سوق الأسهم السعودي : 2008 تجويد الفرصة الاستثمارية , الإنفجار السكاني و ملامح الغد

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سوق الأسهم السعودي : 2008 تجويد الفرصة الاستثمارية , ملامح الغد نتائج وتحديات الإنفجار السكاني



الموضوع مخصص للمستثمر الذي يبحث عن الفرص الغير قابلة للتكرار في غضون 5 سنوات قادمة

لكن في البداية أذكر بالنظرة القائمة منذ مدة عن سوق الأسهم في المدى القصير

تشديد : المدى القصير بالنسبة لي يمتد من 7 أسابيع إلى 7 أشهر
أقصر من 7 أسابيع محال التنبؤ به وأسلوب الشطارة بالبحث عن التفوق على ذبذبات السوق
القصيرة أسلوب عبثي ولا يؤدي إلى أي نتيجة سوى أن من يطامر فيشتري سهم ليبيعه
بعد سويعات أو أيام إنما يشري حرق الأعصاب و المتاعب و في النهاية الخسائر

أكثر من 7 أشهر ندخل في المدى الاستثماري المتوسط و فيه الكلام يختلف بالكلية وهذا
ما سنتناوله لاحقا



المؤشر يرتفع إلى ما فوق 11200 وربما يصل يتخطى 12000 ولا أكثر من ذالك بل التذبذب
سمة أغلب سلع السوق ما عدى الأسهم الصغيرة والمتوسطة التي ستأخذ منحى صعودي
في اتجاهات متينة تتفوق بها على المؤشر العام وحينها تتم هجرة جماعية من القياديات
و القطاعات المميزة إلى الصغير والحقير فيتم بيع القيادي والعوائد (والتأمين خاصة)
لعيون الخشاش الرائع الحلو الجميل المحبوب المعشوق
وسبب كل ذالك هو حملة تجميع شرسة على الأسهم القيادية و الممتازة التي ستأخذ منحى
متردد مع تناقص تدريجي في أحجام التداول ثم ستضرب (أثناء أو بعد رمضان) ويقال لك
السوق راح فيها وتعود التوصيات الظلامية والجاهلسوقية
(ضارب وخلك حذر وراقب الستوب لوز هذاك ..) ولما ترى تلك التوصيات اعرف ان التجميع انتهى
وان سلع السوق ستضرب وان التوصية ستنجح لبضعة أيام كي تصدق في المدى القصير
ثم تكذب في المدى المتوسط وتضيع منك اسهمك والفرص لأن حينها سنبدأ في أكبر ارتفاع
يشهده سوق الأسهم السعودي في تاريخيه

المهم والمفيد : التموقع الحالي القائم منذ مدة لم يتغير فيه شيء ولا تزال النظرة قائمة
وننتظر تحققها وجني أرباح جيدة منها ..
بما ان شعارنا هو "العمل في سوق الأسهم نظرة دائمة إلى الأمام" فينبغى وضع تصور
لما يمكن أن يحدث في المدة القادمة (بداية من الربع الأخير لهذه السنة)





ملامح الطفرة القادمة :

المتفحص في الإحصائيات السكانية يرى بوضوح ودون عناء بحث أن المملكة تواجه تحدي
كبير منذ سنة 2003 و سيمتد إلى 20 سنة قادمة وهو :
توفير سبل العيش الكريم للجيل الحالي والأجيال القادمة المقبلة على الزواج وسوق الاستهلاك .



عودة سريعة إلى الوراء :

في سبعينات القرن الماضي شهدنا الصدمة النفطية الأولى فارتفع سعر برميل النفط أكثر من 20 ضعف
محققا عوائد مالية غير مسبوقة نتج عنها الطفرة الاقتصادية السعودية الأولى .

سنة 1963 كان إجمالي سكان المملكة لا يتجاوز ال 5 مليون ساكن (مواطن ومقيم) ثم ارتفع في
اقل من 20 سنة ليصبح أكثر من 10 مليون ساكن سنة 1980

سنة 1963 مدن السعودية كانت بدائية وصغيرة وسنة 1980 أصبحت مدن حديثة على النمط الغربي
في اقل من 20 سنة تسارعت الأحداث و تحولت رمال الصحراء إلى طرق سريعة وهجرت بيوت
الطين إلى الأسمنت المسلح والرخام و التكييف المركزي

ارتفاع أسعار النفط أدى إلى تراكم الثروة وزيادة دخل الفرد السعودي الذي تغير نمط عيشه
وأصبح ينظر للمستقبل بعيون حالمة .
نتج عن ذالك تغير هيكلي في توازنات العرض والطلب المحلية فتوافر المال واطمئنان
الفرد السعودي إلى المستقبل جعله يقبل على الحياة فأصبح يستهلك أكثر مما ينتج
وينفق أكثر مما يدخر ويتوسع في بيته وأهل بيته .



تمخض عن كل ذالك : الطفرة السعودية الأولى (سبعينات القرن الماضي) تمظهرت في :

1- طفرة إنشائية وارتفاع أسعار المساكن و العقارات أضعاف مضاعفة

2- طفرة تجارية (التجزئة والجملة)

3- تأسيس كبريات الشركات المساهمة (سابك – سافكو – البنوك ...) (من أسس فيها أصبح من الأثرياء)

4- الفئة القليلة التي عملت عكس الناس فأنتجت أكثر مما استهلكت و ادخرت (استثمرت)
أكثر مما أنفقت كانت المستفيد الأكبر من الطفرة الأولى و أصبحت هي الفئة المسيطرة
على التجارة والاقتصاد في آخر المطاف والأسماء معروفة
(أهل التوكيلات التجارية وأهل العقار الكبار .. )

ولعل أهم نتيجة هي : انفجار سكاني ونسب نمو سكاني مرتفعة للغاية وحالة : baby boom




ما بين سنة 1970 و 1990 حقق سكان المملكة نمو يفوق 4.5% كمعدل سنوي
وبالخصوص ما بين 1980 و 1990 شهدنا انفجار سكاني كبير (baby boom)
مواليد سنة 1980 يبلغون الآن 28 سنة
ومواليد سنة 1990 يبلغون الآن 18 سنة
هذه الفئة العمرية ما بين 18 و 28 سنة تدخل الآن إلى سوق الاستهلاك و تتهيأ للزواج وتكوين أسرة
فطلبها للسكن والطاقة و الغذاء والصحة والتعليم و الاتصالات كبير وينبغي توفيره الآن لأنه ملح وعاجل.

السؤال : من الذي سيلبي تلك الاحتياجات ويوفرها بكلفة معقولة ؟
الجواب : الدولة السعودية تدخل في مرحلة إنفاق كبير على البنية الأساسية والطاقة و تتوسع في إنشاء المدن السكنية والصناعية ..
ليس ترف ولا أمنيات ولا إنفاق "سائب" كما يقول الجهلة ممن يحقد على المملكة وشعبها
بل هي حاجات ومطالب ملحة من الشعب تصل لمتخذ القرار السعودي فيلبيها دون خوف ولا تردد .
هذا الإنفاق والتوسع يشكل عامل رفع كبير للاقتصاد السعودي فيزيد الإنتاج المحلي ويوفر
بيئة محفزة للقطاع الخاص للنمو في كافة المجالات مما يحقق نمو مستمر للقطاع
الغير حكومي والغير نفطي , كل ذالك يساهم في توزيع أفضل للثروة التي تصل بطريقة
أو بأخرى إلى الفرد السعودي وتزيد من دخله



معدلات النمو الإيجابية التي تتحقق في المملكة منذ 7 سنوات والناتجة من الدورة الصاعدة
لأسعار النفط والطاقة (والتي ستستمر لسنوات قادمة) تساهم في رفع دخل الأفراد وتزيد من
قدرتهم على الاستهلاك و الإنفاق

لاحظ أن ما بين سنة 2003 و 2008 تمتع المستهلك السعودي بزيادة في دخله السنوي
بأكثر من 30% في المتوسط .

نظرا لما شرح أعلاه من أن البيئة الاجتماعية المحفزة للاستهلاك والإنفاق فإن هذه الزيادة
في الثروة و السيولة المتاحة تتوجه مباشرة إلى سوق العقار و التجزئة (سلع وخدمات جاهزة)
و كحالة جديدة عن السابق (المضاربة في الأسهم) .

مما يرفع أسعار المساكن وأسعار السلع والخدمات وأسعار الأسهم في المجمل

وهذا ما تم فعليا فمذ سنة 2003 ارتفعت الأجارات وأسعار المساكن والأراضي بنسب كبيرة
وكذالك السلع والخدمات و مؤشر سوق الأسهم ارتفع من 2500 نقطة إلى 9400 نقطة
بإغلاق اليوم .

كل ذالك محسوس وبين في نسب التضخم التي أخذت منحى صعودي متناغم مع حالة النمو

السؤال : هل هي حالة مؤقتة أم هي توجه أساسي جديد ومستمر لقادم السنوات ؟

التوزيع السكاني هو رسم بياني يوضح إجمالي السكان مرتب حسب الشريحة العمرية لكل 5 سنوات

القاعدة تبدأ من إجمالي السكان ممن تقل أعمارهم عن 5 سنوات ثم الشريحة التي فوقها
ممن تقل أعمارهم عن 10 سنوات وتزيد عن 5 سنوات وهكذا إلى آخر شريحة من فوق
شريحة المسنين ممن تزيد أعمارهم عن ال 80 سنة (الله يطول بأعمار الجميع)
بطريقة سريعة ودون فلسفة متى كان شكل الرسم هرمي أي قاعدة عريضة وقمة محدودة
تعلم أن غالبية السكان من الشباب

المهم في المسألة هو الحسابات المستقبلية لشكل التوزيع الذي إن بقي كما هو , تعلم أن النمو
السكاني كبير ونسب الخصوبة مرتفعة .
والذي إن زاد أتساع قاعدته تعلم أننا بصدد حالة انفجار سكاني
ان في الهرم الحالي سنة 2008 تلك الفئة العمرية (18 – 25 سنة)
تشكل نسبة معتبرة من الهرم
وهي التي تحقق ما فصلناه اعلاه من تغير كبير في توازنات الطلب والعرض المحلي .
هذه الفئة سيمر وقتها بعد بضع سنوات وتلبى رغباتها .. لكن ماذا بعد ؟

الأرقام والإحصائيات الحالية تشير إلى انه في المتوسط يولد 700 ألف طفل كل سنة
أي ان كل 5 سنوات يضخ في التركيبة السكانية للملكة 3.5 مليون نسمة
ومن المتوقع ان يصل عدد سكان المملكة بنهاية سنة 2025 إلى 36 مليون ساكن

إذن سنة 2025 من المتوقع ان يبقى الشكل هرمي (غالبية السكان شباب) لكن الأخطر
هو أن قاعدة الهرم ستزداد إتساعا مما يعني انه من الآن إلى سنة 2025 سيكون هناك
زيادة مستمرة في الطلب المحلي أعلى بكثير من الطلب الحالي الذي يحقق ما ناقشناه أنفا
من زيادات كبيرة في أسعار العقار والتجزئة والأسهم

أي ان ما شهدناه خلال السنوات الخمس السابقة من ارتفاعات قيل عنها كبيرة إنما هي في
الحقيقة مجرد بداية لتوجه أساسي كبير وتغير اجتماعي أكبر

خلاصة القول
الشريحة الكبرى من السكان داخل المملكة هم من الشباب واهم جزء من تلك الشريحة من مواليد
ما بين سنة 1980 وسنة 1990 يدخلون الآن سوق الاستهلاك ويطمحون إلى تكوين أسرة
فطلباتهم كبيرة وحاجاتهم ملحة .. الدولة السعودية تعي هذا الأمر وترفع التحدي بالتوسع
في الإنفاق على البنية الأساسية و الطاقة مما يوفر بيئة عمل محفزة للقطاع الخاص فينمو
بنسب كبيرة ويساهم في توزيع الدخل والثروة على مختلف شرائح المجتمع السعودي
(وبالأخص الشباب) مما يزيد من الثروة والسيولة المتاحة لدى المستهلك السعودي و يرفع
أسعار العقار (المساكن بالأخص) و السلع والخدمات والأسهم .

هذا التوجه لا يزال في بدايته لان نفس مسببات الحالة التضخمية الحالية لا مؤشرات
تدل على نهايتها في القريب بل العكس صحيح وتزايد اختلال توازنات الطلب والعرض
المحلي سيستمر وسيرفع الأسعار للأعلى .
وهذا لا يمنع من وجود مطبات وانحسار في انمو من فتره الى فتره ولكنها مؤقته بإذن الله


ما علاقة كل ما سبق مع سوق الأسهم ؟

بطريقة مباشرة ودون كثير تدقيق (يلزمه صفحات والموضوع لا يحتمل) أقول أن ما ذكر
أعلاه يمثل فرصة استثمارية غاية في الجودة فبعد التصحيح الفني والنفسي الحاصل
من 21000 يثبت السوق أنه سيستجيب لنداء الأساسيات والدورة الاقتصادية العامة
وانه سيعود لقمته بل سيثبت انها كانت مجرد محطة في مرحلة بعيدة المدى يحقق فيها
قيمه العادلة التي يفرضها واقع النمو الحالي العادي والنمو المستقبلي الكبير.

تجويد الفرصة إنما يتم بالتركيز على القطاعات التي نعتقد أنها ستتفوق على المؤشر
وتحقق عائد أعلى من متوسط عائد السوق .

هذه القطاعات هي :

قطاع البناء والتشييد
قطاع التجزئة
قطاع الاتصالات
وأسهم الاكتتابات الكبيرة وخصوصا المؤسسة حديثا ( الإنماء – معادن – الخطوط السعودية ...)

قبل أن أختم أذكر بالفقرة التالية :

تمخض عن كل ذالك : الطفرة السعودية الأولى (سبعينات القرن الماضي)
1- طفرة إنشائية وارتفاع أسعار المساكن و العقارات أضعاف مضاعفة
2- طفرة تجارية (التجزئة والجملة)
3- تأسيس كبريات الشركات المساهمة (سابك – سافكو – البنوك ...) (من أسس فيها أصبح من الأثرياء)
4- الفئة القليلة التي عملت عكس الناس فأنتجت أكثر مما استهلكت و ادخرت (استثمرت) أكثر مما أنفقت
كانت المستفيد الأكبر من الطفرة الأولى و أصبحت هي الفئة المسيطرة على التجارة والاقتصاد

والحقيقه الموضوع مدعم بالروسوم البيانية ولكن المنتدى لا يقبل ملفات bin

لتعميم الفائدة ودمتم بخير

 

 

شكرا يا ابو الاديب زهير على هذا الموضوع .. بس باين انه متفائل زياده عن اللزوم .. سوق المال عندنا اصبح محرقه لكل المدخرات !! اما سوق الاعمال فهو فوضى ..فوضى وسوق حيتان .. وكل الانظمه والقوانين في صفهم للاسف ..

 

 

في الحقيقه ارى بوادر شبه ايجابية ولكن تطلعات المهتمين بان يكون هناك نقاط محدده داخل السوق تحذريه
موضوع رائع من شخص رائع
تقبل مروري

 

 

جميل هذا الحراك التفاؤلي
للجمود الذي يعترينا بسبب
مآسي سوق المال و(متلاعبيه)
ولكن السوق الذي لاتحكمه قوانين الزامية
تطال الجميع عبرمحكمة متخصصة
تنفيذية
أتصور أن التفكير فقط في متابعته
اهدار للوقت ناهيك عن تفعيله ماليآ

دمت بود ياعزيزي