لو عدت طفلا

اغمض عيناي ليسرح بي الخيال للحظات قليلة ..

أفكر فيها لو عدت طفلا

لتركت المدينة بضجيجها وصخبها وعدت الى مسقط رأسي أحيا بين الحقول واعانق قنوات المياه.

لتركت شعري وهجرت الحلاق شهورا عديدة بعيدا عن العسكرية التي كانت تلاحقني في البيت.

لاشتريت كل يوم أحد مجلة ميكي .. وكل يوم ثلاثاء مجلة سمير . وكل يوم اربعاء مجلة سوبرمان بدلا من تلك المجلات القديمة التي كنت اشتريها من على اسوار محطة القطار.

لو عدت طفلا كنت الهو في الشارع من غير خوف من عقاب الاب او تعنيف الأم من الصباح حتى الساعات المتأخرة من الليل.

لصنعت طائرة ورقية ضخمة بدلا من تلك الصغيرة التي كانت اقصى حيلتي واحضرت عشرات اللفافات من الخيوط لكي تطير بعيدا بعيدا حتي تصطدم بالطائرات التي كانت تهبط وتقلع من المطار القريب من بيتنا.

لو عدت طفلا لسألت عن الحارة التي تسكن اليها خوي غرباوي وأتيت اليك بالكرة الشراب حقتي لنلعب مع اولاد الحارة ونصيح ونصرخ حتي تصطدم الكرة بنافذة وتكسر الزجاج بها لنسابق الريح بسيقاننا الصغيرة هربا قبل ان يخرج الينا راعي البيت.

لأغمضت عينايا وظللت بها لا افتحها حتي يغيب عني الزمن.