى الرجال والنساء. عندما وصل إلى منتصف الممشى، لمح عن بعد امرأة تجلس وحيدة، وقد بدت له وكأنها تأخذ قسطاً من الراحة أو تنتظر وصول مرافقها في المشي، لكنه كلما اقترب منها خلق تصوراً جديداً لسر جلوسها في ذلك التوقيت المبكر. كانت تلك التصورات هي المتاحة له بعد ضجر البارحة. بعد أن تجاوزها بخطوات، سمع صوتاً أنثوياً يناديه. التفت، فإذا بمصدر الصوت هو تلك المرأة الوحيدة. توقف ثم عاد بضع خطوات باتجاهها. وجدها تبادره بمجرد وقوفه في مواجهتها: هل تسمح لي بدقيقة من وقتك؟ ثم لم تنتظر منه إجابة بل أضافت: أريدك أن تسدي لي معروفاً.

عندما سمع تلك العبارة، ظن أنها متسولة لولا أن هيئتها لا تدل على ذلك. استمر في صمته منتظراً، بريبة، ما سوف تطلبه منه.

كانت في تلك اللحظة تعبث في حقيبتها كأنها تفتش عن شيءٍ مفقود، لكنها أخرجت بعد ذلك آلة كاميرا مدّت بها يدها إليه وقالت بصوت أقرب إلى الرجاء والتوسل: أريدك أن تلتقط لي صورة.

كاد أن يضحك من هذا الطلب الغريب، بل إنه تلفت معتقداً إنها إحدى حيل برامج الكاميرا الخفية، لكن ملامحها وجدية طلبها المبلل بخضوع جعلته يرتهن للأمر فيتناول منها الكاميرا ويتراجع بضع خطوات إلى الوراء ثم يلتقط لها صورة. شكرته بلطف مختصر، ومضى، وهو يفكر في غرابة هذا الموقف الذي اعترض طريقه في مثل هذا الوقت المبكّر من الصباح، لكنه لم يكد يمضي بعيداً حتى قطع عليه سلسلة أفكاره صوت نداء تزامن مع خطوات امرأة يأتيه من الخلف مجدداً.

توقف، وجدها تقف خلفه باسمة وفرحة. قالت له بصوت يشعّ بالابتهاج: أريد أن أشكرك، فأنت إنسان رائع وحساس.

لم تنتظر أن يعلق على كلامها المفاجئ، بل استطردت: أنت لا تدري إنك بهذه الصورة أسديت لي معروفاً لن أنساه طيلة حياتي. لقد تأملت الصورة التي التقطتها فوجدتني مبتسمة وقد غمرت السعادة ملامحي، وهذه أول مرة أبدو في الصور امرأة سعيدة.

اقتربت خطوة منه وهي تقول: لا بد من أنك مصور محترف ولا بد من أنك إنسان تملك حساسية عالية في التعامل مع الكاميرا، ثم طفح صوتها بالبهجة وهي تقول: لا بد من أنك أحببتني. لكنها استدركت: عفواً، أعني أنك عندما قمت بالتقاط الصورة فعلت ذلك عن حب وإحساس ورغبة صادقة. ظلّ صامتاً ومندهشاً، وهي تتداعى بعباراتها دون أن تترك له فرصة الحديث أو التعليق. كانت تبدو وكأنها سيدة الموقف تماماً بل وأضافت فجأة بصيغة آمرة: أريدك أن تلتقط لي صوراً أخرى، وناولته الكاميرا دون أن تنتظر منه أن يستجيب لطلبها أو يرفضه. جلست ثم تنهدت وقالت: سأرسل له هذه الصور، لا بد من أن يعرف أنني سعيدة، وأن ادعاءه بأنني أظهر في كل الصور حزينةً ومكتئبةً ما هي إلا أكاذيب، ثم تكسّرت الكلمات في نبرة صوتها التي خفتت قليلاً هي تقول: إنه ليس الوحيد الذي يقول ذلك، بل جميع أفراد عائلتي، فكل صور طفولتي أبدو فيها حزينةً وبائسةً. ثم تخلت عن الانكسار في صوتها واسترجعت إحساسها الراهن وهي تبتسم له: أنت تعرف كيف يخاف الأطفال أمام الكاميرا لذا تخرج صورهم بتلك الملامح الوجلة.

وهي تتحدث شعر بالرعب من كلامها، وأحسّ بأنه في مأزق حقيقي إذ كيف له أن يلتقط لها صوراً أخرى لتبدو فيها سعيدة ومبتهجة. فكر فى احتمال أن تكون المرأة مضطربة نفسياً وإن عليه أن يتواطأ معها ويحاول مهادنتها. لقد جعلته يرى تلك الصورة وكانت محقة في تصورها فكل ملامحها كانت تضج بالسعادة والبهجة بل جعلته يرى صوراً لها سابقة كانت تبدو فيها حزينةً وبائسةً. لكنه يتذكر الآن أنه عندما التقط لها الصورة كانت ملامحها صارمة وجادة وأقرب إلى الكآبة، ولا يدري من أين جاءت السعادة وطفت على ملامحها في تلك الصورة؟

ترك ذهوله ودهشته وابتعد عدة خطوات ثم التقط لها صورة أخرى. كان يتأملها، وهي جالسة وقد ترقرقت عيناها بالدمع دون أن يجرؤ على إطلاعها على أنها في حالة بكاء وأنها لن تظهر في حالة سعيدة.

كانت أصابعه ترتعش، وكانت هي تبكي، بينما الكاميرا وحدها هي من تدّبر أمر سعادة تلك المرأة.



طامي السميري

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 07-05-2012, 02:43 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

طفلة تدوّن مذكراتها مع «السكري» في كتاب





في حدث يعد الأول من نوعه، قامت طفلة مصابة بداء السكري بتدوين مذكراتها مع المرض، من خلال تأليف كتاب بعنوان «مذكرات غادة: صديقة السكري»، إذ دونت الطفلة غادة أبا حسين (10 سنوات)، وبتشجيع من والدتها مستفيدة من إصابتها بمرض السكري، مذكراتها في كتاب يحمل بداخله قيمة إنسانية كبيرة. الكتاب يوضح أن الإنسان بإمكانه قلب الموازين لمصلحته، إذ افتتحت غادة مذكراتها بالآية الكريمة (وإذا مرضت فهو يشفين)، قبل أن تقدم إهدائها الكتاب لأبيها وأمها وأطبائها، ولكل طفل في العالم مصاب بالسكري، مخصصة ثلاثة من أصدقائها في المرض (لما وحنين وناصر). كتبت غادة في مقال صدرته كتابها بعنوان (صباح حزين): «أيقظتني الشمس الرائعة ذات صباح.. أطلتّ على غرفتي.. نادتني: غادة.. استيقظي.. ماذا أصابك؟! ما هذا الكسل؟! فراشك مبلول!! جسمك هزيل!! ووجهك شاحب!! حَزِنتُ لأنني بللت فراشي للمرة الثالثة هذا الأسبوع.. توجهت للحمام: اغتسلت.. وأديت الصلاة .. وقفتُ أمام المرآة ونظرت لنفسي.. نعم الشمس مُحِقّة.. وجهي شاحب، عيناي ذابلتان، وجسمي نحيل.. أصبحتُ أعطش كثيراً فأشرب الماء وأتبول كثيراً.. وقفت على الميزان.. يآآآه!! نقص وزني 6 كيلو!! ولا أدري ما السبب؟! لبست ملابس المدرسة التي أصبحتْ واسعة عليّ.. نزلتُ لتناول الإفطار.. قَبّلتُ ماما قبلة الصباح، قَبّلتني أمي واحتضنتني.. قالتْ أمي: غادتي.. اليوم سنذهب للطبيب لنطمئن على صحتك».

وواصلت غادة في مذكراتها كيف تلقت الخبر المؤلم بمرضها بالسكري في غرفة الطبيب، ثم تتوالى مذكراتها في الطوارئ وفي الدور الأول، وكيف كانت تقضي صباحات تنويمها للعلاج، كما تحكي تعرفها على أطفال مرضى جدد، وتقدم وصفاً لما يجري لها، مطعمة أفكارها بعدد من الومضات والنصائح البرئية، مثل الحديث الشريف (داووا مرضاكم بالصدقة)، ونصائح طبية أخرى لمن هم في حالها، كنظام الغذاء واللعب والاهتمام بالصحة والبدائل والخيارات لمن هم في حالها، قبل أن تنتقل في مواضيع أخرى من المذكرات، كيف تتعايش مع المرض كصديقة له في البيت والملاهي والمتنزهات والمدرسة وممارستها لحياتها العادية، وممارستها لهواياتها وقيامها بأنشطتها كأي طفل آخر سليم. وفي ختام مذكراتها تقدم عدداً من المعلومات الطبية عن المرض بأسلوب مبسط وسلس الفهم، يمكّن القراء الأطفال من الفهم، إضافة إلى تشجيعهم على القراءة لديهم بأسلوب مقرب منهم بل من داخل عالمهم.

مشروع الكتاب الذي يقع في 65 صفحة من القطع المتوسط المقوى هو ثمرة تضامن اجتماعي جميل من الطفلة غادة وأسرتها المثالية بعنايتها لموهبتها في الكتابة، وجمعية السكري الخيرية، والقطاع الخاص متمثلاً برجل الأعمال عبدالله العقيل، الذي تكفل بطباعته على نفقته الخاصة ليتم توزيعه على الأطفال المصابين بالسكري، وقامت بنشره دار أسفار للنشر والتوزيع، كما قام بعمل الرسوم الداخلية الفنانة نوره كريم.

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:40 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir