ذكريات ومن هنا وهناك (الجزء الأول)

استاذي الكريم رفيق الدرب :
عندما تشرفت بقراءة مداخلتك تذكرت تلك المداعبات المحببة بين اهل الدار ( قرية العبالة ) واهل الحلة خاصة في الاعياد والمناسبات الاخرى ومن ذلك :
كانت لدينا مناسبة فذهب والدي رحمه الله واسكنه فسيح جنانه يدعو اهل الدار لحضورها وكان قد وصفهم بوصف من باب المداعبة ، فاردوا معاقبته وكان ذلك بعد صلاة الجمعة ، فاشر بعضهم لبعض فاحضروا حبلا وصلبوا والدي في عمود بالمسجد وبدأ المحققون معه عن اسباب وصفهم بذلك الوصف وكان قائدهم عمك حمدان رحمه الله رحمة واسعة ، ثم اطلقوا سراحه وقبلوا دعوته ... ومرت الايام وحضر اهل الدار مناسبة عند اهل الحلة وتحديدا في منزل ال عفاس ، فاراد اهل الحلة اخذ الثأر من اهل الدار وقرروا صلب العم حمدان بن جميلة رحمه الله عندما يخرج الى حوش المنزل لغسل يديه بعد تناول الطعام ، ولكن لم تنجح محاولتهم حيث تنبه الزميل العزيز صالح بن حمدان حفظه الله للحبل الذي احضروه وحذر والده ولم يخرج يغسل ، فقالوا اخرج يا حمدان غسل ، فقال وهو يبتسم : الاكل نعمة ما احد يغسل منها يا الله لك الحمد .
فضحكوا جميعا ونفذ العم حمدان من حيلة اهل الحلة .
وربما تجي مناسبة وناخذ بثأرنا منك او من احد افراد عائلتكم الكريمة هههههههه .
لك خالص حبي واحترامي لا عدمناك يا ابا صالح .

 

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله رمزي

لا تزال الذكريات راسخة في الأذهان ما شاء الله تبارك الله
منها ما هو مؤلم وفيه معاناة وشيء منها فيه آمل بمستقبل جميل وأخرى أمنيات تتحقق .
وتبقي خالدة في الذاكرة
لكن اعتقد أن البعض عمل لذاكرته دليت ومسح منها تلك الذكريات بخيرها وشرها
.. وعندما احد يذكره بها إما يقول الله يسقي تلك الأيام أو يقول الله لا يعيد تلك الأيام ..



حياك الله يا ابا سامي وبياك شرفت زاوية الذكريات بمداخلتك الكريمة .
لكن واه من لكن على رأي ابي اديب ، عذر ديليت الذكريات غير مقبول .
هب لنا مما حباك الله به من ذكريات ومواقف طريفة وهي
كثيرة .
وسلامتك ومن يقرأ

 

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خالد بن صغير
والله ان الأفكار كثيرة لكن التركيز معدوم فسامحونا
لقد مررت على الأقوال من الدكتور الى اخر ما وصل القول اليه واشكر كل من دلا بدلوه
لا حرمنا الله منكم أيها الكتاب وبارك الله فيكم
وليس عندي ما اقوله الان .




الله يحييك يا ابا خالد تراحيب المطر .
يكفينا مرورك وتشجيعك وشكرك للجميع ، وان كنا نطمع في بعض ذكرياتك لانها ستكون لنا دروسا ومنارا على دروب الحياة .
لا عدمناك ايها الحبيب الغالي .
وشكرا على مرورك من هنا وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

 

 

.

في غرفة العمليات

لان التهاب اللوزتين كانت مشكلة صحية كبيرة تتكرر علي دائما, كان سعي امي وابي الدائمين لاستئصالهما. وقد كان لهما النجاح في ذلك بعد جهد جهيد لتنويمي الي المستشفي العسكري بالقاهرة في بداية العقد السابع من القرن الميلادي الماضي. وقد كان لي في ذلك ذكريات بقيت ماثلة في الوجدان كأول مرة لي ادخل فيها غرفة العمليات كمريض.

ولأن عمري كان في ذلك الوقت يتعدى الثانية عشرة بشهور قليلة لم يكن لي الا أن أنّوم في قسم الرجال وقد كان تواجدي بالمستشفي دون مرافق لأن والدي لديه مشروع تدريب عسكري قريب من مدينة الاسماعلية.

وكان علي ان اتوقف عن الشراب والطعام من الساعة الثامنة ليلا انتظارا للعملية التي ستكون في الصباح, ليس ذلك وحسب بل كانت هناك حقنة اتروبين لتجفيف الريق وافرازات الجهاز الهضمي في الليل طبقا لطقوس التخدير القديمة في ذلك الوقت وكان علي ان اتحمل معاناة الصيام وجفاف الريق من الحقنة.

في الساعات الأخيرة من الليل احضرت الممرضة المناوبة سريرا صغيرا وضعته امام باب الغرفة التي انام اليها من الخارج حتي لا اخرج خلسة منها واشرب من الصنبور حيث كانت دورات المياه خارج غرف النوم ونامت الممرضة الي ذلك السرير وطلبت مني الا اخرج للحمام.

لكن العطش يشتد بي وحلقي جاف لذلك لم أجد وسيله غير انني اتسلل من تحت السرير في غفلة من الممرضة الى دورة المياه وأملأ معدتي من الماء عن آخرها ولتذهب ولتسقط كل النصائح والانظمة.
في الصباح اخذتني الممرضة الي الطابق الأسفل لقسم العمليات بعد ان تأخرت علي أمي التي لم تأت في الصباح كما وعدتني قبل ان تتركني في الليل.

مشاعر من الخوف والرهبة تغلّفها احاسيس من الحزن الشديد لأنني لا اجد من يهتم بي أو يقف معي اللحظات الأخيرة لي قبل العملية.
كنت اتقدم الي داخل غرفة العمليات وكأنني أغرق في يم كبير اكاد لا أري فيه ولا أسمع وأنا لا ادري ماذا افعل.

سرير يتوسط الغرفة مغطى بفراش جلدي وبجواره اسطوانتين يشبهان اسطوانة الغاز لكنهما اقل سمكا واطول طولا.
قريب من السرير منضدة صغيرة اليها بعض الاقنعة وقنينات صغيرة من العقاقير والعديد من االمحاقن الزجاجية.
أعلي السرير الي السقف تدلى اسطوانة كبيرة فيها كشافات عديدة كلها تسطع بالنور يصعب التوقف عليها بالعينين.

استلقيت الي سرير العمليات بامر من الممرضة واطرافي ترتجف من شدة الخوف وترتعد الي ان جاء رجل يرتدي لباس اخضر يضع علي فمه كمامة ليسألني اسمي وعمري والمرحلة الدراسية التي ادرس فيها

أخذ الرجل المكمم بيدي الي اطراف السرير ليمسك ساعدي بيد واليد الاخري تمسك بسن لغطاء محقن. سألني هذا المكمم ان ادير وجهي الي الناحية الاخري. تلكأت قليلا من الوقت في الاستجابة اليه ليعيد الي امره بقليل من الحده في صوت عالي لاستجيب اليه علي مضض ودون حيلة وقد كنت شغوف لاري مايفعله بي لاشعر بوخذ ابرة الي ساعدي اسير يد الرجل المكمم.

تحضرني حالة من الخوف الشديد وكأنني اتجرع غرغرة الموت ومشاهد كثيرة تدور في مخيلتي لكن اهمها انني ادخل الي غرفة العمليات دون كلمة من احد ممن احبهم واثق فيهم ابي او امي.

في الناحية الاخري من الغرفة كان هناك صخب وثرثرة لصوت نسائي لا يتوقف عن الحديث.
ولم اصل الي رقم 9 في العد بطلب من ذلك الرجل المكمم لاستشعر برودة شديدة تغرق بدني وتذهب باطرافي ولأذهب في غيبوبة غيبتني عما يدور حولي في غرفة العمليات تماما.

لا ادري كم مضي من الوقت وفد كانت افاقتي الي السرير الذي كنت اتمدد اليه في الأمس بالقسم العلوي واستجمع كل مالدي من طاقات الوعي وانظر حولي ولا أجد بجواري سوى أختي وقد كان السؤال الأول الذي سألته إياها اين أمي وكانت اجابتها ان امي سافرت الي القرية امس لان جدي والد أمي قد مات و كان الخبر اليهم عبر الهاتف بعد عودتها من المستشفي في الليل.
استمع اجابة اختي واحاول ان اتقبلها على مضض وأجد تفسيرا بذلك عن تلك الظنون التي داهمتني في انهم تركوني لمفردي أتلقى مصيري في غرفة العمليات.

وكانت الالام الشديدة في الحلق وكأن هناك سكاكين مغرّزة فيه لتشغلني عن الاسترسال في الحديث مع اختي لاتابع الاهات والتأوهات للتنفيس عن ذلك الالم.

 

 

الحمد لله على سلامتك يا دكتور بعد شربك الماء وهل شرب الماء لمن يعمل له عملية بهذه الخطورة ؟؟؟؟
فإني سمعت أن واحدا من الجماعة عمل له عملية زائدة وحذروه من شرب الماء ولكنه شرب ومات بعدها رحمه الله فهل شرب الماء هو سبب رئيس أم هناك أسباب أخرى مع استحضار الآية الكريمة : ( فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) وشكرا .

 

 

الحمد على السلامة يا دكتور .. التجربة قاسية وصعبة والكثير قد مر بمثلها والحمد لله على كل حال
لدي سؤالين : هل مسألة شربك للماء عدت بسلام ؟ من الناحية الطبية .. وبعد مرور وقت بعيد .. أحد عرف بالحكاية ؟
أخيرا : بقي لدينا موضوعين - بزمتك -
الأول : تكملة اخبار الوالد رحمه الله بعد المستشفى .. واخبار المعارك في سيناء من ضابط شارك فعليا .. لأن اسرار تلك المعارك والإنسحاب مسألة تشغل كل من له ضمير حي عاش تلك المرحلة القاسية.. ونحتاج إلى مزيد من تلك الأخبار حتى ولو كانت مؤلمة
الثاني : بصراحة أنت ما أدليت برأيك الصريح حول البكباشي جمال من ناحية تحليل لجانب تاريخي .. أوول ياراقل .. مايهمكش حد

 

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الدرب
الحمد لله على سلامتك يا دكتور بعد شربك الماء وهل شرب الماء لمن يعمل له عملية بهذه الخطورة ؟؟؟؟
فإني سمعت أن واحدا من الجماعة عمل له عملية زائدة وحذروه من شرب الماء ولكنه شرب ومات بعدها رحمه الله فهل شرب الماء هو سبب رئيس أم هناك أسباب أخرى مع استحضار الآية الكريمة : ( فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) وشكرا .

الله يسلمك ويعافيك من كل مرض وسقم يا أبا صالح.

اما بخصوص الشرب بعد العملية الجراحية فهذ يعتمد علي:

هل العملية بالجهاز الهضمي ام خارج الجهاز الهضمي؟

فاذا كانت بالجهاز الهضمي كالزائدة يخشي علي المريض مايسمى بشلل الامعاء وهي من المضاعفات التي قد تحدث. لذلك لا يسمح للمريض بتناول الطعام او الشراب الا بعد التأكد ان الامعاء عادت تتحرك بشكل طبيعي ويكون ذلك بسماع حركة الامعاء بالسماعة الطبية من قبل الطبيب علي جدار البطن الخارجي وفي الغالبذلك يحدث خلال ساعات لا تتجاوز 24 ساعة.

اما العمليات خارج الجهاز الهضمي مثل العظام فليس هناك منع للشراب وللطعام طالما ان المريض يستطيع ذلك بوعي.

وهذا هو الفرق بين الطب في العقود الماضية والعقد الحالي فقد كان المريض يخرج من غرفة العمليات ويترك دون طعام او شراب لعدة ايام ولا حول له ولا قوة.

اما بالنسبة لمن اخبرتنا عنه من الجماعة والذي توفي بعد استصال الزائدة الدودية ففي الغالب كانت الوفاة بسبب جلطة في الرئة وليس شرب الماء.

وجلطة الرئة هي الرهاب الذي يخشاه الجراحين بعد اجراء العمليات الجراحية لانها تسبب الموت خلال دقائق قليلة لذلك يكون توصية الاطباء بالحركة بعد العملية وبسرعة من المريض قدر الاستطاعة لمنع هذا القاتل .

تحياتي لكم وكل التحايا والتقدير.

 

 

اقتباس:


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن ناصر
الحمد على السلامة يا دكتور .. التجربة قاسية وصعبة والكثير قد مر بمثلها والحمد لله على كل حال
لدي سؤالين : هل مسألة شربك للماء عدت بسلام ؟ من الناحية الطبية .. وبعد مرور وقت بعيد .. أحد عرف بالحكاية ؟
أخيرا : بقي لدينا موضوعين - بزمتك -
الأول : تكملة اخبار الوالد رحمه الله بعد المستشفى .. واخبار المعارك في سيناء من ضابط شارك فعليا .. لأن اسرار تلك المعارك والإنسحاب مسألة تشغل كل من له ضمير حي عاش تلك المرحلة القاسية.. ونحتاج إلى مزيد من تلك الأخبار حتى ولو كانت مؤلمة
الثاني : بصراحة أنت ما أدليت برأيك الصريح حول البكباشي جمال من ناحية تحليل لجانب تاريخي .. أوول ياراقل .. مايهمكش حد

الله يسلمك يا ابا فيصل ويسلم حالك.

بالنسبة للسؤال الاول وشربي للماء قبل العملية فالحمد لله مر بخير لانه كان قبل العملية بـ 7 ساعات.


الآن بيكتفي بصيام المريض قبل العملية بـ 6 ساعات فقط وايضا حقنة تنشيف الريق اصبحت تعطي في غرفة العمليات مباشرة وليس قبلها بـ 12 ساعة كما تم تعذيبي بها.


اما بخصوص تكملة موضوع ذكريات 67 فأنا على وعدي بالتكملة لكن مع بعض الوقت لان الجزء الذي تبقي صعب جدا جدا يحتاج الحذر والحيطة في الكلمات المكتوبة.


وعن رأيي في عبد الناصر سأحاول ان احتفظ به لنفسي خوفا ورهبة من ميليشيات وادي العلي ولا اريد ان اكون اول شهيد رأي في الساحات.

تحياتي وتقديري وامتناني بعد ان حرمتنا من رؤيتك في البشائر.

 

 

معلومات قيمة يا دكتور من رجل خبير ، زادك الله من فضله .
لديك ذكريات ومواقف تتعلق بمهنتك كطبيب خاصة وان لديك خبرة كبيرة وسنوات خدمة طويلة ‘ قد تكون طريفة وقد تكون خطيرة ، ففضلا وتكرما اذكر بعضها في هذه الزاوية إن رغبت في ذلك وسمح لك وقتك .
شكرا لك اخي الحبيب وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

 

 

ذكريات غير بعيدة

* كل ماتمر طياره نصيح ونسويلها باي باي

* كنا ننتظر الصف الرابع الابتدائي عشان نكتب بالحبر

* تسألك امك الساعة كم تقولها الكبير على اربعة والصغير على سته
...
... *نحس بإنجاز وفرح وشي عظيم إذا طلعت الشمس وحنا ما نمنا الضحكه شاقه الوجه

* ننتظر الاختبارات عشان ناخذ شنطه صغيره

- من فينا وقت كان صغير ماسوى شئ من هدا

1- رسم الشمس في زاوية الورقة

2- كنت تفكر ان شكل القلب الحقيقي كدا ♡

3- تقفل باب الثلاجة ببطئ شديد بس عشان تعرف متى تنطفي اللمبه .. ذكاء

4- حاولت توازن مفاتيح الكهرباء بين ON و OFF

5- لما حد من اهلك يطلب منك كاسة مويه لازم تشرب شوية وقبل ما تدخل تمسح فمك علشان ماحدش يعرف انك شربت

وتبقي الذكريات ماثلة في وجداننا تطاردنا مابين وقت وآخر لكن القليل منا من يقوم بتسجيلها ويشارك والدنا العزيز عبد الحميد زاويته الدافئة الذكريات.