يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الأسرة > ساحة الأسرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-2011, 02:58 PM   رقم المشاركة : 1
لماذا لا تكونين محتسبة ؟


 

لماذا لا تكونين محتسبة ؟
د.نوره بنت عبد الملك آل الشيخ

إن من فضل الله - تبارك وتعالى - على هذه الأمة ، أن اختصها دون سائر الأمم بدين الإسلام القويم الشامل لجميع أمور الحياة ، وجعلها خير أمة أخرجت للناس ، ولكن هذه الخيرية مشروطة بإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال تعالى : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ . ومجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مقصورًا على الرجال دون النساء ، يؤكد ذلك قوله تعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّه} ؛ حيث تفيد هذه الآية الكريمة أن المؤمنين جميعًا رجالًا ونساءً مأمورون بأمر واحد لا فرق بينهم فيه ، يأمرهم بالأعمال الصالحة ، والأخلاق الفاضلة ، وينهاهم عن كل ما يخالف الشرع ، وهذا دليل على عظم هذه الشعيرة وبيان فضلها والترغيب فيها . ولقد قرن الله المؤمنات مع المؤمنين في هذا الأمر العظيم وجعله صفتين ملازمتين لهما وساوى بينهما في الدعوة ، أعطاهما ووعدهما بالفلاح والرحمة إذا قاما بهذا الواجب . إذن هذه الآية لا تخص رجال العلم ، بل كل مؤمن ومؤمنة عليهم المسارعة وعدم التقصير في هذا الواجب الشرعي ، فالقضية ليس فيها خيار ، بل هي فرض من الله تعالى . إن القيام بهذه الشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسبة الله وابتغاء مرضاته يعود بالخير الكثير على القائمين به في الدنيا والآخرة . قال تعالى : {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا
فكيف ندعو الناس إذن ؟ ! الإجابة على هذا السؤال بينه رب العزة والجلال في الآية الكريمة : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فالأسلوب يختلف من حالة إلى حالة ، فالدعوة بالحكمة هي العقل والفهم والفقه ، كما قال ابن عباس ، وقيل هي الحجج الدامغة والبراهين الواضحة والنظر في أقوال المخاطبين ، بأن تكون لديه بصيرة نافذة يستطيع بها معرفة وقياس الحالة التي هو بصددها ، والوسيلة الناجحة ونفسية المنصوح والمدعو وحالته ، فيتخير لكل مقام المقال المناسب له ولكل حالة النصيحة المناسبة لها ، ولكل شخص الأسلوب والطريقة المجدية معه . والموعظة الحسنة هي النصيحة الطيبة التي تدخل إلى القلب برفق وتتعمق في المشاعر بلطف . النصيحة المزدوجة بالترغيب والترهيب ، والتحذير والتبشير ، لا بالزجر والتأنيب في غير موجب ، بأسلوب يشعر معه المنصوح بالصدق والإخلاص . وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، بلا تحامل على المخالف أو المخاطب ، وبلا ترذيل له ولا تقبيح ، بل يناقش برفق ولين مناقشة قائمة الحجة والمنطق مع أدب في الإصغاء والنقاش وعدم انفعال حتى يطمئن المدعو إلى الداعي أن ليس هدفه الغلبة في الجدال ، ولكن الإقناع والوصول إلى الحق ، فالنفس البشرية لها كبرياؤها وعنادها ولا تنزل عن الرأي الذي يدافع عنه إلا بالرفق حتى لا تشعر بالهزيمة ، وحتى يشعر المجادل أن ذاته مصونة وقيمته كريمة . وينبغي على كل من تنذر نفسها للقيام بهذا العمل أن تعرف بعض الصفات والآداب التي ينبغي لمن يتصدى للقيام بهذا الأمر الإلمام بها
_ أن يكون الداعي عالمًا فقيهًا بأحكام الشريعة أصولها وفروعها والعلم بشرع الله وبالحلال والحرام وبما يجوز وبما لا يجوز وبما يسوغ فيه الاجتهاد ومالا يسوغ وما يحتمل وجهين أو أكثر وما لا يحتمل والعلم بما قام عليه الدليل الشرعي من كتاب الله أو سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليكون فيها على بصيرة وبينة فلا يأمر إلا بحق ولا ينهى إلا عن باطل . .
_ أن يكون ذا إيمان عميق واتصال وثيق بالله ، وإيمانه هذا يجعله متعلقًا بالله وحده ومتوكلًا عليه ، واثقًا به معتقدًا اعتقادًا جازمًا أن الضار والنافع هو الله عز وجل .
وأن يكون عمله خالصًا لله عز وجل ، وأن تكون الدعوة لله خالصة ومخلصة ليس لنفس الداعية فيها شيء ، بل يكون الهدف مرضاة الله تعالى .
_ أن يكون حليمًا وصبورًا ، رفيقًا فيما يأمر به وينهى عنه ؛ فالنهوض بواجب الدعوة إلى الخير يستلزم ذلك .
_ التزام الصدق في كل ما يقوله ويفعله حتى يظهر أثر صدقه في وجهه وصوته ، أما صدق القول فمعناه نطق اللسان بالحق ، والصواب فلا ينطق بالباطل .
_ أن يكون رحيمًا ، فلا بد للداعي أن يكون ذا قلب ينبض بالرحمة والشفقة على الناس وإرادة الخير لهم والنصح لهم ؛ لأنه يحب لهم ما يحب لنفسه وأعظم ما يحب لنفسه الإيمان والهدى فهو يحب ذلك لهم أيضًا ، والرحمة تهون على الداعي ما يلقاه من أصحاب الغفلة والجهالة ؛ لأنه ينظر إليهم والرحمة تملأ قلبه فيعفو عن هفواتهم وزلاتهم ويدعو لهم بالهداية .
_أن يكون حسن الأخلاق متواضعًا طلق الوجه طيب الكلمة ؛ لأن ذلك يسهل عليه النفوذ إلى قلوب الناس ويحملهم على امتثال أمره وقبول دعوته واجتناب نهيه ، فطبيعة الناس التي جبلهم الله عليها أنهم لا يقبلون قول من يستطيل عليهم ويحتقرهم أو يستصغرهم ويتكبر عليهم وإن كان ما يقوله حقًّا وصدقًا .
_أن يكون ثابتًا على الحق شجاعًا يجهر بالحق أينما كان لا يخشى في الله لومة لائم ولا يخاف أحدًا سواه يحمي الدين ويرد عنه العادين ، ينكر المنكر ويمنع الظلم .
وفي الختام أقترح على القائمين بأمر الحسبة في بلادنا بأن يكون هناك دورات مكثفة لتعليم المرأة فقه الاحتساب حتى تقوم بهذا الواجب بين بنات جنسها على علم وبصيرة ، حيث يوجد الآن من المتطوعات المحتسبات والمجتهدات من تمارس هذا العمل بين أفراد أسرتها وجيرانها ، دون أن يستند ذلك على تدريب ، وتعليم مهارة هذا العمل ، فربما يقود اجتهاد البعض وهن على غير قصد إلى رد فعل عكسي لا يحصل فيه المراد . وفقنا الله جميعًا لما يحبه ويرضاه وجعل عملنا خالصًا لوجهه الكريم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين .
http://almohtasb.com/women/articles....rticle_no=2172

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس
قديم 12-07-2011, 06:14 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 







...........
.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir