يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-25-2012, 12:26 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو مميز
 
الصورة الرمزية ابوحاتم
 
إحصائية العضو

مزاجي:










ابوحاتم غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ابوحاتم is on a distinguished road


 

الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ألقى فضيلة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - خطبة الجمعة 5 ذي القعدة 1433هـ بعنوان: "الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم"، والتي تحدَّث فيها عن واجب جميع المُسلمين حالَ إيذاء النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وبيَّن في خُطبته أن الصراعَ بين الحق والباطلِ قائمٌ إلى قيام الساعة، وأن الحق هو المنصور مهما علَت أصواتُ الباطل، وذكرَ أن نُصرَته - عليه السلام - لا تكون إلا باتباع سُنَّته واقتفاء أثره.

الخطبة الأولى
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الآخرة والأولى، وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه النبي المُجتبى، والرسول المُصطفى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِهِ أهل الفضل والتُّقى.
أما بعد، فيا أيها المُسلمون:
أُوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -.
أيها المسلمون:
في كل زمانٍ ومكانٍ يتصارعُ الحقُّ والباطلُ، ولكن الحقيقة التي لا ريب فيها: أن الحقَّ يثبُت ويستقرُّ ويعلو، والباطل يضمحِلُّ ويزولُ وينتهي؛ قال ربُّنا - جل وعلا -: وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا[الإسراء: 81].
وإن من سُنن الله في عباده المُؤمنين: أن يبتلِيَهم كلاًّ أو بعضًا بأهل الطغيان والفُجور والعلوِّ والفساد؛ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ[العنكبوت: 2].
كل ذلك لحِكَمٍ عظيمةٍ وغاياتٍ جليلةٍ ينتظِمُها قولُ الله - جل وعلا -: فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[العنكبوت: 3]، وينتظِمُها قولُه - سبحانه -: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ[آل عمران: 140].
وإن على بناء الأمة الإسلامية أن يعلَموا أنهم أصحاب رسالةٍ خالدةٍ، وأهل عقيدةٍ صحيحةٍ مهما تعدَّدت وسائلُ الطغيان المُوجَّهة للمُسلمين، ومهما بلَغت المِحَن والفتنُ والمصائب، فلدينا عقديةٌ راسِيةٌ رُسُوَّ الجبال: أن العاقبة للمُتقين، وأن النصرَ للمُؤمنين، وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ[آل عمران: 120].
فسُنَّةُ الله - جل وعلا - ماضِيةٌ بهذا المعنى لا تتبدَّلُ ولا تتغيَّر وإن ظنَّ الناسُ أن البلِيَّة لا نهايةَ لها، وأنه لا يلوحُ في الأُفُق المخلَصَ منها؛ فربُّنا - جل وعلا - يقول: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ[يوسف: 110].
ولنستمِع بقلبٍ حاضرٍ إلى قول الله - جل وعلا - عن موسى - عليه السلام - حينما اشتدَّ فرعون لموسى ومن معه، يقولُّ الحقُّ - سبحانه -: قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ[الأعراف: 128].
إنها عقيدةُ المُؤمن المُستقرَّة في القلوب بأنه ليس هناك إلا الملاذَ الأوحَد، وهو الملاذُ الحَصينُ الأمينُ، وذلك بالتوجُّه الصادقِ للمولَى - جل وعلا - القويِّ المتينِ؛ فإن البشرَ مهما علَت قوتُهم، وعظُم مُلكُهم فما هُم إلا نُزَلاء في أرض الله، والله - سبحانه - ذو القوَّة النافِذة يُورِثُ الأرضَ من يشاءُ من عباده وفقَ سُنَّته وحِكمته.
فمهما اشتدَّ الأذى بالمُؤمنين في أي زمانٍ أو في أي مكانٍ فليعلَموا وليستيقِنوا أن العاقبةَ الحميدةَ في الدارَيْن لأهل الإيمان والتقوى مهما طالَ الزمنُ أم قصُر، ولكنَّ الشأنَ أن يتعلَّقَ رجاءُ المُؤمنين بربِّهم، وأن يُحقِّقوا التقوى والخشيةَ لمولاهم، فلا يخشَون أحدًا إلا الله، ولا يثِقون بأحدٍ سِواه، لا يتوكَّلون إلا عليه، ولا يطلُبون النصرَ والعِزَّة إلا منه - سبحانه -، الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ[آل عمران: 173، 174].
إنه المشهدُ الذي لا يتبدَّل في قضيةِ صِراع الحقِّ مع الباطل، إنها نهايةُ الظلم والاستبداد والطغيان، تهاوِي التعالِي والتطاوُل والاستِكبار إلى الهَوْيِ في الأعماق والأغوار؛ فقد كانت عاقبةُ موسى ومن معه مع فرعون وقومه ما أخبرنا به ربُّنا - جل وعلا -: فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْأي: من فرعون وقومه، فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ[الأعراف: 136، 137].
إن من الحقائق المُتيقَّنَة عند أهل الإيمان: أن النصرَ من عند الله وحده، وأنه إنما يتنزَّل - أي: النصر - عندما تبذُل الأمةُ المُسلِمةُ آخر ما في جُهدها البشريِّ، ثم تكِلُ الأمرَ إلى الله - جل وعلا -، فالنصرُ قد يُبطِئُ لحِكَمٍ عظيمةٍ؛ منها:
أن تُقوِّيَ الأمةُ المُؤمنةُ صِلتَها بالله - جل وعلا -؛ فالنصرُ مُتأكِّدٌ لمن حقَّق التقوى، وتدرَّع بالسلاح - بسلاح الإيمان الحق بالله - جل وعلا -، قد تتضاعَفُ من أجل هذا النصر التضحياتُ، وتزايَدُ له الآلام، ولكنَّ الظَّفَر في النهاية للذين آمنوا واتَّقَوا، للذين وثَّقوا صِلَتهم بالله، واتجهوا إليه طائعين خاضِعين مُسلِمين، وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[الحج: 40، 41].
فيا أيها المُستضعَفون من المُؤمنين في كل مكانٍ! ثِقوا بنصر الله - جل وعلا -، اذكُروا اللهَ كثيرًا لعلَّكم تُفلِحون، اعلَموا أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وعدَكم بوعدٍ حقٍّ صادقٍ، فقال: «واعلم أن النصرَ مع الصبر، وأن الفرجَ مع الكرب، وأن مع العُسر يُسرًا».
إخوة الإسلام:
إن مما أغاظَ كلَّ مُسلمٍ وغمَّ كلَّ مُؤمنٍ ذلكم التطاوُل الوقِح، والاستِهزاءُ الآثِمُ المُجرِم ضِدَّ خير خلقِ الله أجمعين نبيِّنا محمدٍ - عليه أفضلُ الصلاة وأتم التسليم -، إنه تطاوُل من حُثالةٍ حقيرةٍ لا يُنبِئُ هذا التطاوُل إلا عن حقدٍ دفينٍ، وبُغضٍ مَكين ضدَّ هذه الرسالة المجيدة الخالِدة التي جاء بها هذا النبيُّ العظيمُ، التي أغاظَت الشياطين وأعوانَهم في كل مكانٍ، وأغاظَت الطغاةَ وأذنابَهم، ولكنَّهم - بإذن الله - مقطوعون من كلِّ خيرٍ، مبتورون من كلِّ نصرٍ وعِزٍّ وتمكينٍ وسعادةٍ وحياةٍ طيبةٍ.
ألم يقُل الله - جل وعلا -: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ[الكوثر: 1- 3]؟!
فليخسَأ الخاسِئون، وليَمُت بغيظِهم الحاقِدون، فلقد امتنَّ ربُّ العِزَّة والجلال على النبي المُصطفى أن رفعَ له الذِّكرَ المجيدَ في العالمين في الأولين وفي الآخرين، فهو سيدُ الأنبياء والمُرسلين، وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ[الشرح: 4].
أعطاه ربُّه - جل وعلا - ما لم يُعطِ أحدًا من الأولين والآخرين، وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى[الضحى: 5].
إن الله - سبحانه - وهو الخالقُ القادِر العزيزُ المُنتقِم، هو من تكفَّل بالدفاع عن نبيِّه من كلِّ مُجرِمٍ عنيدٍ وآثمٍ مريدٍ، إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ[الحجر: 95].
ذكرَ المُفسِّرون عبرَ التأريخ نماذج من القَصص المشهورة التي تُفيدُ وقوعَ المَثُلات المُتناهِية، والعقوبات الدنيوية لمن نالَ من المقام الأعظم مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ذلكم في الدنيا فضلاً عما أُعِدَّ لهم في الآخرة من العذاب الأكبر.
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "ومن سُنَّة الله: أن من لم يتمكَّن المُؤمنون من أن يُعذِّبوه من الذين يُؤذُون اللهَ ورسولَه فإنَّ اللهَ - سبحانه - ينتقِمُ لرسوله ويكفِيه إياه ..."، إلى أن قال: "فكلُّ من شانأَه وأبغضَه وعاداه فإن الله يقطعُ دابِرَه، ويمحَقُ عينَه وأثَرَه". انتهى كلامُه المتين.
معاشر المُسلمين:
إن الدفاع عن مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرضٌ على كل أحدٍ بحسب الوُسع والطاقة، فذلكم من أعظم الجهاد في سبيل الله - جل وعلا -، فعلينا جميعًا الدفاعُ عن مقامه العظيمِ بكلِّ وسيلةٍ مُمكنةٍ يترتَّبُ عليها تحقيقُ المصالِح ودفعُ المفاسِد والمخاطِر.
لا بُدَّ من الدفاع المبنيِّ على العلمِ الصحيحِ والطريقةِ السديدةِ لا المبنيِّ على مُجرِّد العاطِفة الجيَّاشة فحَسب مما يُفضِي إلى فتنةٍ عظيمةٍ ومفسَدةٍ أعظَم من الصبر على أذاهم.
حسبُنا الله ونِعم الوكيل على كل من تطاوَل. وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ[الأحزاب: 48].
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السَامُ عليكم. قالت عائشةُ: ففهِمتُها، فقلتُ: وعليكم السَّامُ واللعنةُ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مهلاً يا عائشة؛ إن الله رفيقٌ يحبُ الرِّفقَ في الأمر كلِّه». فقلتُ: يا رسولَ الله! ألم تسمَع ما قالُوا؟ قال: «قلتُ: وعليكم»؛ متفق عليه.
فكلُّ حالةٍ بحسبها في شرع الله - جل وعلا -، إن الواجبَ علينا - معاشر المسلمين - أن يزيدنا تطاوُل الأقزام على المقام النبويِّ العظيمِ أن يزيدَنا تمسُّكًا بحبِّه - صلى الله عليه وسلم -، وعملاً بسنَّته، وأن نبذُل كلَّ غالٍ ورخيصٍ في نشر رسالتِه العظيمة، فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ[الحجر: 94، 95].
إن الفرضَ المُحتَّم علينا على حُكَّامنا، وعلى محكومينا، على العلماء والعامَّة، على المُثقَّفين وأهل الإعلام أن نسعَى لنشر مبادئ هذا الدين وأخلاقه العظيمة، ومحاسِنه الكريمة، وأن نُبيِّن للعالَم ما يحمِلُه هذا الدينُ من صلاحٍ وإصلاحٍ وسعادةٍ وفوزٍ في الدارَيْن، وأن نُعلِّم الجاهلَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أكملُ العالَم خُلُقًا، زكَّاه ربُّه: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ[القلم: 4].
إن الواجبَ علينا: أن تُمِدَّنا تلك التهويشاتُ الطائشةُ المُجرِمة من أعداء البشرية أن تُمِدَّنا بطاقةٍ إيمانيَّةٍ تمسُكًا بهذا الدين، وعملاً به، وافتِخارًا بأحكامه ومبادئه، فضلاً عن الدعوة إليه بالحِكمة والموعظة الحسنة.
ولقد نعلمُ في آخر السورة التي ذكرَ فيها ربُّنا - جل وعلا -: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ، قال له ربُّه: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ[الحجر: 97- 99].
لنحرِص ألا تجُرَّنا تلك الاستِفزازاتُ الهَوجاءُ والتطاوُلات الرَّعناء أن تُخرِجَنا عن مبادئِ هذا الدين الذي من قواعِده العُظمَى ومبادئه المُثلَى: لا يجنِي جانٍ إلا على نفسه، وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى[الأنعام: 164].
بارك الله لنا فيما نقول وما نسمَع، أقولُ هذا القولَ، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.




الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ.
أما بعد، فيا أيها المسلمون:
أُوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -؛ فهي وصيةُ الله للأولين والآخرين.
أيها المسلمون:
إن من أُصول الإسلام العُظمى: أنه لا يتحقَّقُ إيمانُ امرئٍ إلا بتحقيق المحبَّة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، محبَّةً أعظم من محبَّة النفس والولد والأهل والمال والناس أجمعين؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «والذي نفسي بيده؛ لا يُؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين».
فحقِّقوا الإيمانَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلبًا وقالَبًا، ظاهرًا وباطنًا.
واعلموا أن من أفضل الأعمال: الإكثارَ من الصلاةِ والتسليمِ عليه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيِّدنا ورسولِنا وحبيبِنا وقُرَّة عيوننا محمدٍ، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه ما تعاقبَ ليلٌ ونهار، اللهم وارضَ عن الآلِ والصحابةِ أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم عليك بأعداء هذا الدين، اللهم عليك بأعداء هذا الدين، اللهم عليك بأعداء هذا الدين، اللهم عليك بمن تطاوَل على النبي الكريم - عليه أفضل الصلاة والتسليم -، اللهم اجعله عبرةً وآيةً للعالمين، اللهم اجعله عبرةً وآيةً للعالمين يا حي يا قيوم.
اللهم أصلِح أحوالَنا وأحوالَ المسلمين، اللهم انصر إخواننا المُسلمين المُضطهدين في كل مكانٍ، اللهم احفظ المسلمين في سوريا، اللهم احفظ المسلمين في سوريا، وفي فلسطين، اللهم فرِّج همومَهم، اللهم نفِّس كُرباتهم، اللهم عجِّل لهم بالنصر والتمكين، اللهم عجِّل لهم بالنصر والتمكين، اللهم عجِّل لهم بالنصر والتمكين يا قوي يا متين، يا قوي يا متين، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك يا ربَّنا.
اللهم أرِنا في كل طاغيةٍ وفي كل ظالمٍ ما يسُرُّنا يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ولِّ على المُسلمين خِيارَهم، اللهم ولِّ على المُسلمين خِيارَهم، اللهم ولِّ عليهم من يخافُك ويتَّقيك، اللهم ولِّ عليهم من يخافُك ويتَّقيك، اللهم ولِّ عليهم أهلَ التقوى، اللهم ولِّ عليهم أهلَ التقوى، اللهم ولِّ عليهم أهلَ التقوى، اللهم واكفِهم شِرارَهم، اللهم واكفِهم فُجَّارَهم يا حيُّ يا قيوم.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم سلِّم الحُجَّاجَ والمُعتمِرين، اللهم سلِّم الحُجَّاجَ والمُعتمِرين، اللهم سلِّم الحُجَّاجَ والمُعتمِرين، اللهم واجعلهم من يبوءُ بالفوز العظيم يا حي يا قيوم.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تُحبُّ وترضَى.
اللهم آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذاب النار.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-03-2012, 09:15 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو مميز
 
الصورة الرمزية ابوحاتم
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ابوحاتم is on a distinguished road


 

كيف [color="rgb(139, 0, 0)"]نشكر الله تعالى على نعمه؟
ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله - خطبة الجمعة 12 ذي القعدة 1433 هـبعنوان: "كيف نشكر الله تعالى على نعمه؟"، والتي تحدَّث فيها عن نعم الله تعالى على عباده ووجوب شكرها، وكيف يكون ذلك، ونبَّه على أعظم النعم التي أحاطَ الله بها عبادَه وامتنَّ بها عليهم.


الخطبة الأولى

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُباركًا فيه كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، له الحمدُ في الدنيا والأخرى، لا نُحصِي ثناءً على ربنا هو كما أثنى على نفسه بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلَى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العِزَّة والجَبروت، لا يُعجِزُه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبده ورسوله المُصطفى المبعوثُ بالرحمة والهُدى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك وخليلك محمدٍ، وعلى آله وصحبه البَرَرة الأتقياء.
أما بعد:
فاتقوا الله - أيها المسلمون - بفعل ما أمرَكم به، وترك ما نهاكُم عنه؛ فمن اتقى الله وقاه، وصرفَ عنه من المهالكِ والشُّرور ما يخشاه، وأحسنَ عاقبتَه في دُنياه وأُخراه فجعل الجنةَ مأواه.
أيها الناس:
إن نعمَ الله علينا لا تُعدُّ ولا تُحصى، قال الله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [النحل: 18].

ونعمُ الله على الخلق منها ما يعلمُه العباد، ومنها ما لا يعلمونه، وشُكرُ نعم الربِّ - جل وعلا - بمحبَّة المُنعِم - تبارك وتعالى - من القلب الصادق، وبدوام طاعة الله وترك معاصِيه، وبالثناء على الربِّ - تبارك وتعالى - بما أنعمَ، وتعظيم النعم والتحدُّث بها تواضُعًا لله واعترافًا بفضل الله - عز وجل -، واستعمالها فيما يُرضِي الله - تبارك وتعالى - وعدم الاستعانة بها على معاصِي الله - عز وجل -.
فمن آمنَ بالله - سبحانه - وابتعدَ عن معاصِيه فقد شكرَ ربَّه العزيزَ الوهابَ.
وهذا الشكرُ على لرسالة السماوية بالإيمان أعظمُ أنواع الشُّكر، وأعظمُ أنواع الحمد لله رب العالمين.
ثم يكون بعد ذلك شكرُ كل نعمةٍ بخُصوصها إلى أصغر وأقل نعمةٍ، وليس في نعمِ الله وآلائه صغيرٌ ولا قليلٌ؛ بل كل نعم الله جليلةٌ وعظيمةٌ، يُوجِبُ الله بها على العبد الحمدَ والشكرَ، فلربنا العزيز الوهاب الثناءُ الحسن، والحمدُ والشكرُ على نعمه كلها التي نعلمُها والتي لا نعلمُها، حمدًا ينبغي لجلال وجه ربِّي وعظيم سُلطانه، حمدًا يُوافي نعمه ويُكافِئُ مزيدَ فضله.
ومن يكفر بالإيمان ويركَب المعاصي فقد كفرَ بنعمة الرسالة التي منَّ الله بها على المُكلَّفين، وكفرُ نعمة الرسالة السماوية أعظمُ أنواع الكفر.
ثم يأتي بعد ذلك: الكفرُ بكل نعمةٍ بخصوصها، قال الله تعالى: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا [الإنسان: 2، 3].
ومن شكرَ نعم الله تعالى زادَه، ومن كفَر بنعم الله تعالى عاقبَه، قال الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم: 7].
وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال في أول يومه: اللهم ما أصبحَ بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقك من نعمةٍ فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمدُ ولك الشكرُ؛ فقد أدَّى شُكرَ ليلته، ومن قال ذلك حين يُمسِي فقد أدَّى شُكر يومه»؛ وهو حديثٌ حسنٌ.
وهل أعظمُ من نعمة الإيمان والإسلام والقرآن؟!
فيا أيها المسلمون:
اشكُروا الله تعالى واحمَدوه على هذه النعمة المُهداة، والمنَّة المُعطاة، واشكُروه على نعمه العظيمة وآلائه الجَسيمة.
ومما منَّ الله به علينا في هذه البلاد: نعمةُ الإيمان والأمان وعُموم الأمن والاستقرار، ومما خصَّ الله به هذه المملكةَ الحرمان الشريفان منبعُ الإسلام، وموطنُ نزول القرآن الكريم، وبُزوغ شمس الإسلام على البشر بالتوحيد والرحمة والعدل والسلام وكرامة الإنسان، قال الله تعالى في نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأنزلَ عليه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء: 107].
ومن النعم التي أُعلِنَت بالأمس: توسِعةُ المسجد النبوي الشريف التوسِعةَ النافعةَ المُباركة، الضافِية الكافِية، وهي نعمةٌ من الله على جميع المُسلمين في كل مكانٍ عمومًا، وعلى أهل المدينة خُصوصًا، والتي وضعَ حجر أساسِ هذه التوسِعة خادمُ الحرمين الشريفين: الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ووفقه -.
ومن قبلها قريبًا: توسِعة المسجد الحرام زيادة على التوسِعات السابقة من آل سعودٍ المُوفَّقين الكُرماء على الحرمين، القائمين على مصالح المُسلمين - وفقهم الله تعالى لما فيه عِزُّ الإسلام -، ونفع الله بهذه التوسِعة المُسلمين وباركَ فيها.
وجزى الله تعالى خادمَ الحرمين الشريفين الجزاءَ الأوفى على ما قدَّم ويُقدِّم لشعبه ووطنه وللإسلام والمُسلمين.
والحرمان الشريفان بركتُهما ونورُهما ونفعُهما للمُسلمين وغير المسلمين، فالله تعالى يدفعُ بالعبادة فيهما الكوارِثَ والنوازِلَ عن أهل الأرض كلها، أو يُقلِّل العقوبات النازِلة على الأرض ببركة العبادة في الحرمين الشريفين، وببركة العبادة في الأرض لله رب العالمين، قال الله تعالى: وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ [البقرة: 251].
ومجيءُ خادم الحرمين الشريفين من إجازته التي كان فيها خارجَ المملكة إلى المدينة النبوية أولاً وقصدًا لزيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على سيد البشر - صلى الله عليه وسلم -، والسلام على صاحبَيْه أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - له دلالاتٌ عظيمةٌ؛ منها:
أن البدءَ بزيارة المسجد النبوي الشريف والتشرُّف بالسلام على خير البشر نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، والسلام على صاحبَيْه أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، ثم إقامة حفل وضع حجر الأساس لتوسِعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي في ساحة المسجد النبوي والمنقولة للعالَم. البدءُ بهذا في المجيءِ من السفر من الردود الصائِبة المُوفَّقة التي تردُّ على المُتطاولين والأراذِل من البشر الذين ينتقِصُون سيدَ ولد آدم نبيِّنا وحبيبِنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، والذين يُريدون أن يحجُبوا شمسَ نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بجناح الذُّباب، أو يُريدون أن يقتلِعوا الجبلَ الطودَ الشامِخَ بنفخةٍ من أفواههم.
قال الله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة: 32].
ومن أعظم الردود على المُتطاولين على سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: التمسُّك بسُنَّته من كل مسلم، وتطبيقُ شريعته، وعدم الانسياقِ وراء أعمالٍ لا يُقِرُّها الإنسان.
والتمسُّك بالتوحيد بعبادة الله وحده لا شريك له في العبادة، والدعوة إلى مشر محاسن الإسلام، ودعوة الناس إليه.
ومن نُصرة الله - تبارك وتعالى - ونُصرة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن نُصرة الله: أن يستقيمَ على شرع الله - تبارك وتعالى -، وأن يدعُو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن ينصُر الله في كل حالٍ.
ومن دلائل هذه الزيارة: اهتمامُه - حفظه الله - بأهل المدينة جيران رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين أوصَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - برعاية حقوقهم، وعظَّم حقوقَهم على الأمة في أحاديث كثيرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وليعلَم العالَمُ أن دينَنا أعزُّ علينا من كل شيءٍ، ونحن بغير الإسلام لا دُنيا لنا ولا آخرة، ولا عِزَّة ولا كرامة، قال الله تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة: 5].
فتذكَّروا - عباد الله - نعمَ الله عليكم، واشكُروه على آلائه وفضله، واستقيموا على دينه، وانصُروا اللهَ في أنفُسكم، وادعُوا إلى الله - تبارك وتعالى - بهديِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واتباع سُنَّته، والتمسُّك بشريعته، قال الله تعالى: كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة: 151، 152].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المُرسَلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفرُ الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله الحليمُ العظيمُ، وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فاتقوا الله حقَّ التقوى، وتمسَّكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقى.
عباد الله:
اعملوا الأسبابَ التي يرضى بها عنكم ربُّكم - تبارك وتعالى -، واجتنِبوا الأسبابَ التي تُغضِبُ الله عليكم؛ فليس بينكم وبين الله سبب إلا بالعمل الصالح، قال الله تعالى: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ [سبأ: 37].
وفي الحديث: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الحلالُ بيِّن والحرامُ بيِّن وبينهما أمورٌ مُشتبَهات، فمن اتَّقى الشُّبهات فقد استبرَأ لدينه وعِرضه، ومن وقع في الشُّبُهات وقع في الحرام». ولا يهلِك على الله إلا هالِك.
واعلموا أن الله هو الذي يُدبِّر الكونَ كلَّه علويَّه وسُفليَّه على ما يُريد، قال الله تعالى: فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [هود: 107].
فعلى المُؤمن أن يعمل بأسباب النجاة، ويجتنِب أسبابَ الهلكَة، وعليه أن يثِقَ بالله ويتوكَّل عليه ويشكُر الله على السرَّاء والضرَّاء، ويصبِر على النعم، فلا يبطُرها ولا يكفُرها، ويصبِر على الضرَّاء بالاحتِساب لله - عز وجل -.
وليعلَم المسلمُ أن كل قضاءٍ يقضِيه الله عليه خيرٌ له في العاجل والآجل، إذا عمِل بالطاعة، وترك المعاصي، ولله تعالى أن يبتلِيَ عبادَه، وليس للعباد أن يمتحِنوا ربَّهم، وفي حديث سلمان - رضي الله عنه -: «عجَبًا لأمر المؤمن إن أمرَه كلَّه خيرٌ، إن أصابَته سرَّاء شكَر فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضرَّاء صبَر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن».
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا».
فصلُّوا وسلِّموا على سيدنا وحبيبِنا سيدِ الأولين والآخرين، نبيِّا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمد، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
اللهم وارضَ عن الصحابة سادات الأمة أجمعين اللهم وارض عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحْب أجمعين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم وارضَ عن الحسن والحُسين، وارضَ عن أمهما البتُول فاطمة بنت الرسول سيدة نساء العالمين، اللهم وارضَ عن ذريتها المُبارَكين إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عن آل بيت رسولك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - المُبارَكين، اللهم وارضَ عن زوجات رسولك - صلى الله عليه وسلم -، وعن آل بيته الذين قال الله فيهم وفي زوجات رسوله - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب: 33].
اللهم اغفر لنا ذنوبَنا، وإسرافَنا في أمورنا، وثبِّت أقدامَنا يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعِنَّا على ذِكرك وشُكرك وحُسن عبادتك، اللهم ألهِمنا رُشدَنا وأعِذنا من شُرور أنفُسنا، اللهم أعِذنا من شُرور أنفُسنا ومن سيئات أعمالنا، وأعِذنا من شر كل ذي شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم أعِذنا من الشيطان الرجيم ومن نزَغاته ومن وساوسه، اللهم واحفَظنا وذرياتنا والمُسلمين من إبليس وجنوده وشياطينه يا رب العالمين.
اللهم اجعل بلادَنا آمنةً مُطمئنة، رخاءً سخاءً، وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمِنَّ في أوطاننا، اللهم أصلِح وُلاةَ أمورنا، اللهم أصلِح وُلاةَ أمورنا، اللهم وفِّقهم لما تُحبُّ وترضى، ولما فيه الخيرُ والعزُّ للإسلام والمُسلمين يا رب العالمين.
اللهم وفِّق عبدكَ خادمَ الحرمين الشريفين، اللهم وفِّقه لما تحبُّ وترضى، ولما فيه عِزُّ الإسلام والمُسلمين، اللهم أعِنه على ما فيه الخيرُ وما فيه الصلاحُ ولفلاحُ لشعبه وللمسلمين يا رب العالمين ولعِزِّ الإسلام، إنك على كل شيءٍ قدير.
اللهم إنا نسألك أن تُغيثَنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا يا أرحم الراحمين، اللهم أغِثنا يا أرحم الراحمين، اللهم أغِثنا يا أرحم الراحمين، برحمتك إنك على كل شيءٍ قدير.
اللهم اغفِر لأمواتنا وأمواتِ المسلمين، اللهم اغفِر لأمواتنا وأمواتِ المسلمين.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201].
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [النحل: 90، 91].
واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
[/color]

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir