يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-20-2011, 10:14 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
فلاحه is on a distinguished road

إخوانكم من الجن


 

عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَفَقَدْنَاهُ،

فَالْتَمَسْنَاهُ في الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ، فَقُلْنَا اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ،

- قَالَ - فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ،

فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلِ حِرَاءٍ - قَالَ - فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ،

فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ.

فَقَالَ: «أتاني دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ».

قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا، فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ، وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ:

«لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعَرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ».

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «فَلاَ تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ». هذا لفظ مسلم. وفي لفظ الترمذي، والنسائي في الكبرى، وابن حبان:

"فإنه زاد إخوانكم من الجن".

لقد استوقفتني الجملة الأخيرة من هذا الحديث الشريف كثيراً،

وبقيت أتأمل في التعليل النبوي للنهي عن الاستنجاء بالعظم!

وتردّدتْ في نفسي تساؤلات كثيرة: أين هؤلاء الإخوة الذين لا نكاد نعرفهم إلاّ بالاسم فقط؟!

بل ولا يمكن أن نراهم في هذه الدنيا: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ).

[الأعراف:27]!

ثم.. هل انتهت الأطعمة التي على وجه الأرض مما يقتات منه إخواننا من الجن،

ولم يبق إلاّ هذه العظام حتى ننهى عنها؟!

إن القصد من هذا كله ـ بلا ريب ـ أمور، من أعظمها:

ترسيخُ هذا الأصل المتين بين المؤمنين، أصل الأخوة والشعور بالجسد الواحد،

حتى وإن كان بعضهم قد لا يرى الآخر!

بل حتى ولو كان لا يستفيد منه شيئاً يُذكر،

اللهم إلاّ الدعاء والاستغفار. فإذا كان في من لا نراهم دائماً

ـ وهم مؤمنو الجن ـ فكيف سيكون حق إخواننا المؤمنين من بني آدم؟!

وهل انتهت قصة العلاقة الإيمانية عند هذا الحدّ؟ كلا ..

بل لقد شمختْ وتسامتْ وارتفعتْ لتتصل بمؤمني أهل السماء!

تدبر معي ما ذكر الله تعالى عن طائفة من خواصّ ملائكة السماء،

إنهم حملة العرش ومن حوله،

حينما انطلقت دعواتهم ـ ولا تزال إلى يوم القيامة ـ لإخوانهم المؤمنين من أهل الأرض!

يقول جل في علاه: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا

رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ

رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

[غافر: 7-8].

ويقول تعالى: (وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).

[الشورى:5].

فتأمل في هذه الرابطة العظيمة التي ربطت بين حملة العرش ومن حوله،

وبين بني آدم في الأرض حتى دعوا الله لهم هذا الدعاء الصالح العظيم!

إن هذين النصين الكريمين يستحقان أن نقف معهما كثيراً؛

لنراجع أنفسنا في طريقة تعاملنا مع إخواننا الذين يجمعنا معهم وصف الإيمان!

فكيف بمن تجمعنا معهم روابط أخرى غيرها؟!

تأمل في أثر هذه الرابطة الإيمانية في تنمية الحس الاجتماعي: "زاد إخوانكم من الجن"!

وتأمل في أثرها الذي ظهر في هذا اللهج الدائم بالدعاء لإخوانهم، الذين لولا الوحي لما علمنا بهذه الدعوات الطيبات.

فأين أثر هذه الرابطة على حياة المؤمنين؟ أين أثرها الاجتماعي؟ وأين أثرها الإيماني؟!

في الميدان نماذج مشرقة ـ ولله الحمد ـ يسرّ بها المؤمن، ولكن فيه ـ أيضاً ـ نماذج محزنة،

وهي كثيرة، مجانفة لما يقتضيه وصف الإيمان:

من المحبة، والمودة، والتراحم، والتناصح، والدعاء الصادق لإخوانهم بالسداد والتوفيق،

فهل من مدّكر؟!


د. عمر بن عبد الله المقبل

 

 
























التوقيع

مواضيعي هي:





الأحلى ... والأجمل ... والأمثل ... والأكمل




أنقل محاسن ما نُقل مما يليق بهذا المكان

ولا أنقل كل ما نُقل، إذ لكل شيء صناعة، وصناعة العقل حسن الاختيار،

   

رد مع اقتباس
قديم 03-21-2011, 05:34 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 


فلاحـه

جزاك الله خيراً .. ونفع بما تطرح

دمت بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2011, 06:03 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية مشرف الإسلامية
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
مشرف الإسلامية is on a distinguished road


 



 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir