الأمانة .. ولا زال في الأمة خير !

ماأجمل الأمانة ! صفة من الصفات الجميلة التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف في الكتاب والسنة
قال تعالى : { إنَّ عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها
الإنسان إنهُ كان ظلوماً جهولا ] وقوله تعالى في سورة يوسف : { قال اجعلني على خزائن الأرض إني
حفيظٌ عليم } وقال عليه الصلاة والسلام : [ أدي الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك ] وقال عليه الصلاة والسلام : [ إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة ] وكان عليه الصلاة والسلام يوصف بالأمين قبل
أن يأتيه الوحي وكان أهل مكة يضعون عنده أشيائهم أمانةً ثم يأخذوها فيما بعد منه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ولن أطيل في هذا المجال فالموضوع ثري بالمشاركة ولكن أردت أن أذكر لكم لي
بعض المواقف الرائعة عن الأمانة في قصص حصلت لي هذا العام :

* قبل أسبوعين من الأن ذهبت مع أحد أصدقائي إلى بيت الله الحرام بمكة لنصلي فريضتي المغرب
والعشاء وقبل المغرب أوقفنا سيارتنا بموقف كدي وركبنا سيارة أجرة مع أحد الشباب السعوديين
وقبل بوابة الملك عبدالعزيز بدأت إقامة الصلاة فطلبت من زميلي الخروج للحاق بالصلاة وعندما خرجنا
وضعت يدي بجيبي فوجدت أن جوالي نسيته بسيارة الأجرة فقال لي زميلي نركب تاكسي ونلحق
بالرجل فقلتُ له لا فصلاة تعادل مائة الف صلاة لاتعادل جوالاً قيمتهُ الف ومئتان ريال فذهبنا وأدينا
الصلاة ولله الحمد من أولها إلى نهايتها وبعد الصلاة قام زميلي بإرسال رسالة جوال لجوالي المفقود
ووضع رقم هاتفه للإتصال به وبعدها جلسنا نستمع لدرس من دروس الحرم للشيخ / عبدالرحمن العجلان
ومع نهاية الدرس جاء الاتصال من سائق الأجرة يخبرنا أن الجوال معه فقال له صاحبي بعد صلاة العشاء
سنتحدث معك وفعلا أدينا الصلاة وقمنا بالاتصال به فقال أنه ينتظرنا عند المكان الذي أوقفنا عنده سابقا
فذهبنا إليه ووجدناه وقلنا له سنذهب معك لترجعنا إلى سيارتنا بالموقف وعندها أعطاني الجوال وقمت
بالدعاء له وأن يكثر الله من أمثاله الأمناء وأعطيته مبلغاً من المال مكافأةً لأمانته فرفض بشده وقال والله
إنني وجدت مبلغاً وقدره 40000 الف ريال في كيس عند الكعبة وقمت بتسليمها لشؤون الحرمين الذين
قاموا بإعطائي شهادة شكر وتقدير لعملي هذا فقلنا لهُ بارك الله فيك وجزاك المولى خيراً !!!

* الموقف الآخر حدث لي مع أحد العمال بمدرستي التي أعمل مديراً لها وهي ابتدائية ابن الجزري
ومتوسطة الإمام ورش بجده ففي إحدى الأيام جاء مندوب الصرف من إدراة التربية والتعليم وقام بتسليم
مكافآت لطلاب المرحلتين وبعد نهاية الدوام وذهاب المعلمين والطلاب إلى منازلهم مكثت في مكتبي
قليلاً لإنهاء بعض الأعمال الخاصة بي وعندها طرق العامل باب مكتبي يريد مني شيئاً فطلبت منه
الدخول فقلت له ماذا تريد ؟ فأخرج من جيبهِ مبلغ خمسمائة ريال فأعطاني إياها وقال وجدتها الأن وأنا
أقوم بتنظيف إحدى الحمامات !! وللعلم راتب العامل الشهري هو الف ريال !! فشكرته على أمانته وقمت
باعطائه مبلغاً من المال من جيبي مكافأةً له فرفض ذلك ولكني أصررت على ذلك فوافق وفي اليوم
التالي وفي الطابور الصباحي وأمام ستين معلماً وأكثر من الف طالبا بالمرحلتين قمت بسرد هذه
الواقعة أمام الطلاب والمعلمين التي تدل على أن هذه الأمة بخير قال عليه الصلاة والسلام ( الخير فيّ
وفي أمتي إلى قيام الساعة ) وقال أيضاً : ( من صنع لكم معروفاً فكافئوه ) وقمت باهداءه هديةً أمام
الجميع الذين هللوا وكبروا بصوت عال .. أسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من الأمناء والمتقين . آمين

 

 

الحمد لله فلا زال هناك من يتصف بهذه الصفة

ولم يأتي بعد ذاك الزمان الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم

((فيصبح الناس يتبايعون، لا يكاد أحدٌ يؤدي الأمانة، حتى يقال: إن في بني فلان رجلا أمينا، ..... ))

أخرجه مسلم



طارق بن قشاط

أحسن الله إليك وجزاك خيراً على هذا الطرح المفيد

وننتظر تواصلك



تحياتي
...........

 

 

الأمانة .. هي خُلق جليل من أخلاق المسلــم

و علامة من علامات الإيمان ..

ما أجمل أن نربي أبنائنا وطلابنا على ذلك

طارق بن قشاط

جزاك الله خير على ما سطرت

دمت بخير