عشت أياماً مع الدكتور( سعيد أبو عالي ) عبر كتابه هرو ب إلى النجاح، وقد أكملت قراءته في اليومين الأولين من الحصول عليه، لكنني تعمدت التريث في الكتابة عنه حتى أقرؤه مرة أخرى....
وذلك لاختلاط مشاعري عند قراءته ... فقد بكيت كثيراً .... وتبسمت كثيراً... وارتفعت هامتي فخراً... وخفق قلبي حباً.
بكيت من واقع البدايات وشظف العيش الذي عاشه الآباء وقسوة الطبيعة التي انعكس سلوكها على أهلها فغلفوا قلوبهم بستار من التظاهر بالقسوة مسايرة للواقع ودفعاً للإنحاء لصروف الدهر... وإلا ما معنى أن يرسل الآباء أبناءهم وهم لم يتجاوزوا العاشرة من أعمارهم ليعيشوا بين عوائل لا يتفقون معهم في الثقافة ويفصلهم عنهم مسيرة أيام طوال من السفر، وليال من الشوق والحزن ولا وسيلة اتصال أو تواصل...؟ والحديث عن هذا يطول ويطول بطول المعاناة وتصورها...
وتبسمت جذلا وفرحاً بنتائج كل هروب ناجح إلى النجاح...
ورغم أن كلمة هروب لها وقع سلبي في الذهن لما تحتمله من معاني التقهقر والانهزامية، إلا أن أبامحمد استطاع أن يوظف هذه الكلمة توظيفاً جعل من القارئ أن يتمنى أن يكون أحد الهاربين!!!!
كنت في صغري أرقب وجه أبي – قدس الله روحه – عندما يرد خبراً عن الدكتور في الصحيفة أو جهاز التلفزيون فكنت أرى علامات الإعجاب والرضا والسرور والاهتمام بادية على محياه فأدركت حينها أن ذلك يعني النجاح؛ فكانت الرسالة التي وصلت إلي في ذلك السن أن النجاح وحده القادر على تحقيق رضا المجتمع عنك فاتخذت الدكتور - حفظه الله – قدوة لأرضي أبي دون أن يقول لي كن مثله.
سمعت الدكتور ذات يوم يقول إنه سيكتب أو أنه شرع فعلاً في كتابة مذكراته ففرحت فرحاً شديداً لكن هذا الفرح كان يشوبه دائما خوفٌ وقلق وذلك أن كتابة السيرة الذاتية تظل حتى اللحظة الأخيرة رهن قناعة كاتبها بأهمية نشرها ويدور في ذهنه ما يدور في ذهن كل كاتب سيرة هل هناك من أحداث بارزة تثير القارئ؟ وما معنى كتابتها إذا لم تنشر الأسرار؟
فإذا أضفنا إلى ذلك أن كتابة السيرة ترتبط بأحداث تخص الآخرين وقد لا يرغبون في نشرها.... وبالتالي قد يتخذ الكاتب قراراً بعدم النشر فيحرم القراء منها!!
إلا أن لقائي بالدكتور/ سعيد وفي يده نسخة من كتابه الموسوم( هروب إلى النجاح) بدد كل التوجسات ووجدتني أكاد أطير فرحاً بما أهدانيه.
وبالعودة إلى الكتاب الذي لا أود أن أختزل ما ورد بين دفتيه في هذه العجالة فإن القارئ سيجد فيه الجانب الإنساني في حياة الدكتور والبعد العملي كذلك.
إن الدكتور – حفظه الله – أصبح رمزاً من رموزنا وحق لنا أن نفخر به فهو معلم بكل ما تحمله هذه الكلمة من أبعاد تربوية ....
وكل منصف ممن يستمع إليه لا يملك إلا أن يرى نفسه تلميذاً أمام شيخٍ ممن قرأنا عنهم في كتب السلف، لا تجده متعالياً على من أمامه، ولا يجد غضاضة في التعلم ممن هو أصغر منه سناً وعلماً، ولا يأنف أن يقول لا أعلم عن شئٍ لا يعلمه، أو يسأل عن شيءٍ يجهله، تحدثه فتجده مستمعاً بإطراق وكأنك العالم الفذّ، وحين يتحدث لا تملك إلا أن تطرق إعجابا بحسن منطقه وسلاسة أفكاره وغزارة علمه.
ختاماً
أدعو الجميع لقراءة الكتاب وجعله في متناول أيدي أبنائهم بل وحثهم على قراءته فإنه مدرسة بلا كلفة ومنهج طريق بلا خوف.
ولك مني يا أبا محمد كل حب ووفاء
اهداءات ساحات وادي العلي
05-27-2010, 03:10 PM
العرض العادي
