يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-2012, 09:09 PM   رقم المشاركة : 21

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس مشاهدة المشاركة
.

*****

حيا الله الدكتور محمد ابراهيم

فكرة توثيق 67م .. من ذاكرة طفل وتدوين انطباعات هذا الطفل عن هذه المرحلة من تاريخ الأمة العربية الاسلامية فكرة رائدة تستحث الهمم وتنشط الذاكرة وستكون اجمل بمشاركة الأخوة الأعضاء

وانا اعتقد ان تقديمك لهذه المرحلة على حلقات يتخللها مداخلات وتعقيبات افضل من سردها دفعة واحدة فقد تجد ضمن المداخلات ما يعيد لك بعض الذكريات والمواقف

وقد نتفق على أن استخدم مصطلح نكسة بعد نكبة عام 1948م أخف والطف من استخدام مصطلح النكبة الذي ارتبط بالتشريد والتهجير من الأرض العربية والمقدسات الاسلامية رغم أن حرب عام 1967م تعتبر نكسة ونكبة في وقت واحد وقد أدت هي ايضا إلى التهجير والتشريد

وكنا في المملكة العربية السعودية وخاصة في جنوبها نتابع اخبار تلك الحرب ونحتفل بطريقتنا بتلك الهزائم التي يلحقها الجيش العربي المصري بالعدو الصهيوني الغاصب رغم التوتر بين البلدين
واعتقد ان عمري في تلك الفترة في التاسعة أو العاشرة وكنت اسمع من الكبار وخاصة من عمي سعيد السروري رحمه الله اعداد الطائرات التي تسقطها القوات المصرية واعداد القتلى واشاهد الاباء يدعون الله بهزيمة اليهود ومن كثرة الارقام كنت اعتقد ان الطائرات الحربية مثل الجراد واسقاطها اسهل من صيد العصافير

ولو رجعنا للخلف واستعدنا بعض اسباب التوتر بين البلدين لعلمنا أن منها الخلاف الذى حدث نتيجة حرب اليمن فى 26 سبتمبر 1962م حيث أرسل الرئيس جمال عبد الناصر القوات المسلحة المصرية إلى اليمن لدعم الثورة اليمنية التى قامت على غرار الثورة المصرية فيما المملكة العربية السعودية في تلك الفترة تدعم الإمام وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية إلى أن انتهت بالصلح بين الزعيم جمال عبد الناصر والملك فيصل فى مؤتمر الخرطوم بعد النكسه

الميدان فسيح يا دكتور والخواطر كثيرة والموضوع شيق ولنا معك ومع ما تكتب عودة بين الحين والآخر

ولك خالص التحية والتقدير

*****


الله يحييك يابا توفيق

فكرة التوثيق هذه راودتني ونحن قبل ايام من الذكري الخامسة والاربعين لذلك الحدث الجلل.

ومعذرة عزيزي ان اختلف معك في التسمية فالاسم الحقيقي هو هزيمة 67 اما التحايل بالاسماء في محاولة في التخفيف من المصيبة هو حالة من خداع النفس والذي كان من احد الاسباب الرئيسة لهذه الهزيمة النكراء.

والشئ الذي يسترعيني في متابعة تاريخ العرب القديم والحديث هو من خلال تأريخنا له ان كل الهزائم التي لحقت بنا كانت بسبب الخيانة , او بسبب الغفلة ,او بسبب الانشغال بتوزيع الغنائم.

مامن مره واحده يذكر فيها مؤريخينا ان هزيمة واحدة ايا كانت هذه الهزيمة بسبب قوة العدو وتنظيمه وعدته وذكاءه ودهاءه.

اما انتصارتنا فهي دائما بسبب قوتنا وشجاعتنا ورباطة جأشنا ومامن مره انتصرنا فيها علي عدو كان بسبب الخيانة في صفوفه.

دائما تعودنا علي خداع انفسنا ونحاول دائما الا نواجه الحقيقة.

وهزيمة 67 كانت مثلا نموذيجيا لذلك.

تحياتي وعفوا لانني تحولت في تعليقي لحديث مرسل في السياسة وكنت لا اريد ذلك . لانني فقط اريد مذكرات
.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-04-2012, 11:02 PM   رقم المشاركة : 22

 

[QUOTE=بن ناصر;155675]

حيا الله الغمداوي
موضوع مهم كما أسلفت والدليل متصفحي الموضوع قارب السبعمائة
وهذا يؤكد أهمية مصر وأهمية كل خبر يتعلق بمصر فهي في قلوب الجميع فالكل يتمنى أن تبقى قوية وعزيزة فما يؤلمها يؤلمنا جميعا

000000000000000000

كما يزداد قربنا إلى الموضوع لأنه يتعلق بذكريات ومشاهدات حقيقية لطفل عن حدث هام وكأننا لا زلنا في حاجة إلى مزيد من التفسيرات والإخبار عن تلك الفاجعة التي حلت بالعرب جميعا
على ما قرأت وبحثت لم أجد أدني خبر يسر عن جيوشنا العربية آنذاك .. لا في مصر والا سوريا ولا الأردن .. حتى جيش العراق العظيم .. هاجمته اسرائيل وهو في الطريق إلى الأردن

................................

عنما تتابع أخبار الحرب العالمية الأولى والثانية وما جرى خلالهما من ويلات تجد أن السياسة والساسة هما السبب فيما يجري من هزائم على الميدان
وفي حرب 67 كان الساسة هم السبب الرئيس في تلك النكبات لأنهم هم المسئولين أولا عن قرارات اتخاذ الحرب وهم المسئولين سابقا عن الإستعدادات وتقييم الموقف السياسي والعسكري
ولهذا لن تنفع شجاعة الجنود وتدريباتهم ولن تحميهم اسلحتم إذا زج بهم الساسة في موقف استعراضي أمام عدو متمكن ومقتدر ولديه دعم من قوى عظمى

----------------------------

نحن بانتظار بقية المذكرات .. من ذاكرة طفل كشاهد على جانب من تلك الأحداث .. وأنا لست ببعيد عن طفولتك فقد كنت في نهاية الصف الثاني متوسط .. وكانت مهمتي متابعة إذاعة صوت العرب وقاعد أعد أسجل أعداد الطائرات الإسرائلية المتساقطة .. ثم أقوم باخبار الجماعة عند المسجد كم وصل إليه العدد بعد عصر أو مغرب الأيام الأولى .. لكن لفت نظري خبر حيث أمامي خارطة سيناء .. الخبر يقول قواتنا المسلحة ترد هجوما على : ( الكونتيلا ) و ( ممر متلا ) وتلك المواقع داخل سيناء .. واستغرب كيف استطاع اليهود الدخول عدة كيلومترات داخل سيناء لأننا نسمع شيء لا يصدق عن قوة الجيش المصري ..بينما سيناء كلها راحت في خبركان وهذه نموذج مؤلم من تلك الصور


ذكريات مؤلمة













ملاحظة أخيرة
أشوف الريس - حفظه الله وأيده بنصر من عنده - متواري عن الأنظار وعن هذا الخبر بالذات .. لا يكون في خاطره أن يتنحى .. من أجل أن نعود ونتهتف يحيا الريس .. يعيش الريس
عازين الريس
[/QUO


حياك الله يا بن ناصر

كان الاعلام في الستينات الميلادية ليس الا ابواق تنطلق تحميدا وتمجيدا في الحالكم والذي كان الزعيم الملهم عبد الناصر.

كانت عقول الناس شبه مغيبة بتلك الوسائل المحدودة للمعرفة المتاحة لهم عبر قنوات تسمح لهم بما يريده الحاكم وتمنع عنه مالايريده.

وانتهت هذه الحقبة لغير رجعة لكن مازال البعض يعيش فيها وكأنه في غيبوبة عن العالم بعدما صارت الحقيقة متاحة عبر اطراف الاصابع واطباق الاستقبال الهوائية.



الصور التي ارفقتها في مداخلتك خاصة التي يقف فيها الجنود المصريين رافعي ايديهم امام الجنود الصهاينة تشعرني بالمهانة والخذلان.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-05-2012, 03:23 PM   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 



حيّاك الله يادكتور :

ليس من المنطق إختزال نكبة (عدوان) 67 الآثم و (التآمري) ضد مصرالدولة الأعظم عربياً حينذاك وضد عدوّ الغرب الأول (عبدالناصر) الزعيم الذي كان ولايزال برغم

هفواته أفضل

الزعماء العرب على الإطلاق فقط
ولايمكن أن نحصرها في عدة ضربات تمت في ذلك العام
بل ومن المؤلم أن نجعل الأمرعنصرياً ونتخذ موقف عداء أو تسطيح لشخصية عربية فذّة كعبدالناصر
كما انّ علينا ان لانغفل

مايلي :
1- تعهد أمريكا وروسيا منذ عام 64 بعد قيام حرب بين مصر وإسرائيل وتهيأة إسرائيل منذ ذلك العام لضرب مصر وسوريا وفلسطين وهي أي إسرائيل مكتملة القوّة .

2- موقع كل من الملك حسين كطرف غير مصري ومؤثر في نتائج المعركة وعبدالحكيم عامركمصري والرئيس الأمريكي جونسون والإسرائيلي ليفي اشكول

كأطراف معادية من الأحداث .

3- الضبابية التي تكتنف الأحداث حينها وغياب الوثائق أو تغيّيبها أشك في أنّ هدفه إلصاق الهزيمة بعبد الناصر وتحمّله تبعات ماحدث بمفرده !!

4- الشرك الذي وقع فيه الإعلام العربي والغباء الذي مارسه بالإحتفال بالنصر قبل حدوثه كان من اهم عوامل الهزيمة .

5- ذكر الدكتور انّ هناك مسيرات خرجت لمطالبة الرئيس بالعدول عن التنحي وأؤكد أنّ المسيرات لم تقتصر على القاهرة او مصر بل طالت بلدان العالمين

العربي والإسلامي وهي شهادة للرئيس الراحل الذي رغم هفواته أكرر هفواته يعد (محب لبلده ومخلص لشعبه )
أخيراً : لم تتضرر مصر فقط من هذا العدوان بل تضررت ثلاث دول هي مصر وفلسطين وسوريا مع أن
(ضياع الجولان ) له قصة أخرى .

عموماً الدكتور تحدث عن مااختزلته ذاكرته ورأته عينه وهوطفل والطفل يكون دائماً مرآة صادقة وشفافة لما يجري حوله .

شخصياً أكتب رأي مبني على قراءات ولقاءات مع عدد من المهتمين بهذا الشأن

ومن حسن حظي أنني ولدت في آخر ديسمبر من ذلك العام فنحن من جيل مابعد النكسه .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-06-2012, 11:14 AM   رقم المشاركة : 24

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن فيصل مشاهدة المشاركة
مداخلة بسيطة على أخي أبي توفيق

القضية ليست في دعم الإمام ودعم ثورة اليمن

القضية في طموح عبدالناصر إلى تحويل الدول العربية إلى جمهورية واحدة يصبح هو زعيمها الأوحد

فكما أن صدام حسين يرى أن الطريق للقدس يمر بالكويت، كان الرئيس عبدالناصر يرى أن الطريق إلى سيناء يمر باليمن

سامحني يا دكتور محمد إبراهيم إذا أفسدت عليك ذكرياتك. ...لكنني بكل أمانة منتظر لما تقول فلعله يغير شيئا من قناعاتي


خوي ابو سهيل مداخلتك دائما تثري الموضوع وتزيده قيمة ولا تفسد ذكرياتي

فهي ذكريات قاسية جدا علي النفس ويكفي في ذلك انها مازالت ماثلة في العقل رغم طول المدة كانت عليها وصغر عمري في ذلك الوقت.

ومن المفارقات لو طلب مني تسجيل ذكرياتي عن حرب 73 ربما اجد صعوبة شديدة في استجماع ذكرياتي لانني لم اعش فيها اية معاناة مثل ماكان في 67.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-06-2012, 09:27 PM   رقم المشاركة : 25

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله أبوعالي مشاهدة المشاركة


حيّاك الله يادكتور :

ليس من المنطق إختزال نكبة (عدوان) 67 الآثم و (التآمري) ضد مصرالدولة الأعظم عربياً حينذاك وضد عدوّ الغرب الأول (عبدالناصر) الزعيم الذي كان ولايزال برغم

هفواته أفضل

الزعماء العرب على الإطلاق فقط
ولايمكن أن نحصرها في عدة ضربات تمت في ذلك العام
بل ومن المؤلم أن نجعل الأمرعنصرياً ونتخذ موقف عداء أو تسطيح لشخصية عربية فذّة كعبدالناصر
كما انّ علينا ان لانغفل

مايلي :
1- تعهد أمريكا وروسيا منذ عام 64 بعد قيام حرب بين مصر وإسرائيل وتهيأة إسرائيل منذ ذلك العام لضرب مصر وسوريا وفلسطين وهي أي إسرائيل مكتملة القوّة .

2- موقع كل من الملك حسين كطرف غير مصري ومؤثر في نتائج المعركة وعبدالحكيم عامركمصري والرئيس الأمريكي جونسون والإسرائيلي ليفي اشكول

كأطراف معادية من الأحداث .

3- الضبابية التي تكتنف الأحداث حينها وغياب الوثائق أو تغيّيبها أشك في أنّ هدفه إلصاق الهزيمة بعبد الناصر وتحمّله تبعات ماحدث بمفرده !!

4- الشرك الذي وقع فيه الإعلام العربي والغباء الذي مارسه بالإحتفال بالنصر قبل حدوثه كان من اهم عوامل الهزيمة .

5- ذكر الدكتور انّ هناك مسيرات خرجت لمطالبة الرئيس بالعدول عن التنحي وأؤكد أنّ المسيرات لم تقتصر على القاهرة او مصر بل طالت بلدان العالمين

العربي والإسلامي وهي شهادة للرئيس الراحل الذي رغم هفواته أكرر هفواته يعد (محب لبلده ومخلص لشعبه )
أخيراً : لم تتضرر مصر فقط من هذا العدوان بل تضررت ثلاث دول هي مصر وفلسطين وسوريا مع أن
(ضياع الجولان ) له قصة أخرى .

عموماً الدكتور تحدث عن مااختزلته ذاكرته ورأته عينه وهوطفل والطفل يكون دائماً مرآة صادقة وشفافة لما يجري حوله .

شخصياً أكتب رأي مبني على قراءات ولقاءات مع عدد من المهتمين بهذا الشأن

ومن حسن حظي أنني ولدت في آخر ديسمبر من ذلك العام فنحن من جيل مابعد النكسه .


ولكم كل التحية خوى عبد الله ابو علي ولشخصكم كل التقدير والاحترام.

ولمداخلتكم احساس مختلف لتضاف الي جملة الاحاسيس التي كانت تشدنا الي عبد الناصر.

ذلك الزعيم الاسطوري وان تباينت فيه الاراء وان اختلفت فيه الرؤى.

وجيلكم شاهد علي ذلك كما وصفته في نهاية سطورك جيل مابعد النكسة.

فان كان ابو فيصل بدافع عن عبد الناصر لدرجة انه يكتب ثروته التي خلفها بعدما مامات بالمليم فقد يكون السبب في ذلك انه وعي وعاش مع عبد الناصر.

وقد يكون ذلك ايضا مقبولا من ابو توفيق وايضا من ابو صالح والربس

لكن جيلك الذي لم يعرف عبد الناصر الا من القراءة وتتبع بعض التسجيلات الصوتية ويكون بهذا الدفاع عنه الشديد لهو ابلغ دليل علي وصفي له بالزعيم الاسطوري.

مع التنويه الي كل الاخوان في الساحات انني الي الآن لم اعلن موقفي صراحة من عبد الناصر الذي مازلت احتفظ به فذكرياتي وردودي ليست الا وصف لاحداث عشت فيها وعاشت في قلبي.


لك كل التحية ولكل الاخوان الذي يهتمون بالموضوع قراءة او مداخلة


ولكم الجزْ الثاني لعلكم تجدون فيه متنتظرون.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-06-2012, 09:34 PM   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 13
غامداوي is on a distinguished road


 

67 .. من ذاكرة طفل ( 2 )





وتتوالي الايام علينا بعد توقف صافرات الانذار واصوات الطائرات وطلقات المدافع ولا جديد يأتينا في انتظارنا لعودة ابينا ولم يكن لدينا حيلة سوي الاسراع في سرعة البرق كلما كان هناك طارق للباب عسي ان يكون هذا الطارق من يقتلنا انتظاره.

ولا تجد امي حيلة من انها تذهب كي تسأل عن ابي العائد الغائب لعلها تجد مايطمأنها بعدما يئست من الانصال بالمسئولين عبر الهاتف من خلال تلك الارقام التي كانت في الجريدة لمن يريد ان يسأل عمن غاب ولم يعد من العسكر.ولأنني الولد الاكبر كان علي ان اتحمل المسئولية في ذلك الموقف رغم سنوات عمري السبع.

ذهبت مع امي لنبدأ رحلة البحث الشاقة. مئات من النساء والرجال يتزاحمون امام النوافذ القلية في وزارة الحربية المخصصة للاستعلام عن المفقودين . وتبقيني امي بعيدا بعض الشئ كي تزاحم هي علي الشباك الوحيد المخصص للنساء.

لم اكن انا الطفل الاوحد المتواجد في هذا المكان. غيري عشرات الاطفال الذين جاءوا مع امهاتهم يسألون عن مصائر اباءهم ليكون الحديث مع بعض هؤلاء الاطفال وسيلة ضرورية لاستهلاك الوقت في انتظار عودة امي التي تزاحم جاهدة للوصول الي الشباك.

هذ الطفل ابوه ايضا ضابط وجاء للسؤال عن ابيه الذي غاب عنهم لاكثر من شهر. وذاك الطفل جاء مع امه ليسأل للا ستدلال عن ابيه رئيس رقباء الذي يغيب من 3 اسبيع .. وهذا .. وهذا .. وهذا .. وهذا.. ولا يقطع احاديثنا الا صراخ سيدة هنا او هناك وقد عرفت ان ابنها او زوجها قد تاكد موته في المعركة او بكاء رجل علم ان ابنه او اخيه قد مات.


عشرات من حالات البكاء تقابلها مئات من تعابير الحزن والحسرة علي وجوه من لم يجد اجابة عن تغيب ابيه او شقيقه او ابنه.
مابين وقت وآخر استرق السمع للاحاديث التي تدور بين المتحاشدين. ومنهم من يتحدث انه يأتي الي هنا من الصباح الي المغرب كل يوم من خمسة ايام ولم يستدل عمن يبحث عنه. ومنهم من يقول حزنا ان الجميع ماتوا علي الجبهة لكن المسئولين لا يريدون اعلان ذلك. ومنهم من يسب الحرب ومن كان السبب فيها. غير ان اغلب الاحاديث كانت عن تنحي عبد الناصر منذ يومين وعن عودته عن التنحي استجابة لمطالب الجماهير.

في ذلك الوقت كنت اعرف عبد الناصر واحبه واعشقه. وكيف لايكون لي كذلك وقد كان لنا الاب الكبير الحنون لكل المصريين في اغنيات المدرسة. وقد كان لنا القائد الطاهر في صفحات الجرائد. وقد كان لنا الزعيم المنزه في محطات الاذاعة. كانت صوره في كل مكان حتي غرفة الضيوف لدينا كانت له صورة ذات برواز كبير في صدر الجدار المقابل للباب اشتراها ابي ووضعها حبا له واذكر انه اخبرني انه يعتز بمن في الصورة لان لولاه ماكان له ولا لغيره من أولاد العوام الالتحاق بالكلية الحربية. صوره كانت في كل المحلات حبا وليس أمرا ولا خوفا حتي صوالين الحلاقة. لم تكن صوره علي الجدران فقط لكنها كانت داخل قلوب المصريين.
كنا نأكل عبد الناصر, كنا نشرب عبد الناصر, كنا نقرأ عبد الناصر. كنا نري عبد الناصر. كنا نتحدث عبد الناصر, وايضا كنا نحلم عبد الناصر. وربما كنا نتنفس عبد الناصر. كان الجميع يحب عبد الناصر بجنون حتي ان صنبور المياه قبل ذلك الوقت كاد ان ينزل منه عبد الناصر بدلا من المياه من حب عبد الناصر.

كان عبد الناصر معنا في كل مكان. علي واجهات المدارس. وعلي عناوين الشوارع. وعلي اسماء الاحياء. وعلي ماركات المصانع. وعلي مجلدات الكتب والدفاتر المدرسية. كان عبد الناصر هو المعلم. وكان هو الطالب. كان العامل والفلاح, كان العقل والقلب والجوارح.

كان المصريون في ذلك الوقت معظمهم يعيشون في حلم كبير واسطوره هائلة اسمها عبد الناصر.


واتابع الاحاديث التي تتبادل بين المتزاحمين في مواجهة وزارة الحربية يسألون عن من غيبتهم عنهم حرب عبد الناصر.
الكل لا يصدق ان عبد الناصر سيمضي. الكل شبه يتفق انه لن تقوم لنا قائمة بدونه. البعض لديه ان التصميم اننا سنستمر لكن مع عبد الناصر.

في هذ الوقت كنت اري واسمع عن عبد الناصر لكنني كنت لا اتكلم.

عادت امي من الزحام لأسألها عن مكان ابي وتجيبني انهم لم يصلهم اخبار بعدعنه وانهم سيتصلون بنا في حال وصول جديد الاخبار.

ونحن نصعد درجات السلم ومعنا اذيال الخيبة في البحث عن ابي كان باب شقة جارتنا زوجة الضابط مفتوح ويصدر من داخلها بكاء ونحيب . كان هناك في الصالة جمع من نسوة العمارة يحيطون بصاحبة الشقة التي كانت تجلس الي الارض والدموع الغزيرة تنهمر من عينها وهي تردد : حانعمل ايه من غيره.

كان يقف الي الناحية الاخري من الصالة ولد الضابط الجار والذي كان يكبرني بسنة وكان يرافقنا دائما في اللعب. كان هو الآخر يبكي. اخذته امي من يده وصعدت بنا الي شقتنا واحضرت لنا ولأخوتي بعض الاطعمة لتتركنا وتهبط ثانية الي شقة الجارة الذي لا ينقطع عنها البكاء والعويل.

واسأل جاري الطفل ماذا بأمه ليجيبني ان ابيه قتل في المعركة.

الصدمة الاولي لي في عبد الناصر وانا لا كاد ان استوعبها. وأسأل نفسي كيف قتل ابا جاري الصغير في غفلة من عبد الناصر, وكيف تركه عبد الناصر ليتمكن منه اليهود ويقتلونه. وحديث ساذج داخل رأسي يراودني. اليهود هم الذين يقتلوننا ولسنا نحن قاتليهم ويتولد داخلي احساس ان ابي هو الآخر ربما لم يستطع عبد الناصر الدفاع عنه وحمايته مثل جارنا.

لم ادرك حقيقة الموت من قبل الا مع جدي لأبي الذي مات منذ 3 سنوات عندما عرفت بموته ان الموت غياب من غير نهاية لذلك فقد يكون غياب ابي بغير نهاية بعدما تخلي عنه عبد الناصر.




.. وللمذكرات بقية ان شاء الله.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-07-2012, 11:32 AM   رقم المشاركة : 27

 

احسنت يا دكتور وفقك الله .
اسلوبك جميل جدا وجاذب وصادق .
استمر فنحن في شوق لما تسطره اناملك الكريمة ، حفظك الله واعطاك الصحة والعافية .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 06-07-2012, 11:42 PM   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
عضو نشط
 
الصورة الرمزية دعبوس
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
دعبوس is on a distinguished road


 

الغالي غمدااااااوي

مذكرات جميلة ورقيقة جعلتنا نعيش في جو حزين وكلنا ترقب بما سيحدث.

اسلوبك قصصي شيق يجعلنا ننتظر في شوق لبقية الاجزاء

والي ان تنتهي من الجزء الثالث اليك بعض المعلومات عن نكسة 67

بالتأكيد ليست لي فلقد كانت ولادتي بعد النكسة بأكثر من 15 سنة




الجيوش المشاركة في الحرب

مصر 150,000 مقاتل
سوريا 75,000 مقاتل
الأردن 55,000 مقاتل
إسرائيل 264,000 مقاتل


الخسائر
مصر: 10,000 - 15,000 قتيل، 4,338 أسير
الأردن: 6000 قتيل و7533 أسير
سوريا: 2500 قتيل و591 لأسير
اسرائيل 776-983 قتيل و15 أسير
مع تدمير 46 طائرة.


مقدمات الحرب

في 1 مايو 1967 صرح ليفي أشكول أنه في حال استمرار العمليات الانتحارية فإن بلاده "سترد بوسائل عنيفة" على مصادر الإرهاب، وكرر مثل ذلك أمام الكنيست في 5 مايو،[4] وفي 10 مايو صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه إن لم يتوقف "النشاط الإرهابي الفلسطيني في الجليل فإن الجيش سيزحف نحو دمشق"،[5][6] وفي 14 مايو ولمناسبة الذكرى التاسعة عشر لميلاد دولة إسرائيل، أجرى الجيش عرضًا عسكريًا في القدس خلافًا للمواثيق الدولية التي تقر أن القدس منطقة منزوعة السلاح.[6] من جهتها كانت مصر وسوريا تخطوان صوب خطوات تصعيدية، ففي مارس تم إعادة إقرار اتفاقية الدفاع المشتركة بين البلدين، وقال الرئيس المصري جمال عبد الناصر أنه في حال كررت إسرائيل عملية طبرية فإنها سترى أن الاتفاق ليس "قصاصة ورق لاغية".[6] وعمومًا فإن توتر العلاقات بين إسرائيل ودول الطوق تعود لأواخر عام 1966 حين حدثت عدة اشتباكات في الجولان والأردن مع الجيش الإسرائيلي، وإلى جانب عملية طبرية فإن عملية السموع التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد بلدة السموع الأردنية تعتبر من أكبر هذه العمليات،[7] كما شهد بداية العام 1967 عدة اشتباكات متقطعة بالمدفعية بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي، مع تسلسل قوات فلسطينية إلى داخل الجليل ووحدات إسرائيلية إلى داخل الجولان،[8] لعل أكبرها ما حدث في 7 أبريل عندما أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز ميغ 21، إثنتان داخل سوريا وأربع أخرى منهم ثلاث طائرات داخل الأردن،[9] وقد قام الملك حسين بتسليم الطيارين الثلاثة علي عنتر ومحي الدين داوود وأحمد القوتلي الذين هبطو بالمظلات داخل الأردن إلى سوريا.[10]
وفي 14 مايو وردًا على العرض الإسرائيلي زار رئيس أركان الجيش المصري محمد فوزي دمشق "للتنسيق بين البلدين"،[11] وفي اليوم التالي أي في 15 مايو أعلنت الحكومة المصرية نقل حشود عسكرية وآليات اتجاه الشرق وانعقاد مجلس حرب كبير في القاهرة في مقر القيادة العامة للجيش المصري،[12] وفي 16 مايو قدم مندوب سوريا في الأمم المتحدة كتابًا إلى مجلس الأمن قال فيه أن إسرائيل تعد هجومًا ضد بلاده، وفي اليوم نفسه أعلنت حال الطوارئ في مصر.[12] التي طلبت في اليوم التالي، أي في 17 مايو، سحب قوات الطوارئ الدولة التابعة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط والمعروفة اختصارًا باسم unef وذلك لكون هذه القوّات تتواجد على الطرف المصري من الحدود، دون الطرف الإسرائيلي.

في 18 مايو زار القاهرة وزير الخارجية السوري إبراهيم ماخوس، ودعا إلى "الجهاد" ضد إسرائيل،[15] وبعدها بيومين أي في 20 مايو، كشفت تقارير صحفية أن إسرائيل قد أعلنت وبشكل سري التعبئة العامة وأنها دعت الوحدات الاحتياطية للالتحاق بالجيش؛ التقارير الصحفية قالت أيضًا أن خمس فرق عسكرية من الجيش الإسرائيلي باتت في صحراء النقب قرب شبه جزيرة سيناء، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا في القاهرة، دفع بجمال عبد الناصر لإعلان التعبئة العامة واستدعاء قوات الاحتياط، في 21مايو تزامنًا مع توجه الأسطول السادس الإمريكي إلى شرق البحر الأبيض المتوسط رغم أن الحكومة اللبنانية ألغت زيارته إلى بيروت تاضمنًا مع الدول العربية.[15] مثل هذه التقارير غالبًا ما كانت صائبة، فعندما أشيع عن حشود عسكرية قرب الحدود الشمالية لإسرائيل بعث أشكول برقية إلى ألكسي كوسيغين رئيس الاتحاد السوفياتي ينفي مثل هذه الأنباء، ويطلب منه القدوم إلى الحدود والتأكد بنفسه.[16] رغم ذلك فقد أبلغ مندوب المخابرات السوفييتي في القاهرة مدير المخابرات العامة المصرية بوجود 11 لواء من الجيش الإسرائيلي على الجبهة السورية، كما كشف محمد حسنين هيكل.[17]
يوم 22 مايو، أعلن عن تصعيد جديد، بإغلاق مصر لمضيق تيران قبالة خليج العقبة أمام السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي والسفن التي تحمل معدات حربية لإسرائيل،[18] ورغم أن أغلب صادرات إسرائيل ووارداتها تتم عبر موانئ تل أبيب ويافا وحيفا إلا أن الحكومة الإسرائيلية اعتبرت القرار المصري "فرض حصار بحري" وأنها تعتبره أيضًا "عملاً حربيًا وعدائيًا يجب الرد عليه".[18][19] في 29 مايو انعقد مجلس الأمن بناءً على طلب مصر، وقال مندوبها في الأمم المتحدة أن بلاده لن تكون البادئة بأي عمل عسكري ضد إسرائيل، وأنها تدعو المجتمع الدولي للعمل على إعادة ترسيخ شروط هدنة 1949 بين بلدان الطوق وإسرائيل. رغم ذلك فكان الاستعداد للحرب مستمرًا: ففي 31 مايو زار الملك الحسين بن طلال القاهرة وطوى خلافاته مع جمال عبد الناصر ووقع على اتفاقية الدفاع المشترك التي باتت تضم ثلاث أطراف مصر وسوريا والأردن، وفي اليوم نفسه دخلت مفارز من الجيش العراقي إلى الأراضي السورية، أما في الداخل الإسرائيلي فقد بدأت الحكومة توزيع كمامات غاز لمواطنيها بالتعاون من حكومة ألمانيا الغربية "رغم أنه لا توجد أي دولة عربية تملك أسلحة نووية أو جرثومية حينها وهو ما يدخل ضمن حشد الدعم الإعلامي لإسرائيل في الخارج"،[18] وفي 1 يونيو عدل أشكول حكومته بحيث انتقلت حقيبة الدفاع إلى موشي دايان في حين أصبح مناحيم بيغن وزيرًا للدولة ومعه جوزيف سافير، وثلاثتهم من أحزاب اليمين المحافظ ممثلو "خط التطرف" في التعامل مع العرب كما يقول جون ديزيد، داخل البلاد.[20]


أما الولايات المتحدة فقد كانت علاقاتها مع مصر في تحسن، إذ زار القاهرة الموفد الخاص للرئيس الإمريكي وتقررت زيارة لنائب رئيس مصر ومعه مستشار الرئيس للشؤون الخارجية للقاء جونسون في البيت الأبيض يوم 6 يونيو، كما كان من المقرر إجراء احتفال رسمي لقبول أوراق سفير الولايات المتحدة الجديد في مصر ريتشارد نولتي، كما سمحت الحكومة المصرية لحاملة الطائرات الإمريكية إنتر بريد المرور في قناة السويس كإشارة إلى حسن النوايا، والذي كان من المفترض أن يؤدي إلى إبعاد العمل العسكري، الذي نصح الملك حسين بتحاشيه،[21] غير أن المعارك قد اندلعت فجر 5 يونيو،[22] وتبادل كل من مصر وإسرائيل الاتهامات حول البادئ بالهجوم، واستدعت معها انعقاد واحدة من أطول جلسات مجلس الأمن إذ دامت جلسته 12 ساعة.[20]

 

 
























التوقيع

دعبوس بن دغيبيس الدغبوسي



من بلاد آكلي الدغابيس

   

رد مع اقتباس
قديم 06-07-2012, 11:47 PM   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
عضو نشط
 
الصورة الرمزية دعبوس
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
دعبوس is on a distinguished road


 


العمليات العسكرية

الضربة الجوية



كان تحرك إسرائيل الأول والأكثر أهمية والذي أربك الجيش المصري، الذي كان أكبر الجيوش العربية المشاركة في القتال وأفضلها تسليحًا، هو الهجوم على مطارات ومهابط الطائرات المصرية، بحيث عطلت القدرة على استعمال 420 طائرة مقاتلة يتألف منها الأسطول الجوي المصري؛[23] وقد ذهب بعض الصحفيين والمحللين من أمثال محمد حسنين هيكل للقول أن تعطيل سلاح الجو المصري هو السبب الأبرز لخسارة الحرب. النوع الأبرز للطائرات المصرية كان توبوليف تو-16 وهي سوفيتية الصنع كسائر قطع الأسطول الجوي المصري، وبإمكان الطائرة إطلاق مقذوفاتها من علو متوسط.[24]
في 5 يونيو الساعة 7:45 بالتوقيت المحلي، دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، وأطلق سلاح الجو الإسرائيلي العملية العسكرية الجوية ضد المطارات المصرية،[25][26] بمعدل 12 طائرة لكل مركز جوي في مصر. كانت البنية التحتية المصرية الدفاعية سيئة للغاية، وعلى الرغم من وجود بعض المطارات المزودة بملاجئ خاصة للطائرات، قادرة على حماية الأسطول الجوي المصري من التدمير، إلا أن الملاجئ لم تستعمل، وربما "المباغتة" التي قام بها الجيش الإسرائيلي هي السبب، فالطائرات الإسرائيلية حلقت على علو منخفض لتفادي الرادار فوق البحر الأبيض المتوسط قبل أن تتجه نحو الأراضي المصرية من فوق البحر الأحمر،[27] وبكل الأحوال كان من الممكن استعمال صواريخ أرض جو المصريّة لإسقاط أكبر عدد من الطائرات الإسرائيلية تقليص الخسائر، إلا أن البيروقراطية الإدارية حالت دون استعمال هذا السلاح الذي وصفه هيكل بالفعّال، وسوى ذلك فإن القائد العام للجيش المصري المشير عبد الحكيم عامر كان حينها على متن طائرة متجه إلى سيناء ولم يعرف بالضربة الجوية الإسرائيلية إلا حين لم تجد طائرته مكانًا للهبوط في سيناء، بسبب تدمير جميع مدرجات المطارات، وهو ما دفعه للعودة إلى مطار القاهرة الدولي، دون أن يتمكن من تحقيق غايته.[27] يذكر أيضًا أن الرادار التابع للأردن في عجلون استطاع الكشف عن اقتراب سرب من الطائرات الإسرائيلية للأراضي المصرية، وذكر كلمة السر للقيادة المصرية، غير أن مشاكل الاتصالات منعت من وصول التحذير إلى المطارات المستهدفة مسبقًا.
استراتيجية الجيش الإسرائيلي، كانت تعتمد بشكل أساسي على تفوق سلاح الجو، ولذلك أخذت الطائرات تقصف وتمشط المطارات العسكرية المصرية، واستعملت نوعًا جديدًا من القنابل منتج من قبل إسرائيل وبالتعاون مع فرنسا، عرف باسم "القنبلة الخارقة للاسمنت" بحيث تنتزع بنية مدرجات الإقلاع، بهدف منع الطائرات في الملاجئ من القدرة على الإقلاع في وقت لاحق، وحده مطار العريش لم يستهدف، إذ إن الخطة الإسرائيلية كانت تقضي بتحويله إلى مطار عسكري للجيش الإسرائيلي بعد السيطرة على المدينة، لتسهيل الاتصالات الجوية بين داخل البلاد وسيناء. كانت العملية ناجحة أكثر مما توقع الإسرائيليون حتى، وبينما تم تدمير سلاح الجو المصري بأكمله على أرض الواقع، فإن الخسائر الإسرائيلية لبثت قليلة: تم تدمير ما مجموعة 388 طائرة مصرية وقتل 100 طيار،[28] أما الجيش الإسرائيلي فقد خسر 19 طائرة من بينها 13 أسقطت بواسطة المدفعية المضادة للطائرات والباقي في مواجهات جوية.[29]

بعد ظهر ذلك اليوم، تم تنفيذ غارات جوية ضد إسرائيل من قبل الأردن وسوريا والعراق، ردت عليها إسرائيل بالمثل، وفي ختام اليوم الأول، كان الأردن قد خسر أكثر من ست طائرات نقل مدني طائرتين عسكريتين ونحو 20 جنديًا في هجوم شبيه على المطارات الأردنية، أما في سوريا فإن حصيلة الغارات الإسرائيلية كانت خسارة 32 طائرة ميج 21 و23 طائرة ميج 15، و15 طائرة ميج 17 وهو ما قدر بكونه ثلثي القدرة الدفاعية السورية.[30] كذلك فقد دمرت عشر طائرات جوية عراقية في مطار عسكري غرب العراق، وكانت الخسارة 12 طائرة ميج 21 و17 طائرة هنتر وثلاثة طائرات قتالية، كما قتل جندي عراقي. قتل أيضًا 12 مواطن في لبنان، وذلك عقب سقوط طائرة إسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية. وكمحصلة اليوم الأول، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن إسرائيل دمرت 416 طائرة عربية، في حين خسر الإسرائيليون 26 طائرة فقط خلال اليومين الأولين من الحرب: ستة من أصل 72 طائرة ميراج-3 وأربعة من أصل 24 من طائرات سوبر مايستر وثمانية من أصل 60 طائرة مايستر وأربعة من أصل 40 طائة أورغان، وخمسة من أصل 50 طائرة مقاتلة، كما قتل 12 طيارًا وجرح خمسة وأسر أربعة؛ وقد قيل أن الصحافة الغربية قد بالغت من تصوير الخسائر التي مني بها العرب، غير أن الوقائع أثبتت أن مصر وسوريا والأردن وغيرها من القوات الجوية العربية، لم تقوم بأي عملية جوية فيما تبقى من أيام الحرب، كما نشرت الإذاعة المصرية خبرًا كاذبًا أنه قد تم إسقاط 70 طائرة إسرائيلية في اليوم الأول من القتال.[31]


اجتياح غزة وسيناء

تألفت القوات المصرية المتواجدة في سيناء من 100,000 جندي في سبعة فرق عسكرية (أربعة مدرعة واثنين مشاة وواحدة ميكانيكية) وامتلكت هذه القوات 900-950 دبابة و1,100 ناقلة جنود مدرعة و1,000 قطعة مدفعية،[32] ويعتمد التنظيم العسكري المصري على العقيدة العسكرية السوفيتية التي تقوم بوضع الدبابات في العمق الدفاعي لتوفير الدفاع المتحرك في حين تضطلع وحدات المشاة بالمهام القتالية في المعارك الثابتة.
أما القوات الإسرائيلية المتحشدة قرب الحدود المصرية فقد تألفت من ستة ألوية مدرعة ولواء مشاة واحد ولواء ميكانيكي واحد وثلاثة ألوية مظليين بمجموع 70,000 مقاتل ونحو 700 دبابة، موزعة على ثلاثة فرق مدرعة. اعتمدت الخطة الهجومية الإسرائيلية على مباغتة الجيش المصري بهجوم جوي بري متزامن. وقد كانت القيادة العسكرية المصرية تتوقع أن يقوم الجيش الإسرائيلي بذات الهجوم الذي شنه في حرب عام 1956 أي من الطريق الشمالي والمتوسط، غير أن القوات الإسرائيلية دخلت من الطريق الجنوبي، ما سبب حالة من الإرباك. بداية، تقدم الجيش الإسرائيلي نحو غزة وقاوم الجيش المصري بشراسة ذلك التقدم مدعومًا من الفرقة الفلسطينية رقم 20، بقيادة حاكم غزة العسكري المصري؛ غير أن الجيش الإسرائيلي استطاع السيطرة شيءًا فشيئًا على القطاع بينما أخذت القوات العربية بالتراجع، بعد يومين كان قطاع غزة بكامله تحت سيطرة الإسرائيلين، وبعد أن تكبد كلا الطرفان خسائر كبيرة، إذ فقد المصريون 2000 مقاتل. ومن غزة انطلق الجيش الإسرائيلي نحو العريش، التي سقطت في اليوم ذاته بعد معركة شرسة على مشارف المدينة، وأما القوات المصرية التي كانت تدافع عنها فأغلبها قتلت أو وقعت في الأسر أو فرّت.[33]

من جهة ثانية وفي الوقت نفسه، كان اللواء أبراهام يوفي ومعه اللواء أرئيل شارون قد دخلا سيناء من الناحية الجنوبية، ووقعت معركة أبو عجيلة في قرب القرية المعروفة بهذا الاسم؛ كانت القوات المصرية المرابطة هناك فرقة واحدة من المشاة وكتيبة من الدبابات تعود لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومؤلفة بشكل عام من 16,000 رجل، في حين كانت القوات الإسرائيلية حوالي 14,000 رجل وحوالي 150 دبابة.[34] دخل لواء شارون إلى سيناء فقسمه وفق الخطة الموضوعة سلفًا بإرسال اثنين من ألويته نحو الشمال مساعدين في احتلال العريش ومن ثم سيطروا على مدينة أم كاتف، في حين قامت سائر قواته بتطويق أبو عجيلة، ودعمته قوات إنزال مظلي خلف مواقع المدفعية المصرية، ما ساهم في زرع البلبلة بين فرق المدفعية وسلاح المهندسين. ثم هاجم مواقع البدو في سيناء، واستمرت المعارك ثلاثة أيام، إذ أبدى المصريون مقاومة شرسة مدعومين من حقول الألغام والكثبان الرملية، غير أنه في النهاية سقطت أبو عجيلة، وكانت كلفة المعاركة 4000 من الجنود المصريين وحوالي 40 دبابة، بينما خسر الإسرائيليون 33 جندي و19 دبابة.[35]
بعد معركة أبو عجيلة، كانت القوات الإسرائيلية قد سيطرت على العريش وأم كاتف والجبل البني وعدد من المدن والقرى المحصنة، ولم ينفع سلاح الدبابات المصريّة بسبب حوزة الجيش الإسرائيلي على أسلحة مضادة للدبابات، حتى في المواقع التي كان يبدي فيها المصريون تقدمًا ويقتربون من تحقيق الانتصار على القوات البرية الإسرائيلية كان سلاح الجو الإسرائيلي يتدخل حاسمًا المعركة لصالح القوات البرية الإسرائيلية، ودون أن يلقى مقاومة جوية، بسبب انفراط عقد سلاح الجو المصري في اليوم الأول من الحرب، ومجمل ما تمكن سلاح الجو المصري هو تنفيذ 150 طلعة خلال أربعة أيام من الحرب فوق سيناء.
رغم سقوط قلب سيناء، إلا أن القيادة المصريّة أوفدت مزيدًا من الجنود نحو غرب البلاد، لمنع سيطرة الإسرائيليين على قناة السويس، رغم ذلك فقد عبر عبد الحكيم عامر عن هزيمة بلاده منذ أن علم بسقوط أبو عجيلة. بين 6 و7 يونيو، عبر شارون القسم الجنوبي من سيناء، مصحوبًا بدعم جوي، فسيطر على سيناء الجنوبية وتوقف عند قناة السويس بعد أن سيطر على شرم الشيخ؛ تزامنًا مع ذلك حاولت البحرية الإسرائيلية إنزال غواصين قبالة ميناء الإسكندرية غير أن أغلبهم قد قتل من قبل الجنود المصريين. يجب الأخذ بعين الاعتبار، أن آلافًا من الجنود المصريين إنما قتلوا خلال انسحابهم من وسط سيناء نحو القناة، إذ اضطروا لقطع 200 كم سيرًا على الأقدام في بيئة صحراوية جافة، وهو ما أدى إلى قبول مجموعات من الجنود تسليم أنفسها كأسرى للجيش الإسرائيلي، في حين أنه من القوات التي كانت مرابطة في سيناء، نجت مجموعة قليلة جدًا من الجنود. يوم 8 يونيو يمكن اعتبارها نهاية الحرب في سيناء، مع وصول الجيش الإسرائيلي إلى رأس سودار على الساحل الغربي من شبه الجزيرة، والتي سيطرت عليه زوارق من البحرية الإسرائيلية مدعمة من قوات مظليين.[35]

احتلال الضفة الغربية

كان الأردن مترددًا في الدخول بالحرب، في حين اتفق جمال عبد الناصر والملك حسين على دخول الحرب، من أجل تخفيف الضغط عن الجبهة المصرية.[36] بشكل عام، فإن القوات الأردنية صغيرة الحجم ومؤلفة من 11 لواء موزعة على 55,000 جندي ومجهزة بنحو 300 دبابة حديثة غربية الطراز. تم نشر تسعة ألوية أي 45,000 جندي مع 270 دبابة و200 قطعة مدفعية على كامل الضفة الغربية، بما فيها قوات النخبة، أما الاثنتان الباقيتان فقد انتشرا في وادي الأردن. كان الجيش الأردني معروفًا آنذاك باسم "الجيش العربي"، ويشتهر عن مقاتليه المهنية والتجهيز الجيد والتدريب الجيد؛[37] وفي المقابل فإن القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية كانت مؤلفة من 40,000 جندي و200 دبابة أي ثمانية ألوية، اثنان منهما متمركزان بشكل دائم قرب القدس مع وجود عدد من الكتائب الميكانيكية. استدعي أيضًا لواء المظليين من سيناء نحو رام الله، واستولى هذا اللواء على اللطرون خلال هذه العملية. كان يوجد أيضًا ثلاثة ألوية بقيادة الجنرال بيليد عاد شمال الضفة العربية، متمركزة في وادي يزرعيل.[38]
حسب الخطة الإسرائيلية، كان من المفترض أن تبقى إسرائيل في موقف دفاعي على طول الجبهة لتركيز الضغط على مصر. غير أنه، وردًا على الضرية الجويّة للجيش الإسرائيلي على سيناء، بدأ الجيش الأردني في صباح 5 يونيو، مدعومًا من المدفعية العراقية، قصف مواقع في القدس الغربية ونتانيا وكفار سابا على مشارف تل أبيب، وبحسب الرواية الإسرائيلية فإن القصف الأردني والعراقي طال أهدافًا مدنية، غير أن حصيلة هذه الغارات لم تكن سوى قتيل إسرائيلي واحد وسبعة جرحى.[39] مساء ذلك اليوم، عقد مجلس الوزراء جلسة وقرر بناءً على اقتراح مناحيم بيغن وإيغال آلون إعلان الحرب على الأردن واحتلال الضفة الغربية، لمناسبة كون هذه "فرصة مؤاتية" للسيطرة على القدس الشرقية، ولكن ليفي أشكول قرر تأجيل اتخاذ أي قرار حتى يستشير موشيه دايان واسحق رابين.[40]

دخل الجيش الأردني إلى القدس وهي منطقة منزوعة السلاح بموجب شروط الهدنة لعام 1949، وقصف منها جوار تل أبيب، وفي جلسة مجلس الأمن الدولي ليوم 5 يونيو قال الأمين العام يو ثانت أنه من واجب الأردن الانسحاب من القدس فورًا، كما قال أن مقر الأمم المتحدة في المدينة تعرض لقصف بقذائف الهاون وأن الجيش الأردني احتلّ المبنى، لاحقًا تبيّن أن ثلاث جنود أردنيين فقط هم من دخلوا المبنى لتقديم الاحتجاج على هيئة مراقبة الهدنة بسبب الحشود العسكرية الإسرائيلية قرب القدس، وأنهم غادروا المبنى بعد عشر دقائق تقريبًا.[41]
في 6 يونيو، سارعت وحدات من الجيش الإسرائيلي لدخول الضفة، وهاجم الطيران الإسرائيلي مطارات الأردن ومراكز التزود بالوقود، وعلى الأرض دارات معارك شرسة بين الطرفين قبالة القدس، التي سيطر الجيش الإسرائيلي على تلة استراتيجية شمالها، في حين لم يتوقف قصف المدفعية الأردنية للمواقع العسكرية في المدينة؛ بحلول المساء كان لواء القدس قد حاصر جنوب المدينة الشرقية انتشر في المدينة الغربية، في حين كان لواء هرئيل ولواء المظليين قد انتشر شمالها، ما يعني تطويق المدينة،[42] ودارت معركة "تل الذخيرة" التي قتل فيها 71 جندي أردني و37 جندي إسرائيلي، ولم يأمر موشي دايان قواته دخول المدينة "خوفًا على الأماكن المقدسة"، غير ان القتال تجدد في 7 يونيو، حيث هاجم لواء المشاة اللطرون واستولى عليها عند الفجر، ومنها تقدم نحو بيت حورون وثم إلى رام الله محاصرًا إياها؛ كما وصل لواء جديد سيطر على المناطق الجبلية شمال غرب القدس، وربط حرم الجامعة العبرية في أطراف القدس مع المدينة نفسها، وبختام اليوم كان الجيش الإسرائيلي قد احتل رام الله، وأوقف تقدم قوات أردنية قادمة من أريحا لتعزيز الموقف على القدس.[41]
عندما علم دايان أن مجلس الأمن الدولي قد توصل لشبه اتفاق حول فرض وقف إطلاق النار، أمر قواته بدخول القدس الشرقية ودون موافقة من مجلس الوزراء، دخلت وحدات من الجيش البلدة القديمة عبر بوابة الأسد واستولت على جبل الزيتون والمسجد الأقصى وحائط المبكى، كانت المعارك للسيطرة على المدينة ضارية وغالبًا ما تنقلت شارعًا تلو الآخر، وتزامنًا سيطر الجيش الإسرائيلي على الخليل دون مقاومة، وشرع لواء هرئيل بالزحف شرقًا نحو نهر الأردن، وفي الوقت نفسه هاجمت قوات إسرائيلية بيت لحم مدعومة بالدبابات، وتم الاستيلاء على المدينة بعد معركة قصيرة سقط بموجبها 40 قتيلاً أردنيًا ثم اضطروا للانسحاب لحماية الأماكن المقدسة. أما نابلس فقد دارت على أطرافها معركة شرسة، وكان عدد القتلى من الإسرائيليين يضاهي تقريبًا عدد القتلى من الأردنيين، ولولا تفوق سلاح الجو الإسرائيلي لكان من الممكن تحقيق نصر للجيش الأردني فيها. وفي اليوم نفسه، وصل الجيش الإسرائيلي إلى نهر الأردن وأغلق الجسور العشرة الرابطة بين الضفة الغربية والبلاد، وبعد انسحاب قوات الجيش العراقي، تمت السيطرة على أريحا.[43]



[color="rgb(139, 0, 0)"]سقوط الجولان[/color]

خلال الأيام الأولى من الحرب، اعتمدت القيادة السورية نهج الحذر تجاه الجيش الإسرائيلي، ولم تشارك سوى بقصف وغارات جوية متقطعة على شمال إسرائيل. قبيل أيام من بدأ الحرب، كانت التقارير تشير إلى أن الجيش المصري سيحقق نصرًا ساحقًا وأنه خلال أيام سيصل إلى تل أبيب مستعيدًا إياها، وعندما تمت الضربة الجوية ودمر سلاح الجو المصري بالكامل، انتهجت القيادة السوريّة نهج الحذر،[44][45] غير أن ذلك لم يعفها من حصتها في الضربة الجويّة، فمساء 5 يونيو دمرت الضربات الإسرائيلية ثلثي سلاح الجو السوري، وأجبرت الثلث المتبقي على التراجع نحو قواعد بعيدة عن ساحة المعركة، ولم يلعب دورًا آخر في أيام الحرب التي تلت. حاولت الحكومة السورية إجراء تعديلات على خططها الدفاعية في الجولان، ومنها حشد مزيد من الجنود في منطقة تل دان، حيث توجد منابع مياه نهر الأردن التي كانت موضع اشتباكات عنيفة خلال العامين المنصرمين قبل الحرب، لكن عملية الحشد هذه بالمجمل فشلت، بل وبنتيجة الضربات الجوية، عطبت عدة دبابات سوريّة وغرق قسم منها في نهر الأردن، ومن المشاكل الأخرى للدبابات، بطئ حركتها بسبب مد الجسور فوق الأنهر القصيرة المنتشرة حول بحيرة طبرية،إلى جانب افتقار الاتصالات اللاسلكية الحديثة والسريعة بين وحدات المدرعات ووحدات المشاة، فضلاً عن تجاهل بض الوحدات لأوامر صادرة عن دمشق؛ تقرير وزارة الدفاع السورية بعد الحرب قال: "إن قواتنا المسلحة لم تقم بالهجوم، إما لأتها لم تصل أو لأنها لم تكن مستعدة كليًا، فضلاً عن استحالة وجود طرق مخفية لنقل الجند والدبابات، تقيها الضربات الجوية، وهو ما أثر على معنويات الجنود".[46] لاحقًا، عدل الجيش السوري من خططه، وحشد قواته في منطقة وادي الحولة، وذلك بهدف صد هجوم بري ضخم محتمل من قبل الجيش الإسرائيلي.


كان الهجوم البري على سوريا مقررًا في 8 يونيو، غير أن قيادة الجيش الإسرائيلي أجلت الهجوم، واستمرت في دراسة ما إذا كان نافعًا الدخول بعمل بري في الجولان لمدة 24 ساعة. أخيرًا مالت الآراء إلى الشروع بهجوم بري على سوريا، وقد بدأ الهجوم تمام الثالثة فجر 9 يونيو، رغم أن سوريا قد أعلنت موافقتها على وقف إطلاق النار. وفي تمام السابعة من صباح ذلك اليوم، أعلن دايان وزير الدفاع الإسرائيلي أنه قد أعطى الأمر بشن عملية حربية ضد سوريا، وذلك لكون سوريا قد شنت غارات على الجليل من جهة، ولدعم الحكومة السوريّة المنظمات الفلسطينية من جهة ثانية.[11] كانت التوقعات الإسرائيلية أن الهجوم سيكون مكلفًا من الناحية البشرية والمادية لإسرائيل، خصوصًا أن اجتياز منطقة جبلية في قتال بري ستكون معركة شاقة، خصوصًا أن هضبة الجولان يصل ارتفاعها في بعض المواقع إلى 500 متر (1700 قدم) عن الأراضي الإسرائيلية في الجليل وبحيرة طبرية، أما انحدارها من ناحية الداخل السوري فهو أكثر لطفًا. قاد العملية ديفيد أليعازر قائد مفارز الجيش الإسرائيلي في الجبهة الشمالية، ومع بدأ العملية وعدم تدخل الاتحاد السوفياتي، إذ كانت تنتشر مخاوف من تدخل حربي سوفيتي محتمل، أعطي الأمر باستمرار العملية.[11]

كانت قطعات الجيش السوري في الهضبة مؤلفة من تسعة ألوية مجموع رجالها 75,000 مقاتل، بدعم كمية كافية من المدفعية والمدرعات، أما القوات الإسرائيلية تألفت من لواءين مقاتلين ولوائين مشاة، طوق الجيش الإسرائيلي الهضبة من شرقها ومن غربها في حين ظلت الهضبة نفسها وشمالها نحو الداخل السوري خاضعًا لسيطرة الجيش السوري، وكانت معلومات الموساد الإسرائيلي التي قدمها بشكل أساسي الجاسوس إيلي كوهين (كشف عن كونه جاسوسًا وأعدم عام 1965) هامة جدًا للجيش، بحيث تفادى مناطق الألغام والمناطق الدفاعية المحصنة بشكل جيد في الهضبة. حتى سلاح الجو الإسرائيلي، كان ذو فعالية محدودة في الجولان بسبب قوة التحصينات الثابتة، ومع ذلك فإن القوات السورية كانت غير قادرة على الدفاع بشكل فعال لرد الجيش المهاجم بشكل كامل،[47] سوى ذلك فإن وضع الجنود ومعاملتهم من قبل ضباطهم كانت سيئة، رغم ذلك فقد صمدت الهضبة خلال معارك شرسة طوال 9 يونيو، ولم تتمكن من إحداث اختراق وكسر التحصينات السورية سوى في سماء ذلك اليوم، وقد فقدت إسرائيل بكمين مسلح في الجولان 24 دبابة من أصل 26 دبابة في الموكب و50 دبابة هي مجمل القوة الإسرائيلية المهاجمة، وبلغ عدد القتلى 13 جنديًا و33 جريحًا.

في 10 يونيو أطبق الإسرائيليون على الهضبة، وانسحبت القوات السورية من الهضبة قبل تمام الانتشار تاركة أسلحتها في بعض المواقع، ثم سقطت القنيطرة عاصمة الجولان، ووصلت وحدات جديدة لإسرائيل، وتوقفت عند خط من التلال البركانية التي تعتبر موقعًا استراتيجيًا، ومن ثم قبلت بوقف إطلاق النار، واتخذ من خط التلال البركانية خطًا لوقف إطلاق النار وسمي "الخط البنفسجي".[48] وقد ذكرت مجلة التايم، أن إذاعة دمشق قد بثت خبر سقوط القنيطرة قبل ثلاث ساعات من حصوله.[49]

 

 
























التوقيع

دعبوس بن دغيبيس الدغبوسي



من بلاد آكلي الدغابيس

   

رد مع اقتباس
قديم 06-07-2012, 11:56 PM   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
عضو نشط
 
الصورة الرمزية دعبوس
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
دعبوس is on a distinguished road


 

خسائر الحرب


خسائر إسرائيل في الحرب قدرت بين 776 و983 جندي إلى جانب جرح 4517 جندي وأسر 15 جندي إسرائيلي.[50] القتلى والجرحى والأسرى في جانب الدول العربية أكبر بكثير، إذ إن نحو 9800 إلى 15,000 جندي مصري قد قتلوا أو فقدوا،[51][52] كما أسر 4338 جندي مصري.[53] أما الخسائر الأردنية فهي نحو 6000 جندي قتلوا أو في عداد المفقودين كما أسر 533 جندي، ونحو 2500 جريح؛[54][55] أما في سوريا فقد سقط نحو 1000 جندي و367 أسير.[56]
خلال الضربة الجويّة المصرية وطبق البيانات الإسرائيلية تم تدمير 209 طائرة من أصل 340 طائرة مصرية، وحول مجمل خسائر مصر العسكرية، نقل أمين هويدي عن كتاب الفريق أول محمد فوزي أن الخسائر كانت بنسبة 85% في سلاح القوات البرية، وكانت خسائر القوات الجوية من القاذفات الثقيلة أو الخفيفة 100%، و87% من المقاتلات القاذفة والمقاتلات، كما اتضح بعد المعركة أن عدد الدبابات مائتا دبابة تقريبًا دمر منها 12 دبابة وتركت 188 دبابة للعدو.[57] كما دمرت 32 طائرة سوريّة وسجلت نسبة استنزاف كبيرة في المعدات، أما في الأردن فقد بلغ عدد الطائرات المدمرة 22 طائرة، كما فقد العراق جزءًا من سلاحه الجوي بعد أن هاجمت إسرائيل قاعدة جوية في الأنبار، وحسب بعض التحليلات فإن نسب الاستنزاف في المعدات العربيّة وصلت إلى 70 - 80% من مجمل طاقتها.[58]
[color="rgb(139, 0, 0)"]ردود الفعل
[عدل]في الدول العربية
[/color]
يقول بسام أبو شريف أنه قد ساد العالم العربي في أعقاب "نكسته" جو من الكآبة والإحباط، وبينما راحت إسرائيل تتباهى بمنجزاتها "طأطأ العرب رؤسهم خجلاً وحنقًا"،[59] في مصر أعلن جمال عبد الناصر عن تنحيه عن رئاسة مصر "متحملاً المسؤولية الكاملة عن الهزيمة"،[60] إلا أنه عاد عن الاستقالة بعد مظاهرات حاشدة في القاهرة ومدن أخرى، رافضة لتنحيه عن السلطة. رغم ذلك فآثار الهزيمة لم تتلاش بهذه البساطة، إذ تعرض الجيش المصري لحملة انتقادات شعبية لاذعة وسخرية ما اضطر عبد الناصر نفسه للطلب من الشعب التوقف عن حملته مذكرًا أن الجيش يبقى "أمل الأمة".[61] وفي 1 سبتمبر انتحر المشير عبد الحكيم عامر القائد العام للجيش المصري، بعد أن ابتلع كمية كبيرة من الآكونيتين،[62][63] تلاه استقالة أحمد الشقيري زعيم منظمة التحرير الفلسطينية وصاحب نظرية "رمي إسرائيل في البحر" كما استقال من منصبه كممثل لفلسطين في الجامعة العربية.[64]
وفي 8 أكتوبر استقالة الحكومة الأردنية وتألفت حكومة جديدة كان نصف أعضائها من الضفة الغربية إشارة من الملك حسين بن طلال على ما يوليه من أهمية كبيرة للقضية،[65] ثم تمت الدعوة لعقد قمة عربية في العاصمة السودانية الخرطوم كان هدفها "إيجاد إطار وفاق وعمل موحد يمكن أن يكون مقبولاً لدى جميع البلدان العربية"،[66] وقد عرفت هذه القمة باسم "قمة اللاءات الثلاثة" وقد خلصت القمة إلى قرارين بارزين حول عدم تزويد الدول العربية بالنفط للدول الداعمة لإسرائيل،[67] وإنشاء صندوق تموله الدول العربية الغنية وعلى رأسها السعودية وليبيا لمساعدة الدول العربية التي تأثر اقتصادها وبنيتها التحتية بنتيجة الحرب.
أما على صعيد المنظمات الفلسطينية فقد أعلنت أغلب التنظيمات ومنها "شباب الثأر" و"أبطال العودة" و"جبهة التحرير الفلسطينية" توحيد جهودها ضمن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" وذلك في مؤتمر عقد في دمشق أواخر يوليو 1967، كما أن حركة فتح التي تأسست عام 1965 كشفت عن هويتها بعما التزمت السرية في المرحلة السابقة،[68] وقررت حركة القوميين العرب بدورها انتهاج "الكفاح المسلح"،[69] والذي انطلق عمليًا من مختلف الفصائل في أعقاب الحرب، وشمل عميات انتحارية استهدفت مواقع إسرائيلية ويهودية حول العالم، ويقول بسام أبو شريف أن الفلسطينيين أمسكوا للمرة الأولى زمام قضيتهم منذ 1948 بعد أن كانت خاضعة لوصاية جامعة الدول العربية.[70]
[color="rgb(139, 0, 0)"]في إسرائيل[/color]

عملت الحرب على تحقيق حالة من "الفرح والسمو" داخل إسرائيل لم تحصل منذ إعلان قيامها عام 1948، وللمرة الأولى توحدت جميع أطياف المجتمع اليهودي من اليهود الأرثوذكس وحتى الشيوعيين،[71] في فرنسا نظمت الجالية اليهودية حملة تبرع بالدم للجيش و10% من مدخول كل أسرة لصالح إسرائيل،[72] كذلك فقد سعت الجمعيات الصهيونية لتنشيط الهجرة وسجل نصف مليون راغب الانتقال إلى إسرائيل في الولايات المتحدة وحدها،[72] وتنامت أيضًا المساعدات الإمريكية والألمانية التي وصلت إلى 3,6 مليار دولار سنويًا، وهو ما تواجهه حالة من الحنق في الدول العربية، إذ لم تكن إسرائيل قادرة على شن الحرب لولا الدعم الغربي المكثف كما رأى الصحفي الفرنسي آلن غريش.[72] كما أعلنت حكومة ليفي أشكول عن رغبتها برفع عدد سكان الدولة إلى 5 ملايين بدلاً من حوالي 3 مليون،[73] وعلى الجهة المقابلة، فقد قطع كل من الاتحاد السوفياتي وبولندا وتشيكوسلوفاكيا وهنغاريا وبلغاريا ويوغوسلافيا علاقاتها مع إسرائيل،[74] وهو ما وصفته الحكومة الإسرائيلية بأنه "واقع محزن، ويؤكد أن اللاسامية باقية ضد اليهود". وعمومًا فإن إسرائيل قبل وخلال وبعد الحرب، استمرّت بالتركيز المحارق اليهودية بهدف استثارة العواطف الدولية، وما فتأت تشبه جمال عبد الناصر بالزعيم النازي هتلر والنظامين المصري والسوري "بالنازية العربية وأنصار الغيتو".[75]

المناوشات القتالية

استمر القصف الإسرائيلي والعمليات الحربية في الجولان يومي 9 و10 يونيو، ولم يتوقف رغم نداءات الأمم المتحدة والمسؤولين الدوليين،[76] وفي 28 يونيو أطلقت النار من قبل البحرية الإسرائيلية على سفينة مصرية في قناة السويس وقتل أحد أفرادها،[77] وفي 1 يوليو انتشرت كتائب من الجيش الإسرائيلي شمال القنال في محاولة لاحتلال مدينة بور سعيد غيرأنها فشلت في ذلك، رغم أن المدينة قد تعرضت لقصف شديد، وقد أعادت إسرائيل الكرة في 8 يوليو إلا أنها فشلت في تحقيق غايتها.[77] وفي 9 يوليو قرر مجلس الأمن إرسال مراقبين دوليين لفرض احترام وقف إطلاق النار في قناة السويس، وفي 12 يوليو تكررت المناوشات،[77] كما قُصفت الإسماعيلية في اليوم نفسه وكذلك السويس واصيبت أحياء سكنية بهما بشكل مباشر، وفي 21 أكتوبر وصلت البارجة الإسرائيلية "إيلات" وهي ثاني بوارج الأسطول الإسرائيلي إلى شمال بور سعيد ضمن مياه مصر الإقليمية، فردت البحرية المصرية بقصف البارجة ما أدى إلى إغراقها. وكرد على ذلك قصفت إسرائيل مخازن النفط في السويس يوم 24 أكتوبر ودمرت 60% منها.
وحتى بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 242، استمرت المناوشات وإن خفت حدتها وتواترها، على سبيل المثال قصفت إسرائيل في 31 ديسمبر مخيمًا للاجئين على الضفة اليمنى لنهر الأردن، وتكرر الأمر في 15 فبراير و21 و28 مارس 1968.[78]

[color="rgb(139, 0, 0)"]ضم القدس والعمل لتوسعة الحدود[/color]

بعد أيام قليلة من احتلال إسرائيل للقدس، صرح آبا إيبان وزير خارجيتها في 14 يونيو بأنه "لا يمكن لأحد أن يتصور أن توحيد القدس الذي تحقق مؤخرًا يمكن أن يلغى"،[79] وفي 27 يونيو صوّت الكنيست على قانون ضم القدس وتم إقراه بما يشبه الإجماع إذ لم يعارض سوى ثلاث نواب.[80] وفي 4 يوليو صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار دعا إسرائيل لعدم تغيير وضع القدس بصفتها مدينة خاضعة لحكم دولتين، غير أن القرار لم يلق أن استجابة لدى الحكومة الإسرائيلية، ثم صوتت الجمعية العامة على قرار ثان بخصوص القدس في 14 يوليو طلب من خلاله أن يقدّم الأمين العام تقريرًا عن وضع القدس خلال قلاثين يومًا لرصد التحركات الإسرائيلية في المدينة، ومما قد ذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي قد دمّر 135 بيتًا عربيًا قرب "حائط المبكى" في المدينة القديمة وأن المئات ممن أصبحوا دون مأوى قد تم طردهم من مدينتهم.[81]
خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نفسه، دعا وزير الدولة للشؤون الخرجية البريطانية جورج بروان إسرائيل لعدم القيام بأي تغيير في وضع المدينة، وقال أن حكومته ستسعى إلى "عزل إسرائيل" داخل الرأي العام الدولي في حال أقدمت على ذلك،[82] عمومًا فإن الصحف البرطيانية تفاعلت مع خطاب بروان بشكل سلبي ومنها صحيفة الأوبزرفر ودايلي ميرور أما ديلي ميل فقد عنونت "إخرس يا بروان".[82] إلا أن ذلك لم يؤد إلى تراجع الحكومة البريطانية التي انتخت أكثر انفتاحًا على الدول العربية وجمال عبد الناصر توجت بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة في ديسمبر 1967 بعد أن كانت مقطوعة منذ 1956.[83] بعض الصحف البريطانية الأخرى كالتايمز وقفت إلى جانب الحكومة، وكذلك هو الحال في فرنسا بعدما صرح شارل ديغول أن لدى إسرائيل رغبة توسعية، وهو ما اعتبرته الحكومة الإسرائيلية معاداة للسامية.[83]
الرئيس الإمريكي ليندون جونسون قال أنه من الواجب تغيير حدود الهدنة لعام 1949،[84] وفي وقت لاحق قامت إسرائيل أيضًا بضم الجولان إلى حدودها، وبنت مستوطنات في الضفة الغربية ولم تنسحب سوى من سيناء عام 1985 ومن قطاع غزة عام 2005،[85] كما نقل الكنيست عاصمة الدولة من تل أبيب إلى القدس، غير أنها ظلت وفق مواثيق الأمم المتحدة مدينة محتلة، كما بقيت تل أبيب عاصمة إسرائيل، وذلك واضح بعدم نقل الدول لسفارتها إلى القدس.[86]
لاحقًا أخذ الدبلوماسيون الإسرائيليون، بالتصريح بأن إعادة الأرض لن تتم دون محادثات سلام مباشرة، إذ إن السلام أو الأرض هما الضامنان لأمن إسرائيل.[87]
[عدل]في الأمم المتحدة ومجلس الأمن
بنتيجة الحرب، تقدم وزير خارجية الاتحاد السوفيتي أندريه غروميكو في 12 يونيو بطلب انعقاد دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصف إسرائيل بكونها أشبه "بقرصان" إذ تجاهلت أوامر وفق إطلاق النار الصادرة عن مجلس الأمن في 6 و7 و9 يونيو.[88] وقد كان عدد أعضاء الأمم المتحدة حينها 122 عضوصا، وجميعها وافقت على الدعوة لعقد الدورة الاستثنائية ولم يصوّت ضد الطلب سوى الولايات المتحدة وإسرائيل وبتسوانا.
انعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 يونيو واستمرت حتى 30 يونيو وتناوب في الكلام 78 دولة، وصنفت كلمة الملك حسين على أنها من أقوى الكلمات حينها،[88] غير أن وزير خارجية إسرائيل قال في خطابه:[89]
لن تعترف إسرائيل بأي قرار يصدر عن منظمة الأمم المتحدة وتطلب منها فيه، الانسحاب إلى داخل حدودها السابقة، حتى إذا صوتت مع القرار 121 دولة ولم يصوت ضده سوى إسرائيل.
ورغم توافق الآراء الدولية عمومًا إلا أنها فشلت في الأمم المتحدة بإصدار قرار يدينها، فخلال التصويت الذي جرى في 4 يوليو كان هناك مشروعي قرارين الأول سمي "مشروع الخمسة عشر"التي قدمته دول عدم الانحياز بدعم من الدول العربية وينصّ على وجوب انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الحرب، والثاني عرف باسم "مشروع أمريكا اللاتينية" المدعوم من قبل هذه الدول فضلاً عن الولايات المتحدة، والذي كان ينصّ على الانسحاب بشرط قبول العرب الجلوس على طاولة المفاوضات مع إسرائيل بهدف عقد سلام، وبنتيجة التصويت لم يحصل أي من المشروعين على أغلبية مطلقة ففشلا.[90] وقد عبّر ليفي أشكول عن استقباله فشل التصويت "برضى متميز".[90]
رغم ذلك، فلم يرفع الأمر في أروقة السياسية الدولية، إذ قدمت بريطانيا مشروع قرار إلى مجلس الأمن، أقر في 22 نوفمبر وعرف بأنه "قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242" الذي اتخذ بإجماع الدول الخمسة عشر؛ وقد جاء القرار في خمسة مواد نصّت على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة، وإنهاء جميع مظاهر الحرب، وضمان حرية الملاحة البحرية، وإنهاء مشكلة اللاجئين وضمان عدم انتهاك سيادة الدول واستقلالها والعمل على خلق مناطق منزوعة السلاح في الشرق الأوسط.[77] ولم يتم تطبيق هذا القرار حتى اليوم، في حين تم تعيين غونار جارينغ سفير السويد السابق في موسكو موفدًا باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط.[77]

 

 
























التوقيع

دعبوس بن دغيبيس الدغبوسي



من بلاد آكلي الدغابيس

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir