يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > ساحة الصحافة والمجتمع

ساحة الصحافة والمجتمع مخصصة لما يكتب في الصحافة والمقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-17-2012, 03:39 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي
 
0 صيد النت
0 ( بُه)
0 بأقلامهم
0 فيء
0 هدية الربيع



ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road

العلاقات المصرية الإيرانية حالياً


 

إلى أين يذهب ضغط أميركا على مصر؟


سمير كرم


احتفلت مصر ـ كما لم تحتفل في أي وقت من قبل ـ بعيد الثورة الإيرانية.

ولم يكن من قبيل المصادفة ان تحتفل مصر بكل اهتمامها بثورة ايران بعد ثورة مصر.

نعم لقد حل عيد الثورة الايرانية من قبل في الايام الاولى لثورة 25 يناير المصرية 2011، ولكن مصر كانت منشغلة تماما في العام الماضي بثورتها فلم يكن ثمة مجال لتهنئة من القلب ومن الاعماق لثورة ايران في العام الماضي. اما وقد مضى عام كامل على الثورة المصرية فقد اتيحت الفرصة - على النطاق الدبلوماسي والاجتماعي- لكي تظهر مصر الثورة الى جانب إيران الثورة في علاقة حميمة، علاقة بدت من اللحظة الاولى للاحتفال في بيت السفير الايراني بالقاهرة أكثر من علاقة وئام او صداقة. بدت علاقة اخوة ثورية وإقليمية ودينية.

وقد لاحظ من قارن حفل العام الحالي قبل ايام، بحفل الاعوام الماضية في المكان نفسه، ان العيد الوطني الايراني في القاهرة لم يكن يجتذب اكثر من مئة شخص يمكن ان نقول إنهم اولئك الذين لا يخيفهم، بل لا يعنيهم رد فعل النظام السابق الذي ناصب إيران العداء باسم الصداقة مع اميركا وباسم العلاقات الخاصة مع اسرائيل. وقد ظهر بجلاء في احتفال هذا العام ان كل ممثلي الاطياف السياسية في مصر الثورة حاضرون او ممثلون، وبالمثل كل من ينتمون الى الازهر الشريف والكنيسة القبطية المبجلة، والذين هم نخبة المجتمع المصري من مثقفين وفنانين ودبلوماسيين وإعلاميين ابدوا حرصاً تاماً على ان يكونوا موجودين في هذه المناسبة.

لقد اظهر هذا الاحتفال ان الحواجز الدبلوماسية والسياسية وحتى النفسية قد سقطت وتوارت تماماً بين بلدين تجمع بينهما ثورتان ويجمع بينهما قبل الثورتين تاريخ طويل من النضال في مواجهة القوى الاميركية والصهيونية. حاول الأعداء من الامبرياليين والصهاينة ان يصوروا الفروق الطبيعية بين البلدين في صورة تناقض في الاتجاهات والمصالح، بل وفي العقائد الدينية. اما وقد حلت ذكرى ثورة ايران بعد ثورة مصر فإن الوضع اختلف ودل على ان البلدين يتقدمان بخطى ثابتة - مهما كانت بطيئة بسبب مقاومة امبريالية وصهيونية - نحو إقامة علاقات قوية.. اقوى ما فيها يتعلق بالتصدي للهيمنة الامبريالية التي تريد احتواء الثورة المصرية وإعادة توجيهها، بينما تعمل من الناحية الاخرى على تجميد الثورة الايرانية على اقل تقدير، ان لم يكن نسفها وتحطيم اهدافها الوطنية والإقليمية والإنسانية.

على ان اسرائيل ممثلة في هذا اللوبي، وموجهة له، انما تحرص على ترك انطباع يتسم بالإصرار على ضرورة خلق فجوة بين المسألتين، والإبقاء على فجوة صعبة بين البلدين والثورتين.

والأمر المؤكد ان احداث الفترة الاخيرة، وبصفة خاصة مواقف الادارة الاميركية من الثورة المصرية، وحتى من جانب المجلس العسكري الذي يتولى السلطة العليا في البلاد، اظهرت تباعداً واضحاً بين توجهات البلدين الى حد بدا فيه ان تصرفات الولايات المتحدة تلحق ضرراً اكيداً بمقتضيات السيادة المصرية. وهو امر لا تستطيع معه اي قوة سياسية مصرية ان تتغافل عنه وإلا خسرت الكثير من مواقعها في الحياة السياسية المصرية. وفي اطار هذا الجو الملبد بالغيوم في العلاقات المصرية - الاميركية تبدي الادارة الاميركية حرصاً شديداً على مواصلة الاتصالات والمشاورات مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية. ولا يكاد يكون من المستبعد ان هذه الاتصالات والمشاورات الاميركية - المصرية تبتعد بأي حال عن نطاق «الخطر الايراني». وهذا هو التعبير الموحد الذي تستخدمه اميركا وإسرائيل في كل ما يتعلق بالشأن الايراني.

فاذا كان من المؤكد ان اميركا تتناول من خلال محادثات قادتها العسكريين الكبار مع كبار القادة العسكريين المصريين موضوع «الخطر الايراني» فانه يكون من المؤكد ايضاً ان اميركا تمارس ضغطاً شديداً على مصر بقصد إبعادها عن استئناف العلاقات مع ايران. ومن المؤكد بالمثل ان تحاول الولايات المتحدة تصوير «خطر الملف النووي الايراني» بأنه ليس خطراً على الولايات المتحدة وإسرائيل فحسب بل انه خطر على مصر وبالمثل خطر على الدول العربية الاخرى، وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية.

كان آخر القادة العسكريين الاميركيين الذين قدموا الى القاهرة وأجروا محادثات مع المشير حسين طنطاوي هو الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية. وكان أهم ما اعلن عن هذه المحادثات ما ذكرته الصحف المصرية انها «تناولت الاوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية وناقشت عددا من الموضوعات والقضايا ذات الاهمية المشتركة، في ضوء العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين الدولتين». ويلفت النظر بشدة في هذا السياق ان الصحافة المصرية نقلت عن رئيس الاركان المشتركة الاميركية قوله إن الجانبين «ناقشا الالتزام بالاتفاقات والمعاهدات الدولية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط، والتأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين».

ولعل هذا التصريح يشكل اقرب نقطة وصل اليها الجنرال رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الى الإفصاح عن ان ايران وملفها النووي كانا ضمن ما تناولته محادثاته مع المشير طنطاوي. وليس خافياً ان هذا الجانب من المحادثات المصرية - الاميركية يبقى وسيبقى لفترة طويلة محاطاً بالسرية من الجانبين.

مع ذلك فإن اللوبي الصهيوني الاميركي كان اقرب الى التصريح بهذا الامر حين قال - في احدى افتتاحيات معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ـ ان اكثر الدول العربية تأثرا بالخطر النووي الايراني هما مصر والسعودية. معتبراً ان هاتين الدولتين ستجدان نفسيهما مضطرتين الى السعي لامتلاك سلاح نووي اذا ما تمت البرهنة على ان ايران قد حققت قدرة كاملة على صنع السلاح النووي. وأول هذه الاخطار هو ما يمكن ان تتكبده الدولتان العربيتان لتحقيق التوصل الى امتلاك او صنع سلاح نووي.

ونستطيع ان نؤكد ان ما ستحرص الولايات المتحدة على ان يبقى سراً بشأن محادثاتها مع الجانب المصري حول «الخطر الايراني» لن يبقى سراً بالنسبة لإسرائيل. وبالتالي فإن الموقف الذي اتخذته مصر في هذه المحادثات فيما يتعلق بمستقبل العلاقات بين مصر وإيران وفيما يتعلق بقناعات مصر فيما يتصل بالخطر النووي الايراني ستنقله اميركا او هي نقلته بالفعل الى اسرائيل. أما اذا كانت الولايات المتحدة قد تعاملت مع مصر كحليف استراتيجي موثوق به من ناحية ابلاغ القيادة المصرية بما اذا كانت اميركا او اسرائيل تنويان بالفعل مهاجمة ايران، وتوقيت مثل هذا الهجوم، فإن الملابسات المحيطة بهذه العملية العسكرية والمحيطة ايضا بالعلاقات المصرية - الاميركية لا تحمل ابداً على الاعتقاد بأن واشنطن يمكن ان تأتمن مصر على مثل هذا السر الحربي الاميركي - الاسرائيلي (...).

عند هذه الحد لا بد ان نأخذ بعين الاعتبار ان الجو العام السائد في مصر الثورة يترك انطباعاً قوياً بأن عدم الثقة بالولايات المتحدة من جانب الرأي العام المصري - وبتعبير اكثر صراحة من جانب الجماهير المصرية - وصل الى نقطة، لم يصل اليها منذ زمن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. واذا كان الوضع كذلك فإنه لا يمكن تكوين توقع على نسبة عالية من اليقين بأن الولايات المتحدة تضغط من اجل تأكيد دور لمصر، اقرب الى دعم او تأييد للقرار الاميركي - الاسرائيلي بتوجيه هجوم عسكري ضد ايران. وهنا لا بد من التمييز بين موقف السعودية - وكذلك مواقف دويلات الخليج التي تربط أمنها واقتصادها وأوضاعها الاستراتيجية بالولايات المتحدة - وموقف مصر ما بعد الثورة من هذه القضية. فليس يخفى على احد يتابع الشأن المصري، ان محاولة الزام مصر بما يسمى التزاماتها الدولية والمعاهدات التي وقعت عليها في زمن النظام الذي كان يرأسه مبارك، لن تجد الطريق الى هذه الالتزامات سهلة ميسرة. وصحيح ان تعهد الاخوان المسلمين بعد الفوز بأغلبية مقاعد مجلس الشعب المصري بهذه الالتزامات بما فيها معاهدة واتفاقات «كامب ديفيد» واحتمال تكليفهم بتشكيل حكومة ائتلافية مصرية، انما يجعل اسرائيل اكثر اطمئناناً الى مستقبل علاقاتها مع مصر، إلا أن مواقف القوى السياسية الاخرى وتيارات الثورة المصرية تسير في عكس هذا الاتجاه.

يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة لكل الاطراف - وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل - وجود عوامل مؤثرة اخرى قد تعجل وقد تؤخر قرار الهجوم على ايران حسب تقدير القمة الحاكمة فيها. هناك حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية. من يستطيع ان يؤكد ومن يستطيع ان ينفي ان الرأي العام الاميركي- اي غالبية الناخبين تنحو نحو تأييد او معارضة هجوم عسكري اميركي و/أو إسرائيلي على ايران؟ وهناك الوضع الاقتصادي الصعب الذي تجد إسرائيل نفسها فيه، الامر الذي ادى الى ظهور تيار مناوئ للهجوم على ايران، يضاف الى التيار الذي يخشى من عواقب مثل هذا الهجوم على اسرائيل من الناحية العسكرية. اي عواقب الهزيمة امام ايران. وهناك - ثالثا - تزايد المعارضة الشعبية في دول اوروبا لهجوم على ايران تدفع ثمن نتائجه الاقتصادية اوروبا اكثر من غيرها. وهناك - رابعا- الوضع المعقد في سوريا بما يمكن ان يكون له من تبعات إقليمية تتجاوز حدود سوريا نفسها بل تتجاوز حدود ايران. لقد زاد هذا الوضع من تردد الولايات المتحدة واسرائيل في قرار مهاجمة إيران خشية من الدولتين من اعتبارات من شأنها ان يؤدي مثل هذا الهجوم الى تقوية وضع النظام السوري في مواجهة خصومه الذين لم يكن ضمن تقديرهم احتمال ان يطول الصراع ضد النظام السوري القائم، الى حد يزيل احتمالات تحول سوريا الى ليبيا اخرى.

بوجه عام فإن دعاوى اللوبي الصهيوني في اميركا - سواء اعتبرنا انه يعني بتعبير «بلادنا» الولايات المتحدة او اسرائيل - التي تحاول ان تصور الوضع في مصر بشأن تأييد هجوم على ايران على انه ليس وضعاً ميؤوساً منه، انما ترتكز على نتائج الضغوط التي تمارسها اميركا على مصر.

وفي كل الاحوال فإن الضغط على مصر لا يستطيع ان يتخطّى قوة الثورة المصرية. احداث مصر في الاسابيع الاخيرة تثبت هذا اكثر مما تثبت قوة الضغط الاميركي... والاسرائيلي.

وبعد.. فإن نظرة مستقبلية تفاؤلية مستمدة من احتمالات تقارب مصر وإيران وقيامهما بدوريهما الاساسيين في حماية الشرق الاوسط، كل من جانبه، انما تتوقع شرقاً أوسطاً جديداً متحرراً من الهيمنة الامبريالية الصهيونية. لقد اصبح من الواقعي والمنطقي ان ننظر الى مستقبل مختلف للشرق الاوسط مبني على مبادئ الثورتين المصرية والايرانية، متحرر من المخاوف التي تصنعها مخططات اميركية اسرائيلية لشرق اوسط جديد تحت الهيمنة الاميركية - الاسرائيلية.

وهذه هي الحقيقة تنطق بأن حلم تحرير شعوب هذه المنطقة اعتماداً على واقع جديد يصنعه - بداية - تقارب بين ثورتي مصر وإيران لن يكون مجرد رؤية طوباوية مستحيلة التحقق على ارض الواقع، بل سيكون رؤية واقعية مبنية على مكونات واقعية من امكانيات هذين البلدين الغنية والقوية والمتفائلة في مواجهة القوى التي بدأت تظهر علامات ضعفها وتراجعها على المسرح العالمي برمته. ولسوف تحاول هذه القوى بأقصى ما في مستطاعها، لكي لا يتحقق تقارب وائتلاف وتعاون وتنسيق ثوري بين مصر وإيران. إنهما تعرفان ان نهاية الهيمنة الامبريالية والصهيونية على الشرق الاوسط لها عنوان واحد هو تعاون مصر وإيران، ولهذا ستحاولان قدر استطاعتهما التفريق بينهما. وهي محاولات لا بد ان يواجهها من جانب مصر وإيران معا نضال ثوري قوي باتجاه خلق شرق اوسط جديد متحرر ومتقدم تحميه ثورتان قادرتان.

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:20 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir