يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-2010, 09:29 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

هجمة مرتدة


 




يَعرِف أهل الرياضة خطورة الهجمات المرتدّة !

وذلك أن الفريق الذي رَجَعَتْ عليه الهجمة كان في غير مواقعه ،

أو كان غافِلاً

فإذا ما رَجَعت الهجمة من الخصم – وكان هناك من ترك موقعه ،

وأغْفَل مركزه ، وفتح خانة – كانت الهزيمة !

وهذا يعني أن اليقظة مطلوبة ،

مع الحرص والحذر من ترك ثغرات يستغلها الخصم .

وقُـل مثل ذلك في الحروب والقتال ، فإذا تَرَك المقاتِل ثغرة استغلّها عدوّه ،

وإذا فُتِحت خانات ، أو لم تُغلق المنافذ هجم العدوّ منها فربما أصاب مقتل ،

ومثل ذلك في عالم الأجهزة والشبكات ،

فمن ترك المنافذ مفتوحة ربما هوجِم بالفيروسات ،

وقد ينتج عن هذه الغفلة تدمير الجهاز ،

وابن آدم لديه ثغرات ، وعليه أن يسدّ جميع الخانات ،

وأن يُغلِق كل المنافذ ، تلك المنافذ التي ينفذ منها العدو إلى الحصن الحصين ،

ويصِل فيها العدو إلى الْمَلِك ، فينال منه ، أعني ملك الأعضاء ،

وهو القلب ،

فمتى غَفَل ابن آدم هجم عليه عدوّه المتربِّص به في آناء الليل وآناء النهار ،

عدوّ يدخل مع ابن آدم كل مَدْخَل ، بل يجري منه مجرى الدمّ ،

بل هو العدو المبين الذي قال عنه رب العالمين :

(إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) ،

وقد أخبر الله ، وأمَرَ وعَلَّلَ ،

فقال رب العزة سبحانه :

(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ).

فهو يسعى سعياً حثيثا دؤوباً على تلمّس الثّغرات في قلب ابن آدم ،

فحيثما وجَدَ ثغرة دَخَلَ منها ونَفَذَ ، وتسوّر حِصْن القلب .


فالغَضَب ثغرة ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام :

" إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خُلِق من النار ،

وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ
".

رواه الإمام أحمد وأبو داود .

والغفلة ثغرة ، ولذا قال ابن عباس في قوله :

( الوسواس الخناس )

قال : الشيطان جَاثِمٌ على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، وإذا ذكر الله خَنَس .

فهو مُتربِّص بك الدوائر ، مُبتغٍ لك الغوائل ! والذنوب ثغرات ،

قال الشيطان : وعِزّتك يا رب لا أبرح أُغْوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ،

فقال الرب تبارك وتعالى : وعِزَّتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني .


رواه الحاكم وغيره وهو حديث صحيح .

قال ابن القيم :

الشيطان يَشُمّ قلب العبد ويَخْتَبِرَه . اهـ .


فإن الشيطان يشم القلوب وينظر في مداخلها ويتحسس ثغراتها ومناطق ضعفها .

فلكل قلب ثغرة ، ولكل شخص – غالباً – شهوة ، يَضعُف أمامها ،

فتزيد الحاجة إلى قوّة المدافَعَة ، وإلى شدّة الحرص ، وإلى مزيد من اليَقَظَـة .


فاحرص رعاك الله على إغلاق المنافذ حتى لا يدخل فيروس الشيطان ! ،

وعلى اليقظة والحرص حتى لا يكون لهجماته المرتدّة أثَــر ،

فاجعل الذِّكْر حارَس قلبِك ،

حتى يَخنس إبليس ويَضْعف ، ولا يوسوس .

واجعل الاستغفار الضربة القاضية على إبليس ،

حيث أخبَر أنه أهلكه الاستغفار ، كما في بعض الآثار .

واجعل السجود فَـرَح قلبِك بالانتصار ،

وبُـكـاء إبليس بالهزيمة والفِرار !


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا قرأ ابن آدم السجدة فَسَجَدَ ، اعتزل الشيطان يبكي ،

يقول : يا ويله - وفي رواية : يا ويلي – أَمِـرَ ابن آدم بالسجود فَسَجَدَ ،

فَلَهُ الجنة ، وأمِـرْت بالسجود فَأَبَيْتُ ، فَلِي النار
" .

رواه مسلم .

فتذكّر أن خُسران هذه الجَولَة وانتصار الشيطان يعني الخُسران المبِين

وأن انتصارك على الشيطان مآله رِفعة الدّرَجات ،

واعلم أن الشيطان لا ييأس ، بل لديه صبر وجَلَد ،

فهو يُحاول الفوز والانتصار على بني آدم حتى تَخرج أرواحهم من أجسادهم .


وتذكّر أخيرا – حفظك الله – أن موسم الخيرات على الأبواب ،

فلتكن الجولة فيه لك لا لعدوِّك . وليكن الفوز من نصيبك لا من نصيب إبليس ..

عِــدْ نفسك أن يكون هذا الشهر هو وداع المعاصي ،

وهو نهاية المطاف في السَّير في رَكْب إبليس !

والله يتولاّك ....


عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


غفر الله لكاتبه وناقله وقارئه


تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 10:06 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 



غفر الله لنا ولك و لكاتبه وقارئه

وكفانا الله شر الشيطان وأعوانه

عبد العزيز بن شويل

جزاك الله خير على هذا الطرح القّيم

دمت بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 01-09-2010, 09:19 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية مشرف الإسلامية
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
مشرف الإسلامية is on a distinguished road


 



 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir