يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-20-2008, 01:06 AM   رقم المشاركة : 1391
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road

فوائد الصمت


 

فوائد الصمت



فيصل الحميزي


- الصمت ..
يمنحك طاقة قوية للتفكير بعمق في كل ما يحصل حولك والتركيز بعقلانية على إجابتك.

- الصمت ..
يجعلك تسيطر على من أمامك من خلال نظرات محملة بمعان غير منطوقة، تجعلهم حائرين في تفسيرها.

- الصمت ..
المصحوب ببعض الحركات والإيماءات يرغم من أمامك على البوح بما داخله فيقول أكثر مما يريد فعلا.

- الصمت .
يولد لدى الآخرين شعورا بالغيظ الشديد لأنهم يعتبرونه هجوما مستترا، فتكون الأقوى من دون كلام ولا تعب.

- الصمت ..
هو الحل الأفضل أمام المشاكل الزوجية التافهة.

- الصمت..
في المواقف الصعبة يولد الاحترام، بعكس الصراع والجدل الذي يولد التنافر والحقد.

- الصمت..
يدمر أسلحة من تتشاجر معهم ويجردهم من القدرة على مواصلة الكلام.

- الصمت ..
- عندما يصمت شريكك أصمت أنت أيضاً فيتساءل عن سبب صمتك ويبدأ هو بالكلام.

- الصمت..
يعلمك حسن الاستماع الذي يفتقده الكثيرون.

- الصمت ..
فن حاول إتقانه ولن تفشل أبدا في تحقيق ما تريد في أي وقت وفي أي موقف.


بقلم : فيصل الحميزي


**
المصدر: مجلة شباب العدد (98) محرم 1428هـ


 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:07 AM   رقم المشاركة : 1393
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road

رجال الله


 

رجال الله



اقتطفها : دكتور عثمان قدري مكانسي


- حدثنا أحمد بنُ الحُواري قال :
دخلت على أبي سليمان الداراني يوماً وهو يبكي ـ فقلت له : ما يبكيك ؟
قال : يا أحمدُ ، إنه إذا جُنّ الليل على أهل المحبة افترشوا أقدامهم ، ودموعهم تجري على خدودهم ، وقد أشرف عليهم الجليل فنادى :
يا جبريل ، بعيني من تلذّذ بكلامي واستراح إلى مناجاتي ، وإني لمطّلع عليهم ، أَسمع خنينهم ( والخنين خروج صوت البكاء من الأنف ، وهو بكاء دون انتحاب ) وأرى بكاءهم .
فنادِ فيهم يا جبريل : ما هذا الجزع الذي أراه فيكم ؟
هل أخبرَكم عني مخبرٌ أن حبيباً يعذب أحباءه ؟!
أم هل يجمُـل بي أن أبيـٍّت أقواماً ، وعند البيات أجدهم وقوفاً ، فإذا جنّهم الليل تملّقوني ( تودّدوا إليّ بكلام لطيف ، وتضرّع فوق ما ينبغي ) ؟
فبي حلفتُ ، لأجعلَنّ هديّتي إياهم – لو قد وردوا عليّ القيامة – أن أكشف لهم عن وجهي الكريم ، أنظر إليهم وينظرون إليّ .
- وحدثنا ضرار بن عمرو عن الحسن البصريّ ، قال :
قرّاء القرآن ثلاثة :
رجل اتخذه بضاعة ينقله من مصرٍ ( بلد) إلى مصر .
وقوم قرأوا القرآن : حفظوا حروفه وضيّعوا حدوده ، واستجرّوا به الولاة ، واستطالوا به على أهل بلدهم ، فقد كثر هذا الضرب ( النوع ) في حمَلَة القرآن . قال الحسن : لا كثّرهم الله .
ورجل قرأ القرآن ، فبدأ بما يعلم من دواء القرآن ، فوضعه على داء قلبه ، فأسهرَ ليله ، وهمَلَتْ عيناه ، وتسربلوا بالحزن ، واربَدّوا ( احمرت وجوههم مع شحوب ) بالخشوع ، وركدوا ( سكنوا وهدأوا ) في محاريبهم ، وخنّوا في برانسهم ( كل ثوب قلنسوته فيه ) . فبهم يسقي الله الغيث ، ويـُنزل المطر ، وينزل النصرَ ، ويدفع البلاءَ .
واللهِ لـَهذا الضربُ أقلّ من الكبريت الأحمر
- حدّثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال :
قال موسى عليه السلام : يا ربّ مَن أهلـُك الذين هم أهلـُك الذين تُظلهم في ظل عرشك ؟
قال: هم البريئةُ أيديهم ، الطاهرةُ قلوبُهم ، الذين يتحابّون بجلالي ، الذين إذا ذُكِرْتُ ذُكِروا بي ، وإذا ذُكِروا ذُكِرْتُ بهم ، الذين يُسبغون الوضوء عند المكاره ، الذين يُنيبون( يؤوبون ) إلى ذكري كما تُنيبُ النسورُ إلى وُكورها ، ويَكلَفون ( يشتد عشقه واهتمامه ) بحبي كما يَكلَف الصبيّ بحب الناس ، ويغضبون لمحارمي إذا استُحِلّتْ كما يغضب النّمِرُ إذا حَرِب ( اشتد غضبه ) .


 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:08 AM   رقم المشاركة : 1394
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road

علاج قسوة القلب


 

علاج قسوة القلب



خالد سعود البليــهد


إن الناظر والمتأمل فى أحوالنا وفى أنفسنا وفى تعاملنا مع الله , وتعاملنا مع الآخرين يجد قصوراً بيناً و خللاً ظاهراً, يظهر في المظاهر الآتية :

* لانشعر بالخشوع فى صلاتنا وعبادتنا.
* عدم التأثر والتباكي عند تلاوة القرآن.
* عدم التورع عن الشبهات فى المعاملات0
* الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين.
* الجفاء وسوء الظن بين الإخوان.
* انتشار القطيعة بين الأسر.

مما يدل على انتشار مرض خطير وهو " قسوة القلوب " وقسوة الفلب ذهاب اللين والرحمة والخشوع ، وقد ذم الله هذا الداء العضال الذى ظهر فى الأمم السابقة كاليهود وغيرهم, فقال سبحانه (ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمل فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون)وقال تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) قال ابن عباس : " فصارت قلوب بني إسرائيل مع طول الأمل قاسية بعيدة عن الموعظة بعد ماشاهدوه من الآيات والمعجزات فهي في قسوتها كالحجارة التي لا علاج للينها أو أشد قسوة من الحجارة ". والقلب القاسي أبعد ما يكون من الله , وصاحبه لايميز بين الحق والباطل, ولا ينتفع بموعظة, ولا يقبل نصيحة ؟

وقد اعتنى الشارع الحكيم بهذا العضو الخطير وسعى الى تطهيره , وتنقيته من الشوائب, وحث العبد على إصلاحه قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ألا وإن فى الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ) متفق عليه.

وقال ( ان الله لاينظر الى أجسامكم ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم "

حال القلب الصالح:

فالقلب إذا صلح استقام حال العبد وصحت عبادته, وأثمر له الرحمة والإحسان الى الخلق, وصار يعيش فى سعادة وفرحة تغمره لاتقدر بثمن, وذاق طعم الأنس ومحبة الله ولذة مناجاته مما يصرفه عن النظر الى بهجة الدنيا وزخرفها والإغترار بها ,والركون اليها وهذه حالة عظيمة يعجز الكلام عن وصفها, ويتفاوت الخلق فى مراتبها, وكلما كان العبد أتقى لله كان أكثر سعادة , فإن لله تعالى جنتان من دخل جنة الدنيا دخل جنة الآخرة.

حال القلب الفاسد:

إذا قسى القلب وأظلم فسد حال العبد وخلت عبادته من الخشوع , وغلب عليه البخل والكبر وسوء الظن,وصار بعيداً عن الله , وأحس بالضيق والشدّة وفقر النفس ولو ملك الدنيا بأسرها, وحرم لذة العبادة ومناجاة الله وصار عبداً للدنيا مفتونا بها , وطال عليه الأمد !!

أمور تقسي القلب:

* الأعراض عن الذكر: قال تعالى " ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى" وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن الذى يذكر الله والذى لايذكر الله كالحى والميت"رواه البخارى.

* التفريط فى الفرائض: قال الله تعالى " فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية "

* أكل الحرام.: ذكرالرسول صلى الله عليه وسلم الذى يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه الى السماء يارب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنّى يستجاب له" رواه مسلم.

*فعل المعاصي: قال تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" وورد فى السنة أن العبد إذا أذنب نكت فى قلبه نكته سوداء حتى يسودّ قلبه.

* المجاهرة بالمعاصي : قال الرسول صلى الله عليه وسلم "كل أمتي معافى الا المجاهرين" متفق عليه ، فالعبد اذا جاهر بالمعصية بارز الله واستخف بعقوبته فعاقبه الله بفساد قلبه وموته ,أما المستخفي الخائف من الله فهو قريب الى الله.

* الرضا بالجهل وترك التفقه بالدين : قال تعالى "إنما يخشى الله من عباده العلماء "فالجهل من أعظم سباب القسوة وقلة الخشية من الله.

* اتباع الهوى وعدم قبول الحق والعمل به : قال تعالى " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم" وقال تعالى" ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم "

* النظر فى كتب أهل البدع والتأثر بمذهبهم : فان الاشتغال بها يصرف المسلم عن الكتب النافعة ويحرمه من الانتفاع بها. وقال الشافعي : المراء في العلم يقسي القلوب ويورث الضغائن.

* الكبر وسوء الخلق :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر"متفق عليه. * الإغترار بالدنيا والتوسع في المباحات : فالإكثار من ملذات الدنيا والركون إليها مما يقسي القلب وينسيه الآخرة كما ذكر أهل العلم . * كثرة الضحك والإنشغال باللهو : فإن القلب إذا اشتغل بالباطل انصرف عن الحق وأنكره واشتبه عليه.وفي الحديث " إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه " رواه الترمذي.

* مخالطة الناس وفضول النظر والطعام والنكاح : فالقلب يصدأ وتذهب حلاوته ويقل فيه الإيمان بالإكثار من ذلك.

* وهناك مواطن يتفقد العبد فيها قلبه:

فى الصلاة , و عند تلاوة القرآن , و عند التعامل بالدرهم والدينار, وعند انتهاك المحارم وعند حاجة الفقراء والمساكين،.فإن وجد قلبه وإلا فليعز نفسه على موته0

أمور ترقق القلب وتزكيه:

(1) المداومة على الذكر: قال تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب" وشكا رجلُ الى الحسن قساوة قلبه فقال : أدنه من الذكر.
(2) سؤال الله الهداية ودعاؤه: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو"اللهم اهدنى وسددنى" رواه مسلم,
(3) المحافظة على الفرائض:قال الله تعالى" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"
(4) تحرى الحلال فى الكسب وأداء الأمانة.
(5) الإكثار من النوافل والطاعات: " ما يزال عبدي يتقرب لى بالنوافل حتى أحبه" متفق عليه.
(6) الجود والإحسان الى الخلق.
(7) تذكر الموت وزيارة القبور.قال أبو الدرداء من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده0ويقول سعيد بن جبير رحمه الله : لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي .
(8) الحرص على العلم ومجالس الذكر قال الحسن : مجالس الذكر محياة العلم وتحدث في القلب الخشوع.
(9) الإكثار من التوبة والاستغفار, وعدم الإصرار على الذنب قال ابن القيم رحمه الله : (( صدأ القلب بأمرين : بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر ...)).
(10) النظر في سير العلماء و صحبة الصالحين قال جعفر بن سليمان : كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع .
(11) الزهد في الدنيا والتأمل في قصرها وتغير أحوالها والرغبة في ما عند الله من النعيم.
(12) زيارة المرضى وأهل البلاء ومشاهدة المحتضرين والاتعاظ بحالهم. (13) الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر وتفهم وتأثر قال الله تعالى ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ).

هذا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد التعاهد لقلبه يداويه ويصلحه, قالت عائشة: دعوات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر يدعو بها : يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت : فقلت يارسول الله: انك تكثر تدعو بهذا الدعاء ؟ فقال : إن قلب الآدمى بين أصبعين من أصابع الله عز وجل فاذا شاء أزاغه وإذا شاء أقامه " رواه أحمد.

وكذلك كان السلف الصالح رضوان الله عليهم, يعتنون بقلوبهم أشد العناية, قال بكر المزني : ماسبقهم أبو بكر بكثير صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في صدره.

* وليس من قسوة القلب الاسترواح بالأهل والأولاد والأحباب والضيعات فان للنفس إقبال وإدبار ولا بد لها من شيئ من اللهو ما تستجم به وتدفع به نصب العبادة ,أخرج الإمام أحمد من حديث أبى هريرة قال : قلنا يارسول الله ! ما لنا اذا كنا عندك رقت قلوبنا وزهدنا فى الدنيا وكنا من أهل الآخرة فاذا خرجنا من عندك فآنسنا أهلنا وشممنا أولادنا أنكرنا أنفسنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أنكم اذا خرجتم من عندي كنت على حالكم ذلك لزارتكم الملائكة فى بيوتكم"


خالد سعود البليــهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:09 AM   رقم المشاركة : 1395
خواطر متفرقة


 

خواطر متفرقة



أبو مهند القمري


• إذا افتقدت الطريق الذي تشعر معه بدفء القرب من الله فهذا يعني أنك على حافة هاويةٍ من الضياع، فتوقف على الفور ولا تواصل السير في دروب الضياع حتى لا تنزلق قدمك في تلك الهاوية السحيقة، واستجمع قوى التوبة والإنابة إلى الله في قلبك لعلك تفلح في التماس الطريق نحو الله والجنة مجدداً، حيث به تكون النجاة ولا نجاة لك إلا به.

• سبحان الله . . ما أعجب تلك النفس البشرية، قد وضُعت لها كافة اللوحات الإرشاد المؤدية بها إلى طريق السلامة دون لبسٍ إو إيهامٍ، وانهمرت عليها الآيات والأحاديث مبيّنة ما فيه خير الأنام، إلا أن النفس البشرية بما فيها من جهالة تأبى إلا أن تعاين بنفسها ما تم تحذيرها منه، فكانت العاقبة هي الضياع والشعور بتخلي العناية الربانية عنها، إذ كيف يلتمس لها العذر بعدما عاينت ببصرها النور فأبت إلا المضي في الظلام، فاللهم عفواً منك ثم عذراً فقد تمت المفاصلة في نفسي بين طرق النجاة والهلاك، فعاملني اللهم بما أنت أهله ولا تعاملني بما أنا أهله، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة واغفرلي برحمتك يا أرحم الراحمين.

• مزيد من التعمق في الدنيا يعني المزيد من البعد عن الله والدار الآخرة، فاستدر بنفسك عن هذه الطريق الموحلة التي لن يصيبك من وحلها إلا هوان القلب وعداوة الخلق وحيرة البال وضياع العمر ثم يأتيك الموت على حين غرة وأنت منغمس في كل هذه الألوان من البلايا، فهل تُرى يمكنك الخلاص من هذا التردي في لحظة خاطفة لكي تدرك بنفسك حسن الخاتمة؟! هيهات هيهات حين مناص!! فإن القلب الذي يُثقل بهموم الدنيا لا تجد هموم الآخرة له سبيلاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

• للخوف سبب واحد وللأمن سبيل واحد، أما الخوف فإن سببه في المقام الأول عدم سكينة القلب بالله تعالى، إذ أن العبد الذي يسكن قلبه بالأنس بمولاه لا تؤثر فيه حوادث الدنيا مهما عظمت إذ كفى بالله لقلبه مؤنساً، وهل يُفزع القلب المستأنس بربه شيئاً من أمور هذه الدنيا الحقيرة؟! أما سبيل الأمن الأوحد فهو بذل الغالي والنفيس للفوز بالدار الباقية بصدق النية وصواب العمل، إذ أن استشعار رجاء عمار الآخرة يلقي بظلالٍ من الأمن والطمأنينة على نفس العبد خلال أيام عمره القصيرة في هذه الدنيا سريعة الزوال، وهل يعادل النجاة من أهوال يوم القيامة أي نوع من الأمان؟ فاللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك، ونجنا برحمتك من فتن الدنيا وعذاب الآخرة، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وأنت سبحانك نعم المولى ونعم النصير.

• إرغام النفس على طاعة الله ومراقبته في السر والعلن تحتاج لعزيمة صادقة وإخلاص قلبٍ لا يتوانى ولا يتيح مجالاً للتردد في هذا الإرغام، ولعل المرء يعاني شيئاً من المشقة في بداية الطريق، إلا أنه بعد تجاوز صعوبة هذه المرحلة سوف يشعر بلذة لا تعدلها لذة، إنها لذة حلاوة الإيمان والأنس بالله تعالى، فإنه حين يلمس دفئهما في قلبه لا يمكنه التفريط فيهما بحال ولو أنّ له الدنيا وما عليها، فاعقد العزم على مواصلة رحلة إذعان النفس وإرغامها على طاعة الله تعالى، ولا تتردد فإن النهاية محفوفة بسعادة لا تعدلها سعادة أبداً.

• من المستحيلات استيعاب أماني طول الأمل خلال ما قسمه الله لنا من قصر العمر، فاجمح زمام نفسك عن مواصلة السير وراء الأوهام، واحرص على ما ينفعك من عملٍ صالحٍ تنجو به يوم القيامة من هول يوم المحشر، واستعن بالله ولا تعجز، فإنما الأمر صبر ساعةٍ يعقبها نعيم لا يحزن المرء بعده أبداً.

• إذا منَّ الله عليك بالبصيرة التي تفرق لك بين أحوال أهل الدنيا الغافلين وأهل الآخرة الناجين، وما ينبغي عليك فعله لتجنب طريق الهالكين والفوز بطريق الفالحين، فخرّ ساجداً لله والهث بحمده أن اصطفاك بهذه البصيرة قبلما تباغتك الخاتمة بسوئها؛ فتهلك مع الهالكين نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.

• حياة القلب بطاعة الله نبع من الحياة لكل من يحيط بصاحب هذا القلب من حوله، فهي حياة لنفسه وحياة لأهله وحياة لأصحابه وحياة لمجتمعه الذي يعيش فيه؛ لأنه لو لم يكن يملك قلباً حيّاً ما دلّهم على خيرٍ ينجيهم، ولا حذّرهم من شرٍ قد لا تتجلى لهم عواقبه الوخيمة إلا يوم تبلى السرائر فما لهم من قوة ولا ناصر، فليحمد الله كل من رزقه الله صحبة عبدٍ صالحٍ يملك مثل ذلك القلب الحي.

• من صاحبك لدنياك فكن على حذرٍ فوريٍ منه، فإنه صلاحية صحبته تنتهي فور انقضاء حاجته الدنيوية منك، بل لعله ينقلب عليك عدوّاً وحاسداً لما رآه عليك من نعم الله تعالى، أما من صاحبك لدينك ولم يرغب في دنياك، فاعضض على صحبته بالنواجذ لأن بركتها تمتد إلى قيام الساعة، بل يظلك الله بصحبته في ظلّهِ يوم لا ظلَّ إلا ظلّه.

• يا ترى هل ما نحياه في هذه الدنيا هو الحقيقة أم أنه الحلم والخيال الذي يسرق أيام عمرنا دون أن نشعر لنواجه على حين غرّة الحقيقة المفزعة التي سوف نستيقظ عليها يوم الفزع الأكبر حين البعث والنشور؟! أكاد أصرخ في كل ما حولي من ديكورات وخلفيات هذا الحلم الذي نعيشه أن انكشفي فما وراءك من أهوال أشد بكثير من إغراءاتك السفيهة _ سريعة الزوال _ والتي لا تورث صاحبها إلا خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

• السم الزعاف الذي يدسه الشيطان في أيام حياتنا هو الغفلة التي تحجب العقل عن التفكر في العواقب والقلب عن استشعار مراقبة الخالق؛ وبالتالي تنساق كافة أعضاء الجسد تباعاً لمؤثرات الشهوة في ظل التأثير على يقظة العقل والقلب، فالعين بالنظر والأذن بالسمع واللسان بالنطق والفرج يصدق ذلك أو يكذبه، فإذا كان يوم القيامة وجد العبد حصاد عمره جبالاً من الأوزار ينأى عن حملها كانت الغفلة وحدها السبب فيها، فتحت تأثيرها وقعت منه المعصية !! وتحت تأثيرها نسي ما كان منه من فعل تلك المعصية !! وتحت تأثيرها غفل عن أن الله يحصي عليه كل معصية!! حتى تراكمت منه وصارت كالجبال!! فانتزع زمام نفسك من رحى الدوران في تلك الغفلة، حتى تسعد بنجاة لا يعرف لها طريقاً أحد من هؤلاء الغافلين، واعلم أنه ما أنت إلا عدد وكل يوم يمر عليك ينقص من هذا العدد، حتى تجد نفسك في نهاية المطاف بين يدي من لا تخفى عليه خافية.

• اللذة العاجلة مطب للنفس البشرية، والسعيد من استطاع تطويع هذه الرغبة حسبما يرضي الله تعالى، حتى يصل بها إلى مرتبة استشعار حلاة الإيمان وزينته في قلبه، وبغض الكفر والفسوق والعصيان، وحيينها فقط يمكنه بلوغ مرتبة الراشدين.

• إذا أردت النجاة بصدق فتعامل في جميع شؤون حياتك من منطلق الضعف مع الله والمذلة له وتسليم جميع الأمور إليه سبحانه، والجأ من حولك إلى حوله ومن قوتك إلى قوته، ومن ضعفك وعجزك إلى سلطانه وقدرته؛ فإنك حيينها سوف تستشعر دفء القرب من الله وقوة الصلة به، وحلاة الشوق والحنين إليه، وإياك ثم إياك أن تغتر بنفسك وتظن فيها القدرة على فعل أي شيء دونما عونه ومشيئته، فإنك بذلك تؤذن بهلاك نفسك وإلقائها في وادٍ سحيقٍ من المذلة والمهانة يصعب معه استشعار أنك حتى ولو ذبابة أو أن لك قيمة أحقر الذباب!!

• عجيبة تلك النفس التي لا حدود لتمردها، فتراها حين تستشعر العجز والحرمان جزعة خائفة تلتمس النجاة في أي اتجاه، وتراها حين تستشعر الغنى والمنعة متمردة طاغية تستحقر كل ما حولها ولا تذعن لموعود الله، وهي بين الحالتين مدَّاً وجزراً، ولا سبيل لإنماء خيّرها وتقليل شرِّها سوى بإرغامها على الإذعان لصوت الحق الذي يحدو بها إلى رحاب الله تعالى، ففي ظلال رحابه سوف يتطاير شرها ويتكاثر خيرها حتى لا يكاد يعرف الشيطان لها سبيلاً، وحيينها فقط سوف تسعد بها ولها الحياة، وسوف يزداد شوقها جنَّات الله.

• الله أرحم الراحمين، فعطاؤه رحمة ومنعه رحمة وإمهاله رحمة وابتلاؤه رحمة، فكم أعطانا ليهب لنا الأمل، وكم منعنا لينجينا من الزلل، وكم أمهلنا لعلنا نسترجع، ولم يبتلينا إلا لكي نتوب ونرجع، فكل أمره مع عباده رحمة، وكل شأنه في تدبير أمورنا رحمة فوق رحمة، فما أقسى هذه القلوب التي ابتعدت عن الالتصاق بمنبع هذه الرحمة!! وما أشد جرم هذه النفوس التي أبت الاستجابة لداعي هذه الرحمة، وذلك حينما فتح أمامها أبواب التوبة ليرحمها من لهيب ذنوبها ومعاصيها، فرحماك ربي ثم عوداً إذ كيف نتجافى عن رحمتك ونحن أحوج ما نكون إليها؟! وكيف نعرض عنك وقد فتحت أمامنا أبوابها وأنت الغني عنَّا، فاغفر اللهم زلتنا واغسل حوبتنا واسلل سخائم قلوبنا وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وهب لنا من رحمتك ما ينجينا من شر نفوسنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

• بين الدنيا والآخرة مأساة تتكرر وفجيعة تتوالى، فتجد الدنيا في إدبارٍ دائمٍ وعلى الرغم من ذلك تجد الخلق يهرولون وراءها ويبذلون مهجتهم في سبيل تحصيلها، في حين أن الآخرة في إقبالٍ آزفٍ غير أنهم لا يكترثون بها!! وبين دفتي رحيل الدنيا وإقبال الآخرة طامة كبرى وآزفة تجعل القلوب لدى الحناجر كاظمين، فهل من مبصر لهذه الحقيقة قبل فوات الأوان؟! وهل من منتزع لنفسه من براثن الغفلة قبلما يحل البلاء الهوان ؟! فإن كل مبررات الغفلة ليس لها يوم القيامة أي حظ أو نصيب، وإنما تحل محلها فقط الحسرة والندامة!! فهل من مسترجع؟!

• بداية طريق الزلل خطوة تتغافل فيها عن تقوى الله، وتهون الأمر على نفسك مبرراً لها التجاوز بأي وجه من الوجوه، ومن ثم يعرف الشيطان كيف ينتقل بك من خطوة إلى أخرى حتى تجد نفسك في نهاية المطاف قد وقعت في هاوية سحيقة من الانزلاق!! فاجمح زمام نفسك عن غيها بكثرة ذكر الموت وما يتلوه من ظلمة القبر وفوات فرصة الحياة كلها واستحالة عودة أي لحظة منها لتدارك التوبة!! واعلم أن صبر ساعة الدنيا يهيئك برحمة الله للفوز بنعيم الآخرة الذي لا ينقضي، فاستجمع قوى نفسك واعزمبها على تقوى الله تكن من المفلحين.

• أياً كانت عوامل الإغراء متدنية فيما حرّم الله من معاصي؛ فإن الشيطان كفيل بأن يزينها لك ويجعلها في عينك من أعظم اللذات التي يمكنك الحصول عليها إذا أنت أتحت له فرصة الدخول إلى قلبك على حين غفلة من تقوى الله تعالى مكَّنته من الوسوسة إلى نفسك، كما أن الشيطان كفيل أيضاً بأن يجعل لذَّة الشهوة الحلال حقيرة وضيعة في عينك مهما بلغت مغرياتها فقط لأنها حلال، وهو لا يريد لك إلا الهلاك بالحرام ومزيد من الزهد في الحلال، حتى يسهل عليه تدميرك بمعصية الله، فكن يقظاً لخواطر نفسك ولا تنأى بها عن مراقبة الله عز وجل حتى تكون من الناجين.

• وقود النفس على طريق مواصلة تقوى الله تعالى يتمثل في أهمية المراقبة، وتجديد التوبة وكثرة الاستغفار ودوام ذكر الله تعالى على كل حال ومخالطة الصالحين من عباد الله تعالى، والبعد عن مواطن الشهوات والشبهات، وأخيراً كثرة ذكر الموت والبلى.

• من استأنس بالله كفاه، ومن أعرض عنه ابتلاه، وأقل لون من ألوان هذا الابتلاء هو استشعار الوحشة وإصابة القلب بالضيق والقلق والشعور بالخوف والهلع وعدم الطمأنينة بحال.

• ما وجدت أكثر من حب المال فتكاً بالنفوس وتدميراً للعلاقات ولو كانت بين متحابين، حيث أن سحر تأثيره على النفوس لاسيما الضعيفة منها أقوى بكثير من وقع السحر على المسحورين!! فرحماك ربي . . اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا حتى لا نهلك مع الهالكين.

• التقييد عن فعل الخيرات علامة عدم التوفيق من الله، أما سألت نفسك لم ذاك ؟!

• لابد من وضع خارطةٍ لنفسك، توضح لك معالم الطريق نحو النجاة بها إلى رضوان الله تعالى، إذ ستقف من خلال هذه الخارطة على مواطن الضعف والخلل في نفسك فتجتنب أسبابهما، وستستشعر مواطن الخير فيها فتنمي مصادرها، وبذا تكون النجاة بعد توفيق الله تعالى وبحمده.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:10 AM   رقم المشاركة : 1396

 

دموع المآذن






الحمدلله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد .

قال تعالى : (( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئَكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ )) آية 18 من سورة التوبة .

ألا تُحب أن يشهد لك المؤمنون بالإيمان .

فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان ))

ألا تُحب أن تجلس في أفضل بقاع الأرض وأحبّها إلى الله .

قال صلى الله عليه وسلم : ( أحب البلاد إلى الله مساجدها )) رواه مسلم .

فضل المشي إلى المساجد:

1) زيادة الحسنات ، ورفع الدرجات ، ومحو السيئات :
قال عليه الصلاة والسلام : (( ما من رجل يتطهّر فيُحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط عنه بها سيّئة )) رواه مسلم .

2) دعاء الملائكة بالرحمة والغفران والتوبة
قال عليه الصلاة والسلام : ((... والملائكة يُصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه ، يقولون : اللهم ارحمه ، اللهم اغفر له ، اللهم تُب عليه ، ما لم يُؤذ فيه ، ما لم يحدث فيه )) متفق عليه .

3) رعاية الله وضمانه :
قال عليه الصلاة والسلام : (( من غدا إلى المسجد أو راح كان له ضامناً على الله )) رواه الحاكم .

4) تقرّب الملائكة لك ومنك :
قال عليه الصلاة والسلام : إن للمساجد أوتاداً الملائكة جُلساؤهم إن غابوا يفتقدونهم وإن مرضوا عادوهم وإن كانوا في حاجة أعانوهم )) رواه أحمد .

5) فرحة الله بك :
قال عليه الصلاة والسلام : (( ما توطّن رجل مسلم للمساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم )) رواه أحمد وابن ماجه والحاكم .

6) الدخول في حمى الله يوم القيامة :
قال عليه الصلاة والسلام : (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله )) وذكر منهم (( ورجل قلبه مُعلق في المساجد )) رواه مسلم .

7) النور التام يوم القيامة :
قال عليه الصلاة والسلام : (( بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة )) رواه الترمذي والحاكم .

8) زيادة المنازل :
قال عليه الصلاة والسلام : (( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نُزلاً كلما غدا او راح )) متفق عليه .

أخي في الله !

ألم يتحرّك قلبك لزيارة ربك ، والفوز بثوابه ورضوانه .,,؟

إن كنت كذلك فهيّا قُم معي إلى الصلاة في بيت الله .

فإنه أعدّ منزله ورحمته لك أنت. أيها المُسلم .

=========

نقلته للأهمية والفائدة من مطوية ( نداء المآذن ) إعداد محمد الطايع / مدار الوطن للنّشر .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:11 AM   رقم المشاركة : 1397
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road


 

كـــــلــمــة حـــق ) !!!
ولد السيح

كـلـمـة حـق ... تلك الكلمة التي افتقدناها كثيراً ، قلّمـا نقولها
أو نكتبها تجـاه من يسـتحـقـهـا !!!


كـلـمـة حـق ... تلك التي غابت عن وسائل الإعلام في العالم قاطبة ، وغاب معها الحق الذي
هُـضـم أهله بل وظُـلمـوا وضاعت حقوقهم !!!


كـلـمـة حـق ... أصبحت خجلى من واقع الناس اليوم إلا مارحم ربي ، فالمجـاملات طـغـت
على التعاملات اليومية والعلاقات والمصالح ، فلم يـعـد لها مكان !!!


كـلـمـة حـق ... لم يعـد يعرف قدركِ بنو علمان ومن هم على شاكلتهم فأصبحوا
يتبجحون ويرفعون أصواتهم بقول الباطل !!

وربما لم يقرأوا قول الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه
( ... وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً
يهوي بها في نار جهنم )، هذا وهو لم يُدرك !!

فكيف بمن يقول كلمة الباطل وهو يعي ذلك !!؟؟
نسأل الله السلامة والعافية ...


(( إذا عجزتم عن قول الحق فلا تقولوا الباطل ))

كـلـمـة حـق ... عُذراً فلم نـعُـد نُـجيد فن صياغتكِ ، بل أصبحنا نُـجيد
فن صياغة النقد ( الهدّام ) !! وقول وكتابة غيركِ من الكلمات ...


كـلـمـة حـق ... سأظل أكتبكِ مراراً وتكراراً كي لاننـسـاكِ ،
وعلّـنـا ننـطقكِ يومـاً مـا ونقولكِ ونكتـبـكِ لمـن يـسـتـحـق !!


كـلـمـة حـق ... سأكتبكِ مُجدداً لأجل أن لاينساكِ الإعلام العالمي ،
فلعلهم يصدعون بكِ ليظهر الحق السليب إلى أهله ...


كـلـمـة حـق ... هل لازلنـا نخـاف من قولهـــــا !!؟؟؟

كـلـمـة حـق ... كـلـمـة حـق ... كـلـمـة حـق ... كـلـمـة حـق ... كـلـمـة حـق ...



 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:12 AM   رقم المشاركة : 1398
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road


 

الطريق إلى السعادة
أحمد عمرو

افعل ما ينبغي عليك فعله
"للوقت ثلاث خصائص: سريع الانقضاء، الذي مضى منه لا يعود، وأنه أنفس وأغلى ما يملكه الإنسان" هذا ما ذكره الشيخ القرضاوي في حديثه عن أهمية الوقت.
وترجع نفاسة الوقت إلى أنه وعاء لكل عمل، هذا الوعاء أو هذه المادة يحتار الناس فيما ينفقونها، وما أهم الأشياء التي يجب ملء هذا الوعاء بها.
هناك من يحاول ملء هذا الوعاء بكثير من الأشياء، ومنهم الذي يشتكي من فراغ وعائه ويبحث عن أشياء لملئه، وفي الأشياء ما هو ذا قيمة ومنها غير ذلك.
وفي مطالعتك لهذا المقال تستطيع تحديد بوصلتك تجاه الأشياء الجديرة بالأهمية، فكثير من الناس يقومون بملء أوعيتهم بأشياء أقل أهمية، وإذا بالأمور الهامة لا تجد لها مكانًا.

الصراع بين المتاح والاهتمامات
رشا طبيبة ذكية قادرة على عمل الكثير وهي دائمًا موفقة في عملها وتميل إلى الأعمال والمشاريع الدعوية، بجانب النوافل التي تحب أن تقوم بها.
كانت مشاعر الأمومة تتوقد في نفسها، وترغب كثيرًا في الحصول على طفل صغير يفجر داخلها معاني الدفء والحنان.
يقول زوجها: بعدما رزقت رشا بمولودها الأول ورغم ساعدتها به إلا أنها أتتني قائلة: أنا متضايقة جدًا، فأنت تعرف كم كنت مشتاقة لهذا الطفل، لكنه يأخذ تقريبًا كل وقتي، بحيث لا يمكنني فعل أي شيء آخر، وهناك أشياء لا بد أن أقوم أنا بها.
لا شك أن تلك الفجوة بين المتاح من الوقت وبين ما هو مطلوب تحقيقه تمثل مشكلة حقيقية بالنسبة للكثير من الناس.
ولعل الأساليب التقليدية في إدارة الوقت والتي تقوم على فكرة عمل الكثير من الأعمال في وقت أسرع. تزيد الأمر سوءًا بدلا من محاولة حله.
إن الأساليب القديمة تقوم على مبدأ الأكفأ أو الأسرع. فهي تقوم على فكرة الساعة وأنك في صراع مع الوقت.
لكن السؤال الذي يبقى محيرًا هو: إلى أين تتجه بهذه السرعة الكبيرة؟
فالأهم من سرعة انطلاقك وهو معرفتك الهدف الذي تريد الوصول إليه.
إن الحصول على السعادة غاية ينشدها الكثير، وتقوم مشاعر الرضا عن الأدوار التي تقوم بها في الحياة، بجانب كبير في الوصول إلى ذلك الإحساس.
فالحياة لا يمكن أن تكتسب دورها من مجرد السرعة والكفاءة. بل العبرة بما تفعله؟ ولماذا تفعله؟
كانت إجابة زوجها: أن حاولي الاستمتاع بهذه التجربة الجديدة، واتركي الطفل يشعر باستمتاعك بدور الأم، فلا يوجد شخص يمكنه أن يحب هذا الطفل ويخدمه أكثر منك أنت، ودعي الاهتمامات الأخرى كلها جانبًا، وأحبي هذا الطفل فقط.
"إن هناك وقتًا وموسمًا لكل شيء في الدنيا"، والحياة قصيرة.

تعرف على نفسك واكتشف مواهبك وحدد الدور المطلوب منك؟
أعرف بشكل شخصي أحد المسئولين الدعويين لأحد الأحياء، وقد وصل إلى موقعه حديثا، وكانت بداية دوره أن درس الموقف في الحي، وقرر أن أهم ما يحتاجه الحي هو تنمية الشعور بالانتماء بإعادة الروح وصقل الأشخاص تربويًا، وتبين له أن لديه القدرة على فعل ذلك فجهز نفسه للعب هذا الدور.
لقد أوجد بسلوكه هذا مشكلة؛ لأن من سبقوه كانوا يركزون على تسيير العمل بشكل مختلف، وكان التركيز على القضايا العلمية بشكل أكبر مما أدى إلى تزمر الكثيرين، لذا قاموا بالشكوى منه ولأن الجميع يفكر بأسلوب واحد فقد كانت نهاية هذه التجربة الفشل. رغم ما حققته من بعض نجاحات.
ولقد اعترف لي فيما بعد أن الخطأ الذي ارتكبه أنه لم يوضح بشكل جلي طبيعة دوره الجديد وأهمية هذا الدور.
لكن الدرس المستفاد من هذا العمل هو أننا نحتاج أن نتعرف على أنفسنا ونكتشف مواهبنا ونحدد الدور المطلوب منا؟

على فراش الموت
هناك البعض تقوم أدوار حياتهم كلها على ردود الأفعال، لأنه حدد مفهوم السعادة من واقع نظرة الناس لها، دون أن ينظر إلى داخله وماذا يريد، فالنجاح المهني أو الثراء المالي قد تكون من مفاهيم السعادة الخارجية دون أن تنظر أنت إلى داخلك ماذا تريد فقد يكون ما تريده لا يمثل كبير قيمة عند الناس لكن قيمة لديك أنت.
زارت إحداهن شابة في المستشفى عمرها 23 عامًا وقد تركت طفليها الصغيرين بالبيت لقد أخبراها الأطباء أنها مصابة بالسرطان وعندما مسكت بيدها تحاول أن تستجمع الكلمات لتقول ما يخفف عنها وجدتها تصيح: إنني أريد أن أترك أي شيء في الدنيا لكي أذهب إلى المنزل لأغير لطفلي ملابسهما.
كم من النساء اللاتي لا تمثل لهن تلك الأحداث اليومية في تربية أطفالهن كبير قيمة، بل على العكس يشعرن بالضيق من تغيير ملابس أطفالهن، وكل ما يتملكهن هو الشعور بالضيق، بدلاً من أن يؤدينها وملؤهن الشعور بالبهجة والمتعة من هذه اللحظات الغالية والتي لا تتكرر ثانية، ليس علينا أن ننتظر لحظة الموت الحقيقية حتى نستفيد من مزاياها.

صيحات الاستيقاظ
استيقظ أحدهم على صوت الهاتف. كان الطرف الآخر هو مدير إحدى المدارس يخبره بأن ولده ضُبط وهو يروج المخدرات على الطلاب داخل المدرسة.
ساعتها مرت بذهنه كل تلك الأوقات التي أنفقها وهو يحلم كيف سيتمكن من بناء عقاره الشاهق، وأن أوقاتٍ قليلة لو أنفقها في الجلوس مع ولده المراهق لأمكن أن تكون النتائج مختلفة.

والخلاصة
أن هناك المهم في الحياة وهناك الأهم، وأنا أفضل العبادات كما قال ابن القيم هي عبادة تؤدى في وقتها. فلحظة الأذان أفضل عبادة وقتها الاستعداد للصلاة، وحين ينادي داعي الجهاد لا تشغل نفسك بالصلاة. وأنت تدرك الفرق لا محالة.

وتأمل معي نظرية الوعاء التي ذكرتها لك في بداية المقال.
لو أن لديك وعاء ومعك كمية من الرمال ومجموعة من الأحجار الكبيرة بماذا ستملأ الوعاء أولا؟ لاشك أنك تدرك أن حبات الرمال من الممكن أن تخلل الفجوات بين الأحجار الكبيرة، ولكن الأحجار الكبيرة لن تجد لها مكانًا بين الرمال إن ملأت وعاءك بها.
وفقني الله وإياك إلى معرفة ما ينبغي عليك فعله، فإن أدركته فافعله فورًا ولا تنتظر.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:13 AM   رقم المشاركة : 1399
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road


 

مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
ارحم اليتيم
د/ خالد سعد النجار

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال صلى الله عليه وسلم ( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) [1]

شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تُوَجَّه أنظار المسلمين ومشاعرهم إلى شرائح المجتمع الضعيفة، والتي لا تقوى على القيام بدورها الطبيعي في المجتمع إلا بدعم مساند من جهات أخرى، ولعلَّ على رأس هذه الفئات ( شريحة الأيتام ) ، والتي فيها من الضعف والحاجة إلى العطف والحنان والمساعدة المادية والإنسانية الشيء الكثير، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أوائل الذين لمسوا آلام اليتيم وأحزانه؛ ولذلك سجَّل في حديثه الشريف: " أَنَا وَكافِلُ اليَتِيْمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُما" [2]

ومما يلفت النظر أيضا أن الله سبحانه وتعالى ذكر لفظ اليتيم في القرآن الكريم ثلاثًا وعشرين مرة، وفي ذلك إشارة واضحة للمسلمين للانتباه والوقوف وقفة جادة أمام هذه الفئة وأمام احتياجاتها، والمشاكل التي قد تواجهها سواءً أكانت معنوية أم مادية أم اجتماعية أم غير ذلك، وبالنظر في نصوص القرآن العديدة في شأن اليتيم ، فإنه يمكن تصنيفها إلى خمسة أقسام رئيسة،كلها تدور حول:دفع المضار عنه، وجلب المصالح له في ماله، وفي نفسه، وفي الحالة الزواجية، والحث على الإحسان إليه ومراعاة الجانب النفسي لديه.

قال تعالى ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ) النساء36 فالإحسان إلى اليتيم متعين كما هو للوالدين ولذي القربى ، وليس هذا فحسب بل وقرنه رب العزة والجلال بالإيمان به وجعله من أعظم أعمال البر , فقال جل من قائل ( لَيْسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ) [البقرة 177 ]

ولقد تنزلت في حق اليتيم الآيات في أوائل ما تنزل من القرآن المكي كقوله تعالى ( أَرَأيتَ الّذِي يُكَذّبُ بالدّينِ * فَذَلِكَ الّذِي يَدُعُ اليتيمَ * ولا يحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسكِينِ ) [ الماعون 1-3 ] ومفهوم الآيتين المباركتين، أنّ الذي يطرد اليتيم، ويحرم اليتيم حقه، هذا هو الذي يكذب بالدين. تعبيراً عن الترابط العميق بين الدين، وبين الاهتمام بشؤون الأيتام، وبين الإيمان وبين الاهتمام بشؤون المتعبين . فلا يمكن أن يبقى الإنسان متديناً ويطرد اليتيم . وقوله تعالى ( فَأمَّا اليَتِيم فَلاَ تَقهَر ) [الضحى 9 ] . قال ابن كثير : فلا تقهر اليتيم : أي لا تذله وتنهره وتهنه ، ولكن أحسن إليه وتلطف به ، وكن لليتيم كالأب الرحيم [3] وقوله تعالى ( فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة ) البلد 11-15

وقال تعالى ممتدحا حال الصالحين ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) الإنسان 8 قال القرطبي : أي يطعمون الطعام على قلته وحبهم إياه وشهوتهم له , وكان الربيع بن خثيم إذا جاءه السائل قال : أطعموه سكرا فإن الربيع يحب السكر . وروى منصور عن الحسن أن يتيما كان يحضر طعام ابن عمر , فدعا ذات يوم بطعامه ,وطلب اليتيم فلم يجده , وجاءه بعد ما فرغ ابن عمر من طعامه فلم يجد الطعام , فدعا له بسويق وعسل فقال : دونك هذا فوالله ما غبنت [4]
وعلى العكس قال تعالى موبخا كفار قريش ومن على شاكلتهم ( كلا بل لا تكرمون اليتيم ) الفجر 17 يقول سيد قطب رحمه الله تعالى : وقد كان الإسلام يواجه في مكة حالة من التكالب على جمع المال بكافة الطرق , تورث القلوب كزازة وقساوة , وكان ضعف اليتامى مغريا بانتهاب أموالهم وبخاصة الإناث منهم في صور شتى وبخاصة فيما يتعلق بالميراث , كما كان حب المال وجمعه بالربا وغيره ظاهرة بارزة في المجتمع المكي قبل الإسلام , وهي سمة الجاهليات في كل زمان ومكان ! حتى الآن , وفي هذه الآيات فوق الكشف عن واقع نفوسهم , تنديد بهذا الواقع , وردع عنه , يتمثل في تكرار كلمة ( كلا ) كما يتمثل في بناء التعبير وإيقاعه , وهو يرسم بجرسه شدة التكالب وعنفه ( وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما ) الفجر 19-20 [5]

كما أمر عز وجل بحفظ أموال الأيتام ، وعدم التعرض لها بسوء ، وعدَّ ذلك من كبائر الذنوب وعظائم الأمور ، ورتب عليه أشد العقاب ، قال تعالى ( إنّ الذِينَ يَأكُلُونَ أَمَوالَ اليَتَامى ظُلماً إنّما يَأكُلُون في بُطُونِهِم ناراً وسَيصلَونَ سَعِيراً ) النساء10، وقال تعالى ( ولا تَقربُوا مَالَ اليَتِيمِ إلا بِالتِي هِيَ أحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وأوفُوا بِالعَهدِ إنّ العَهدَ كَانَ مَسئُولا ) الإسراء 34 وقال تعالى ( وأن تقوموا لليتامى بالقسط ) النساء 127 وعدَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أكل مال اليتيم من السبع الموبقات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله ، وما هن ؟، قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ) ) [6]

بل لقد أحاط النظام الإسلامي أوصياء اليتامى بقيود ثقيلة حتى لا تستمرئ نفوسهم العدوان على أموالهم دون رابط ولا وازع فقال تعالى مرشدا لهم قوله تعالى  ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير  القرة 220 والأصل أن من تصرف لغيره سواء كان وكيلاً ، أو ولياً ، أو ناظر وقف أو غير ذلك أن تصرفه تصرف نظر ومصلحة ، لا تشهٍ واختيار لاسيما فيما يتعلق بمال اليتيم , وقال تعالى ( وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) واتفق العلماء على أن الوصي الغني لا يحل له أن يأكل من مال اليتيم شيئا، وقالوا: معنى قوله: فَلْيَسْتَعْفِفْ أي: بمال نفسه عن مال اليتيم، فإن كان فقيرا أكل منه بالمعروف
واستمراراً لحرص التشريع الإسلامي على أموال اليتامى ، أمر باستثمارها وتنميتها حتى لا تستنفدها النفقة عليهم والزكاة الواجبة فيها ، فقال صلى الله عليه وسلم ( ألا من ربى يتيماً له مال فليتجر به ، ولا يتركه حتى تأكله الصدقة ) [7] كما ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال ( اتجروا في مال اليتامى حتى لا تأكلها الزكاة ) ، ومن هنا يلزم الولي على مال اليتيم استثمارها لمصلحة اليتيم على رأي كثير من أهل العلم بشرط عدم تعريضها للأخطار .

قال المناوي : قوله صلى الله عليه وسلم ( وتدرك حاجتك ) أي فإنك إن أحسنت إليه وفعلت ما ذكر يحصل لك لين القلب وتظفر بالبغية , وفيه حث على الإحسان إلى اليتيم ومعاملته بمزيد الرعاية والتعظيم وإكرامه لله تعالى خالصاً , قال الطيبي وهو عام في كل يتيم سواء كان عنده أو لا فيكرمه وهو كافله , أما إذا كان عنده فيلزمه أن يربيه تربية أبيه ولا يقتصر على الشفقة عليه والتلطف به ويؤدبه أحسن تأديب ويعلمه أحسن تعليم ويراعي غبطته في ماله وتزويجه ، وفيه أن مسح رأسه سبب مخلص من قسوة القلب المبعدة عن الرب فإن أبعد القلوب من الله القلب القاسي كما ورد في عدة أخبار , قال الزين العراقي : لكن قيده في حديث أبي أمامة بأن لا يمسحه إلا لله , قال : ولا شك في تقييد إطلاق المسح به لأنه قد يقع مسحه لريبة كأمرد جميل يريد مؤانسته بذلك لريبة كشهوة , وإن لم يكن مسح الشعر مفضياً إلى الشهوة فربما دعى إلى ذلك . وفيه أن من ابتلي بداء من الأخلاق الذميمة يكون تداركه بما يضاده من الدواء , فالتكبر يداوى بالتواضع , والبخل بالسماحة , وقسوة القلب بالتعطف والرقة [8]

------------------------------------
الهوامش
[1] رواه الطبراني ورواه أيضا الإمام أحمد بسند قال الهيثمي تبعاً لشيخه الزين العراقي صحيح والحديث صححة الألباني وقال (صحيح) انظر حديث رقم: 80 في صحيح الجامع. [2] صحيح البخاري مع الفتح / كتاب الأدب / باب فضل من يعول يتيماً : 10/450 ح(6005) [3] تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج4 ، ص523 [4] تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن – تفسير سورة الإنسان بتصرف [5] في ظلال القرآن ــ سيد قطب ص 3906 [6] صحيح البخاري ، باب الوصايا ، حديث رقم 2615 [7] سنن أبي داود ، باب الزكاة ، حديث رقم 641 [8] فيض القدير للمناوي 2/456

alnaggar66@yahoo.com

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:14 AM   رقم المشاركة : 1400
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road

شموخ المغتربين


 

شموخ المغتربين
أميرة الثبيتي
محاضرة بجامعة الطائف

مدخل : حينا رأيت شجرة عملاقة في ارض قفر وقت الغروب..كانت شموخ المغتربين

حزين هذا الغروب ..كئيبة هي لحظاته..رحلت شمسه بعد ان شاخت وهرمت من وطأة الغربة القاتلة..
تجولت خواطري عبر الأفق البعيد ..تتأمل تلك الشجرة..التي وقفت شامخة وحيدة..وسط أطلال المغيب..
تقف وهي تحتضن كل الآمال وكل الآلآم..تعبر عن رسوخ جذورها وقوة جذوعها لاتبالي بغربتها ولاتألم لوحدتها تعلم ان الله خالقها جعلها كذلك
تماما كغربة المؤمن في هذه الحياة
وأنزلني طول النوى دار غربة *** يجاورني فيها من ليس مثلي يشاكله
يصارع رياح الأهواء وحيدا..يقف بوجه الأعاصير وحيدا يشهد غروب أيام الأرض وحيدا ويموت واقفا وحيدا
اذا ما الناس في الأوهام تاهو
وضاع الركب واحتارت خطاه
فهل من ملجأ إلا الإله
ينجيهم ويهدي من يريد
طوبى لذلك الوحيد..طوبى له في حياته وطوبى له بعد مماته (طوبى للغرباء)كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم طوبى له اذا نادته الملائكة ضمن من تانادي ( تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir