يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-13-2010, 06:39 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ


 





:::: الأخلاق الفاضلة ::::

سنتحدث في هذه الموضوع عن الأخلاق الفاضلة ،

وسنستقي من ينابيع الحكمة و نرتوي من سلسبيلها الرقراق دروساً و عظات ٍ

ترتفع بنّا لمصاف الأولياء و الصلحاء و الأتقياء .

فنكون بذلك مستحقين الفضل بمجاورة سيد الخلق عليه الصلاة و السلام .

الأخلاق الفاضلة كما يصفها الفضلاء لها مكانة عظيمة

" في حياة الإنسان سواء بالنسبة له أو بالنسبة للمجتمع الذي يعيش فيه ،

ولها أهميه تفوق الحاجة للطعام والشراب وذلك أنه بهذه الأخلاق

يعيش حياته السعيدة في الدنيا وينال الأجر العظيم في الآخرة

وإن الإنسان بدون مكارم الأخلاق يصبح عديم الخير والفائدة

وكثير الشر والضرر ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

ولمحاسن الأخلاق في الإسلام مكانة فريدة لم تكن في دين من الأديان.

قال صلى الله عليه وسلم: ( إن من خياركم أحسنكم أخلاقاَ )
"


كتاب الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات ـ د.عبدالله بن ضيف الله الرحيلي .

ومن محاسن الأخلاق الفاضلة :

معاملة المسيء بالإحسان و العفو ، وهي مرتبة عالية و مطلب سام ٍ ؛

ويتبعها الانصاف في رده و العدل في عذله و عدم مجارته بمثل سوءه .

فما منّا من أحدٍ إلا ويتعرض لموقف يُظلم فيه ،

فيقال فيه ماهو براءٌ منه ، و ينتقص شأنه و يبهت في خلقه ..

وللنفس حظٌ من أن تنتصر و تقف أمام الظالم.

وهنا يختلف مقام الناس فيختلط في ثورة الغضب العدل بالجور ،

فينتصر المرء ويأخذ أكثر من حقه. وذلك بالتطاول في عرض الظالم انتقاماً و تبكيتاً .

فيحدث بذلك ثارات و غرات تتالى كأنها حربٌ سجال .

فتضيع بسبب ذلك الحقوق و تنتهك الأعراض و يطول بالخلاف و الاختلاف المقام .

حتى يظعن مقيماً و يبنى بالفتنة قصراً منيفاً .

فالتوجيه الذي نود ان نستقيه من وحي القرآن

و توجيه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي نزل القرآن بتزكية خلقه

في قول الرحمن ( وإنك لعلى خلقُ عظيم ) ؛

هو كيف تتم معاملة الآخر الذي يسيء ويظلم .

فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل :

{ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا *

إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا }

النساء : 148ـ 149

يقول العلامة عبد الرحمن السعدي في تفسيره :

( يخبر تعالى أنه لا يحب الجهر بالسوء من القول،

أي: يبغض ذلك ويمقته ويعاقب عليه، ويشمل ذلك جميع الأقوال السيئة

التي تسوء وتحزن، كالشتم والقذف والسب ونحو ذلك

فإن ذلك كله من المنهي عنه الذي يبغضه الله.

ويدل مفهومها أنه يحب الحسن من القول كالذكر والكلام الطيب اللين.

وقوله: { إِلا مَن ظُلِمَ }

أي: فإنه يجوز له أن يدعو على من ظلمه

ويتشكى منه، ويجهر بالسوء لمن جهر له به،

من غير أن يكذب عليه ولا يزيد على مظلمته،

ولا يتعدى بشتمه غير ظالمه، ومع ذلك فعفوه وعدم مقابلته أولى،

كما قال تعالى: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } .

{ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا }

ولما كانت الآية قد اشتملت على الكلام السيئ والحسن والمباح،

أخبر تعالى أنه { سميع } فيسمع أقوالكم،

فاحذروا أن تتكلموا بما يغضب ربكم فيعاقبكم على ذلك.

وفيه أيضا ترغيب على القول الحسن. { عَلِيمٌ } بنياتكم ومصدر أقوالكم.

ثم قال تعالى:

{ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ }

وهذا يشمل كل خير قوليّ وفعليّ، ظاهر وباطن، من واجب ومستحب.

{ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ } أي: عمن ساءكم في أبدانكم وأموالكم وأعراضكم،

فتسمحوا عنه، فإن الجزاء من جنس العمل.

فمن عفا لله عفا الله عنه، ومن أحسن أحسن الله إليه،

فلهذا قال: { فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } أي:

يعفو عن زلات عباده وذنوبهم العظيمة فيسدل عليهم ستره،

ثم يعاملهم بعفوه التام الصادر عن قدرته.

وفي هذه الآية إرشاد إلى التفقه في معاني أسماء الله وصفاته،

وأن الخلق والأمر صادر عنها، وهي مقتضية له،

ولهذا يعلل الأحكام بالأسماء الحسنى، كما في هذه الآية.

لما ذكر عمل الخير والعفو عن المسيء رتب على ذلك،

بأن أحالنا على معرفة أسمائه وأن ذلك يغنينا عن ذكر ثوابها الخاص .
)

كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ـ
للشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي ـ يرحمه الله ـ


وقفة :

ولنا في سلفنا الصالح أسوة حسنة ، فقد وجه الصحابي الجليل ابن عباس

في الآية توجيها ربانياً شمل التخلق بالأخلاق الفاضلة فقال ـ رضي الله عنه و ارضاه ـ :

رخص له أن يدعو على من ظلمه , وإن صبر وغفر كان أفضل له ;

وصفة دعائه على الظالم أن يقول : اللهم أعني عليه ,

اللهم استخرج حقي منه , اللهم حل بيني وبينه ;


قاله الحسن البصري .

كتاب أحكام القرآن لابن العربي ـ رحمه الله ـ ،
عند تفسير قوله ( لا يحب الله الجهر بالقول .. )





تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 03-14-2010, 06:32 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبن القرية مشاهدة المشاركة


إبن القرية

وجزاك خيراً لتواصلك

دمت بخير ومن تحب

تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir