يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-24-2011, 09:02 AM   رقم المشاركة : 1
Berightback مواقف تذكر فيشكر اصحابها 0 موقف لسعد ابن عباده رضي الله عنه


 

مواقف سجلها التاريخ لسعد بن ابن عباده رضي الله عنه

فعلى أثر وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام, التف حوله
جماعة من الأنصار في سقيفة بني ساعدة منادين بأن يكون خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار..
كانت خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم شرفا لذويه في الدنيا والآخرة..
ومن ثم أراد هذا الفريق من الأنصار أن ينالوه ويظفروا به..
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استخلف أبا بكر على الصلاة أثناء مرضه, وفهم الصحابة من هذا الاستخلاف الذي كان مؤيدا بمظاهر أخرى أضفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أبي بكر.. ثاني اثنين اذ هما في الغار 0
نقول 0 فهموا أن أبا بكر أحق بالخلافة من سواه 0
وهكذا تزعّم عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا الرأي واستمسك به في حين تزعم سعد بن عبادة رضي الله عنه 0 الرأي الآخر واستمسك به 0 مما جعل كثيرين من الصحابة رضي الله عنهم يأخذون عليه هذا الموقف الذي كان موضع رفضهم واستنكارهم 0
ولكن سعد بن عبادة بموقفه هذا 0 كان يستجيب في صدق لطبيعته وسجاياه 0
فهو كما ذكرنا شديد التثبت باقتناعه 0 وممعن في الاصرار على صراحته ووضوحه 0
ويدلنا على هذه السجيّة فيه 0 موقفه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيد غزوة حنين 0
فحين انتهى المسلمون من تلك الغزوة ظافرين 0 راح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوزع غنائمها على المسلمين 0 واهتم يومئذ اهتماما خاصا بالمؤلفة قلوبهم وهم أولئك الأشراف الذين دخلوا الاسلام من قريب0 ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يساعدهم على أنفسهم بهذا التألف كما أعطى ذوي الحاجة من المقاتلين
وأما أولو الاسلام المكيين 0 فقد وكلهم الى اسلامهم 0 ولم يعطهم من غنائم هذه الغزوة شيئا 0
كان عطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم 0 مجرّد عطائه 0 شرفا يحرص عليه جميع الناس 0
وكانت غنائم الحرب قد أصبحت تشكّل دخلا هاما تقوم عليه معايش المسلمين 0
وهكذا تساءل الأنصار في مرارة 0 لماذا لم يعطهم رسول الله حظهم من الفيء والغنيمة
وقال شاعرهم حسان بن ثابت
وأت الرسول فقل يا خير مؤتمن
للمؤمنين اذا ما عدّد البشر
علام تدعى سليم, وهي نازحة
قدّام قوم هموا آووا وهم نصروا
سمّاهم الله الأنصار بنصرهم دين
الهدى وعوان الحرب تستعر
وسارعوا في سبيل الله واعترفوا
للنائبات 0 وما جاموا وما ضجروا
ففي هذه الأبيات عبّر شاعر الرسول والأنصار عن الحرج الذي أحسّه الأنصار0 اذ أعطى النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة, ولم يعطهم شيئا
ورأى زعيم الأنصار سعد بن عبادة 0 وسمع قومه يتهامس بعضهم بهذا الأمر, فلم يرضه هذا الموقف0 واستجاب لطبيعته الواضحة المسفرة الصريحة, وذهب من فوره الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال 0 يا رسول الله 0
ان هذا الحيّ من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم 0 لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت 0
قسمت في قومك 0 وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب, ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء 0
هكذا قال الرجل الواضح كل ما في نفسه وكل ما في أنفس قومه.. وأعطى الرسول صورة أمينة عن الموقف..
وسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
0 وأين أنت من ذلك يا سعد ؟ أي اذا كان هذا رأي قومك فما 0 رايك أنت 0؟
فأجاب سعد بنفس الصراحة قائلا 0 ما أنا الا من قومي
هنالك قال له النبي 0 اذن فاجمع لي قومك 0
ولا بدّ لنا من أن نتابع القصة الى نهايتها, فان لها روعة لا تقاوم ! جمع سعد قومه من الأنصار 0
وجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم 0 فتملّى وجوههم الآسية 0 وابتسم ابتسامة متألقة بعرفان جميلهم وتقدير صنيعهم 0
ثم قال 0 يا معشر الأنصار 0
مقالة بلغتني عنكم 0 وجدة وجدتموها عليّ في أنفسكم..؟؟
ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ؟ وعالة 0 فأغناكم الله ؟
وأعداء, فألف الله بين قلوبكم ؟
قالوا 0 بلى الله ورسوله أمنّ وأفضل 0قال الرسول 0
ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟ قالوا 0 بم نجيبك يارسول الله 0
لله ولرسوله المن والفضل 0 قال الرسول 0
أما والله لو شئتم لقلتم, فلصدقتم وصدّقتم:أتيتنا مكذوبا0 فصدّقناك 0 ومخذول 0 فنصرناك 0وعائلا فآسيناك0وطريدا 0 فآويناك 0
أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا, ووكلتم الى اسلامكم ؟
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير, وترجعوا أنتم برسول الله الى رحالكم 0
فوالذي نفسي بيده, لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار 0
ولو سلك الناس شعبا لسلكت شعب الأنصار 0
اللهم ارحم الأنصار 0 وأبناء الأنصا 0 وأبناء ابناء الانصار 0
هنالك بكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم 0
فقد ملأت كلمات الرسول الجليل العظيم أفئدتهم سلاما, وأرواحهم ثراء 0 وأنفسهم عافية 0
وصاحوا جميعا وسعد بن عبادة معهم 0
0 رضينا برسول الله قسما وحظا 0
وفي الأيام الأولى من خلافة عمر ذهب سعد الى أمير المؤمنين, وبنفس صراحته المتطرفة قال له 0
0 كان صاحبك أبو بكر 0والله, أحب الينا منك..
وقد 0 والله, أصبحت كارها لجوارك 0!
وفي هدوء أجابه عمر0
ان من كره جوار جاره, تحوّل عنه 0
وعاد سعد فقال 0
0 اني متحوّل الى جوار من هو خير منكى 0
ما كان سعد رضي الله عنه بكلماته هذه لأمير المؤمنين عمر ينفّس عن غيظ, أو يعبّر عن كراهية0
فان من رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما وحظا, لا يرفض الولاء لرجل مثل عمر, طالما رآه موضع تكريم الرسول وحبّه0
انما أراد سعد وهو واحد من الأصحاب الذين نعتهم القرآن بأنهم رحماء بينهم..
ألا ينتظر ظروفا, قد تطرأ بخلاف بينه وبين أمير المؤمنين, خلاف لا يريده, ولا يرضاه 0
وشدّ رحاله الى الشام..
وما كاد يبلغها وينزل أرض حوران حتى دعاه أجله, وأفضى الى جوار ربه الرحيم ..
منقول عن كتاب الدكتور خالد محمد 0

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir