يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-2009, 04:43 PM   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road


 


حديث المنفق والبخيل

أولا : كل عام وأنتم بخير
ثانيا : أناط إلي الدكتور (أبو محمد) تفسير معاني المفردات في هذا الحديث فأشكره على حسن ظنه بي ومعذرة على التأخير لظروف خاصة حيث لم ألج منتدى الساحات إلا في نهاية شهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع باليمن والبركات وأثني على تلك الخواطر المتنوعة والمفيدة في آن معا وإليكم معاني الكلمات المراد توضيحها .
عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما ، فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت – وفرت – على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره .
فأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزقت كل حلقة مكانها، فهو يوسعها ولا تتسع)).
قوله: (عليهما جبتان من حديد) ومن بدل (جبتان) بـ (جنتان) فقد صحف والجنة في الأصل بضم الجيم هي الحصن والحماية ، وسميت بها الدرع لأنها تجن صاحبها أي تحصنه، والجبة بالباء ثوب مخصوص ولا مانع من إطلاقه على الدرع.
قوله: (من ثديهما) بضم الثاء جمع ثدي ، (وتراقيهما) جمع ترقوة.
قوله: (سبغت) بفتح السين والباء والغين أي امتدت وغطت .
قوله: (أو وفرت) بفتح الواو والفاء والراء أي انبسطت واتسعت عليه.
وقوله: (حتى تخفي بنانه) أي تستر أصابعه .
قوله: (وتعفو أثره) تعفو بالنصب معطوفة أي تستر أثره ويقال عفت الدار إذا غطاها التراب ، ورجل عاف أي فقير كما يقول الشاعر القصيبي :
قضاء الله والدنيا حظوظ *** فبعض موسر والبعض عاف
والمعنى أن الصدقة تستر خطاياه كما يغطي الثوب الذي يجر على الأرض أثر صاحبه إذا مشى بمرور الذيل عليه
ألا إن وادي الجزع أضحى ترابه *** من المسك كافورا و أعواده رندا
وما ذاك إلا أن هندا عشــــــــيـــة *** تمشت وجرت في جوانبه بــــردا
قوله: (لزقت) في رواية مسلم (انقبضت) وفي رواية همام (غاصت كل حلقة مكانها) وفي رواية سفيان (قلصت) وزعم ابن التين أن فيه إشارة إلى أن البخيل يكوى بالنار يوم القيامة ، وقال الخطابي وغيره وهذا مثل ضربه النبي عليه السلام بالبخيل والمتصدق، فشبههما برجلين أراد كل واحد منهما أن يلبس درعا يستتر به من سلاح عدوه ، فصبها على رأسه ليلبسها فجعل المنفق كمن لبس درعا سابغه فاسترسلت عليه حتى سترت جميع بدنه وهو معنى قوله (حتى تعفو أثره) أي تستر جميع بدنه.
وجعل البخيل كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه كلما أراد لبسها اجتمعت في عنقه فلزمت ترقوته ، وهو معنى (قلصت) أي تضامت واجتمعت ، والمراد أن الجواد إذا هم بصدقة انفسح لها صدره وطابت نفسه فتوسعت في الإنفاق ، والبخيل إذا حدث نفسه بالصدقة شحت نفسه فضاق صدره وانقبضت يداه .
(ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) ومعنى تعفو أثره أي تمحو خطاياه وقيل هو تمثيل لنماء المال بالصدقة ، والبخل بضده ، والمعطي تنبسط يداه ويتعود ذلك وإذا أمسك صار الإمساك له عادة كما في قوله (فهو يوسعها ولا تتسع) أي يجتهد في توسيعها لكنها لا تتسع هذا ما استطعت جمعه لكم في تفسير كلمات هذا الحديث والله أعلم.
وقانا الله وإياكم من البخل وجعلنا من الذين قال الله فيهم: (و في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم).
المرجع : فتح الباري بشرح صحيح البخاري بتصرف .
و إلى لقاء يتجدد معكم ومع الحرف إن شاء الله.

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir