اليوم العالمي للأسرة..
15 مايو من كل عام
رؤية إسلامية مقارنة
الاربعاء 13 ربيع الأول 1424 الموافق 14 مايو 2003
بقلم :ليلى بيومي
يحتفل العالم كل عام بيوم 15 مايو كيوم عالمي للأسرة ، وهذا شيء معروف . والاهتمام بالأسرة والتنشئة الأسرية له معان عظيمة ، وأهمية بالغة في الاتزان النفسي والأخلاقي والاجتماعي للإنسان .
لكننا سوف نتبنى مفهومًا محددًا خلال هذه السطور، وهو أن الدول الغربية – ومعها الأمم المتحدة كمنفذ لرغباتها – لم ترد بهذه الأعياد الاهتمام بالأسرة وإعلاء قيمتها ، وإنما أرادت من ناحية التكفير عن الذنب في تحطيم الأسرة الغربية ، ومن ناحية أخرى لاتخاذ هذه الأعياد وسيلة لترويج تشوهاتهم، وإفساد النماذج الأسرية الأخرى في المجتمعات غير الغربية حسداً وغيرة .
ولقد دفع المجتمع الغربي ثمن الحرية التي استخلصها من براثن الكنيسة والعصور الوسطي والرق والإقطاع وحياة الذل والمهانة التي عانى منها لمئات السنين .
صحيح أن المجتمع الغربي حصل على هذه الحرية بما قدمه من دماء وتضحيات وثورات سياسية واجتماعية وعلمية؛ إلا أن الإنسان الغربي كان ضيق الأفق ولم يفكر في أبعد من استخدام هذه الحرية ليروي غرائزه ، وحينما تمتع الإنسان الغربي بالحرية الجنسية التامة أحجم عن الزواج، ومن ثم انهارت الأسرة، ولم يعد الزواج يتم إلا في إطار ضيق جدًا.
وبرزت – أيضا- نماذج مشوهة من العلاقات، فالقانون هناك يحمي علاقات الشذوذ بين امرأتين تعيشان معًا، وهناك رجلان يعيشان معًا، وهناك رجل وامرأة والرجل يعيش معه صديقه والمرأة تعيش مع صديقتها ..إلخ، هذه التشوهات التي يحاول أن يفرضها علينا الغرب.
إن الغرب رغم ما به من علل وأمراض أسرية واجتماعية؛ فإنه يحاول عبر مختلف الوسائل (بما فيها الأمم المتحدة ومؤتمراتها عن المرأة والسكان والتنمية الاجتماعية والطفولة.. إلخ) فرض نموذجه القيمي والاجتماعي على العالم، والحقيقة أن الدافع وراء رغبة الغرب في تعميم النموذج الغربي ليس هو الاقتناع فقط بأن هذا النموذج هو الأفضل أو الأصح، وإنما الثقة التي بلغت درجة الغرور، والنظرة إلى باقي الثقافات نظرة دونية لا يتسع معها صدر الطرف الغربي للدخول في أية حوارات أو مجرد القبول بتعدد الثقافات والحضارات، وهذا هو سبب المشكلة، وإلا فإن الطبيعي إذا انطلقنا من فكرة تعدد الثقافات والحضارات وضرورة احترام هذا التعدد ومراعاة خصوصية كل ثقافة فإن النتيجة ستكون مختلفة؛ إذ سيترتب على ذلك من ناحية القبول بأفكار الآخر واحترامها دون الاقتناع بها ضرورة، ومن ناحية أخرى محاولة التوصل إلى المساحة المشتركة بين الثقافات المختلفة للتعاون في هذه المساحة المشتركة.
المرأة عقدة حقيقية في الغرب
ومشكلة المرأة في المجتمع الغربي عقدة حقيقة في الثقافة الأوروبية القديمة, ثم حملتها النصرانية معها عندما تنصرت الشعوب المتوحشة المتخلفة؛ فقد كانت هذه الشعوب - قبل تنصرها - تشرب الخمر, وتتزوج زوجة واحدة يمتلكها الرجل مدى الحياة ويخونها, ويزني بمن صادف من النساء... ، ثقافة يتوارثها الآباء عن الأجداد, في البيوت والمكاتب والمدارس والكتب...، وغيرها.
إن المرأة في النصرانية ما هي إلا جزء من ممتلكات الرجل، والمسلمون منذ 14 قرنًا أعطوا للمرأة العدل المبكر جداً.
لقد كتب أحد الكتاب الأمريكان, يقول: "إن تعاملنا مع مسألة المرأة هذه الأيام, يدمر مجتمعنا"، المرأة التي تصبح وتمشي على ثقافة الحركة النسوية المتطرفة, والتي تطالب بأن يخاطب الله - عز وجل - بضمير المؤنث أيضًا (عز وجل عما يفترون) لأنهم إن وصفوا الله بضمير التذكير؛ ففي هذا امتهان للمرأة ؛ بل لا بد من الإشارة بالضميرين بالتساوي. وجعل كلمة "هي" و"هو" في كل مكان سواء.
وأيضاً يقول :"والأسر والأطفال الذين يسمعون عن هذه الحروب الثقافية, كيف يمكن أن تصنع لهم هذه الثقافة أسرة سعيدة ؟ بل وكيف يشعر الأطفال والآباء أن بينهم مودة ومحبة ؟ إن الأصوات الصاخبة بحقوق المرأة لم تعد عليها إلا بالتدمير والكراهية والطلاق والمضايقة والامتهان والسخرية في مواقع العمل والشوارع. إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة "قانونية" مجردة ؛ إنها حب ووئام وألفة وإنصاف ومشاركة، وكم كانت الحياة سعيدة هادئة, قبل الحركة النسوية؟! "
إن النقمة العارمة من التاريخ النصراني والعرف الوثني الغربي - الذي يحقر المرأة، ويجعلها من سقط متاع الرجل؛ هي من أسباب سن القوانين المناصرة للمرأة, والتي تفضلها على الرجل, ولكن.. ماذا جاءت به هذه القوانين؟ بالمزيد من الكراهية والاستهتار. فالأمريكي العنيف, لم يزل يفكر بالفتوة, والرجولة, والقوة, والغلبة على المرأة والهندي والملون.
عمل المرأة سبب تفكك الأسرة عندهم
تقارير غربية كثيرة تؤكد أن المرأة العاملة لديهم تعاني العديد من المشكلات، وكذلك مَنْ حولها من زوج وأولاد؛ بل والمجتمع بأسره.
ولعلَّ ما يُثار كثيرًا في الآونة الأخيرة عن مشكلات التحرش الجنسي -التي تتعرَّض لها المرأة في أماكن العمل- يلقي الضوء على جانب من معاناة المرأة الغربية العاملة!
العجيب أنَّ الطفولة البريئة قالت كلمتها بدورها في هذا الشأن! فقد صدر مؤخرًا تقرير (نشرته مجلة "The Women" الأمريكية) بعنوان: "لماذا تعملين يا أمي؟!" كان التقرير محاولة للإجابة عن السؤال الذي يهتف به الطفل كل صباح وهو يرمق أمه من النافذة حتى تغيب عن ناظريه، وهي تمضي إلى عملها، تاركة إياه للمربية أو الخادمة!
جاء في التقرير أنَّ معظم الأطفال يعانون عقدة ذنب ليس لهم فيها يد، مفادها شعورهم بأنَّ أمهاتهم يتركنهم عقابًا لهم على شيء اقترفوه.. لا يدرون ما هو؟!
ناهيك بما تؤدي إليه هذه العُقَد المركبة من شروخ نفسية يصعب التئامها مستقبلاً، فيزداد الخرق على الراقع، حين تُثار قضية "الحصول على جيل من الأسوياء".
إنَّ نوعًا من المافيا الاجتماعية الغربية وكثيرًا من حملة الأقلام الصحفية المؤثرة لديهم يسهمون إسهامًا فعَّالاً في تفاقم المشكلة. وما لم تُقاوم هذه التأثيرات السلبية بتأثيرات مضادة من عقلائهم ومريدي الإصلاح الحقيقي لديهم، فسوف يظل نساؤهم وأطفالهم يعانون، ويتهددهم التفكك الأسري المُفضي إلى الانهيار الاجتماعي.
إن الغرب اليوم يتعرض للتفكك الأسرى وانهيار منظومة القيم، وهذا ما يفسر رغبتهم في تفكيك الأسرة الإسلامية في العالم الإسلامي من خلال محاولة إثارة مثل هذه الشبهات التي تدور حول الميراث والشهادة والعنف ضد المرأة.
مهمتنا الأولي هي الدفاع عن المرأة والأسرة المسلمة، وصد هجمات المستشرقين، وإبراز صورة الإسلام الطيبة التي شوهها الغرب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتوضيح كيف أن الإسلام كرّم المرأة المسلمة، وتوضيح المفاهيم الإسلامية، وبيان أحكام الإسلام بصورة تفهمها الشعوب الغربية.
مقارنة بين النموذج الغربي ونظيره الإسلامي
الأسرة هي البنيان الاجتماعي الأساسي في المجتمع. وعلى امتداد تاريخ البشر وباختلاف عقائدهم الدينية وألسنتهم وثقافتهم كانت الأسرة هي القاسم المشترك بين كل البشر على اختلافهم، فالزواج والأسرة هو الإطار الذي شرعه الله ليستمر النوع البشري، وتتم به خلافة الله في الأرض، وآدم وحواء زوجان منذ اللحظة الأولي، والقرآن الكريم يحدد ذلك بوضوح لا لبس فيه، يقول الله تعالى في كتابه العزيز(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءَ، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1].
والنبي - صلي الله عليه وسلم- يحث على الزواج ويرغب فيه " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" ( رواه البخاري ومسلم). وكذلك فقد حبب النبي - صلي الله عليه وسلم- في الحياة الزوجية بقوله :" من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الآخر ".
وإذا كان الزواج في الإسلام هو "عقد يفيد جل العشرة بين الرجل والمرأة بما يحقق ما يتقاضاه الطبع الإنساني وتعاونهما مدى الحياة، ويحد ما لكليهما من حقوق وما عليه من واجبات"، فإن الأسرة في الإسلام تبعًا لهذا المفهوم هي الوحدة الاجتماعية الأساسية في المجتمع الإسلامي التي تتأسس بها ومن خلالها تقوم علاقات على قيم بر الوالدين وصلة الرحم.
وهذا التراجع لقيمة الأسرة في الثقافة الغربية يعود في الجزء الغالب منه إلى السعار الجنسي الذي أصاب مجتمعات الغرب، وهذا الصدى المبالغ فيه والشذوذ في العلاقات الجنسية الذي تعدى مسألة إقامة علاقات جنسية مثلية بين أبناء الجنس الواحد؛ بل وحتى الاستخدام غير الإنساني أو الأخلاقي للأطفال في علاقات جنسية غير سوية، ليصل إلى معاشرة الحيوانات، وإقحام الغريزة الجنسية في كل أشكال الفنون والإعلام.
حركة تحرير المرأة وجنايتها على المجتمع الغربي
وبالإضافة إلى هذا الهوس والشذوذ الجنسي، فإن حركة تحرير المرأة، التي نشأت في الستينات بالأساس بهدف الحصول على ضمانات قانونية للمرأة في مجال ظروف العمل والحقوق السياسية، تحت شعار تحرير المرأة من سلطة الرجل؛ تحولت إلى استخدام مفهوم جديد من "الأنثوية" أو "النسوية" أو "النسوانية"Feminism، وبدأت بعض الحركات النسائية في الغرب باستخدام هذا المفهوم للترويج لأفضلية المرأة، واستبعاد ما اعتبره هذا الاتجاه "السلطة الأبوية المرفوضة"، باعتبار أن المجتمعات الإنسانية كانت في البداية أمومية ثم استولى عليها الرجال. بل إن الحركة النسوية تعلن في مرحلة تالية إمكانية استغنائها تمامًا عن الرجال حتى في العلاقات الجنسية، واعتبار نفسها الإطار النظري لممارسة السحاق بين المثليات من النساء.
والهدف الأساسي للحركة النسوية هو التخلص من عبء الأسرة بادعاء أن النظام الأسري ضد طبائع البشر، بل إن الغرب في سعيه لاستخدام هذه الورقة للضغط على الحكومات الأخرى اعتبرها ضمن قضايا حقوق الإنسان، داعيًا إلى رفع ما يسمى بالقيود والأعراف والممارسات التي تشكل تمييزًا ضد المرأة، بغض النظر عن القيم والمبادئ السائدة في المجتمعات الأخرى غير المجتمعات الغربية، وهي القيم والمبادئ التي لا تسمح بالشذوذ والسلوك الاجتماعي المنافي للطبيعة.
أما الأخطر من كل ذلك فهو أن المنظمات الدولية بدأت في تبني هذه المفاهيم والمبادئ النسوانية، وصياغتها في وثائق رسمية تضفي عليها هذه المنظمات الصفة القانونية والشرعية؛ لتحاول بعد ذلك أن تصنع منها قضية دولية.
بل إن الحركة النسوانية- في سعيها لإعادة تحديد المفاهيم المرتبطة بدور الرجل والمرأة داخلها- طالبت بمخاطبة الله -عز وجل- بضمير (هي) ، أو في أكثر مداخلات رواد هذه الحركة اعتدالاً فإنها تدعو المؤمنين إلي مخاطبة ربهم بضميري التأنيث والتذكير على حد سواء وبقدر متساوٍ، ويعتبرون أن مخاطبة الخالق بضمير المذكر فقط إهانة للنساء وتحقير من شأنهن. وتبع ذلك أن المبشرات بمبادئ هذه الحركة من بني جلدتنا في المجتمعات العربية والإسلامية يطالبن بإعادة تفسير القرآن الكريم والسنة المشرفة من منظور أنثوي جديد، ويعتبرن أن الأصول التي يعود إليها المسلمون في كافة بقاع الأرض ومنذ أربعة عشر قرنًا للإجابة على تساؤلاتهم المتصلة بالعقيدة أو المعاملات الشرعية، بما فيها ما يتصل بالأحوال الشخصية والعلاقة داخل الأسرة، قد تم وضعها من وجهة نظر ذكورية وأن القرآن الكريم -كتاب المسلمين الأعظم- تمت قراءته في السابق بلسان وفهم الرجال وحدهم !
وبلغت الحركة النسوانية في مداها أن بدت وكأنها تنتقم من الكنيسة نفسها، والتي فرضت على المرأة الغربية بصفة خاصة في الماضي قيودًا مبالغ فيها في معظمها، وألغت تقريباً كل اعتبار لشخصيتها وجعلت منها باستمرار تابعًا للرجل المسيحي الغربي، سواء أكان هذا الرجل أباها أم زوجها. ولا يفوت أحد أن المرأة في الغرب حتى الآن عندما تتزوج تفقد اسم عائلتها فورًا لحساب عائلة زوجها، ويمكن في هذا الإطار أن نسوق الأمثلة بلا نهاية.
كارثة الزواج المدني
وما سبق يضاف إلى الفصام الذي لم يكن هناك مفر منه بين الزواج الديني الذي لا يزال سائدًا بين المسيحيين المحافظين في الغرب، وبين الزواج المدني الذي يتم خارج الكنيسة، ولا تعترف الأخيرة بالعلاقة الناشئة عنه أو حتى شرعية أبنائه كنسيا.
ولم تتوقف المعايير داخل الأسرة الغربية عن التغير والتبدل المستمرين، بل إن فكرة الأسرة نفسها- كمؤسسة اجتماعية يقوم عليها المجتمع السوي- قد أخذت في التراجع وفي الاتجاه نحو الانقراض في كثير من المجتمعات الغربية، وباتت وكأنها تنتمي للتاريخ ، ففرنسا -علي سبيل المثال- التي كانت تعتبر في فترات سابقة من المجتمعات التي تعلي من قيمة الترابط الأسري مقارنة بالولايات المتحدة ودول شمال أوربا؛ أصبحت الآن تحسب ضمن الدول الأوروبية التي أصبحت عادة الزواج فيها أمرًا نادرًا، بل وتفوقت في ذلك على فنلندة والنرويج والسويد، فحالات الولادة دون زواج بها في ازدياد مستمر، حيث بلغت 40% من مجمل المواليد في عام 1997م مقارنة بـ 20% في عام 1985م، هذا حسب التقرير السنوي للمعهد القومي للدراسات الديموغرافية في باريس.
فقد أكد المعهد في ذلك التقرير أن الزواج أصبح عادة روتينية أقلع عنها كثيرون، ولاحظ أن أعداد المطلقين قد بدأت في تزايد بمعدلات كبيرة منذ العام 1995، حيث يوجد زوجان مطلقان من بين كل 10 أزواج، وأن أعداد الزوجات من ربات البيوت قد انخفضت من 3 ملايين إلى 2.4 مليون بين العامي 90 – 1999. وأوضح التقرير انتشار ظاهرة خطيرة وهي المعاشرة دون زواج شرعي، حيث وجد أن 30% من جملة البالغين في سنوات التسعينيات يعاشرون بعضهم معاشرة زوجية دون عقد قران، وأن من بين 29.6 مليون شخص نجد 24.8 مليونًا منهم متزوجين شرعًا، و4.8 ليسوا كذلك. كما وجد أن النساء حتى سن 26 سنة والرجال حتى سن 28 سنة يقيمون علاقات معاشرة دون زواج شرعي. لهذا، وحسب التقرير السنوي للمعهد؛ فإن الأشخاص البالغين المعاصرين يعتبرون أن المعاشرة دون زواج شرعي حق هي الظاهرة الأكثر استمرارية، حيث يوجد بين كل ستة أسر زوجان يعاشران بعضهما معاشرة غير شرعية، كما لاحظ التقرير النقصان الشديد في حالات الزواج الشرعي عندما وجدها لا تتعدى الـ 280.000 حالة في العام الحالي مقارنة بـ 417.000 حالة زواج في عام 1972. هذا بالإضافة إلى ارتفاع ظاهرة العنوسة، حيث وجد أن 3 من بين كل 6 نساء من مواليد عام 1965، لم يتزوجن بعد.. ، وأدت ظاهرة المعاشرة دون زواج شرعي إلى زيادة أعداد الأطفال الذين يولدون ولا يعرف لهم آباء إلى ما يقارب 300.000 طفل، أي أنه من بين كل 4 أطفال يولد 3 أطفال دون زواج شرعي، كما أوضح التقرير أن ربع حالات الزواج تنتهي بالطلاق، وهذه الظاهرة أدت بدورها إلى وجود أعداد كبيرة من العائلات التي يعولها أحد الوالدين، وأن 10% من أطفال فرنسا يعيشون مع جدهم أو جدتهم. و ذكر التقرير أن الرجال يتزوجون سريعًا بعد الطلاق، وأن الزيجات الثانية للمطلقين والأرامل قد تضاعفت منذ العام 1970 وحتى الآن. و في المجمل وجد أنه من بين 7.8 مليون حالة زواج توجد 660.000 أسرة فقط متكاملة وتعيش عيشة مستقرة، مما يؤكد انتشار ظاهرة المعاشرة دون زواج شرعي، بل وتضاعفها في عام 1999م، الشيء الذي يثير قلق المعهد.