يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-2009, 03:35 AM   رقم المشاركة : 1
B16 اللوحه النبويه ((3))


 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للوحة اليوم عن **غلام**
3


ذاك موعد على فراش الموت حيث المريض المدنف فتًى يهوديّ في يفاعة سنّه كان يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- فيضع له وضوءه ويناوله نعله ويقضي حوائجه، فإذا النبي --صلى الله عليه وسلم- يفتقده ويأتيه يزوره في مرضه، فيدنو منه ويجلس عند رأسه، وجلس أبو الغلام وجاهه، وإذا النبي الكريم ينظر نظرة المشفق الرحيم إلى فتى يافع يودع الدنيا ويستقبل الآخرة فيهتف به إلى ما هو أحوج إليه في هذا اللحظة، وهو الدين الذي يلقى به ربه، فدعاه إلى الإسلام وقال له:"أسلم، قل أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله".
تلقّى الفتى هذا النداء فإذا هو من محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي خدمه وخبره وعرف حاله، فعرف أن هذه حال الأنبياء، وليست حال الجبارين ولا المتقوّلين، ولكنه لا يزال مأسوراً إلى سلطة الأبوة القريبة منه، فجعل يقلّب طرفه وينظر إلى أبيه. ينتظر أن يأذن له، وإذا بالنبي يعيد عليه وكأنما يسابق لحظات الحياة القليلة، فقال له أبوه: أطعْ أبا القاسم، قل ما يقول لك محمد، وإذا كلمات الحق تذرف من شفتي الغلام المجهود: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. أتى بالشهادة واستكملها، ولكنه استكمل أيضاً البقية القليلة من حياته، فلفظ آخر أنفاسه وتُوفّي في ساعته تلك.
وإذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يخرج من عنده مستبشراً بهداية هذا الغلام وخاتمته الحسنة، وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار، ثم أقبل على أصحابه يأمرهم قائلاً: صلّوا على أخيكم.
إن ثمة مواضع للتأمل في هذه القصة فلك أن تعجب من هذه الخلطة بين النبي -صلى الله عليه وسلم- واليهود حتى إن بيته صلى الله عليه وسلم يحتوي فتى من فتيانهم يلبي من أمر النبي الخدمة الخاصة طهوره ونعليه، ونحن على يقين أن الصحابة كلهم كانوا يتشوّقون لخدمة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويتمنّون أن يشرف أولادهم بذلك، ومع ذلك وُجد متسعٌ لهذا الفتى اليهوديّ أن ينال هذا الفضل والشرف.
إن ذلك يكشف النفسية الهادئة في التعامل مع الكفار مشركين ويهود، فلم يكن ثمة توتر ولا توجّس فهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يمر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين واليهود فيجلس إليهم، ويتحدث معهم ويدعوهم ثم يمضي، بل هو صلى الله عليه وسلم يزورهم في بيوتهم ويجيب دعواتهم، ويفتح بيته لزيارتهم، بل ويدني فتى منهم حتى يلي هذه الخصوصية في الخدمة.
إن هذا كله مظهر قوة ووثوق، فإن هذه المخالطة أقصر الطرق لتعرّف هؤلاء على الدين وأهله، ولهدم الحواجز التي قد توجد في نفوسهم عن قبوله أو التعرّف عليه.
ولذا فإن هذا الغلام الذي تلقّى دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه لم يتلقّها خالي الذهن من معرفة الرسالة والرسول، فقد كانت خلطته اللصيقة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- كاشفة له عن دلائل نبوته وصدقه في دعوته، ولذا أتت استجابته في هذه اللحظة الحرجة من حياته متكئة على معرفة سابقة وخلطة لصيقة.
كما نلحظ –ثانيًا- مراعاة الجانب الإنساني في التعامل مع غير المسلمين، إنه هدي مَن بعثه الله رحمة للعالمين كل العالمين، فأسيرهم المحارب يُطعم، ومريضهم يُعاد، وميّتهم يُقام لجنازته إذا مرّت (أليست نفسًا!)، ولذا فإن زيارة النبي -صلى الله عليه وسلم- لغلام يهوديّ ليس بسيد ولا زعيم، ولكن خادم صغير لمشهد من مشاهد العظمة الإنسانية، والكرم الأخلاقي، والنبل المحمديّ، والذي تقفاه الصحابة والتابعون لهم بإحسان ففتحوا مغاليق القلوب، وأضاؤوا جوائحها بنور الله وهداه.
ثم -ثالثاً- تتساءل عن سر ذلك الفرح الغامر، والبشر الطافح على محيّا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- المنور وهو يحمد الله ويشكره (الحمد لله الذي أنقذه بي من النار)، ثم يعقد آصرة الأخوة بينه وبين أصحابه، ويحمّلهم مسؤولية العناية بجنازته (صلّوا على أخيكم).

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-03-2009, 04:37 PM   رقم المشاركة : 3

 




صقر الوادي

جزاك الله خيراً ونفعنا وإياك بما نكتب ونقرأ


اللهم استعملنا لطاعتك ،

ووفقنا لنكون من الطائعين الفائزين ،

ومن عتقائك يارب العالمين.




تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-07-2009, 01:50 AM   رقم المشاركة : 4

 





الأخ صقر الوادي

ننتظر تكملة اللوحات الرائعة


فلا تحرمنا

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
قديم 09-07-2009, 01:50 PM   رقم المشاركة : 5

 

الأخ الفاضل / صقر الوادي

جزاك الله خير وبارك فيك

هذه هي سماحة الإسلام وهذه هي حياة الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه

شكراً لك

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir