يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-2008, 10:19 PM   رقم المشاركة : 1
Berightback الشيخ سعود الشريم يوجه نصيحة غالية لأصحاب القلم


 

« خطبة الجمعة - 2 ذو القعدة 1429هـ - أهمية القلم فى الإسلام »
الخطبة الأولى:

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه .. بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد .. فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .. وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع الجماعة ، ومن شذ شذ في النار : وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (سورة النساء 115).

أيها الناس .. لقد أنعم الله - جل وعلا - على أمة الإسلام بالرسول النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ (سورة الجمعة 2) غير أن أمية النبي - صلى الله عليه وسلم -لم تكن يوما ما قدحا في رسالته أو مثلبا في نبوته .. كلا ، بل إن هذا النبي الأمي هو من أمره الله بقول : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (سورة العلق 1-5)

إنه والله لنبي أمي يدعو أمته إلى القراءة والكتابة .. كيف لا وهو - صلى الله عليه وسلم - يستشعر عظمة القلم بإقسام الله - تعالى - به في قوله : ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (سورة القلم 1) والإقسام من الله - تعالى - لا يتبع إلا بشريف ما أبدع وكريم ما صنع ، ومن ذلكم القلم الذي هو آلة الكتابة وأول مخلوقات الله على أحد الأقوال .. كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أول ما خلق الله القلم " .. الحديث رواه أبو داود والترمذي .

القلم أيها الناس هو خطيب الناس وفصيحهم وواعظهم وطبيبهم .. بالأقلام تدار الأقاليم وتساس الممالك .. القلم هو نظام الأفهام وبريد اللسان الصامت .. والكتابة بالقلم شرف ورفعة للمرء وبضاعة رابحة .. هي للمتعلم بمنزلة السلطان وإنسان عينه ، بل عين إنسانه .. بالقلم تخلد العلوم وتثبت الحقوق .. ولولا الكتابة لانقطعت أخبار بعض الأمم واندثرت السنن ولم يعرف الخلف مذهب السلف ، ورحم الله سعيد بن العاص - رضي الله عنه - حين قال : " من لم يكتب فيمنه يسرى " ، ولقد أحسن معن بن زائدة حيث قال : " إذا لم تكتب اليد فهي رجل " .



أيها المسلمون .. لقد فاخر كثير من المسلمين بالقلم حتى جاروا به السيف والسنان .. نعم لقد فاخر بذلك علماؤهم وشعراؤهم وبلغاؤهم ووعاظهم .. لقد رقموا بالقلم الجاد صحائف الأبرار ليحطموا به صحائف الأشرار ، ولقد أثرت أقلامهم في إرهاب العدو عن بعد ما لم تؤثره السيوف عن قرب .

لقد كانت نواياهم إبراز الخير لأمة الإسلام نصحا وإرشادا وأحكاما وفقها وأمرا بمعروف ونهيا عن منكر ، وأدبا وشعرا لا يخرمان المروءة ولا يثلمان الرزانة والمنطق ..لم تكن أقلامهم مأجورة يوما ما ولم يقترفوا بالقلم ما يخدش حياء أمتهم أو يحدث ثلمة فيها ، بل لم يكن همهم الإحبار أمام الدرهم والدينار وأمام حظوظ النفس والذات البالية .. فضلا عن ما قد يصاحب مثل ذلكم من تعسف وشقشقة تسترق الأقلام أو تجفف المحابر لتحتكر بقلم لا يشفي من ألم .

عباد الله .. صدق القلم وفصاحته من أحسن ما يتلبس به الكاتب ويتزر به العاقل ، وإن الاعتناء بأدب القلم في المعنى هو ضرورة كما هو الأمر في المبنى ، وهو بذلك صاحب في الغربة ومؤنس في القلة وزين في المحافل .. ناهيكم عن دلالته عن العقل والمروءة ورباطة الجأش والتبري من ضيق العطن ومصادرة الحق وعشق الهوى الذي يعمي ويصم : ... فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ (سورة الرعد 17).

ثمة .. إنه ولا شك أن من غرس بقلمه فسيلا فإنه يوشك أن يأكل رطبها ، وما يستوي عن أولي النهى وذوي الحجى قلمان .. أحدهما ثرثار متفيهق يكتب قبل أن يفكر ويرمي قبل أن يبصر .. يطب زكاماً فيحدث جذاماً .

والقلم الآخر قلم يكتب على استحياء محمود واستشعار لمسئولية القلم والمحاسبة عليه أمام الله، وله مع ذلك غيرة نابتة من حب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والنصح لكل مسلم .. وإذا ما تعارض القلمان فإن الخرس خير من البيان بالباطل ، كما أن الحصور خير من العاهر . قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة المائدة 100)

وحاصل ذلكم عباد الله أنه ما رؤي مثل القلم في حمل المتناقضات ؛ فهو عند اللبيب المهتدي آلة من آلات الخير والبر ومركب من مراكب البلوغ والنجاح وأرب صدع الفلك الماخر ، وهو عند النزق المائل عقرب خبيثة ودود علق لاصق لحم من يقاربه ..




ومع هذا كله عباد الله فإن القلم في هذا الزمان قد فشى فشوا كبيرا لم يكن كسابق الأزمان ، وقد اتسع نطاقه ليبلغ القاصي والداني كما قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : " إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة .. حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور القلم " رواه الإمام أحمد في مسنده .

وإن مما لا شك فيه أن الشيء إذا فشى وذاع ذيوعا واسعا كثر مدعوه وقل آخذوه بحقه ؛ فيكثر حينئذ الخطأ ويعم الزلل ؛ فيبرز ذلكم عري بعض الأقلام عن الأدب .. فلا ترعى حرمة ولا تحسن رقما ولا تزن عاطفة في نقاش ؛ فتثور بسببها خواطر النفوس وتبعث الأضغان وتكشف الأستار ويشتد اللغط رقما بقلم في قرطاس ملموس بأيد .. ناهيكم عن الكذب والافتراء والتصريح بالعورات وما يخدش العدل والإنصاف والموضوعية البريئة مع ما يصاحب ذلكم من قلم متعثر ؛ فيزداد خطره ويستفحل شره .. ومن ثم ينوء صاحبه بأحمال لا يقلها ظهر ودموع ندم على قبح تسطير ما لمددها انقطاع : وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (سورة الإنفطار 12) .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .. قد قلت ما قلت إن صواباً فمن الله وإن خطأ فمن نفسي والشيطان ، وأستغفر الله إنه كان غفاراً .


الخطبة الثانية :

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد :

أيها الناس: إن المسلمين بعامة لفي حاجة ماسة إلى القلم الصادق، إلى القلم الأمين، إلى القلم الصافي من الدخل، إلى القلم الملهم الذي يأخذ بلب قارئه صدقاً ونصحاً وصفاءً، ينشر الحق ويحي السنة ويـدل الناس إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم، .. وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ ... (سورة البقرة 282)

إن القلم أمانة وحملته من بني الإسلام كثر، غير أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً، وما كل من حمل الأمانة عرف قدرها، ولأجل ذا لفت علماء الإسلام الانتباه إلى صفات وضوابط لا يسع الأمة إهمالها، ولا ينبغي أن يقصر فيها كاتب أو ذو قلم، أو من جهة أخرى -من قبل القراء وأمثالهم- إلى عمن يتلقون ما ينفع، ولمن يقرؤون ما يفيد، ومن يؤخذون ولمن يذرون، فتكلموا عن كون الكاتب مسلماً مستقيماً ليؤمن جانبه ويثق فيما يسطره بنانه، حتى لا يذوق القراء مرارات يتجرعونها ولا يكادون يسيغونها غير مرة .

كما تكلم علماء الإسلام أيضاً عن كون الكاتب ذا علم وبصيرة، وأن يقتصر صاحب التخصص على تخصصه، فلا يتحول الكاتب بقلمه من كونه صحفياً إلى كونه فقيهاً مفتياً، ولا من كونه أديباً إلى كونه طبيباً، ولا من كونه مفكراً إلى كونه وصياً وصاية مطلقةً على أفكار القراء ومصادر تلقيهم، وحاد الجميع في ذالكم أن يكون المرجع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وإن من أهم ما بينه علماء الإسلام والناصحون منهم، أن يكون صاحب القلم متصفاً بالعدالة والإنصاف، وإدراك معنى الحوار السليم، لأن الكاتب الجائر ليس له قائد في فكره وقلمه إلا الهوى والتدليس، والتلبيس والتهويش والتشويش، ولربما زاد ونقص وحرف وأول، فكان كمن وصفهم الله بقوله .. تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ... (سورة الأنعام 91)
وإذا كان الناس يكبون على وجوههم في النار بسبب حصائد ألسنتهم، مع أن اللسان يفنى وينقطع حديثه، فما ظنكم بالقلم الذي يطول تسطيره، ويبقى حياً وإن مات صاحبه وأضحى فتاتاً.
قلمان لو تعرفهما لعرفت نوع مدادي
قلم الرزين وعكسه قلم السفيه الصادي
فاختر لنفسك واحدا ينجيك يوم معاد

هذا وصلوا رحمكم الله على خير البرية وأزكى البشرية، محمد بن عبد الله صاحب الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وأيه بكم أيها المؤمنون فقال جل وعلا : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (سورة الأحزاب 56)

اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن خلفاءه الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر صحابة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجود وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واخذل الشرك والمشركين ، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين ، اللهم آت نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين .

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم ، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم لا تمنعنا خير ما عندك بشر ما عندنا، اللهم إن خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم آتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس
قديم 11-02-2008, 07:43 PM   رقم المشاركة : 2

 


«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»


الله يجزيك ويجزي الشيخ الشريم بالخير ويكتب لكم الاجر والثواب


«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2008, 12:52 AM   رقم المشاركة : 3

 

بنت الوادي

جزاك الله خير الجزاء

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir